By سليمان الراجحي5 - الأحد ديسمبر 25, 2011 2:08 pm
- الأحد ديسمبر 25, 2011 2:08 pm
#46156
عانت القارة الأفريقية من صراعات ما بعد الاستقلال حيث أسفرت التبعية الإقتصادية لدول الاستعمار والإنقسامات الآثنية والقبلية والمشاكل الحدودية وانقسام الولاءات بين القوتين العظميين إبان فترة الحرب الباردة , وفي بداية ما يسمي بالنظام العالمي الجديد تعرضت للتهميش وتقلصت المساعدات مما زاد من مشاكل القارة .
طبيعية التي تزخر بها سعت القوي العظمي إلى العودة إلى القارة تحت أطر أخري وإن كان مضمونها واحداً يتمثل في الهيمنة السياسية والإقتصادية والعسكرية .
بدأت الولايات المتحدة في أواخر تسعينيات القرن العشرين بالعمل على تنشيط وتطوير علاقتها الأفريقية في إطار إستراتجيتها الكونية الجديدة تمثلت في تعدد الزيارات عالية المستوي ( وزراء خارجية - الرئيس كلينتون - الرئيس بوش الابن وإن قد تراجعت نسبياً بعد أحداث 11 سبتمبر إلا أنها عادت بشدة مرة أخري في إطار الحرب الدولية ضد الإرهاب رغبة منها في إبعاد القارة عن حلبة الصراع واستقطابها كقواعد للإنطلاق .
وإذا كانت الولايات المتحدة قد وضعت القارة في بؤرة اهتماماتها فإن قوي الاستعمار التقليدي القديم ( إنجلترا - فرنسا - ألمانيا - إيطاليا ) إلي جانب القوي الأسيوية الصاعدة ( الصين اليابان - إيران ) فضلاً عن التغلغل الصهيوني كل هذه القوي تتحرك من منظور مصالحها في القارة والرغبة في المشاركة في ثروات القارة بعد الإنتاج المبشر للبترول فضلاً عن كونها سوقاً استهلاكية كبيرة . ووفقاً للأهمية الإستراتيجية للقارة الأفريقية من المنظور الأمريكي فقد جرت السياسة الأمريكية تجاه القارة بثلاث مراحل رئيسية كالآتي :
فترة عدم القيام بدور فاعل بين أعوام 90 , 96 م : أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن القيام بدور رئيسي لحين انتهائها من إعادة ترتيب المناطق الأكثر أهمية في العالم من وجهة نظرها ( أوروبا الشرقية - آسيا الوسطي - بحر قزوين - الشرق الأوسط ) .
حيث سيطرت حاله من عدم إهتمام السياسة الأمريكية بالقارة الأفريقية خاصة جنوب الصحراء مما انعكس على حجم المعونات الإقتصادية للقارة بداية عودة الأهتمام الأمريكي من عام 1997 م وحتى قبل أحداث 11 سبتمبر شهدت هذه الفترة بداية التحول في السياسة الأمريكية تجاه القارة.
كان ذروتها زيارة الرئيس " كلينتون " لأفريقيا في مارس 1998 مما يعكس إعادة ترتيب معظم المناطق في العالم وحتى لا يتأخر دورها أكثر من ذلك في أفريقيا وكسر الهيمنة الفرنسية التقليدية في غرب وشرق أفريقيا (جيبوتي) .
الحملة الدولية ضد ( الإرهاب ) منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 م :
( 1 ) سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع أفريقيا في بؤرة اهتماماتها حتى لا تقع فريسة للإرهاب وأعلنت الخارجية الأمريكية أن لن تسقط من على شاشة الرادار الخاصة بالمسئولين في واشنطن , ثم جاءت جولة الرئيس الأمريكي " جورج دبليو بوش " يوليو 2003 م للتأكيد على أن الولايات المتحدة لن تترك ( الإرهابيين ) يهددون الشعوب الأفريقية أو يستخدمون أراضيها قاعدة لتهديد العالم .
( 2 ) في فبراير 2007 م , أعلن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " أن الرئيس جورج بوش وافق على خطة اقترحها البنتاجون وزارة الدفاع لإنشاء قيادة قتالية جديدة للعمليات في إفريقيا باسم " قيادة إفريقيا " , تتولي تنسيق العمليات ومجابهة ما سمي " احتمال تحول دول إفريقيا كملاذات لمنظمات إرهابية " .
( 3 ) قبل صدور هذا القرار كانت شؤون إفريقيا تتوزع عسكرياً في البنتاجون على ثلاث قيادات إقليمية هي : " القيادة الوسطي " التي تشرف على الشرق الأوسط وتتولي مسؤولية القرن الإفريقي , و" قيادة المحيط الهادي " التي تشرف على شؤون مدغشقر فيما تتولي " قيادة أوروبا " مراقبة بقية أنحاء إفريقيا أي القسم الأكبر من القارة .
( 4 ) بعبارة أخري كانت القيادات الأمريكية العسكرية المختصة بالدول الإفريقية هي : القيادة المركزية " كينتكوم " التي تتضمن مهامها مصر والسودان وإريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا وسيشل , وثم القيادة الباسيفيكية " باكوم " ويقع ضمن اختصاصاها مدغشقر والمحيط الهندي , ثم القيادة الأوروبية " إيوكوم " وهي مسؤولة عن باقي الدول الإفريقية وعددها 41 دولة .
( 5 ) ومع أن هذا القرار الغامض بتشكيل قيادة إفريقية عامة للقوات الأمريكية ظل في طي السرية ولم تتسرب عنه معلومات كثيرة , فقد أكد " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الجديد " في تقرير صدر في 10 ـ 7 ـ 2007 م أن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " قام بتعيين قائد خاص ل " أفريكوم " خلال يوليو 2007 م , وأنها ستصبح جاهزة للعمل بمشاركة ألف جندي أمريكي بحلول سبتمبر 2008 م , وستكون مسؤولة عن كل الدول الإفريقية باستثناء مصر .
( 6 ) ويأتي تشكيل " أفريكوم " في وقت تخشى فيه واشنطن إنتشار نشاط تنظيم القاعدة في إفريقيا , بالتزامن مع إهتمام أمريكي متزايد بالقارة السمراء على خلفية أنباء عن مخزون كبير من النفط والغاز في إفريقيا فضلا عن إستعدادات أمريكية للتدخل في السودان ( ودار فور) , بأستخدام القوة العسكرية لتنفيذ خططها لقرب القوي الإسلامية المحتملة ذات الطابع العدائي للمصالح الأمريكية في المنطقة , والتي قد تعرقل السيطرة العسكرية الأمريكية على القارة الإفريقية والتي تمهد لسيطرة إقتصادية ونفطية على مقدرات القارة .
( 7 ) بعد الزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية " كوندوليزا رايس " لدول المغرب العربي ودول الساحل الصحراوي والتي إعتبرها ملاحظون حاله " عسكرية مستعجلة فالبنتاجون الذي كان قد صادق على مذكرة " بوش" لإنشاء قيادة عسكرية لمحاربة " القاعدة " بالشمال الإفريقي والساحل جعل من نهاية سنة 2008 أجلاً لانشاء قاعدة عسكرية لتمركز " أفريكوم غير أن الممانعة إلى أبدتها دول المنطقة حالت دون التوصل إلي إنجاز هذا الهدف .
