الاسلام والسلطه المشخصه
مرسل: الأحد ديسمبر 25, 2011 6:47 pm
يعرف علم السياسة بأنه ذلك الضرب من ضروب المعرفة السياسية الذي ينفرد بمعالجة الظواهر السياسية بمنهج علمي تجريبي، أما النظرية السياسية فتعرف بأنها بناء ذهني يستخدم للاسترشاد به في فهم وتفسير الواقع السياسي. وتعرف الظاهرة بأنها موقف العقل المتقدم من الأشياء المحيطة به. فالظواهر السياسية هي مادة النظرية السياسية العلمية.
وقد ترددت مقولة أرسطو منذ القرن الرابع قبل الميلاد أن الإنسان كائن سياسي بطبعه كمسلمة دون أن تعرض على الواقع بالتجريب لاختبار صحتها، حتى القرن العشرين عندما تبين للعلماء باستخدام الملاحظة والتجريب أنه ما من إنسان سوي إلا وبه درجة من متناقضين هما.. الأمر والطاعة (السيطرة والامتثال - الحكم والانقياد)، أي ما من إنسان إلا وبه درجة من الرغبة فى التسلط على الآخرين وفي نفس الوقت لديه درجة من الاستعداد للطاعة للآخرين. هذين المتناقضين سموا بعلاقة الأمر والطاعة، واصطلح على تسميتها جوهر السياسة في الإنسان، وهذا الجوهر هو معيار الفصل بين الظواهر السياسية وغيرها من الظواهر الاجتماعية.
أولا: ظاهرة التميز السياسي
هي ظاهرة سياسية خالدة تأتي منبعثة عن جوهر السياسة فى الإنسان، ولها نوعين..
1.تميز داخلي، يحدث داخل المجتمع السياسي، فينقسم إلى حاكمين ومحكومين.
2.تميز خارجي، يحدث ما بين المجتمعات السياسية، وأساسه علاقة الصديق والعدو، فالأفراد ينظرون إلى الإقليم على أنه دار سلام، وأن ما وراءه دار حرب.
ثانيا: ظاهرة السلطة السياسية
هي ظاهرة سياسية خالدة تأتي منبعثة عن جوهر السياسة في الإنسان، ولا تعرف لذاتها بل تعرف من ثنايا وظيفتها بأنها الاحتكار الفعلى لأدوات الإكراه المادي في المجتمع من أجل تحقيق المجتمع الهادئ. وللسلطة السياسية مقومات ثلاثة..
1.القوة، هي تلك القوة المادية المتمثلة في الاحتكار الفعلى لأدوات الإكراه المادي في المجتمع.
2.الخيرية، فتقوم السلطة في ضمائرنا كقوة خيرة، أي يقتضيها الخير العام.
3.الشرعيه، فالذي يجعل من القوة سلطة هو تمثلنا الجماعى لها بربطها في ضمائرنا بالخير العام، فتبدو لذلك شرعية.
وقد أخذت السلطة السياسية صورا مختلفة..
1.السلطة الجماعية المباشرة (السلطة المشاعة)، وقد وجدت في الجماعات البدائية، فالسلطة غير مشخصة في فرد أو نفر، أي لم يكن هناك من يقوم على ممارسة مظاهرها، فتقاليد الجماعة وعاداتها مرعية دون ما حاجة إلى من يفرض مراعاتها بأدوات إكراه مادي، حيث لا جزاء إلا الخوف من لعنة الجماعة، والتي هي عند الرجل البدائي بمثابة الموت.. إنها لعنة الطوطم أو لعنة الآلهة التى تلاحقه فإذا به طريد الجماعة والطبيعة معا.
2.السلطة المشخصة، ومع تطور الجماعة الإنسانية؛ استطاع نفر من الناس أن يقنع الآخرين بأنه ينحدر من سلالة الإله وإنه لذلك ابن الإله أو هو الإله نفسه. فأصبحت السلطة السياسية من خصائص فرد أو نفر معين، لصيقة بذاته، هو صاحبها ويمارسها باسمه ولحسابه.
