منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#46121
محمد الانصاري
في الثالث من نيسان 1990 وصل الى واشنطن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ارينز... وفي نفس الوقت سربت الموساد الى الاعلام معلومات مفادها ان اسرائيل تعتزم القيام بضربه على المفاعلات النوويه العراقيه ومنشات تصنيع الصواريخ والمنشات الكيمياويه العراقيه ... وفي يوم 2-4-1990 ظهر الرئيس صدام حسين وفي قصر صرح صقر القادسيه باجتماع مع اعضاء القياده السياسيه والعسكريه وقال :والله والله والله اننا سنحرق نصف اسرائيل لو حاولت ضرب العراق .ويومها احدثت الولايات المتحده وبريطانيا واسرائيل ضجه اعلاميه كبيره حيث ان كل وسائل الاعلام قالت ان الرئيس العراقي صدام حسين قد اقسم بحرق اسرائيل واخذ المحللون يتكلمون بشكل وكان العراق يقف على ابواب اسرائيل وان الحرب قائمة لامحاله ولم يتكلم احد ان قول السيد الرئيس يعني انه لو هاجمت اسرائيل العراق فسيكون للعراق الرد الموجع .

وكانت اسرائيل حينها تريد التشاور مع الامريكان بشان تطور الاسلحه والقوات العراقيه فجاءت زيارة ارينز لواشنطن وفور وصول ارينز للعاصمه واشنطن التقى بمسؤول كبير في جهاز الامن القومي الامريكي وبدا الوزير الاسرائيلي الحديث بالقول :ان العراق يعد لغزو اسرائيل وان للعراق مخطط بذلك وان المعلومات الوارده الى حكومتي تقول ان اليمن والاردن ضالعان مع العراق بهذا المخطط اما مصر فاعتقد انهم يخفون عنها ذلك وان حكومتي ارسلت تحذيرا صريحا بهذا الشان للاردن وقدم لنا الاردنيون تعهدا بعدم مهاجمة الاراضي الاسرائيليه لكننا لانثق بتلك التعهدات وان كنا ترى ان الاردن لن يجازف بامنه في مقابل الاشتراك بعمليه حربيه مع العراق .

واضاف :ان معلوماتنا تقول ان العراق يمتلك صوارريخ يمكن ان تصل الى الاراضي الاسرائيليه وان هذه الصواريخ لها القدره على حمل رؤوس نوويه وكيمياويه ونحن لو انتظرنا قيام العراق بذلك فاننا سنرد بالسلاح النووي ونحن نعرف ان اصدقائنا الاميركيون لايرغبون بذلك لاننا لو استخدمنا اسلحتنا النوويه فان تاثيرها لن يتوقف عند العراق بل سيصل الى اصدقائكم في الخليج وربما مصر ونحن لانريد ان يقال عنا اننا السبب في عدم الاستقرار والامن في المنطقه ...اننا تشاورنا كثيرا في داخل اسرائيل واتفقنا ان نهاجم عدونا قبل ان يهاجمنا وان نقوم بحرب استباقيه والافاننا سنكون في وضع سيء واعتقد انكم سمعتم تصريحات الرئيس العراقي يوم امس حيث انه اقسم انه سيحرق اسرائيل ,ونحن لانقبل ان تكون ارضنا مطمعا للعرب كما اننا سنخسر كثيرا اذا ما انتظرنا قيام العراق بذلك العمل .

المسؤول الامريكي :-ان العراق لديه قوه عسكريه كبرى بالفعل ...ولكن ليس لدينا مايؤكد قيامه بذلك العمل العسكري قريبا .

الوزير الاسرائيلي:-معلوماتنا تؤكد ان العراق سيقوم بعمليه واسعة النطاق في 5 حزيران 1990 وهو مايزال يشاور الاردن واليمن وان المشاورات امتدت لتشمل سوريا مع اليمن ..وانتم تعلمون ان القوة العسكريه الضخمه التي يعدها العراق يهدف من ورائها ازالتنا من الوجود وانه لايقصد بها احدا غيرنا لذا فمن حقنا ان نحتاط لما يخطط لنا في العراق .

المسؤول الامريكي :-ومن الذي اخبركم بذلك ؟؟

الوزير الاسرائيلي:-حصلنا على وثيقه عراقيه تؤكد ذلك ..

