- الأحد ديسمبر 25, 2011 1:37 am
#46021
التاريخ من تاريخ هذا المضيق أن أسطولاً انكليزياً مؤلفاً من اثنتي عشرة بارجة وعدد كبير من المدفعيات والحراقات اقتحم الدردنيل في 20 شباط ـ فبراير سنة (1807)م تحت قيادة الأميرال دوكودث ووقف أمام الآستانة فرآها قد استعدت حصونها لمقابلته فاضطر للرجوع فكان الترك قد أسرعوا إلى تحصين جزء منه فلما هم الاسطول الإنكليزي بالرجوع ومر بتلك الحصون أصيب بأضرار عظيمة. ولما صار الأميرال الإنكليزي ببحر إيجه قابله أسطول روسي فعرض عليه أميراله أن يتحدا معاً على اقتحام الدردنيل وألزام تركيا بالشروط المطلوبة فأبى الأميرال الإنكليزي لتحققه من الخطر. في سنة (1809)م أي بعد هذه الحادثة بسنتين اتفقت إنكلترا وتركيا على ضرورة اقفال الدردنيل في وجه السفن الحربية الأجنبية. وفي سنة (1823)م اتفقت روسيا مع تركيا على إقفال الدردنيل في وجه كل دولة تطلب روسيا إقفاله في وجهها وكان ذلك في مقابل مساعدة روسيا للباب العالي في صد هجمات إبراهيم باشا بن محمد علي باشا عن الأناضول. هذا الاتفاق شغل بال إنكلتره شغلاً كبيراً فتوصلت لحمل روسيا وبروسيا والنمسا على الاتفاق معها على وجوب إقفال تركيا للدردنيل في وجه جميع الدول على السواء وكان ذلك سنة (1840)م. ثم انضمت اليهم فرنسا سنة (1851)م وأبدل هذا الاتفاق باتفاق البوغازات ونص فيه على هذا الإقفال في مادتيه الأوليتين. ولما عقدت معاهدة باريس سنة (1856)م نص على هاتين المادتين فيها. وجاءت معاهدة سنة (1871)م ناصة على ذلك الإقفال أيضاً. ولما انتصرت روسيا على تركيا سنة (1876)م وعقدت معها الصلح جعلت لنفسها حقاً ممتازاً في الدردنيل فلما التأم مؤتمر برلين لتنقيح شروط الصلح ألغى هذا الحق الممتاز وأيد مبدأ الإقفال. وفي سنة (1902)م طلبت روسيا من تركيا أن تسمح مرور أربع نسافات إلى البحر الأسود لتنضم إلى أسطول البحر الأسود عند عرضه على القيصر وتلطفت روسيا في هذا الطلب حتى رضيت أن تجرد تلك النسافات من سلاحها وأن ترفع العلم التجاري عند مرورها. فلما سمح لها الباب العالي احتجت انكلترة على ذلك وقالت: إنها تعتبر هذا المرور سابقة تستفيد منها هي في المستقبل. وفي سنة (1904)م طلبت روسيا من الباب العالي أن تمر من الدردنيل أربع سفن من الأسطول المتطوع محملة فحماً فاحتجت إنكلترة ثم انتهى الأمر بقبول الباب العالي. هذه لمعة من تاريخ الدردنيل وهي تدل القارئ على أن روسيا تميل أشد الميل لحرية مرورها من ذلك المضيق الخطر لتستفيد فائدة كبيرة من اتصال أسطولها بالبحر الأبيض. وقد توصلت تركيا في مؤتمر مونترو سنة (1936)م لبسط سلطانها على ذلك المضيق