( 8 ) إلا أن اللقاء المرتقب بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والمغرب العربي والساحل الإفريقي سوف يكون حاسما في تحديد قاعدة لتمركز " الأفريكوم " .
وفي سياق آخر تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متنوعة تحت عناوين مختلفة كحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية , فقد وسم التقرير الأمريكي السنوي حول الحريات الدينية الصادر حديثاً , صورة سوداء من الناحيتين الواقعية والقانونية في إشارة إلي صدور قانون جزائري منظم للشعائر الدينية لغير المسلمين وجاء في سياق محاربة التنصير في الجزائر
الأهمية الجيويوليتكية لأفريقيا :-
أ ـ موقع متوسط مسيطر على الممرات الملاحية :
( 1 ) تطل القارة الأفريقية على مواقع حاكمة تتمثل في مضيق جبل طارق / قناة السويس مضيق باب المندب رأس الرجاء الصالح بالإضافة إلى الجزر المحيطة بالقارة والمطلة على المحيط الأطلنطي والهندي .
( 2 ) جذب هذا الموقع أنظار القوي الاستعمارية للسيطرة على الطرق الملاحية الحاكمة .
ب ـ أفريقيا والاتصالات الدولية :
( 1 ) تعتبر إفريقيا همزة الوصول بين قارات العالم المختلفة .
( 2 ) اكتسب الجزء الشمالي والشمالي الشرقي للقارة أهمية في سيطرته على حركة المواصلات العالمية المدنية والعسكرية بين قارات أسيا وأوروبا وإفريقيا .
( 3 ) كما اكتسب في المقابل الجزء الغربي والجنوب الغربي أهمية في اتصاله بحركة الملاحة القادمة من الأمريكتين والشرق الاقصي .
( 4 ) إفريقيا تعتبر قلب العالم القديم وعمقا هاما لغرب قارة أسيا وجنوب قارة أوروبا .
ج ـ إفريقيا والمواصلات الجوية :
وجود القارة في وسط حركة المواصلات الجوية المدنية والعسكرية أدي إلي اكتساب القارة أهمية كبيرة في مجال تأمين التحركات الجوية .
د ـ الأهمية الاقتصادية للقارة :
( 1 ) الثروة المعدنية القارة غنية بالمعادن المختلفة حيث تحتوي على 10% من أنتاج العالم من البترول والفوسفات في الشمال والنحاس والذهب في الوسط بالإضافة إلى الكوبلت واليورانيوم , والحديد والقصدير والزنك والرصاص والماس . ( 2 ) الموارد الزراعية تتنوع المحاصيل في القارة وتكاد تسيطر على أنتاج الكاكاو بالإضافة إلى البن والشاي وزيت النخيل والمطاط بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزارعة .
( 3 ) الأخشاب تتمتع القارة بثروة هائلة من الأخشاب الصلبة واللينة .
( 4 ) الثروة الحيوانية تتوفر مساحات شاسعة من المراعي تضم اعداد ضخمة من المواشي والأغنام والإبل .
( 5 ) الثروة السمكية تطل القارة سواحل طويلة على البحرين ( الأبيض ـ الأحمر ) و المحيطين ( الأطلنطي ـ الهادي ) وتحتوي على العديد من الأنهار والبحيرات التي تحتوي ثروة هائلة .
( 6 ) مصادر الطاقة بالإضافة إلى البترول الذي يمثل 15 % من احتياطي العالم يتوفر بالقارة 50 % من الطاقة الكهرومائية والمستغل منها 2 % فقط بالإضافة إلى الطاقة الشمسية في الصحاري .
( 7 ) السياحة تزخرالقارة بآثار الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية مما يوفر فرصة للاستثمار السياحي بالإضافة إلي الأماكن الخلابة بالقارة .
هـ ـ الأهمية السياسية رغم مرور أكثر من أربعين عاما على استقلال معظم الدول الأفريقية ألا أن الهوية الأيديولوجية والسياسية في الدول الأفريقية لم تتبلور بعد .
3 ـ الأداء الاقتصادي والسياسي للقارة الإفريقية
أ ـ الأداء الاقتصادي :-
الأداء الاقتصادي الداخلي ويتمثل في الآتي :
( أ ) حققت القارة الأفريقية معدلا مرتفعا للنمو الاقتصادي خلال عام 2005 بلغ 4 .5 % وهو اعلي من المعدل المحقق خلال عام 2004 ( 2. 5 % ) , ولقد سجلت حوالي 25 دولة إفريقية معدلات نمو اعلي نسبيا في عام 2005 مقارنة بعام 2004 والسبب الرئيسي لتحسين الأداء الاقتصادي يرجع إلي تحسن الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على السلع التصديرية الأساسية التي تقوم بتصديرها إلي الأسواق العالمية , وهذا بالإضافة إلي سياسات الإصلاح الاقتصادي التي اتبعتها الدول الأفريقية والتي ادت إلي تراجع معدلات التضخم وانخفاض عجز الموازنات الحكومية لها .
( ب) حققت الاقتصادات الإفريقية المنتجة للبترول معدلا للنمو 2 . 6 % خلال عام 2005 مقارنة بحوالي 5 . 4 % 2004 للدول غير المنتجة للبترول .
ولقد ساهمت الدول المنتجة للبتول بحوالي 40 . 53 % من معدل النمو الذي حققته القارة خلال عام 2005 لذلك يمكن القول ان أنتاج البترول يلعب دورا محوريا في الأداء الاقتصادي للقارة الإفريقية , غير أن التحدي الأساسي يتمثل في كيقية تحول عائدات البترول إلي معدلات نمو اقتصادية مستدامة وكيفية ترجمة الأزدهار في أسعار البترول في شكل زيادة مستوي معيشة الأغلبية العظمي من السكان , كما أن التحدي الأكبر يتمثل في الاستفادة من الازدهار في أسعار البترول في تخفيض حدة الفقر بالقارة فما زالت اكبر الدول المنتجة للبتول تعاني من ارتفاع معدلات الفقر وعدم العدالة في توزيع الدخل .
الأداء الاقتصادي الخارجي :-
مايزال الفائض في الميزان التجاري للسلع والخدمات الخاص بالقارة الإفريقية يحقق ازديادا ملحوظا منذ عام 2003 حيث ارتفع هذا الفائض من 13 مليار دولار في عام 2004 إلي 6 . 31 مليار دولار عام 2005 ويرجع ذلك إلي الارتفاع الذي شهدته أسعار البترول العالمية خلال تلك الفترة بالإضافة إلي تزايد الإنتـــاج مـــن البتـــرول الخام علي مستوي القارة وارتفاع صـــافي التحــــــولات الجارية إلي القارة وأيضا ارتفاع الفائض في الحساب الجاري للقارة بنسبة 8 . 6 % من الناتج المحلي لعام 2005 , ويأتي ذلك علي الرغم من اختلاف هذه النسبة بين دول القارة حيث بلغت نسبة الفائض في الميزان التجاري من الناتج المحلي الإجمالي 8 . 19 % في الدول المصدرة للبترول خلال عام 2005 في حين سجلت الدول الغير مصدرة للبترول عجزا في ميزانها التجاري بلغت نسبته من الناتج المحلي حوالي 6 . 5 % ويرجع السبب وراء ارتفاع نسبة الفائض والعجز إلي استمرار الارتفاع في أسعار النفط العالمية , أيضا حدث تحسنا في ميزان المدفوعات للقارة نتيجة للزيارة التي شهادتها الاستمثتارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلي القارة من ناحية والانخفاض الملحوظ الذي شهدته مدفوعات خدمة الديون الخارجية في العديد من الدول الأفريقية المثقلة بالديون من ناحية أخري .