ثم اخرج من جيب سترته ورقه من داخل ضرف قدمها للمسؤول الامريكي .

المسؤول الامريكي :-ارى انها مخطوطه عاديه واني لااعرف مابها لانها مكتوبه باللغه العربيه ولكن على اية حال فهي لاتاخذ شكل الوثيقه .

هنا طلب الوزير الاسرائيلي استدعاء احد المترجمين للغه العربيه وبعد مرور عشرة دقائق وصل المترجم ويدعى (جينس)وكان قد سبق وعاش في بلاد المغرب العربي لاكثر من ثماني سنوات .امسك جينس الورقه وقال انها بتوقيع صدام حسين وبها تكليف للقياده العسكريه العراقيه بالاستعداد ورفع حالة التاهب القصوى والتاكد من سلامة الصواريخ العراقيه والانتهاء من كافة هذه العمليات قبل 5-حزيران-1990.

المسؤول الامريكي :-الورقه لاتشير الى قيام العراق باي هجوم عسكري ضد اسرائيل

الوزير الاسرائيلي:-ان معلوماتنا تفيد ان التدريب العسكري العراقي ورفع حالات الاستعداد في الجيش العراقي بهدف مهاجمتنا وان العراق اتخذ تاريخ 5-حزيران -1990 حتى يمحو اثار الهزيمه العربيه عام 1967 .. ان صدام حسين ابلغ الملك الحسين في اتصال هاتفي في فبراير /شباط الماضي انه يريد ان يحتفل العرب بيوم 5-حزيران لاان يتذكروه بالماسي والاحزان .



المسؤول الامريكي :-ان مسالة قيامكم بعمل عسكري ضد العراق سوف تثير زوابع عربيه وغربيه وسوفيتيه ونحن نامل معكم في ان نقضي على قوة العراق العسكريه قضاء تاما وشاملا لانها تمثل تهديدا لنا ايضا وابلغلنا منذ ايام من احد اصدقائنا الخليجيين –اشار الى الملك فهد-بانه قلق ايضا من بعض التحركات العسكريه العراقيه وقد استفسرنا مباشرة من العراق عن هذه التحركات فردوا علينا انها تدريبات عاديه وان العراقيين ابدوا استعدادهم لتفعيل معاهدة عم الاعتداء بينهم وبين السعوديه .

الوزير الاسرائيلي:-ان العراق ليس في نيته مهاجمة السعوديه اواحتلالها بل نحن المقصودون بهذه التحركات ,واعتقد اننا لو استخدمنا التخوفات الخليجيه من العراق ووجهنا دفة الحرب بعيدا عنا وباتجاه الخليج لاستفدنا نحن وانتم من ذلك فانتم ستضمنون تواجدا دائما في المنطقه مما يجعلكم تتحكمون بالطاقه النفطيه العالميه ونحن سنضمن ان تهديد العرب لنا قد انتهى بنهاية قوة العراق .

المسؤول الامريكي :-وهل تريدون مساعدتنا في عملكم العسكري ؟؟

الوزير الاسرائيلي: - هناك خياران اما ان تساعدونا بالعمل العسكري واما ان تدفعوا الحرب بعيدا عنا باتجاه الدول الخليجيه

ونحن نفضل ان لانصدم بالجيش العراقي لانه بات اكبر قوة عسكريه عربيه ونحن نعرف ان الاردن وسوريا ستساند العراق بحربه ضدنا واقول لكم ان لدينا القدره على تقليم اظافر سوريا والاردن الااننا يجب ان نضع كل الاحتمالات الممكنه .

المسؤول الامريكي :-اذا تنوون القيام بعمل عسكري ضد العراق وسوريا والاردن ....وهذا صعب للغايه فهل لديكم الاستعداد للقيام بهذا العمل الكبير ؟؟

الوزير الاسرائيلي: -اننا في عام 1967 قمنا بالعمل العسكري ضد مصر وسوريا والاردن ونجحنا فالعرب ليس لديهم االتخطيط الجيد وليس لديهم القدرات العسكريه التي تؤهلهم لتوظيف امكانياتهم العسكريه توظيفا جيدا ..ماعدا القوه العسكريه العراقيه التي اكتسبت الخبره القتاليه العاليه من حربها مع ايران اعترف لكم انها تقلقنا كثيرا وهي السبب الاساسي لزيارتنا لكم والتباحث معكم . المسؤول الامريكي :-هذه مساله خطيره فانت تعلم اننا نرتبط مع الاردن بعلاقات جيده واذا ماسمحنا لكم بالقيام بذلك فاننا سنخسر اصدقائنا في المنطقه .

