هل الضغوط خيار أم فرض؟
مرسل: الأحد ديسمبر 25, 2011 8:51 pm
معرفة مراكز القوة للإنسان في نفسه ضرب من الذكاء ولها أهمية بالغة.. الكثير من الناس يفشلون بالرغم من وجود كثير من الإيجابيات لديهم، لأنهم لم يعرفوا كيفية استغلالها
أُكمل اليوم القواعد العشر التي وردت في كتاب "الضغوط خيار" لمؤلفه ديفيد زيرفوس الذي نشرته "سنبل تروثز" هذا العام 2011، والذي استعرضت جزأه الأول يوم الجمعة الماضي. وتتضمن القواعد العشر الواردة فيه طرقا وأساليب عملية للتخلص من ضغوط الحياة.. وفيا يأتي بقية تلك القواعد:
القاعدة السادسة: اختر أن تكون منتصرا:
ثبت أن واحدا من أقوى العلاجات هو "الخيار" choice. نستطيع اختيار مواقفنا حول الأشياء والناس، واختيار حالات ردود الأفعال حول المواقف التي نتعرض لها وحول من نريد أن نعيش معهم ونشاركهم الحياة. عندما نتوقف عن الخيارات نصبح "ضحية"، سواء أكان الأمر يتعلق باقتصادياتنا أو بصعوبات تعترض علاقاتنا.. أو صحتنا. تأتي قوة "الخيار" بامتلاك المرء أقوى الآليات لإحداث اختراق ناجح لحل المشكلة.. هذه القوة مدفوعة بموقف، فالموقف كما يقول تشرشل "شيء صغير يعمل فرقا كبيرا".
تذكر عندما يهددك البعض أو تهددك الظروف أو يهددك المرض بالإحباط تذكر أن لديك "خيارا" ممتازا لكيفية الرد أو كيفية التعامل مع تلك الحالات.. واختر أن تواجه التحديات مباشرة مهما كانت شديدة أو قوية.. وسيكون هناك من المخلصين من الأصدقاء والعائلة للعون بعد الله، وإعطائك ما تحتاجه من دفعة لتعود حياتك أكثر قوة وأكثر انتصارا. وفي الحياة إذا كنت لا تحب شيئا فغيره فإذا كنت لا تستطيع تغييره فقم بتغيير طريقة تفكيرك نحوه.
القاعدة السابعة: اكتشف قوى الجذب لديك:
معرفة مراكز القوة للإنسان في نفسه ضرب من الذكاء ولها أهمية بالغة.. الكثير من الناس يفشلون بالرغم من وجود كثير من الإيجابيات لديهم، لأنهم لم يعرفوا كيف يستغلونها.. وسمى ذلك هاورد جاردنر صاحب نظرية تعدد الذكاء Intra-Intelligence أي ذكاء فهم الذات. هناك فكر المرء وهناك منطق المرء وهناك سلوك المرء، ثلاثة أمور تعمل عمل الجاذبية التي تحبب الناس في المرء. فلنكشف مراكز قوانا في هذه الأمور الثلاثة التي ستشكل قوى جذب إلينا تحبب فينا الناس وتجعلهم يكَوِّنون مواقف إيجابية نحونا. ومن هنا يبدأ نجاح المرء في حياته كلها، كل ذلك سيبدو من خلال مواقف وأحداث تشارك بها الغير.
كل الأشياء التي تحققها والأصدقاء الذين تكونهم والعمل الناجح الذي تؤديه كل ذلك لا يأتي مصادفةً في حياتك. إنه موقفك، وحواراتك، ومن أنت، كل ذلك يشكل قوة جذب.. الحياة تعطيك مقابل ما تعطيها المثل بالمثل.