الأداء السياسي :
( 1 ) الانتخابات وممارسة الديمقراطية .
شهدت 19 دولة افريقية أجراء انتخابات عامة فيها خلال الفترة من مطلع عام 2006 م حتى يوليو 2007 سواء كانت هذه الانتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية وقد تفاوتت من حيث مدي الالتزام بقواعد وإجراءات الممارسة الديمقراطية عند أجراء هذه الانتخابات وبالتالي مدي تنافسية ونزاهة وحرية هذه الانتخابات يضاف إلي ذلك ما يترتب على هذه الانتخابات من تداول سلمي للسلطة من عدمه ألا انه ينبغي التأكيد على أته لا يلزم بالضرورة تغير الحكومة القائمة لكي يمكن القول بان الانتخابات كانت حرة وتنافسية فقد تتحقق هذه الصفات في الانتخابات دون أن يعني ذلك بالضرورة تغير الحكومة القائمة وبناء على ذلك يمكن تصنيف الدول الإفريقية إلي أربعة فئات رئيسية من حيث الممارسة الانتخابية كالأتي :-
( أ ) دول شهدت انتخابات على درجة من التنافسية مع السلطة الحاكمة . ( ب ) دول شهدت انتخابات على درجة من التنافسية دون تغير السلطة الحاكمة .
( ج ) دول شهدت انتخابات مثيرة للجدل دون تغير السلطة الحاكمة .
( د ) دول كانت الانتخابات فيها خطوة نحو التحول السياسي أو تسوية الصراعات وتحقيق المصالحة الوطنية .
الإدارة السياسية والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء :
دشنت مبادرة النيباد آلية لمراجعة الحكم الاقتصادي والسياسي الرشيد في دول القارة وتبادل الخبرات الناجحة في هذا المجال وقد تم إنشاءها كآلية اختباريه تنضم أليها الدول الإفريقية طواعية وتهدف إلي مرجعة التزام الدول الأفريقية بقواعد الحكم الرشيد لدعم السياسات والممارسات التي تؤدي إلي الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وبنهاية عام 2006 انضمت سبع وعشرون دولة إلي الإلية إما الدول التي لم تنظم إلي الآلية فقد أشارت إلي أنها مازالت تبحث الأمر كما إن هناك دولا أشارت إلي تغير وجهة نظرها التي كانت رافضة للانضمام للآلية , وقد بدأت مؤسسات الآلية عملها الفعلي عام 2004 , فقد عقد منتدى رؤساء دول وحكومات آلية المراجعة عدة مرات كما عقدت لجنة الأمناء والتي تتكون من سبع شخصيات إفريقية مسؤلة عن نزاهة عملية المراجعة .
تشكيل القيادة الأفريقية ( افريكوم ) .
تحاول القيادة الأمريكية التخفيف من وطاة إنشاء هذه القيادة على الدول الأفريقية والقلق الذي يعتريها من احتمال طلب قواعد عسكرية لتمركز هذه القيادة وذلك بإعلانها أن هذه القيادة هي مجرد قيادة يكون مركز تخطيــط بالــدرجة الأولي ستساعد على دعم الدول الأفريقية والتجمعات الاقتصـدية الإقليميــة , وطاقــم هــذه القيادة يضم العديد من الخــبراء الدبلوماسيين والاقتصاديين وخبراء التنمية ( 400 ـ 1000 عنصر ) وتم تشكيل القيادة من جميع أفرع الجيش الأمريكي بالإضافة إلي مدنيين من وزارت الدفاع والخارجية والزراعة والخزانة والتجارة و وكالة المساعدات الأمريكية , لن يضم تشكيلات لقواعد عسكرية مما يعني انه لن تكون هناك قوات أمريكية أضافية في القارة وذلك حسب الإعلان الرسمي الذي أشار أليه وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ حيث قال : " قرر الرئيس أنشاء قيادة قتالية موحدة تحت مسمي قيادة أفريقيا " وليكتمل بها تقسيم العالم إلي نطاقات عمل ومسؤليات عسكرية أمريكية . أن ذلك يعني ان الولايات المتحدة تسعي لتقوية نفوذها في أفريقيا إستعدادا للقيام بنشاطات عسكرية حين تتطلب ذلك مصالحها الحيوية الأمر الذي يشكل تهديدا لدول القارة .
تتشكل القيادة الأفريقية ( افربكوم ) من :
أ ـ منصب القائد :تتولاه وزارة الدفاع الأمريكية .
( جنرال / وليام وارد ) .
ب ـ نائب القائد : تتولاه وزارة الخارجية . ( السفيرة / ماري كارلين ييتس ) .
ج ـ ممثل عن الإدارة الأمريكية للتعاون الدولي .
د ـ مكانها :
شتوتجارت ـ ألمانيا ( مؤقتا ) لحين نقلها إلي دولة افريقية .
هـ ـ توقيت إنشائها : أكتوبر 2007 و ـ التبعية : تتبع القيادة الأوروبية لحين استكمال إنشائها ستتبع وزارة الدفاع مباشرة .
5- لماذا الآن ...؟
للرد على التساؤل يجب تحليل الموقف السياسي والاقتصادي والعسكري والأهداف التي تسعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها على مستوي العالم , يجب أيضا تحليل لماذا لم يتم ذلك من قبل ولماذا لم يؤجل ذلك فيما بعد ........ !!
من هنا سيتم الرد من خلال الأتي :
أ ـ أن انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة النظام العالمي كان له من التداعيات للسيطرة على العالم وفرض الهيمنة الأمريكية الأمر الذي أدي إلي :-
( 1 ) استكمال الولايات المتحدة الأمريكية لحلقات قياداتها العسكرية حول العالم حيث توجد الآن خمس قيادات عسكرية موزعة عبر مختلف ربوع الأرض بحسب التوزيع الجغرافي ولكن دون أي حضور عسكري كبير في القارة الأفريقية .
( 2 ) سعي الولايات المتحدة لإحباط أي محاولة من الدول لتصبح دولة عظمي يمكنها أن تظهر على الساحة الدولية ويتم ذلك من قيام الولايات المتحدة بالسبق في التطوير سواء ( الاقتصادي ـ العسكري ـ ألاجتماعي ... ) لترك فجوة كبيرة بينها وبين أي من الدول مما يحافظ على كونها الدولة العظمي الكبرى التي لا يمكن اللحاق بها .