الوزير الاسرائيلي: - اننا نحافظ على مصالحكم اكثر من العرب .

المسؤول الامريكي :- نحن نقدر لكم ذلك ولايخالجنا شك في انكم حليفنا الاول في المنطقه لذا نحن نمدكم بكل ماتحتاجون اليه من سلاح في المنطقه .

الوزير الاسرائيلي: -ان المساله الان ليست مسالة سلاح لكن المساله التي نطلبها ان تنضم الينا بعض الفرق العسكريه الامريكيه وكذلك الاسطول الامريكي في البحر المتوسط ونعدكم اننا لن نمس الاردن او سوريا واننا سنكتفي بضرب العراق فقط وانتم قلتم قبل قليل ان العراق بات يهدد مصالحكم ....ولذا فانه ليس من صالحنا او صالحكم الابقاء على صدام حسين اوالابقاء على قوته العسكريه .

المسؤول الامريكي :-نحن معكم في ذلك لكن المساله يجب ان تدرس من جميع الجوانب كما انه ليس من السهل ان تبدأوا انتم بالعمل العسكري .

الوزير الاسرائيلي: -وهل ننتظر ان يقوم صدام حسين بهذا العمل ؟؟؟

المسؤول الامريكي :-لا لم اقل لك ذلك فاذا ماشرع العراق بضربكم فان هذا لابد ان تصحبه استعدادات عسكريه اعتقد انها لن تقل عن اسبوعين ففي هذه الحاله يمكن ان نعطيكم ماتريدون من مساعدات .

الوزير الاسرائيلي: - ارى ان هذا تخاذل في الموقف الامريكي فانا اعلم انكم تخططون منذ امد طويل لضرب القوة العسكريه العراقيه

المسؤول الامريكي :-نحن نخطط لذلك بالفعل لكن تخطيطنا يختلف عنكم ولسنا في عجله من امرنا اننا نخطط لاجتثاث الجيش العراقي بالكامل سلاحا وعددا وعدة ,ونخطط لعزل صدام حسين عن شعبه لاننا نرى في العلاقه التي تربطه بالشعب العراقي خطرا يهدد مصالحنا حيث ان الشعب العراقي يثق به ثقة عمياء ويراه قائدا وبطلا وان صدام يوجه شعبه ضدنا وضد اصدقائنا واننا نخطط لضرب العراق بالزناد العربي وان هذه العمليه ستكون باشرافنا المباشر وستكون كمشرط الجراح الذي يقطع الورم الخبيث من الجسم دون ان يمس الاعضاء الاخرى ولن نترك العراق بعد عزل صدام واجتثاث جيشه قبل ان ننفذ اهدافنا بخلق عراق يفكر بالامن الداخلي ولايفكر خارجا واستمرار وحدته الداخليه وتقاسم الثروات والسلطات والمناصب بين ابناءه .كما اننا عندما نقوم بهذا العمل لابد ان نكون نحن اصحاب الحق في ضرب العراق .

الوزير الاسرائيلي: -لاافهم ماتقصده !!!

المسؤول الامريكي :-سيدي الوزير اذا اردت ان تقضي على عدوك فاحصر له الاخطء واجعله يتمادى في خطئه حتى تكسب من حول عدوك ثم بادر بالضرب .

الوزير الاسرائيلي: -معنى كلامك ان نلتزم بالصمت الكامل ازاء مايفعله العراق وعلينا ان ننتظر قدوم الجيش العراقي الى عمق اسرائيل كي نرد عليه واريد ان ازيدك علما ان صدام حسين يمد ياسر عرفات بالمال والسلاح لضربنا وان كل العمليات الانتحاريه في اسرائيل يقوم صدام بارسال مبالغ ماليه ورواتب لعوائلها اذا هو يغزونا بطريق غير مباشر .