القاعدة الثامنة: قوى الطبيعة تعمل الفرق:
ثبت علميا أن للطبيعة فوائد كثيرة وكبيرة.. ويقول إينشتاين في ذلك: "انظر بعمق إلى الطبيعة وسوف تجد نفسك أنك تفهم الأمور بشكل أفضل"، الطبيعة لها نتائج إيجابية كبيرة، عضويا وعقليا ونفسيا. ويقول المؤلف: "إننا كبشر لا نتوق إلى البرية فحسب بل لدينا حاجة فطرية لها" ص 78. كما أن للطبيعة تأثيرا على الشفاء بشكل أسرع.. ويقول أحد العلماء إن المرضى المنومين في مستشفيات ذات نوافذ يشفون بشكل أسرع من أولئك الموجودين في غرف مستشفيات ليست لها نوافذ. كما أثبت العلماء أن الرائحة المنبعثة من قطع مكائن قص الحشيش في الحدائق تعمل على خفض ضغط الدم والتقليل من الضغوط.
وفي عالمنا المليء بالتحديات تعمل الطبيعة والخروج للبرية على منحنا فرصا للشفاء والهدوء واستنشاق الهواء النقي.
القاعدة التاسعة: كلمة "لو" أسوأ كلمة في الدنيا:
يقول ألكسندر جراهام بل: "عندما يقفل باب في وجوهنا.. هناك باب آخر يُفتح لنا، لكننا دائما ننظر طويلا وبأسف إلى الباب المغلق ولا نرى الباب الذي فتح لنا".
ويتساءل المؤلف من هو اللاسعيد في حياته؟ وكيف يمكن أن يكون هناك امرؤ غير سعيد؟ الفكرة السائدة أن المال يجلب السعادة: لو كان لدي ثروة كبيرة، لو أنني أملك منزلا، لو أن منزلي أكبر، وأفضل، لو أن وظيفتي أكبر، لو أن سيارتي أفضل، لو.. لو.. إنهما فقط حرفان يشكلان كلمة، لكنها الكلمة التي توقف نمونا وتطورنا وتعيدنا إلى الوراء.. عندما تتحكم كلمة "لو" في حياتنا فإننا نتخلى عن قوتنا ونبتعد عنها ونبعدها عنا، وتخلق السبب والمبرر لعدم سعادتنا وراحتنا وملء أنفسنا بالحبور. وهناك أمثلة لا تعد من الناس الذين قضوا فترة طويلة من حياتهم يصرفون الوقت الكبير في أمور غير مهمة.
القاعدة العاشرة: ضع أهدافك في الحياة بوضوح:
يقول أحد الحكماء: "إن هدف الحياة هو حياة الهدف" ويقول آخر: "إذا لم يحدد البحار وجهته فليس هناك اتجاه رياح صحيح"، ويقول المؤلف إن الهدف في الحياة يشكل شخصياتنا ولماذا نعيش. وعندما تكون لنا أهداف نكون في أفضل حالاتنا.
ويخلص المؤلف في كتابه إلى نصيحة تقول: "خفف سرعتك واستمر" مستحضراً الحكمة التي تقول: "إن الضغوط زبالة الحياة المعاصرة"، ونحن من يحدثها وإذا لم نتخلص منها فإنها ستتراكم. ومع وجود وسائل الاتصال الحديثة (أي باد وأي بود) والإنترنت والمحمول نجد من الصعب أحياناً تخفيف السرعة. أحياناً نُجبر على تخفيف سرعتنا إما بمرض وإما بفقد وظيفة أو بفقد حبيب، لكن الأمر من الأهمية أن نعمل على تخفيف سرعتنا وتهدئة خطواتنا. لنتمكن من اكتشاف أهدافنا ونعيشها بكاملها كل لحظة وكل يوم. يقول غاندي: "إن هناك أمورا أخرى في الحياة أفضل من زيادة سرعتها". السماح للضغوط بالمرور إلينا هو خيارنا نحن، ولم ولن يفرض علينا ويمكننا من التحكم في مواقفنا تجاهها وهذا هو الفرق. يمكن السماح للضغوط بالمرور إلينا أو منعها. إنه خيارنا.. ويجب أن نتوقف من جعل أنفسنا قوة جذب للضغوط ونتبنى طرقاً سهلة ومواقف تجعل من حياتنا حياة سهلة وسعيدة. نتحدث إلى الآخرين الذين ينتهجون هذا المبدأ ونسأل كيف حققوا ذلك.
