صفحة 1 من 1

دلالات وتحديات تنامي علاقات إيران مع دول أمريكا اللاتينية 2

مرسل: الأحد ديسمبر 25, 2011 2:48 pm
بواسطة سليمان الراجحي5
ويظهر تشافيز رغبة شديدة للعمل مع إيران، بهدف خلق نظام دولى ثنائى القطبية، أو متعدد الأقطاب، ينهى السيطرة الأمريكية على مفاصل هذا النظام بعد انهيار منظومة الاتحاد السوفيتى السابق، فى بداية التسعينات من القرن الماضى. ويلعب تشافيز فى هذا الإطار دور "الأب الروحى" لليساريين الجدد فى أمريكا اللاتينية، والإدارى الناجح لعلاقات دول اليسار اللاتينية مع إيران.

-------------------------

بمقدور المراقب السياسى رصد حقيقة ، رغم البعد الجغرافى ، تنامى علاقات إيران بدول قارة أمريكا اللاتينية ، المجال الحيوى التاريخى للولايات المتحدة ، وحديقتها الخلفية ، وفى خاصرتها الضعيفة ، التى تكن لها مشاعر الغضب والعدائية، بفعل السياسات المتبعة ، والتى تطفح بمزيد من الاستغلال والعنصرية والاستعلاء ، خاصة مع قيادات اليسار الجديد الحاكم والمناهض للعولمة ، وسياسات الليبرالية الجديدة ، والرأسمالية المتوحشة ، بصورة مدروسة وممنهجة ، كإحدى أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ، وتفاقم المخاوف الأمريكية والصهيونية ، على حد سواء ، ودق ناقوس الخطر ، والتحذير العلنى مما يعتبره الجانبان " الغزو الإيرانى لأمريكا اللاتينية .

وفى هذا السياق ، وضمن تفاعلات حركية ، ونشاط السياسة الخارجية الإيرانية ، تكتسى قمة الرئيس محمود أحمدى نجاد ، ونظيره الفنزويلى ، هوغو تشافيز ، فى طهران ، فى الفترة ما بين 19- 21 أكتوبر 2010 ، ثم قمة نجاد والرئيس البوليفى ، ايفو موراليس ، بالعاصمة الإيرانية ، فى 25 أكتوبر 2010 ، ولمدة ثلاثة أيام ، أهمية ودلالة خاصة ، وتتأتى تتويجاً لمسار ممتد من التفاعلات المتبادلة ، وبصورة وظيفية .

أولاً : مخرجات قمتى نجاد مع تشافيز وموراليس

حظيت قمة نجاد – تشافيز ، بأهمية خاصة ، وتعتبر قفزة نوعية أكبر فى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ، لكون الرئيس الفنزويلى هو حليف إيران الرئيسى فى أمريكا الجنوبية ، والممر والجسر القوى للعبور نحو دول القارة . وزيارته الرسمية الأخيرة ، على رأس وفد كبير ، هى التاسعة لإيران، منذ توليه السلطة عام 1998 ، فى دلالة واضحة على عمق التفاعلات بين البلدين . وقد حرص تشافيز على تجديد دعم بلاده لإيران فى مواجهة العقوبات الأمريكية الظالمة ، ووقوف فنزويلا إلى جانب إيران فى كل الظروف ، وتعهدهما بمحاربة الإمبريالية ، والنية فى إقامة " نظام عالمى جديد ، " ينهى سيطرة الغرب على الحلول الدولية ، وتأليف تحالف مناهض للولايات المتحدة فى العالم ، يضم المعارضين للسياسات الأمريكية فى كل من الشرق الأوسط ، وأمريكا اللاتينية. وقد كان تشافيز موضع حفاوة وتقدير الرئيس نجاد ، الذى منحه وسام الرياضة التقليدية الإيرانية القديمة فى البلاد " الزورخانة " ، والسيف الإيرانى .