المسؤول الامريكي :-لم اقل ذلك ايضا لكن لانريكم ان تكرروا ماحدث في عام 1981 عندما ضربتم المفاعل النووي العراقي .

الوزير الاسرائيلي: - ولكنها كانت عمليه ناجحه واستطعنا ان نقضي على الخطر في مهده .

المسؤول الامريكي :-ولكن كل دول العالم وقفت ضدكم .

الوزير الاسرائيلي: - نحن لاتهمنا دول العالم في شيءفهم لن يستطيعوا ان يحافظوا على مصلحتنا او ينتقموا لنا ...ولايمكنهم ان يعيدوا لنا حقا اخذه منا العرب .

المسؤول الامريكي :-بالنسبة لنا الوضع يختلف لاننا قوة عالميه ولسنا قوة اقليميه ونخطط لسيطرة القطب الواحد على العالم وعندما تكون لنا مصالح في المنطقه فعلينا ان نحافظ على مصالحنا ....نحن نعلم ان ضرب العراق وتمزيقه واجتثاث جيشه من شانه ان يحافظ على مصالحنا .....لكن العمل العسكري على العراق هو سلاح ذو حدين ضار ونافع ونحن نستبعد الضار ونبقي على النافع .....انتم مشاكلكم مع العراق مشاكل امنيه وتخشون من اسلحة العراق على بلدكم ...ونحن لانخشى من الاسلحه العراقيه على بلدنا ...لكن خشيتنا من نهديدها لمصالحنا في المنطقه .

وضرب العراق اسهل بالنسبه لكم واصعب بالنسبة لنا فانت تعلم ان مصالحنا مع الدول العربيه المجاوره للعراق وان العرب يتعاطفون مع بعضهم البعض في الازمات والحروب لذا فلو نحن قمنا بعمل عسكري ضدهم اوضد العراق فان الكل سيقفون ضدنا وسنحتاج الى عشرات السنين لنعيد علاقاتنا الى ماكانت عليه مع هذه الدول... نحن مصممون على ضرب العراق وخلق حرب داخليه لينشغل عن جيرانه ونخطط لان نشرك العرب بضربه وبارادتهم لنضمن عدم تصدع علاقاتنا معهم مستقبلا, اما بالنسبة لكم فان العداء بينكم وبين العرب عداء طبيعي وضربكم للعراق او عدم ضربه لن يزيد من العداء او يقلل منه شيء لكن النتيجه ان الامور ستزداد تعقيدا بينكم وبين العرب .

الوزير الاسرائيلي: - نرجو ان تكونوا جادين بتخطيطكم ونرجوا ان تعيروا امننا الاهتمام الكافي لديكم.

المسؤول الامريكي :-امنكم من امننا واننا نذكر العرب من حلفائنا دائما بالحفاظ على امنكم القومي لكن طلبنا منكم هو التريث والتفكير في كيفية ايقاع العراقيين بالاخطاء او خلق الاخطاء والاستفاده منها ,لقد فكرنا في كيفية انتزاع صدام حسين من السلطه لكن المشكله التي تواجهنا هي الابقاء على القوة العسكريه العراقيه والتي من الممكن ان يستغلها من سياتي بعد صدام ويجعلنا نحتار في امرها من جديد .

الوزير الاسرائيلي: -انا انصحكم بالاستفاده من الايرانيين في تنفيذ مخططاتكم في التخلص من صدام لان خلافهم معه خلاف عميق يمتد الى ايام الشاه محمد رضا بهلوي واستمر وتعمق في فترة الخميني وتعمق اكثر في فترة الحرب الايرانيه العراقيه .

المسؤول الامريكي :-الايرانيون حلفاء لنا في المنطقه بوجه السوفيت وبوجه العراقيين لكن اطماع الايرانيين في العراق والخليج هو مايقلقنا فالايرانيون يحلمون بامبراطوريه فارسيه تضم العراق والخليج وتسيطر على مصادر النفط وربما تتمرد علينا ايران لاحقا لو اعطيناها الفرصه بذلك وتشق عصا الطاعة عنا وعنكم .لذا نحن نفكر باستعمال الورقه الايرانيه اضافه للعراقيين المقيمين في ايران اضافه الى استعمال الدول العربيه بشكل مباشر في ضرب العراق .