هذا عرض الكتاب.. الضغوط خيار. عشر قواعد لتسهيل حياتنا.. أرجو أن يكون القارئ قد وجد فيه المتعة التي تقابل الجهد الذي ضغطت فيه الكتاب لوصول أفكاره إليه.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Deta ... cleId=8784
أُكمل اليوم القواعد العشر التي وردت في كتاب "الضغوط خيار" لمؤلفه ديفيد زيرفوس الذي نشرته "سنبل تروثز" هذا العام 2011، والذي استعرضت جزأه الأول يوم الجمعة الماضي. وتتضمن القواعد العشر الواردة فيه طرقا وأساليب عملية للتخلص من ضغوط الحياة.. وفيا يأتي بقية تلك القواعد:
القاعدة السادسة: اختر أن تكون منتصرا:
ثبت أن واحدا من أقوى العلاجات هو "الخيار" choice. نستطيع اختيار مواقفنا حول الأشياء والناس، واختيار حالات ردود الأفعال حول المواقف التي نتعرض لها وحول من نريد أن نعيش معهم ونشاركهم الحياة. عندما نتوقف عن الخيارات نصبح "ضحية"، سواء أكان الأمر يتعلق باقتصادياتنا أو بصعوبات تعترض علاقاتنا.. أو صحتنا. تأتي قوة "الخيار" بامتلاك المرء أقوى الآليات لإحداث اختراق ناجح لحل المشكلة.. هذه القوة مدفوعة بموقف، فالموقف كما يقول تشرشل "شيء صغير يعمل فرقا كبيرا".
تذكر عندما يهددك البعض أو تهددك الظروف أو يهددك المرض بالإحباط تذكر أن لديك "خيارا" ممتازا لكيفية الرد أو كيفية التعامل مع تلك الحالات.. واختر أن تواجه التحديات مباشرة مهما كانت شديدة أو قوية.. وسيكون هناك من المخلصين من الأصدقاء والعائلة للعون بعد الله، وإعطائك ما تحتاجه من دفعة لتعود حياتك أكثر قوة وأكثر انتصارا. وفي الحياة إذا كنت لا تحب شيئا فغيره فإذا كنت لا تستطيع تغييره فقم بتغيير طريقة تفكيرك نحوه.
القاعدة السابعة: اكتشف قوى الجذب لديك:
معرفة مراكز القوة للإنسان في نفسه ضرب من الذكاء ولها أهمية بالغة.. الكثير من الناس يفشلون بالرغم من وجود كثير من الإيجابيات لديهم، لأنهم لم يعرفوا كيف يستغلونها.. وسمى ذلك هاورد جاردنر صاحب نظرية تعدد الذكاء Intra-Intelligence أي ذكاء فهم الذات. هناك فكر المرء وهناك منطق المرء وهناك سلوك المرء، ثلاثة أمور تعمل عمل الجاذبية التي تحبب الناس في المرء. فلنكشف مراكز قوانا في هذه الأمور الثلاثة التي ستشكل قوى جذب إلينا تحبب فينا الناس وتجعلهم يكَوِّنون مواقف إيجابية نحونا. ومن هنا يبدأ نجاح المرء في حياته كلها، كل ذلك سيبدو من خلال مواقف وأحداث تشارك بها الغير.
كل الأشياء التي تحققها والأصدقاء الذين تكونهم والعمل الناجح الذي تؤديه كل ذلك لا يأتي مصادفةً في حياتك. إنه موقفك، وحواراتك، ومن أنت، كل ذلك يشكل قوة جذب.. الحياة تعطيك مقابل ما تعطيها المثل بالمثل.
القاعدة الثامنة: قوى الطبيعة تعمل الفرق:
ثبت علميا أن للطبيعة فوائد كثيرة وكبيرة.. ويقول إينشتاين في ذلك: "انظر بعمق إلى الطبيعة وسوف تجد نفسك أنك تفهم الأمور بشكل أفضل"، الطبيعة لها نتائج إيجابية كبيرة، عضويا وعقليا ونفسيا. ويقول المؤلف: "إننا كبشر لا نتوق إلى البرية فحسب بل لدينا حاجة فطرية لها" ص 78. كما أن للطبيعة تأثيرا على الشفاء بشكل أسرع.. ويقول أحد العلماء إن المرضى المنومين في مستشفيات ذات نوافذ يشفون بشكل أسرع من أولئك الموجودين في غرف مستشفيات ليست لها نوافذ. كما أثبت العلماء أن الرائحة المنبعثة من قطع مكائن قص الحشيش في الحدائق تعمل على خفض ضغط الدم والتقليل من الضغوط.
