الديمقراطية الاشتراكية أو الديمقراطية الاجتماعية social democracy هي إيديولوجيا سياسية نشأت في الأصل أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على يد عدد من أنصار الماركسية وفي بداياتها كانت تضم عددا من الاشتراكيين الثوريين بما فيهم روزا لوكسمبورغ وفلاديمير لينين، لكن مصطلح الديمقراطية الاشتراكية أصبح لاحقا بعد الحرب العالمية الأولى والثورة الروسية منحصرا في دعاة التغيير التدريجي ورفض الثورية لتغيير النظام الرأسمالي مع محاولة جعله أكثر مساواة وإنسانية.
الديمقراطية اصطلاحاً تعني حكم عامة الناس، وتعد الديمقراطية الاشتراكية إحدى النظريات التي تغيرت كثيرا خلال التأريخ متجهة من الالتزام بالنظام الاشتراكي إلى التعامل جزئيا بالنظام الرأسمالي مع إضافة عناصر اشتراكية لتقليل الفوارق الاجتماعية الناتجة عن النظام الرأسمالي حيث تبنت نظام اقتصاد السوق الاشتراكي.
كان لينين قائد ثورة أكتوبر الاشتراكية هو من وضع أسس الديمقراطية الاشتراكية حيث أن لينين رفض فكرة الديمقراطية البرلمانية بشكل قاطع معتبرا أن وجود أقلية لا تتجاوز خمس مئة شخص تمثل الشعب تضع مصالح الشعب بيدهم وهم عدد قليل من الممكن شرائهم ويصبحون جزء من الحكومة بشكل غير مباشر ورفض مبدأ فصل السلطات الذي كان سائدا في الدول التي تعتمد الديمقراطية البرلمانية وكانت التجربة اللينينية في تطبيق الديمقراطية هي وضع سلطة تنفيذية تشريعية واحدة بدون فصل تسمى مجلس السوفييت الأعلى وكلمة سوفييت تعني الشورى أي أن الاسم العربي كامل مجلس الشورى الأعلى ويتم انتخاب هذا المجلس بشكل هرمي حيث تبدأ الانتخابات من مجالس السوفييت انطلاقاً من الأحياء وثم مجالس أعلى تنتخب من مجالس الأحياء وهي مجالس المناطق والقرى وهكذا لتصل إلى المجلس الأعلى للشورى لكن مع ولادة التجربة بدأت تنهشها البيروقراطية وتحول ممثلي الشعب إلى قيادات ثابتة لمدة اربع سنوات فكتب لينين لقد تحول ممثلي السوفييت إلى برلمانيين لا يتم تغيرهم الا كل اربع سنوات لذلك يجب أن يكون عضو السوفييت قابلا للسحب اي تحويل مجالس السوفييت إلى مؤتمر مفتوح ليكون كل منتخب قابل للمراقبة والسحب عندما يفقد ثقة ناخبيه مباشرة دون انتظار المؤتمرات وتعتبر تجربة رائدة لكنها لم تدم خصوصا بعد دخول الإتحاد السوفيتي بالحرب العالمية الثانية أثناء تولي ستالين لمقاليد السلطة.
أما اليوم فإن الديمقراطيين الاشتراكيين يتعاملون بعناصر رأسمالية إضافة إلى عناصر اشتراكية لضمان العدالة الاجتماعية.
ورغم أن الديمقراطية الاشتراكية social democracy تستخدم كمرادف للاشتراكية الديمقراطية democratic socialism في بعض الأحيان لكن بعض الأحزاب التي تنضوي تحت لواء الأخيرة تعتبر الأولى مؤيدة للنظام الرأسمالي وتعتبر الأولى أكثر ديمقراطية وأقل اشتراكية ويصدق العكس على الثانية.
أما الليبرالية الاجتماعية فهي تؤكد على حرية الفرد أكثر من الديمقراطية الاشتراكية مع وجود تشابه كبير في السياسة الاقتصادية، للمزيد يمكن مراجعة الفرق بين الليبرالية الاجتماعية والديمقراطية الاشتراكية