الوزير الاسرائيلي: -ان هدفنا مشترك .

المسؤول الامريكي :-نعم هدفنا مشترك ...ان صدام يريد ان يقضي على نفوذنا لدى الدول الخليجيه ولدى كل الدول العربيه الاخرى وهذا مااخبرنا به الرئيس حسني مبارك والملك الحسين وحتى الرئيس علي عبدالله صالح وهدف صدام من هذا كله هو الانفراد بالثروة النفطيه العربيه والسيطره على الدول العربيه وتدمير اسرائيل والتحكم بمصادر الطاقه العالميه.

الوزير الاسرائيلي: -اذا نحن متفقون على ان صدام يخطط لضربنا

المسؤول الامريكي :-نعم متفقون ومتاكدون من ذلك لكني اريد ان ازف لك البشرى اننا نخطط وبشكل جدي بالقضاء على القوة العراقيه هذا العام .

الوزير الاسرائيلي: -هل افهم من كلامكم انكم تنوون ضرب العراق؟.

المسؤول الامريكي :-نعم واكملنا خططنا ونحن الان في طور التنفيذ.

الوزير الاسرائيلي: -وهل لي ان اعرف بعض التفاصيل في ذلك ؟

المسؤول الامريكي :-لااحب الخوض في التفاصيل ...لكن مااتمكن قوله لك اننا سنحتاج لمساعدتكم شكل كبير جدا وسنحتاج لاصدقائنا في مصر والخليج وايران والاردن وكل له دوره في العمليه واننا سنتعامل مع كل هذه الدول مستقبلا حسب ماستقدمه لنا في هذه العمليه الضخمه.

الوزير الاسرائيلي: -هل انتم جادون بجعل العرب يحاربون معكم ضد العراق وانت قد ذكرتم قبل قليل ان العرب يتعاطفون مع بعضهم البعض في اوقات الزمات والحروب ؟؟؟.

المسؤول الامريكي :-لحد الان لم تكتمل الصورة لدينا لاننا نتباحث مع الرئيس حسني مبارك والملك الحسين والملك فهد في الامر .

الوزير الاسرائيلي: -ولماذا لاتحاربون وحدكم ونحن على استعداد لمساعدتكم ؟

المسؤول الامريكي :-ان مساعدتكم المباشره لنا لاتروق لنا في هذه العمليه العسكريه لان ضررها اكبر من نفعها ونحن نريد ان نحافظ على مصالحنا في المنطقه .

الوزير الاسرائيلي: -ايعني ذلك اننا لن نشترك معكم ؟

المسؤول الامريكي :-ستشتركون لكن بشكل اخر وارجو ان تبحث دوركم في العمليه مع وزير الدفاع والبنتاغون .

الوزير الاسرائيلي: -ارى انك واثق مما تعدون له .

المسؤول الامريكي :-نحن لانثق ابدا الابعد ان ننجز مانثق فيه ..وان ذلك يتوقف على التطورات التي يمكن ان تحدث في الشهور القادمه .

الوزير الاسرائيلي: -هل ماذكرته من معلومات تعبر عن رايك الشخصي ؟

المسؤول الامريكي :-بل تعبر عن وجهة نظر حكومتي والادارة كلها .

الوزير الاسرائيلي: -اواثق انكم ستقضون على قوة العراق هذا العام ؟

المسؤول الامريكي :-لااريد ان اكرر ماقلته وتاكد اننا معكم وعندما ترجع الى حكومتك ارجو ابلاغها برغبة حكومتي بتاجيل قيامكم باي عمل عسكري ضد العراق وتاكد اننا نراقب مايجري في العراق عن كثب الااذاقلنا لكم انه سيهاجمكم واطلب منكم ايضا مضاعفة حربكم الاعلاميه والاستفزازيه ضد العراق في المرحله القادمه وهذا يعتبر جزءا من خطتنا لضرب العراق .

الوزير الاسرائيلي: -سالتقي غدا مع الرئيس جورج بوش فهل لي ان انقل له مخاوفي ازاء العراق ...واستعدادنا لضرب العراق ...واطلب منه المساعده ؟

المسؤول الامريكي :-انا لاافضل ان تتحدث الاعن مخاوفكم من العراق ولاتحدثه في طلب المساعده الامريكيه لضرب العراق .