3.السلطة المنظمة، ولقد ظلت صورة السلطة المشخصة إلى أن جاء الإسلام، فسلخ السلطة عن أشخاص القائمين عليها. فالحاكم فى الإسلام ليس هو صاحب السلطة، وإنما هو عامل عليها، وألزم الإسلام القائمين على السلطة في تصرفاتهم بدستور مسبق (القرآن والسنة). ومن هنا يعد الإسلام هو أول من جاء بصورة السلطة المنظمة، وقد عرف الغرب هذه الصورة في القرن الثامن عشر على يد الفرنسي مونتيسكيو Montesqieu. وهذه الصورة هي التي تظهر الدولة المعاصرة عما عداها من صور المجتمع السياسي السابقة عليها.
ثالثا : ظاهرة المجتمع السياسي
هي الظاهرة السياسية الأم التي تقبع بداخلها كل الظواهر السياسية، وتأتي منبعثة عن جوهر السياسة في الإنسان، وقد مرت بمرحلتين تاريخيتين..
1.مرحله التجمعات الغريزية الصرفة، وفيها كانت الجماعات لا تمثل أكثر من مجرد تجمع يندفع إليه الإنسان بغريزته إبقاء على نوعه، ولم يدرك الفرد لتجمعه هدفا، ولم يدرك الجماعة كظاهرة خارجية بالنسبة له حيث كان يرتبط بها ارتباطا عضويا.
2.مرحلة المجتمعات السياسية المعاصرة، وفيها راح الفرد يتلمس ذاتيته ويعمل عقله، فأصبحت الجماعة منه بمثابة الحدث الخارجي (ظاهرة)، فراح يعيها باعتبارها هكذا. إنه عامل الفكرة الذي نقل الجماعة من حالة التجمع الفطري إلى حالة المجتمع، إنها على حد تعبير الفرنسي بوردو G. Burdeau حالة الضمير الاجتماعية التي تعرف بأنها تلك الحالة التي وصل إليها العقل البشري إلى درجة من التقدم جعلته يعي لنفسه ذاتية ولمجتمعه هدفا.
وتعرف ظاهرة المجتمع السياسي بأنها بنية قوامها مجموعة من عناصر مادية وقيمية هي..
1.تجمع غريزي صرف، وبما يتراكم عليه من عنصر قيمي هو حالة الضمير الاجتماعية.
2.إقليم، وبما يتراكم عليه من عنصر قيمي هو أن هذا الإقليم دار سلام وما عداه دار حرب..
فالإقليم يعد من أبرز العوامل المهيأة لقيام حالة الضمير الاجتماعية.
وارتباط الجماعات بإقليم معين هيأ لصورة من صور التميز بين الجماعات قوامها إحساس الجماعة بذاتيتها إزاء ما عداها، وبما أفضى ذلك إلى مفهومي الحرب والسلام.
وما تقدم هيأ إلى ظهور مفهوم الوطن كدار للسلام يورثها الآباء للأبناء.
3.سلطة سياسية، وبما تتضمنه من جانب مادي هو الاحتكار الفعلي لأدوات الإكراه المادي في المجتمع، وجانب قيمي يتمثل في أن هذا الاحتكار يؤدي إلى تحقيق المجتمع الهادئ..
فقدرة المجتمع على الاستمرار تقتضى - فوق ما تقدم - قوة تحقق له السلام في الداخل والأمن في الخارج.
وهى قوة السلطة السياسية التي راحت تقوم في ضمائر أو أعضاء المجتمع كاحتكار خير لأدوات الإكراه المادي يلازم ظاهرة التجمع الواعي بأهدافه وبارتباطه بإقليمه.
يتضح مما سبق أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فلا يستطيع أن يعيش بمفرده، فهو معد بفطرته لكي يعيش في مجتمع، لكي يحقق الإنسان تكامله واستمراره. كما أن الإنسان سياسي بطبعه، فلا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع ينقسم إلى حاكمين ومحكومين، وهو لذلك مجتمع سياسي قيامه واستمراره مرهون بوجود السلطة السياسية.
