صفحة 1 من 1

اتحاد وتعاون دول المجلس مطلب

مرسل: الأحد ديسمبر 25, 2011 2:17 am
بواسطة محمد احمد العشيوان 1

بموضوعية

اتحاد وتعاون دول المجلس مطلب

راشد محمد الفوزان


لا شك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ختام القمة الخليجية بالرياض الأسبوع الماضي إلى " اتحاد دول الخليج " هي دعوة صادقة وملحة لدول المجلس التي أسست " مجلس التعاون الخليجي " منذ ما يقارب ٣٠ عاما، لكن الواقع يقول إنها لم تتفاعل على الأرض لكي يتبلور هذا المجلس بتعاون اقتصادي وسياسي ووحدة بصورة فاعلة يمكن أن يلامسها المواطن الخليجي.

دول المجلس متجانسة ومتحدة فعلا، والاحداث السياسية توضح ذلك، لكنها تحتاج إلى فاعلية حقيقة، وجدول أعمال لتنظيمها وخلق التجانس الحقيقي أولا على الصعيد الاقتصادي، فحتى الآن لم ينته موضوع " الاتحاد الجمركي الخليجي " وهو من المواضيع التي طال النقاش فيها، ناهيك عن محاور ومتطلبات اقتصادية كبيرة ومهمه يفترض العمل عليها باعتبار هناك تباين بين دول المجلس اقتصاديا.

دول ومواطنو مجلس التعاون الخليجي بحاجة لهذا الاتحاد، فهو يضعها أمام تحديات كبرى في المنطقة، خاصة السياسية منها ليمكنها من مواجهتها والتصدي لها، فقد أصبحت المنطقة مصدر اطماع وإغراء دول مجاورة، وإحتلال الجزر الأماراتية وقضية ميناء مبارك في الكويت شاهد على ذلك، بالاضافة لما يحاك داخل كل دولة واستغلال البعض في الداخل.

الحاجة ضرورية ومهمه لهذا الاتحاد كهدف استراتيجي نهائي، لكن يجب العمل بفاعلية على توفير كل الشروط والمعطيات لذلك، وعدم تأخرها فيكفي ما مضى من الزمن بلا حراك نحو الوحدة الخليجية، كما ان الاتجاه لاتحاد " كونفيدرالي " يقبل ويحفظ سيادة كل الدول، لكنه يتطلب تقوية اقتصاد الدول الخليجية الأقل نموا حتى لا تصبح عامل ضعف وتراجع، فالتباين بين الدول يضعف الاتحاد والعمل نحوه، لذا يجب أن يصاغ كثير من الأنظمة في دول المجلس مع أهمية أن يشعر المواطن الخليجي أنه ابن كل دولة يذهب لها، ويجد التشريعات والتنظيمات الاقتصادية متشابهة ومفتوحة وتساعد على استقطاب الاموال والاستثمارات، وأن يصبح المواطن الخليجي هو صاحب الأولوية لا غيره.

الاتحاد الخليجي هو نتيجة نهائية لهدف يفرضه واقع التحولات العالمية والتحديات، وأن يساند بقوة اقتصادية وبنية تحتية لدول المجلس، لتصبح أكثر قوة ومناعة لمواجهة مستقبل مليء بالتحديات والمخاطر لا شك.