كما اطلع الضيف الفنزويلى والوفد الكبير المرافق له على معرض " المنجزات والإمكانيات التكنولوجية المتطورة الإيرانية " ، للوقوف على حجم القدرات والطاقات الإيرانية ، معلناً الرغبة بالتعاون المشترك بين البلدين فى تطوير التكنولوجيا فى مجالات البيئة ، والطب ، والغاز والنفط ، والمواد المتطورة . وبرز عزم البلدين على تعميق الشراكة الاستراتيجية ، وتوطيد التعاون فى مجالى التجارة والطاقة ، نتيجة تأثر هذين القطاعين ، منذ قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1929 ، الصادر فى 9 يونيو 2010 ، بسبب العقوبات الغربية الإضافية المشددة فى مواجهة برنامج إيران النووى ، المثير للجدل ، وهى عقوبات من وجهة نظر إيران وفنزويلا ، عقوبات جائرة ، وغير عادلة ، والتى تطال النشاط المصرفى ، والقطاع النفطى الذى تحصل إيران بفضله على أكثر من 80 % من مواردها من العملات الأجنبية ، ومطالبة الزعيمين من الولايات المتحدة عدم تحويل المنظمات الدولية إلى أدوات للتحكم ، ولتنفيذ سياستها العنصرية . وتعمل كل من إيران وفنزويلا على حسن استخدام " دبلوماسية النفط " ، كعامل ضغط بقوة فى العلاقات الدولية ، من أجل الظهور بمظهر الدول الثورية الساعية نحو التغيير فى النظام الدولى المعاصر ، والمعارضة بقوة للسياسات الأمريكية الإمبريالية والنظام الرأسمالى الاستغلالى الذى تقوده .

ويظهر تشافيز رغبة شديدة للعمل مع إيران ، بهدف خلق نظام دولى ثنائى القطبية ، أو متعدد الأقطاب، ينهى السيطرة الأمريكية على مفاصل هذا النظام بعد انهيار منظومة الاتحاد السوفيتى السابق، فى بداية التسعينات من القرن الماضى . ويلعب تشافيز فى هذا الإطار دور " الأب الروحى " لليساريين الجدد فى أمريكا اللاتينية ، والإدارى الناجح لعلاقات دول اليسار اللاتينية مع إيران ، حيث يعد " عراب " هذه العلاقات ، كما يسعى إلى تعزيز أواصر العلاقة مع أقطاب النظام الدولى المعارضة للهيمنة الأمريكية ، والممتعضة من سياسات أمريكا التدخلية فى العالم ، خاصة روسيا والصين .

ولتفعيل الطابع المؤسسى لعلاقات البلدين ، عقدت اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى الإيرانى – الفنزويلى ، اجتماعها السادس فى طهران ، وبحثت تنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات ، والعقود المبرمة بين البلدين فى مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية ، والتعاون المشترك للمضى قدماً بإنجاز المشاريع قيد التنفيذ ، خاصة وأن اللجان المتخصصة تعمل فى مجالات التعاون ، والمعادن ، والمصارف ، والزراعة والإسكان ، والنفط والطاقة على دراسة سبل تطوير العلاقات الثنائية ، وإعداد مذكرة تفاهم خاصة بالاجتماع . ومن ثم تبرز أهمية توقيع الجانبين 11 مذكرة تفاهم ، ومسعى البلدين ، خصوصاً إلى تطوير تعاونهما فى مجالات النفط والغاز ، والبتروكيماويات ، وتأسيس مصرف مشترك لتمويل مشاريع التنمية ، وإطلاق خريطة طريق ترسم ملامح التحالف الاستراتيجى بينهما حتى عام 2020 .

ومن بين المشروعات المطروحة بهذا الخصوص ، مشروع إنشاء شركة بحرية لنقل النفط ، ومشاركة فنزويلا فى تطوير حقل " فارس " الإيرانى العملاق ، خاصة وأن إيران تستورد من فنزويلا البنزين ، الذى تواجه صعوبة فى توفيره من الأسواق العالمية نتيجة العقوبات الأمريكية الأوروبية المفروضة عليها ، علماً بأن إيران تستورد ثلث حاجاتها من البنزين بسبب ضعف وسائل التكرير لديها ، حيث تقوم كاراكاس بتزويد طهران ب20 ألف برميل من البنزين يومياً ، فى حين تقوم طهران بإنشاء مصانع للأسمنت ، والسكن ، وإنتاج السيارات ، والزراعة ، والطاقة والمصارف .