( 3 ) وعلى ضوء ما سبق فإن ذلك أحد الأسباب الرئيسية لإنشاء الأفريكوم الآن لبدء ظهور الصين ونموها الإقتصادي والعسكري وأنها في طريقها لتصبح قوة عظمي , وقد أدي ظهورها في أفريقيا إلي دق جرس الإندار عند الجانب الأمريكي لمناهضة هذه القوة في أفريقيا ولإيقاف هذه القاطرة المتحركة بسرعة فائقة نحو النمو الإقتصادي .
( 4 ) لــزم للــولايات المتحــدة الأمريكية كونها القطب ا
لأوحد في العالم إلي إعادة تقسيم وتوزيع قياداتها العسكرية على مناطق العالم طبقا لأهدافها التي تسعي إلي تحقيقها وبما يضمن إحكام السيطرة على المناطق المختلفة من العالم ومن هنا تم إنشاء
قيادة الافريكوم ( الآن ) بسبب :-
( أ ) ظهور ثروات ضخمة في القارة الإفريقية .
( ب ) إعتماد الولايات المتحدة على كم لا يستهان به من واردتها من البترول من القارة الأفريقية يقدر بـــ 25 % بحلول عام 2015 .
- سعي بعض الدول الأخرى للحصول على ثروات القارة الأفريقية وخاصة البترول ( مثل الصين ) .
- أحداث 11 سبتمبر كانت أحدي نقط التحول في وجهة النظر الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب على مستوي العالم وبات ذلك مهما للغاية في القارة الأفريقية بسبب : -
( 1 ) كثرة الصراعات القبلية والإثنية في العديد من الدول الإفريقية
( 2 ) ظهور العديد من الحركات الإسلامية في أفريقيا وسيطرتها على الحكم مما يزعج القيادة الأمريكية .
( 3 ) فشل أمريكا الذريع في الصومال وسيطرة المحاكم الإسلامية على الحكم والذي أعطي مؤشراً لسيطرة الإتجاهات الأصولية .
( 4 ) خشية الولايات المتحدة الأمريكية من إنتشار الإتجاهات الأصولية في الغرب الأفريقي وخاصة في مناطق منابع البترول والذي يعد أحد مصادرها من النفط .
-بالإضافة إلي ما سبق كأسباب رئيسية فهناك عدة أسباب أخري تجبر الولايات المتحدة على إنشاء الأفريكوم ( الآن ) وهي :
( 1 ) أسباب سياسية :-
( أ ) الصحراء الكبرى بالقارة الأفريقية والتي تفتقر إلي الضبط والمراقبة ما الذي لا يمكن أداؤه بمعرفة دولة واحدة منفردة والخوف من أن تصبح هذه الصحراء المنبع الرئيسي لتوليد (الإرهاب ) .
( ب) إنهيار الحد الأدنى للتضامن العربي الذي مازال يفتقد لرؤية إستراتيجية موحدة يحول دون تطوير جامعة الدول العربية إلي نظام إقليمي فاعل قادر على حماية أعضائه ومن ناحية أخري على منع إقامة أنظمة إقليمية معادية بديلة لا هدف لها سوي تعميق الفصل الإستراتيجي بين مغرب الوطن العربي وبين شرقه من جهة والتآكل التدريجي للهوية العربية والإسلامية لهذا الوطن بإ ستيعابه ضمن منظومات شرق أوسطية أو متوسطية أو أفريقية أوسع من جهة أخري .
( ج ) رغبة الإدارة الأمريكية في تطويق نفوذ الأنظمة الإستراتيجية
( المارقة ) وفق التصنيف الأمريكي .
( د ) إنشاء قيادة عسكرية جديدة لأفريقيا يعتبر نوع من التحسب من الجانب الأمريكي لاحتمالات تصاعد التنافس الدولي على أفريقيا في المستقبل , لمستويات قد تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً لمصالحها الحيوية .
(هـ ) أحداث 11 سبتمبر والتي جعلت ما كان يجب فعله منذ زمن بعيد ( وهو التواجد الأمريكي بالقارة الأفريقية ) بات مهماً جدا تنفيذه الآن
ـ حيث أن وجود عدد من الدول والأنظمة الأفريقية الضعيفة والمنهارة تشكيل خطراً للإستقرار العالمي والأمن القومي
الأمريكي .
أسباب إقتصادية :-
( ا ) الرغبة الجامحة لدي قوي دولية عديدة في توظيف
مفهوم مقاومة الإرهاب للفوز بموطئ قدم قريب من مصادر
ثروات هائلة ومتنوعة في الصحراء الكبرى .
( ب ) تأخير واشنطن في وضع قدمها في القارة السمراء خاصة في ظل التنافس الفرنسي الصيني الذي يكاد ينفرد بالقارة .
( ج ) التوجه لثروات القارة الأفريقية فالقارة تمتلك 99 % من الكروم في العالم , 85 % من البلاتين و 70 % من التنتلايت 68 % من الكوبالت , 54 % من الذهب علاوة على إحتياطيات هامة من النفط والغاز ومخزون كبير من الألماس وصخور من الألمونيوم وكميات كبيرة من الأخشاب ومساحات زراعية شاسعة لم تستغل بعد .
( د ) التدخل في السودان بعد إكتشاف مخزون كبير من البترول واليورانيوم والتواجد الصيني بالمنطقة .
( هـ ) التغلغل الصيني في القارة الأفريقية حيث أصبحت بكين المستثمر الأول في العديد من البلدان الأفريقية .
( و ) تأمين عمليات التنقيب عن النفط والمعادن في القارة الأفريقية في ظل تزايد الإضطرابات التي تكررت في حقول النفط خاصة في منطقة دلتا النيجر , منذ عام 2003 والتي تعتمد الولايات المتحدة على نفط هذا الإقليم . في ضوء تقارير إستراتيجية يتوقع أن تلبي القارة الأفريقية 25 % من احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط بحلول 2015 .
( ز ) إستضافة الصين لرؤساء الدول الأفريقية في مؤتمر قمة أفريقية صينية أواخر العام الماضي والإعلان عن تقديم مساعدات بقيمة خمس مليارات دولار لتطوير البنية التحتية في أفريقيا مقابل حصول الصين على حق إستيراد النفط الإفريقي .
( 3 ) أسباب عسكرية :
( أ ) تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998 تم تفجير المدمرة كول في عام 2000 وتزايد نشاط تنظيم القاعدة والممانعة الصومالية للنفوذ الأمريكي هناك نبهت الآلة العسكرية إن ضرورة الحضور القوي عسكرياً وإستخباراتياً في المنطقة .
( ب ) إرتفاع نسبة التوتر بعد أحداث 11 سبتمبر بحيث أصبحت القارة ساحة أمنية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية بما يتجاوز منطقتي القرن الأفريقي وشمال القارة في ظل مخاوف من امتداد الخطر الأصولي في بلدان غرب القارة ( النيجر وشمال نيجيريا .... الخ ) .
( ج ) إصرار الولايات المتحدة على مواجهة النفوذ الصيني المتنامي بسرعة فائقة في أفريقيا وتحجيمها إقتصادياً وعسكرياً .
( د ) نجاح الإسلاميين في السيطرة على الصومال وحكمة تحت راية المحاكم الإسلامية قبل أن تتدخل القوات الأثيوبية بدعم من الولايات المتحدة للإطاحة بهم لصالح الحكومة الإنتقالية .