وعليه نستطيع الانتهاء إلى أن الإنسان والمجتمع والسياسة ظواهر متلازمة الوجود، أي لا سبق لإحداها على الأخرى، فحينما يوجد الإنسان يوجد المجتمع وتوجد السياسة.
وقد ترددت مقولة أرسطو منذ القرن الرابع قبل الميلاد أن الإنسان كائن سياسي بطبعه كمسلمة دون أن تعرض على الواقع بالتجريب لاختبار صحتها، حتى القرن العشرين عندما تبين للعلماء باستخدام الملاحظة والتجريب أنه ما من إنسان سوي إلا وبه درجة من متناقضين هما.. الأمر والطاعة (السيطرة والامتثال - الحكم والانقياد)، أي ما من إنسان إلا وبه درجة من الرغبة فى التسلط على الآخرين وفي نفس الوقت لديه درجة من الاستعداد للطاعة للآخرين. هذين المتناقضين سموا بعلاقة الأمر والطاعة، واصطلح على تسميتها جوهر السياسة في الإنسان، وهذا الجوهر هو معيار الفصل بين الظواهر السياسية وغيرها من الظواهر الاجتماعية.
أولا: ظاهرة التميز السياسي
هي ظاهرة سياسية خالدة تأتي منبعثة عن جوهر السياسة فى الإنسان، ولها نوعين..
1.تميز داخلي، يحدث داخل المجتمع السياسي، فينقسم إلى حاكمين ومحكومين.
2.تميز خارجي، يحدث ما بين المجتمعات السياسية، وأساسه علاقة الصديق والعدو، فالأفراد ينظرون إلى الإقليم على أنه دار سلام، وأن ما وراءه دار حرب.
ثانيا: ظاهرة السلطة السياسية
هي ظاهرة سياسية خالدة تأتي منبعثة عن جوهر السياسة في الإنسان، ولا تعرف لذاتها بل تعرف من ثنايا وظيفتها بأنها الاحتكار الفعلى لأدوات الإكراه المادي في المجتمع من أجل تحقيق المجتمع الهادئ. وللسلطة السياسية مقومات ثلاثة..
1.القوة، هي تلك القوة المادية المتمثلة في الاحتكار الفعلى لأدوات الإكراه المادي في المجتمع.
2.الخيرية، فتقوم السلطة في ضمائرنا كقوة خيرة، أي يقتضيها الخير العام.
3.الشرعيه، فالذي يجعل من القوة سلطة هو تمثلنا الجماعى لها بربطها في ضمائرنا بالخير العام، فتبدو لذلك شرعية.
وقد أخذت السلطة السياسية صورا مختلفة..
1.السلطة الجماعية المباشرة (السلطة المشاعة)، وقد وجدت في الجماعات البدائية، فالسلطة غير مشخصة في فرد أو نفر، أي لم يكن هناك من يقوم على ممارسة مظاهرها، فتقاليد الجماعة وعاداتها مرعية دون ما حاجة إلى من يفرض مراعاتها بأدوات إكراه مادي، حيث لا جزاء إلا الخوف من لعنة الجماعة، والتي هي عند الرجل البدائي بمثابة الموت.. إنها لعنة الطوطم أو لعنة الآلهة التى تلاحقه فإذا به طريد الجماعة والطبيعة معا.
2.السلطة المشخصة، ومع تطور الجماعة الإنسانية؛ استطاع نفر من الناس أن يقنع الآخرين بأنه ينحدر من سلالة الإله وإنه لذلك ابن الإله أو هو الإله نفسه. فأصبحت السلطة السياسية من خصائص فرد أو نفر معين، لصيقة بذاته، هو صاحبها ويمارسها باسمه ولحسابه.