ومن الأهمية إيراد أن إيران وفنزويلا عضوان بارزان ونافذان فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التى ستتولى إيران رئاستها فى يناير 2011 ، للمرة الأولى ، منذ قيام الثورة الإسلامية فى عام 1979 ، وتطابق المواقف بين البلدين فى كثير من الأمور ، بغية التحكم فى أسعار النفط ، وتوزيع الحصص ، ورفع الإنتاج أو تخفيضه ، عطفاً على تفعيل منظمة أوبك لتعبر بقراراتها عن الدول المنتجة ، وليس المستهلكة للنفط حتى تمسى سياسة هذه الدول متطابقة وسياسة إيران .

ومما له صلة ، وحسب تصريحات وزير الإسكان وبناء المدن الإيرانى ، فإن ثلاث شركات إيرانية ستنشئ 35 ألف وحدة سكنية فى فنزويلا فى فترة زمنية مناسبة ، مشيراً إلى شركة إيرانية قامن من قبل بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية بصورة جيدة . ومن جهة أخرى ، كان وزير الصناعة والمناجم الإيرانى ، فى وقت سابق ، قد أعلن أن حجم المشاريع التى اتفق عليها ، حتى الزيارة ، بين إيران وفنزويلا ، فاقت 3،5 مليار دولار . وفى دلالة واضحة على تطور وعمق العلاقات الثنائية ، ترتبط الدولتان بعدد كبير من اتفاقات التعاون ، يناهز عددها الإجمالى 80 ، خصوصاً فى مجالات الطاقة والمصارف والصناعة . وثمة إمكانية لدخول إيران كعضو مراقب فى تحالف يسارى أسسته كوبا مع فنزويلا ، يدعى البديل البوليفارى لشعوب الأمريكتين ، وكبديل لمشروع حكومة بوش بإنشاء منطقة تجارة حرة فى الأمريكتين ، والذى أفشله زعماء أمريكا الجنوبية اليساريون .

وفى جولة نجاد فى دول أمريكا اللاتينية ، فى 27 سبتمبر 2007 ، والتى استهدفت تأكيد الحرص الإيرانى خلال السنوات الأخيرة على تقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول أمريكا اللاتينية ، كفنزويلا والبرازيل وبوليفيا والأكوادور وكوبا ونيكاراغوا ، التقى وحليفه الأبرز ، تشافيز ، للتأكيد على تحالفهما المناهض للهيمنة الأمريكية ، ومقاومة الإمبريالية حتى النهاية . وجددت فنزويلا دعمها لحق إيران فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية ، على خلاف ما تزعم الولايات المتحدة . كما حظى نجاد بحفاوة بالغة ، لدى زيارته لفنزويلا عام 2006، وأقيمت له احتفالات عسكرية ، ووقع على 29 اتفاقية اقتصادية هناك . وهناك العديد من المشروعات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين إيران وفنزويلا ، إذ نجحت الدولتان ، موخراً فى إنتاج سيارات متواضعة ضمن مشروع مشترك أطلق عليه venirauto ، وجرارات ، وآلات زراعية أخرى ، لتحسين الواقع الزراعى فى البلدين ، خاصة فى فنزويلا . كما تقوم إيران بتمويل مشروع استثمارى ضخم لتطوير استكشاف احتياطيات بترولية كبيرة واقعة فى منطقة orinco ، بحيث تصل قيمة الاستثمارات الإيرانية فى هذا المشروع إلى ما يعادل 4 مليارات دولار ، هذا فضلا ً عن تمويل إيرانى لمشروع إسكان العائلات الفقيرة فى فنزويلا ، حيث أوفدت أكثر من 400 مهندس ، ومتخصص فى مجال البناء والتشييد إلى فنزويلا لهذا الغرض .

بالمقابل ، توفر فنزويلا نافذة كبيرة أمام إيران لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها ، وتقوم الحكومة الفنزويلية بتنشيط حركة التجارة والسياحة والاستثمار مع إيران ، حيث تم تخصيص رحلة طيران أسبوعية بين كاراكاس وطهران . وتم من قبل ، افتتاح المصرف المشترك بين البلدين ، برأسمال يبلغ ملياراً و200 مليون دولار، يتقاسمه البلدان بنسب متساوية ، كونه مؤشراً على العزيمة للنهوض بالتعاون الاقتصادى المشترك . بالمجمل ، وصلت قيمة التبادل التجارى بين البلدين ، حسب مصادر حكومية إيرانية ، إلى ما يعادل 18 مليار دولار فى العام 2007 ، وأن هذا التبادل فى ازدياد مطرد .