( هـ ) تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي في الصحراء الغربية .
( و ) مساهمة الصين بــ 150 جندي في بعثات الأمم المتحدة السلام في أنحاء القارة الأفريقية .
الكاتب: عقيد ركن / خليفة أحمد
طبيعية التي تزخر بها سعت القوي العظمي إلى العودة إلى القارة تحت أطر أخري وإن كان مضمونها واحداً يتمثل في الهيمنة السياسية والإقتصادية والعسكرية .
بدأت الولايات المتحدة في أواخر تسعينيات القرن العشرين بالعمل على تنشيط وتطوير علاقتها الأفريقية في إطار إستراتجيتها الكونية الجديدة تمثلت في تعدد الزيارات عالية المستوي ( وزراء خارجية - الرئيس كلينتون - الرئيس بوش الابن وإن قد تراجعت نسبياً بعد أحداث 11 سبتمبر إلا أنها عادت بشدة مرة أخري في إطار الحرب الدولية ضد الإرهاب رغبة منها في إبعاد القارة عن حلبة الصراع واستقطابها كقواعد للإنطلاق .
وإذا كانت الولايات المتحدة قد وضعت القارة في بؤرة اهتماماتها فإن قوي الاستعمار التقليدي القديم ( إنجلترا - فرنسا - ألمانيا - إيطاليا ) إلي جانب القوي الأسيوية الصاعدة ( الصين اليابان - إيران ) فضلاً عن التغلغل الصهيوني كل هذه القوي تتحرك من منظور مصالحها في القارة والرغبة في المشاركة في ثروات القارة بعد الإنتاج المبشر للبترول فضلاً عن كونها سوقاً استهلاكية كبيرة . ووفقاً للأهمية الإستراتيجية للقارة الأفريقية من المنظور الأمريكي فقد جرت السياسة الأمريكية تجاه القارة بثلاث مراحل رئيسية كالآتي :
فترة عدم القيام بدور فاعل بين أعوام 90 , 96 م : أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن القيام بدور رئيسي لحين انتهائها من إعادة ترتيب المناطق الأكثر أهمية في العالم من وجهة نظرها ( أوروبا الشرقية - آسيا الوسطي - بحر قزوين - الشرق الأوسط ) .
حيث سيطرت حاله من عدم إهتمام السياسة الأمريكية بالقارة الأفريقية خاصة جنوب الصحراء مما انعكس على حجم المعونات الإقتصادية للقارة بداية عودة الأهتمام الأمريكي من عام 1997 م وحتى قبل أحداث 11 سبتمبر شهدت هذه الفترة بداية التحول في السياسة الأمريكية تجاه القارة.
كان ذروتها زيارة الرئيس " كلينتون " لأفريقيا في مارس 1998 مما يعكس إعادة ترتيب معظم المناطق في العالم وحتى لا يتأخر دورها أكثر من ذلك في أفريقيا وكسر الهيمنة الفرنسية التقليدية في غرب وشرق أفريقيا (جيبوتي) .
الحملة الدولية ضد ( الإرهاب ) منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 م :
( 1 ) سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع أفريقيا في بؤرة اهتماماتها حتى لا تقع فريسة للإرهاب وأعلنت الخارجية الأمريكية أن لن تسقط من على شاشة الرادار الخاصة بالمسئولين في واشنطن , ثم جاءت جولة الرئيس الأمريكي " جورج دبليو بوش " يوليو 2003 م للتأكيد على أن الولايات المتحدة لن تترك ( الإرهابيين ) يهددون الشعوب الأفريقية أو يستخدمون أراضيها قاعدة لتهديد العالم .
( 2 ) في فبراير 2007 م , أعلن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " أن الرئيس جورج بوش وافق على خطة اقترحها البنتاجون وزارة الدفاع لإنشاء قيادة قتالية جديدة للعمليات في إفريقيا باسم " قيادة إفريقيا " , تتولي تنسيق العمليات ومجابهة ما سمي " احتمال تحول دول إفريقيا كملاذات لمنظمات إرهابية " .
( 3 ) قبل صدور هذا القرار كانت شؤون إفريقيا تتوزع عسكرياً في البنتاجون على ثلاث قيادات إقليمية هي : " القيادة الوسطي " التي تشرف على الشرق الأوسط وتتولي مسؤولية القرن الإفريقي , و" قيادة المحيط الهادي " التي تشرف على شؤون مدغشقر فيما تتولي " قيادة أوروبا " مراقبة بقية أنحاء إفريقيا أي القسم الأكبر من القارة .
( 4 ) بعبارة أخري كانت القيادات الأمريكية العسكرية المختصة بالدول الإفريقية هي : القيادة المركزية " كينتكوم " التي تتضمن مهامها مصر والسودان وإريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا وسيشل , وثم القيادة الباسيفيكية " باكوم " ويقع ضمن اختصاصاها مدغشقر والمحيط الهندي , ثم القيادة الأوروبية " إيوكوم " وهي مسؤولة عن باقي الدول الإفريقية وعددها 41 دولة .
( 5 ) ومع أن هذا القرار الغامض بتشكيل قيادة إفريقية عامة للقوات الأمريكية ظل في طي السرية ولم تتسرب عنه معلومات كثيرة , فقد أكد " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الجديد " في تقرير صدر في 10 ـ 7 ـ 2007 م أن وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " قام بتعيين قائد خاص ل " أفريكوم " خلال يوليو 2007 م , وأنها ستصبح جاهزة للعمل بمشاركة ألف جندي أمريكي بحلول سبتمبر 2008 م , وستكون مسؤولة عن كل الدول الإفريقية باستثناء مصر .
( 6 ) ويأتي تشكيل " أفريكوم " في وقت تخشى فيه واشنطن إنتشار نشاط تنظيم القاعدة في إفريقيا , بالتزامن مع إهتمام أمريكي متزايد بالقارة السمراء على خلفية أنباء عن مخزون كبير من النفط والغاز في إفريقيا فضلا عن إستعدادات أمريكية للتدخل في السودان ( ودار فور) , بأستخدام القوة العسكرية لتنفيذ خططها لقرب القوي الإسلامية المحتملة ذات الطابع العدائي للمصالح الأمريكية في المنطقة , والتي قد تعرقل السيطرة العسكرية الأمريكية على القارة الإفريقية والتي تمهد لسيطرة إقتصادية ونفطية على مقدرات القارة .
( 7 ) بعد الزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة للخارجية الأمريكية " كوندوليزا رايس " لدول المغرب العربي ودول الساحل الصحراوي والتي إعتبرها ملاحظون حاله " عسكرية مستعجلة فالبنتاجون الذي كان قد صادق على مذكرة " بوش" لإنشاء قيادة عسكرية لمحاربة " القاعدة " بالشمال الإفريقي والساحل جعل من نهاية سنة 2008 أجلاً لانشاء قاعدة عسكرية لتمركز " أفريكوم غير أن الممانعة إلى أبدتها دول المنطقة حالت دون التوصل إلي إنجاز هذا الهدف .
( 8 ) إلا أن اللقاء المرتقب بين وزراء خارجية الولايات المتحدة والمغرب العربي والساحل الإفريقي سوف يكون حاسما في تحديد قاعدة لتمركز " الأفريكوم " .