الوزير الاسرائيلي: -انني ممتن لمعلوماتكم القيمه .

المسؤول الامريكي :-انتم اصدقاؤنا ويهمنا الحفاظ عليكم .

انتهى الاجتماع



بعد عودة موشيه ارينز الى اسرائيل ....تزايدت حدة التهديدات الاسرائيليه بضرب العراق وراح مجلس الوزراء المصغر يناقش المخططات الموضوعه في هذا الشان ترافق ذلك مع زيادة التهديدات الامريكيه –البريطانيه للعراق وانهالت الترجيحات لتؤكد ان ضربه عسكريه مرتقبه ستوجه للعراق ووصلت للعراق معلومات مفادها ان اسرائيل حددت ساعت الصفر لمهاجمته .

وعلى الرغم من ذلك لم يحدث الهجوم المرتقب وهنا تشير المعلومات الى ان الرئيس الامريكي جورج بوش الاب ورئيسه الوزراء البريطانيه –ماركريت تاتشر-اجريا اتصالات مكثفه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير اقنعاه خلالهابمضاعفة الحملات الاعلاميه والسياسيهواظهار روح التحدي ضد العراق مع الابقاء على الامور عند هذا الحد ودون اتباع ذلك بعمل عسكري مباشر مهما كانت الاسباب .

واشار بوش في احد اتصالاته مع شامير الى ان الولايات المتحده ستعلن من جانبها عن وصول صفقات اسلحه ومعدات عسكريه متطوره الى اسرائيل وذلك بهدف تزايد مفهوم الردع لدى صدام حسين حتى لايفكر بمهاجمة اسرائيل .

وفي اقل من شهر كانت بريطانيا قد امدت اسرائيل بصفقة اسلحه ضخمه قدرت قيمتها باكثر من مليار دولار .وحينها ادلت رئيسة الوزراء البريطانيه بتصريح مستفز قالت فيه :ان الاسلحه البريطانيه لاسرائيل هدفها تمكين اسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد الارهابيين في المنطقه .وقد اثار ذلك حاله من التباين في وجهات النظر بين جهاز الامن القومي الامريكي من جهة والبيت الابيض والخارجيه الامريكيه من جهة اخرى .

جهاز الامن القومي الامريكي لم يكن راضيا عن الخطه معتبرا ان الاعلان عن امداد اسرائيل بالاسلحه لمواجهة العراق يمكن ان يعزز من تضامن وتعاون الدول العربيه مع العراق وقد يدفع ذلك بالعراق للتفكير جديا في ضرب اسرائيل بمساعدة البلدان العربيه .

اما البيت الابيض والخارجية الامريكيه فقد اعتبرا ان العراق لن يفكر في مهاجمة اسرائيل اذا ماادرك ان اسرائيل قوية عسكريا وبالقدر الذي يسحق الجيش العراقي وان هذا هو الهدف الاهم ....واشارا الى ان الولايات المتحده بامكانها اصلاح العلاقات اذا ماساءت بينها وبين الدول العربيه بسبب موقفها مع اسرائيل من خلال الموافقه على بعض الصفقات العسكريه للدول العربيه ....على ان تحدد اهداف هذه الاسلحه في كونها اهدافا دفاعيه وليست هجوميه .

من خلال ماتقدم نلاحظ التخطيط المسبق والنيه المبيته امريكيا وبريطانيا واسرائيليا لضرب العراق والانتقام من قيادته الوطنيه والتخلص من قائده الرئيس صدام حسين وحل جيشه البطل وان مافعله بريمر بقرار حل الجيش العراقي لم يكن الامخططا مسبقا وان مايجري اليوم على ارض العراق من فقدان امن وفتن وتفجيرات وقتل واغتيالات ماهي الاجزء من المخطط لتمزيق الوحده الوطنيه التي كان ولازال الهدف منها ان تكون انظار العراقيين متجهة الى للداخل لتنعم اسرائيل بالامن والطمانينه ولتسرق امريكا نفط العراق وخيراته بالاستعانه بعملائها من ايرانيين وعرب والخونه من العراقيين



مع تحياتي والى اللقاء في الحلقة العاشرة من المخططات الامريكيه لضرب العراق

محمد الانصاري

بغــداد -2006