وفى ثانى زيارة رسمية لموراليس لطهران خلال العامين الماضيين ، على رأس وفد رفيع المستوى ، والالتقاء مع كبار المسئولين الإيرانيين ، كان العنوان الرئيسى ، تعزيز العلاقات الثنائية ، وسبل تطويرها ، خاصة الاقتصادية بين البلدين . وتمخضت الزيارة عن توقيع مذكرات للتعاون الثنائى فى مجالات المناجم ، والطاقة ، والزراعة ، والمعدات الصناعية ، والاسمنت ، والمواد الغذائية ، ونقل التكنولوجيا . وحرص موراليس على تشجيع المستثمرين الإيرانيين على التواجد فى بلاده ، وبحث الاستثمارات المشتركة. وكان نجاد قد زار بوليفيا فى أواخر سبتمبر 2007 ، فى إطار حملته لتعزيز الروابط الدبلوماسية والاقتصادية مع ابرز الزعماء اليساريين بأمريكا اللاتينية . وتمخضت الزيارة عن توقيع اتفاقات فى مجالى الطاقة والصناعة، والتعهد من جانب إيران باستثمار مليار ، و100مليون دولار فى بوليفيا خلال خمس سنوات ، خصص الجزء الأكبر منها لتطوير حقول الغاز والنفط فى بوليفيا ، وإمكانية المساعدة فى استغلال احتياطيات بوليفيا الكبيرة من الغاز الطبيعى ، بصورة أفضل ، فى وقت تكافح فيه شركة الطاقة التى تديرها الدولة لترسيخ وضعها على رأس صناعة الطاقة ، التى خضعت للتأميم لضرورات المصلحة الوطنية . كما وقع البلدان مذكرة تفاهم لزيادة الروابط التجارية والاقتصادية ، وخصوصا فى مجالات صناعة الجرارات الزراعية ، وبناء مصانع إنتاج الألبان . وفى أغسطس 2008، حصلت بوليفيا على دعم مالى إيرانى – فنزويلى مشترك لإنشاء الشركة الوطنية الاستراتيجية التى تعنى بتطوير المشاريع الكبيرة فى البلاد والبنى التحتية ، بحيث تم استثمار أكثر من 230 مليون دولار فى قطاع الأسمنت . هذا بالإضافة إلى توثيق الصلات مع الشعب البوليفى حيث تم افتتاح عيادات متنقلة من قبل وزارة الصحة الإيرانية ، فى لاباز ، والمدن البوليفية الأخرى من أجل تقديم الخدمات الصحية والرعاية الطبية للبوليفيين الفقراء . وخلال زيارة الرئيس موراليس لطهران فى سبتمبر 2008 , أظهرت بوليفيا كل الدعم لإيران ، حيث اعتبرت أن أى تحرك لمجلس الأمن الدولى لوقف إيران عن تطوير قدراتها النووية السلمية ، هو عمل غير اخلاقى وغير قانونى .

وفى سياق جولة نجاد على دول أمريكا اللاتينية ، والتى شملت البرازيل وفنزويلا وبوليفيا ، فى نوفمبر 2009 ، وعلى الرغم من المحاولات الإسرائيلية الواسعة لمنع إتمام الزيارة ، خاصة ، وأنها سبقتها ، ببضعة أيام ، زيارة للرئيس شيمون بيريز ، وخطابه أمام البرلمان البرازيلى ، حث فيها البرازيل على استخدام نفوذها لمواجهة التهديد الإيرانى ضد إسرائيل ، من منطلق كون إيران ، كما يزعم ، تمثل خطراً عالمياً وتسعى لتدمير إسرائيل . غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل ، وتمت الزيارة ، وهى الأولى لرئيس إيرانى إلى البرازيل ، وتبدى الحرص الإيرانى على تنمية العلاقات الثنائية ، مع هذه الدول الهامة فى القارة ، واعتبار الزيارة نقطة تحول فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين . وتجسد الاهتمام فى مستوى الوفد المرافق لنجاد ، والذى ضم أكثر من 150 شخصاً من ممثلى القطاعات الاقتصادية والتجارية المختلفة ، والشركات الفنية والهندسية المختلفة ، والقطاع الخاص ، كذلك حرص نجاد على الالتقاء برجال الأعمال فى البرازيل ، لبحث المجالات الجديدة للتعاون الثنائى . وجدد الرئيس البرازيلى ، لويس اناسيو لولا دا سليفا ، دعم بلاده لبرنامج إيران النووى ، طالما كان سلمياً ، ومعارضة فرض عقوبات على إيران ، بدعوى تحديها المجتمع الدولى بشأن برنامجها النووى ، ودعوته إلى الدبلوماسية وإلى المحادثات . وكان من ثمار تنمية العلاقات بين البلدين ، وفى سياق رغبة البرازيل لتعزيز مكانتها الدبلوماسية فى العالم ولعب دور الوسيط فى الشرق الأوسط ، الاتفاق الثلاثى التركى – البرازيلى – الإيرانى ، الذى عقد فى طهران ، حول مبادلة اليورانيوم الإيرانى منخفض التخصيب بيورانيوم أعلى تخصيبا ، كمحاولة لاختراق ملموس فى أزمة الملف النووى الإيرانى .