وفي سياق آخر تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً متنوعة تحت عناوين مختلفة كحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية , فقد وسم التقرير الأمريكي السنوي حول الحريات الدينية الصادر حديثاً , صورة سوداء من الناحيتين الواقعية والقانونية في إشارة إلي صدور قانون جزائري منظم للشعائر الدينية لغير المسلمين وجاء في سياق محاربة التنصير في الجزائر
الأهمية الجيويوليتكية لأفريقيا :-
أ ـ موقع متوسط مسيطر على الممرات الملاحية :
( 1 ) تطل القارة الأفريقية على مواقع حاكمة تتمثل في مضيق جبل طارق / قناة السويس مضيق باب المندب رأس الرجاء الصالح بالإضافة إلى الجزر المحيطة بالقارة والمطلة على المحيط الأطلنطي والهندي .
( 2 ) جذب هذا الموقع أنظار القوي الاستعمارية للسيطرة على الطرق الملاحية الحاكمة .
ب ـ أفريقيا والاتصالات الدولية :
( 1 ) تعتبر إفريقيا همزة الوصول بين قارات العالم المختلفة .
( 2 ) اكتسب الجزء الشمالي والشمالي الشرقي للقارة أهمية في سيطرته على حركة المواصلات العالمية المدنية والعسكرية بين قارات أسيا وأوروبا وإفريقيا .
( 3 ) كما اكتسب في المقابل الجزء الغربي والجنوب الغربي أهمية في اتصاله بحركة الملاحة القادمة من الأمريكتين والشرق الاقصي .
( 4 ) إفريقيا تعتبر قلب العالم القديم وعمقا هاما لغرب قارة أسيا وجنوب قارة أوروبا .
ج ـ إفريقيا والمواصلات الجوية :
وجود القارة في وسط حركة المواصلات الجوية المدنية والعسكرية أدي إلي اكتساب القارة أهمية كبيرة في مجال تأمين التحركات الجوية .
د ـ الأهمية الاقتصادية للقارة :
( 1 ) الثروة المعدنية القارة غنية بالمعادن المختلفة حيث تحتوي على 10% من أنتاج العالم من البترول والفوسفات في الشمال والنحاس والذهب في الوسط بالإضافة إلى الكوبلت واليورانيوم , والحديد والقصدير والزنك والرصاص والماس . ( 2 ) الموارد الزراعية تتنوع المحاصيل في القارة وتكاد تسيطر على أنتاج الكاكاو بالإضافة إلى البن والشاي وزيت النخيل والمطاط بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزارعة .
( 3 ) الأخشاب تتمتع القارة بثروة هائلة من الأخشاب الصلبة واللينة .
( 4 ) الثروة الحيوانية تتوفر مساحات شاسعة من المراعي تضم اعداد ضخمة من المواشي والأغنام والإبل .
( 5 ) الثروة السمكية تطل القارة سواحل طويلة على البحرين ( الأبيض ـ الأحمر ) و المحيطين ( الأطلنطي ـ الهادي ) وتحتوي على العديد من الأنهار والبحيرات التي تحتوي ثروة هائلة .
( 6 ) مصادر الطاقة بالإضافة إلى البترول الذي يمثل 15 % من احتياطي العالم يتوفر بالقارة 50 % من الطاقة الكهرومائية والمستغل منها 2 % فقط بالإضافة إلى الطاقة الشمسية في الصحاري .
( 7 ) السياحة تزخرالقارة بآثار الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية مما يوفر فرصة للاستثمار السياحي بالإضافة إلي الأماكن الخلابة بالقارة .
هـ ـ الأهمية السياسية رغم مرور أكثر من أربعين عاما على استقلال معظم الدول الأفريقية ألا أن الهوية الأيديولوجية والسياسية في الدول الأفريقية لم تتبلور بعد .
3 ـ الأداء الاقتصادي والسياسي للقارة الإفريقية
أ ـ الأداء الاقتصادي :-
الأداء الاقتصادي الداخلي ويتمثل في الآتي :
( أ ) حققت القارة الأفريقية معدلا مرتفعا للنمو الاقتصادي خلال عام 2005 بلغ 4 .5 % وهو اعلي من المعدل المحقق خلال عام 2004 ( 2. 5 % ) , ولقد سجلت حوالي 25 دولة إفريقية معدلات نمو اعلي نسبيا في عام 2005 مقارنة بعام 2004 والسبب الرئيسي لتحسين الأداء الاقتصادي يرجع إلي تحسن الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على السلع التصديرية الأساسية التي تقوم بتصديرها إلي الأسواق العالمية , وهذا بالإضافة إلي سياسات الإصلاح الاقتصادي التي اتبعتها الدول الأفريقية والتي ادت إلي تراجع معدلات التضخم وانخفاض عجز الموازنات الحكومية لها .
( ب) حققت الاقتصادات الإفريقية المنتجة للبترول معدلا للنمو 2 . 6 % خلال عام 2005 مقارنة بحوالي 5 . 4 % 2004 للدول غير المنتجة للبترول .
ولقد ساهمت الدول المنتجة للبتول بحوالي 40 . 53 % من معدل النمو الذي حققته القارة خلال عام 2005 لذلك يمكن القول ان أنتاج البترول يلعب دورا محوريا في الأداء الاقتصادي للقارة الإفريقية , غير أن التحدي الأساسي يتمثل في كيقية تحول عائدات البترول إلي معدلات نمو اقتصادية مستدامة وكيفية ترجمة الأزدهار في أسعار البترول في شكل زيادة مستوي معيشة الأغلبية العظمي من السكان , كما أن التحدي الأكبر يتمثل في الاستفادة من الازدهار في أسعار البترول في تخفيض حدة الفقر بالقارة فما زالت اكبر الدول المنتجة للبتول تعاني من ارتفاع معدلات الفقر وعدم العدالة في توزيع الدخل .
الأداء الاقتصادي الخارجي :-
مايزال الفائض في الميزان التجاري للسلع والخدمات الخاص بالقارة الإفريقية يحقق ازديادا ملحوظا منذ عام 2003 حيث ارتفع هذا الفائض من 13 مليار دولار في عام 2004 إلي 6 . 31 مليار دولار عام 2005 ويرجع ذلك إلي الارتفاع الذي شهدته أسعار البترول العالمية خلال تلك الفترة بالإضافة إلي تزايد الإنتـــاج مـــن البتـــرول الخام علي مستوي القارة وارتفاع صـــافي التحــــــولات الجارية إلي القارة وأيضا ارتفاع الفائض في الحساب الجاري للقارة بنسبة 8 . 6 % من الناتج المحلي لعام 2005 , ويأتي ذلك علي الرغم من اختلاف هذه النسبة بين دول القارة حيث بلغت نسبة الفائض في الميزان التجاري من الناتج المحلي الإجمالي 8 . 19 % في الدول المصدرة للبترول خلال عام 2005 في حين سجلت الدول الغير مصدرة للبترول عجزا في ميزانها التجاري بلغت نسبته من الناتج المحلي حوالي 6 . 5 % ويرجع السبب وراء ارتفاع نسبة الفائض والعجز إلي استمرار الارتفاع في أسعار النفط العالمية , أيضا حدث تحسنا في ميزان المدفوعات للقارة نتيجة للزيارة التي شهادتها الاستمثتارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلي القارة من ناحية والانخفاض الملحوظ الذي شهدته مدفوعات خدمة الديون الخارجية في العديد من الدول الأفريقية المثقلة بالديون من ناحية أخري .