وفي عالمنا المليء بالتحديات تعمل الطبيعة والخروج للبرية على منحنا فرصا للشفاء والهدوء واستنشاق الهواء النقي.
القاعدة التاسعة: كلمة "لو" أسوأ كلمة في الدنيا:
يقول ألكسندر جراهام بل: "عندما يقفل باب في وجوهنا.. هناك باب آخر يُفتح لنا، لكننا دائما ننظر طويلا وبأسف إلى الباب المغلق ولا نرى الباب الذي فتح لنا".
ويتساءل المؤلف من هو اللاسعيد في حياته؟ وكيف يمكن أن يكون هناك امرؤ غير سعيد؟ الفكرة السائدة أن المال يجلب السعادة: لو كان لدي ثروة كبيرة، لو أنني أملك منزلا، لو أن منزلي أكبر، وأفضل، لو أن وظيفتي أكبر، لو أن سيارتي أفضل، لو.. لو.. إنهما فقط حرفان يشكلان كلمة، لكنها الكلمة التي توقف نمونا وتطورنا وتعيدنا إلى الوراء.. عندما تتحكم كلمة "لو" في حياتنا فإننا نتخلى عن قوتنا ونبتعد عنها ونبعدها عنا، وتخلق السبب والمبرر لعدم سعادتنا وراحتنا وملء أنفسنا بالحبور. وهناك أمثلة لا تعد من الناس الذين قضوا فترة طويلة من حياتهم يصرفون الوقت الكبير في أمور غير مهمة.
القاعدة العاشرة: ضع أهدافك في الحياة بوضوح:
يقول أحد الحكماء: "إن هدف الحياة هو حياة الهدف" ويقول آخر: "إذا لم يحدد البحار وجهته فليس هناك اتجاه رياح صحيح"، ويقول المؤلف إن الهدف في الحياة يشكل شخصياتنا ولماذا نعيش. وعندما تكون لنا أهداف نكون في أفضل حالاتنا.
ويخلص المؤلف في كتابه إلى نصيحة تقول: "خفف سرعتك واستمر" مستحضراً الحكمة التي تقول: "إن الضغوط زبالة الحياة المعاصرة"، ونحن من يحدثها وإذا لم نتخلص منها فإنها ستتراكم. ومع وجود وسائل الاتصال الحديثة (أي باد وأي بود) والإنترنت والمحمول نجد من الصعب أحياناً تخفيف السرعة. أحياناً نُجبر على تخفيف سرعتنا إما بمرض وإما بفقد وظيفة أو بفقد حبيب، لكن الأمر من الأهمية أن نعمل على تخفيف سرعتنا وتهدئة خطواتنا. لنتمكن من اكتشاف أهدافنا ونعيشها بكاملها كل لحظة وكل يوم. يقول غاندي: "إن هناك أمورا أخرى في الحياة أفضل من زيادة سرعتها". السماح للضغوط بالمرور إلينا هو خيارنا نحن، ولم ولن يفرض علينا ويمكننا من التحكم في مواقفنا تجاهها وهذا هو الفرق. يمكن السماح للضغوط بالمرور إلينا أو منعها. إنه خيارنا.. ويجب أن نتوقف من جعل أنفسنا قوة جذب للضغوط ونتبنى طرقاً سهلة ومواقف تجعل من حياتنا حياة سهلة وسعيدة. نتحدث إلى الآخرين الذين ينتهجون هذا المبدأ ونسأل كيف حققوا ذلك.
هذا عرض الكتاب.. الضغوط خيار. عشر قواعد لتسهيل حياتنا.. أرجو أن يكون القارئ قد وجد فيه المتعة التي تقابل الجهد الذي ضغطت فيه الكتاب لوصول أفكاره إليه.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Deta ... cleId=8784