وتطورت علاقات إيران مع الرئيس اليسارى فى نيكاراغوا ، دانييل أورتيغا ، من باب تطوير التحالف المعادى لأمريكا فى العالم وتعميقه أكثر، وطمعاً من أورتيغا للحصول على موارد مالية جديدة لتمويل العملية التنموية فى نيكاراغوا التى تفتقر إلى الموارد والطاقات المالية ، حيث تعهدت إيران فى سياق علاقتها المتنامية مع نيكاراجوا بتقديم مساعدات مالية لهذا البلد من أجل استثماره فى قطاع النفط والطاقة ، وفى مجالات الزراعة ، والبنى التحتية وتحلية المياه ، بيد أن أكبر المشاريع التى تم تمويلها إيرانياً هو ميناء جديد على الساحل الشرقى لنيكاراغوا ، بقيمة 350 مليون دولار . كما تسلمت نيكاراغوا مساعدة مالية إيرانية بقيمة 231 مليون دولار فى عام 2007 ، لبناء محطة توليد كهرباء على أحد السدود . وفى عام 2008 ، قدمت إيران مساعدة مالية لبناء مستشفى فى ماناغوا العاصمة، بقيمة 2 مليون دولار . كما تعد السفارة الإيرانية فى هذا البلد الأكبر من حيث عدد العاملين فيها من الإيرانيين ، ودلالة ذلك ليست بخافية على أحد .

من جهة أخرى ، تبلورت العلاقة الإيرانية الجدية مع الأكوادور خلال الزيارة المفاجئة للرئيس أحمدى نجاد للعاصمة كيتو ، فى عام 2007 ، خلال مراسم تنصيب الرئيس اليسارى ، رفائيل كورييا . هذه العلاقة ارتبطت بشكل كبير بالبوابة الفنزويلية ، وتأثير تشافيز على السياسة الخارجية للأكوادور . وتبدى حرص كورييا على تأكيد حق بلاده ، كدولة مستقلة وذات سيادة ، على إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران ، حيث تقتضى المصلحة الوطنية ذلك ، خاصة وأن إيران تشكل سوقاً رائجة لمنتجات الأكوادور ، ومسانداً قوياً فى مجالى التكنولوجيا والمال . وفى التفاصيل ، افتتح الرئيس كورييا المكتب التجارى لبلاده فى العاصمة الإيرانية لتنشيط حركة التجارة بين البلدين ، والتوقيع على أكثر من 25 اتفاقية مع إيران ، أهمها تمويل إيرانى لمشروع بناء مصفاة بترول ، ومصنع للبتروكيماويات فى جنوب الأكوادور ، كما أن إيران تعد مساهماً رئيسياً فى بناء محطة هيدروكهربائية على أحد الجسور فى منطقة coca-codo sinclair ، وتعززت العلاقات الأمنية والاستراتيجية بين البلدين فى أعقاب زيارة سعيد جليلى رئيس مجلس الأمن القومى الأعلى فى إيران للأكوادور فى 2008 ، وبعد افتتاح السفارة الإيرانية الجديدة فى العاصمة كيتو فى 2009 ، فى موعد احتفالات إيران بالثورة فيها .


الكاتب د. السيد عوض عثمان*