الأداء السياسي :
( 1 ) الانتخابات وممارسة الديمقراطية .
شهدت 19 دولة افريقية أجراء انتخابات عامة فيها خلال الفترة من مطلع عام 2006 م حتى يوليو 2007 سواء كانت هذه الانتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية وقد تفاوتت من حيث مدي الالتزام بقواعد وإجراءات الممارسة الديمقراطية عند أجراء هذه الانتخابات وبالتالي مدي تنافسية ونزاهة وحرية هذه الانتخابات يضاف إلي ذلك ما يترتب على هذه الانتخابات من تداول سلمي للسلطة من عدمه ألا انه ينبغي التأكيد على أته لا يلزم بالضرورة تغير الحكومة القائمة لكي يمكن القول بان الانتخابات كانت حرة وتنافسية فقد تتحقق هذه الصفات في الانتخابات دون أن يعني ذلك بالضرورة تغير الحكومة القائمة وبناء على ذلك يمكن تصنيف الدول الإفريقية إلي أربعة فئات رئيسية من حيث الممارسة الانتخابية كالأتي :-
( أ ) دول شهدت انتخابات على درجة من التنافسية مع السلطة الحاكمة . ( ب ) دول شهدت انتخابات على درجة من التنافسية دون تغير السلطة الحاكمة .
( ج ) دول شهدت انتخابات مثيرة للجدل دون تغير السلطة الحاكمة .
( د ) دول كانت الانتخابات فيها خطوة نحو التحول السياسي أو تسوية الصراعات وتحقيق المصالحة الوطنية .
الإدارة السياسية والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء :
دشنت مبادرة النيباد آلية لمراجعة الحكم الاقتصادي والسياسي الرشيد في دول القارة وتبادل الخبرات الناجحة في هذا المجال وقد تم إنشاءها كآلية اختباريه تنضم أليها الدول الإفريقية طواعية وتهدف إلي مرجعة التزام الدول الأفريقية بقواعد الحكم الرشيد لدعم السياسات والممارسات التي تؤدي إلي الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وبنهاية عام 2006 انضمت سبع وعشرون دولة إلي الإلية إما الدول التي لم تنظم إلي الآلية فقد أشارت إلي أنها مازالت تبحث الأمر كما إن هناك دولا أشارت إلي تغير وجهة نظرها التي كانت رافضة للانضمام للآلية , وقد بدأت مؤسسات الآلية عملها الفعلي عام 2004 , فقد عقد منتدى رؤساء دول وحكومات آلية المراجعة عدة مرات كما عقدت لجنة الأمناء والتي تتكون من سبع شخصيات إفريقية مسؤلة عن نزاهة عملية المراجعة .
تشكيل القيادة الأفريقية ( افريكوم ) .
تحاول القيادة الأمريكية التخفيف من وطاة إنشاء هذه القيادة على الدول الأفريقية والقلق الذي يعتريها من احتمال طلب قواعد عسكرية لتمركز هذه القيادة وذلك بإعلانها أن هذه القيادة هي مجرد قيادة يكون مركز تخطيــط بالــدرجة الأولي ستساعد على دعم الدول الأفريقية والتجمعات الاقتصـدية الإقليميــة , وطاقــم هــذه القيادة يضم العديد من الخــبراء الدبلوماسيين والاقتصاديين وخبراء التنمية ( 400 ـ 1000 عنصر ) وتم تشكيل القيادة من جميع أفرع الجيش الأمريكي بالإضافة إلي مدنيين من وزارت الدفاع والخارجية والزراعة والخزانة والتجارة و وكالة المساعدات الأمريكية , لن يضم تشكيلات لقواعد عسكرية مما يعني انه لن تكون هناك قوات أمريكية أضافية في القارة وذلك حسب الإعلان الرسمي الذي أشار أليه وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس " خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ حيث قال : " قرر الرئيس أنشاء قيادة قتالية موحدة تحت مسمي قيادة أفريقيا " وليكتمل بها تقسيم العالم إلي نطاقات عمل ومسؤليات عسكرية أمريكية . أن ذلك يعني ان الولايات المتحدة تسعي لتقوية نفوذها في أفريقيا إستعدادا للقيام بنشاطات عسكرية حين تتطلب ذلك مصالحها الحيوية الأمر الذي يشكل تهديدا لدول القارة .
تتشكل القيادة الأفريقية ( افربكوم ) من :
أ ـ منصب القائد :تتولاه وزارة الدفاع الأمريكية .
( جنرال / وليام وارد ) .
ب ـ نائب القائد : تتولاه وزارة الخارجية . ( السفيرة / ماري كارلين ييتس ) .
ج ـ ممثل عن الإدارة الأمريكية للتعاون الدولي .
د ـ مكانها :
شتوتجارت ـ ألمانيا ( مؤقتا ) لحين نقلها إلي دولة افريقية .
هـ ـ توقيت إنشائها : أكتوبر 2007 و ـ التبعية : تتبع القيادة الأوروبية لحين استكمال إنشائها ستتبع وزارة الدفاع مباشرة .
5- لماذا الآن ...؟
للرد على التساؤل يجب تحليل الموقف السياسي والاقتصادي والعسكري والأهداف التي تسعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها على مستوي العالم , يجب أيضا تحليل لماذا لم يتم ذلك من قبل ولماذا لم يؤجل ذلك فيما بعد ........ !!
من هنا سيتم الرد من خلال الأتي :
أ ـ أن انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة النظام العالمي كان له من التداعيات للسيطرة على العالم وفرض الهيمنة الأمريكية الأمر الذي أدي إلي :-
( 1 ) استكمال الولايات المتحدة الأمريكية لحلقات قياداتها العسكرية حول العالم حيث توجد الآن خمس قيادات عسكرية موزعة عبر مختلف ربوع الأرض بحسب التوزيع الجغرافي ولكن دون أي حضور عسكري كبير في القارة الأفريقية .
( 2 ) سعي الولايات المتحدة لإحباط أي محاولة من الدول لتصبح دولة عظمي يمكنها أن تظهر على الساحة الدولية ويتم ذلك من قيام الولايات المتحدة بالسبق في التطوير سواء ( الاقتصادي ـ العسكري ـ ألاجتماعي ... ) لترك فجوة كبيرة بينها وبين أي من الدول مما يحافظ على كونها الدولة العظمي الكبرى التي لا يمكن اللحاق بها .
( 3 ) وعلى ضوء ما سبق فإن ذلك أحد الأسباب الرئيسية لإنشاء الأفريكوم الآن لبدء ظهور الصين ونموها الإقتصادي والعسكري وأنها في طريقها لتصبح قوة عظمي , وقد أدي ظهورها في أفريقيا إلي دق جرس الإندار عند الجانب الأمريكي لمناهضة هذه القوة في أفريقيا ولإيقاف هذه القاطرة المتحركة بسرعة فائقة نحو النمو الإقتصادي .