3.السلطة المنظمة، ولقد ظلت صورة السلطة المشخصة إلى أن جاء الإسلام، فسلخ السلطة عن أشخاص القائمين عليها. فالحاكم فى الإسلام ليس هو صاحب السلطة، وإنما هو عامل عليها، وألزم الإسلام القائمين على السلطة في تصرفاتهم بدستور مسبق (القرآن والسنة). ومن هنا يعد الإسلام هو أول من جاء بصورة السلطة المنظمة، وقد عرف الغرب هذه الصورة في القرن الثامن عشر على يد الفرنسي مونتيسكيو Montesqieu. وهذه الصورة هي التي تظهر الدولة المعاصرة عما عداها من صور المجتمع السياسي السابقة عليها.
ثالثا : ظاهرة المجتمع السياسي
هي الظاهرة السياسية الأم التي تقبع بداخلها كل الظواهر السياسية، وتأتي منبعثة عن جوهر السياسة في الإنسان، وقد مرت بمرحلتين تاريخيتين..
1.مرحله التجمعات الغريزية الصرفة، وفيها كانت الجماعات لا تمثل أكثر من مجرد تجمع يندفع إليه الإنسان بغريزته إبقاء على نوعه، ولم يدرك الفرد لتجمعه هدفا، ولم يدرك الجماعة كظاهرة خارجية بالنسبة له حيث كان يرتبط بها ارتباطا عضويا.
2.مرحلة المجتمعات السياسية المعاصرة، وفيها راح الفرد يتلمس ذاتيته ويعمل عقله، فأصبحت الجماعة منه بمثابة الحدث الخارجي (ظاهرة)، فراح يعيها باعتبارها هكذا. إنه عامل الفكرة الذي نقل الجماعة من حالة التجمع الفطري إلى حالة المجتمع، إنها على حد تعبير الفرنسي بوردو G. Burdeau حالة الضمير الاجتماعية التي تعرف بأنها تلك الحالة التي وصل إليها العقل البشري إلى درجة من التقدم جعلته يعي لنفسه ذاتية ولمجتمعه هدفا.
وتعرف ظاهرة المجتمع السياسي بأنها بنية قوامها مجموعة من عناصر مادية وقيمية هي..
1.تجمع غريزي صرف، وبما يتراكم عليه من عنصر قيمي هو حالة الضمير الاجتماعية.
2.إقليم، وبما يتراكم عليه من عنصر قيمي هو أن هذا الإقليم دار سلام وما عداه دار حرب..
فالإقليم يعد من أبرز العوامل المهيأة لقيام حالة الضمير الاجتماعية.
وارتباط الجماعات بإقليم معين هيأ لصورة من صور التميز بين الجماعات قوامها إحساس الجماعة بذاتيتها إزاء ما عداها، وبما أفضى ذلك إلى مفهومي الحرب والسلام.
وما تقدم هيأ إلى ظهور مفهوم الوطن كدار للسلام يورثها الآباء للأبناء.
3.سلطة سياسية، وبما تتضمنه من جانب مادي هو الاحتكار الفعلي لأدوات الإكراه المادي في المجتمع، وجانب قيمي يتمثل في أن هذا الاحتكار يؤدي إلى تحقيق المجتمع الهادئ..
فقدرة المجتمع على الاستمرار تقتضى - فوق ما تقدم - قوة تحقق له السلام في الداخل والأمن في الخارج.
وهى قوة السلطة السياسية التي راحت تقوم في ضمائر أو أعضاء المجتمع كاحتكار خير لأدوات الإكراه المادي يلازم ظاهرة التجمع الواعي بأهدافه وبارتباطه بإقليمه.
يتضح مما سبق أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فلا يستطيع أن يعيش بمفرده، فهو معد بفطرته لكي يعيش في مجتمع، لكي يحقق الإنسان تكامله واستمراره. كما أن الإنسان سياسي بطبعه، فلا يستطيع أن يعيش إلا في مجتمع ينقسم إلى حاكمين ومحكومين، وهو لذلك مجتمع سياسي قيامه واستمراره مرهون بوجود السلطة السياسية.
وعليه نستطيع الانتهاء إلى أن الإنسان والمجتمع والسياسة ظواهر متلازمة الوجود، أي لا سبق لإحداها على الأخرى، فحينما يوجد الإنسان يوجد المجتمع وتوجد السياسة.