( 4 ) لــزم للــولايات المتحــدة الأمريكية كونها القطب ا
لأوحد في العالم إلي إعادة تقسيم وتوزيع قياداتها العسكرية على مناطق العالم طبقا لأهدافها التي تسعي إلي تحقيقها وبما يضمن إحكام السيطرة على المناطق المختلفة من العالم ومن هنا تم إنشاء
قيادة الافريكوم ( الآن ) بسبب :-
( أ ) ظهور ثروات ضخمة في القارة الإفريقية .
( ب ) إعتماد الولايات المتحدة على كم لا يستهان به من واردتها من البترول من القارة الأفريقية يقدر بـــ 25 % بحلول عام 2015 .
- سعي بعض الدول الأخرى للحصول على ثروات القارة الأفريقية وخاصة البترول ( مثل الصين ) .
- أحداث 11 سبتمبر كانت أحدي نقط التحول في وجهة النظر الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب على مستوي العالم وبات ذلك مهما للغاية في القارة الأفريقية بسبب : -
( 1 ) كثرة الصراعات القبلية والإثنية في العديد من الدول الإفريقية
( 2 ) ظهور العديد من الحركات الإسلامية في أفريقيا وسيطرتها على الحكم مما يزعج القيادة الأمريكية .
( 3 ) فشل أمريكا الذريع في الصومال وسيطرة المحاكم الإسلامية على الحكم والذي أعطي مؤشراً لسيطرة الإتجاهات الأصولية .
( 4 ) خشية الولايات المتحدة الأمريكية من إنتشار الإتجاهات الأصولية في الغرب الأفريقي وخاصة في مناطق منابع البترول والذي يعد أحد مصادرها من النفط .
-بالإضافة إلي ما سبق كأسباب رئيسية فهناك عدة أسباب أخري تجبر الولايات المتحدة على إنشاء الأفريكوم ( الآن ) وهي :
( 1 ) أسباب سياسية :-
( أ ) الصحراء الكبرى بالقارة الأفريقية والتي تفتقر إلي الضبط والمراقبة ما الذي لا يمكن أداؤه بمعرفة دولة واحدة منفردة والخوف من أن تصبح هذه الصحراء المنبع الرئيسي لتوليد (الإرهاب ) .
( ب) إنهيار الحد الأدنى للتضامن العربي الذي مازال يفتقد لرؤية إستراتيجية موحدة يحول دون تطوير جامعة الدول العربية إلي نظام إقليمي فاعل قادر على حماية أعضائه ومن ناحية أخري على منع إقامة أنظمة إقليمية معادية بديلة لا هدف لها سوي تعميق الفصل الإستراتيجي بين مغرب الوطن العربي وبين شرقه من جهة والتآكل التدريجي للهوية العربية والإسلامية لهذا الوطن بإ ستيعابه ضمن منظومات شرق أوسطية أو متوسطية أو أفريقية أوسع من جهة أخري .
( ج ) رغبة الإدارة الأمريكية في تطويق نفوذ الأنظمة الإستراتيجية
( المارقة ) وفق التصنيف الأمريكي .
( د ) إنشاء قيادة عسكرية جديدة لأفريقيا يعتبر نوع من التحسب من الجانب الأمريكي لاحتمالات تصاعد التنافس الدولي على أفريقيا في المستقبل , لمستويات قد تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً لمصالحها الحيوية .
(هـ ) أحداث 11 سبتمبر والتي جعلت ما كان يجب فعله منذ زمن بعيد ( وهو التواجد الأمريكي بالقارة الأفريقية ) بات مهماً جدا تنفيذه الآن
ـ حيث أن وجود عدد من الدول والأنظمة الأفريقية الضعيفة والمنهارة تشكيل خطراً للإستقرار العالمي والأمن القومي
الأمريكي .
أسباب إقتصادية :-
( ا ) الرغبة الجامحة لدي قوي دولية عديدة في توظيف
مفهوم مقاومة الإرهاب للفوز بموطئ قدم قريب من مصادر
ثروات هائلة ومتنوعة في الصحراء الكبرى .
( ب ) تأخير واشنطن في وضع قدمها في القارة السمراء خاصة في ظل التنافس الفرنسي الصيني الذي يكاد ينفرد بالقارة .
( ج ) التوجه لثروات القارة الأفريقية فالقارة تمتلك 99 % من الكروم في العالم , 85 % من البلاتين و 70 % من التنتلايت 68 % من الكوبالت , 54 % من الذهب علاوة على إحتياطيات هامة من النفط والغاز ومخزون كبير من الألماس وصخور من الألمونيوم وكميات كبيرة من الأخشاب ومساحات زراعية شاسعة لم تستغل بعد .
( د ) التدخل في السودان بعد إكتشاف مخزون كبير من البترول واليورانيوم والتواجد الصيني بالمنطقة .
( هـ ) التغلغل الصيني في القارة الأفريقية حيث أصبحت بكين المستثمر الأول في العديد من البلدان الأفريقية .
( و ) تأمين عمليات التنقيب عن النفط والمعادن في القارة الأفريقية في ظل تزايد الإضطرابات التي تكررت في حقول النفط خاصة في منطقة دلتا النيجر , منذ عام 2003 والتي تعتمد الولايات المتحدة على نفط هذا الإقليم . في ضوء تقارير إستراتيجية يتوقع أن تلبي القارة الأفريقية 25 % من احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط بحلول 2015 .
( ز ) إستضافة الصين لرؤساء الدول الأفريقية في مؤتمر قمة أفريقية صينية أواخر العام الماضي والإعلان عن تقديم مساعدات بقيمة خمس مليارات دولار لتطوير البنية التحتية في أفريقيا مقابل حصول الصين على حق إستيراد النفط الإفريقي .
( 3 ) أسباب عسكرية :
( أ ) تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998 تم تفجير المدمرة كول في عام 2000 وتزايد نشاط تنظيم القاعدة والممانعة الصومالية للنفوذ الأمريكي هناك نبهت الآلة العسكرية إن ضرورة الحضور القوي عسكرياً وإستخباراتياً في المنطقة .
( ب ) إرتفاع نسبة التوتر بعد أحداث 11 سبتمبر بحيث أصبحت القارة ساحة أمنية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية بما يتجاوز منطقتي القرن الأفريقي وشمال القارة في ظل مخاوف من امتداد الخطر الأصولي في بلدان غرب القارة ( النيجر وشمال نيجيريا .... الخ ) .
( ج ) إصرار الولايات المتحدة على مواجهة النفوذ الصيني المتنامي بسرعة فائقة في أفريقيا وتحجيمها إقتصادياً وعسكرياً .
( د ) نجاح الإسلاميين في السيطرة على الصومال وحكمة تحت راية المحاكم الإسلامية قبل أن تتدخل القوات الأثيوبية بدعم من الولايات المتحدة للإطاحة بهم لصالح الحكومة الإنتقالية .
( هـ ) تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي في الصحراء الغربية .
( و ) مساهمة الصين بــ 150 جندي في بعثات الأمم المتحدة السلام في أنحاء القارة الأفريقية .
الكاتب: عقيد ركن / خليفة أحمد