صفحة 1 من 1

الارض المحروقه

مرسل: الأحد ديسمبر 25, 2011 11:08 pm
بواسطة سعد بن صالح
يستخدم النظام السوري سياسة "الأرض المحروقة" وأساليب العنف كافة لإنهاء المظاهرات التي خرجت ضد حكم بشار الأسد. بدأ النظام بإطلاق النار على متظاهرين عزل وتعذيب الأطفال، ثم تبنى أساليب قديمة في الحروب من خلال سلب ونهب وحرق كل شيء يظهر في طريق الجيش. في مواجهة ما يحدث، ومع توفر خيارات قليلة، هل تلجأ المعارضة إلى العنف ضد النظام؟
تشبه شهادات عن توغل الجيش السوري شمالا أثناء العطلة الأسبوعية أساليب اتسمت بها غارات الفايكنغ على أراضي أعدائهم منذ عشرة قرون، حيث السلب والنهب وحرق المحاصيل الزراعية وذبح البهائم.
في العصور الوسطى، كان هذا تكتيكا متعمدا لإضعاف الأعداء بحرمانهم من المأوى ووسائل النقل والغذاء. ولكن في الوقت الذي اعتبر فيه إظهار الفايكنغ للقسوة إشارة على القوة، تعبر الممارسات العنيفة في حالة النظام السوري بالضرورة عن الخوف. ومن الممكن أن يأتي ذلك بنتائج عكسية على النظام.
بالاطلاع على تقارير القمع الوحشي للمتظاهرين على يد قوات الأمن السورية منذ بداية الانتفاضة، لا تعد هذه الممارسات المريعة المخيفة مفاجئة. إنه جهد ثنائي بالضرورة. في الوقت الذي تمارس فيه قوات الأمن القتل والتعذيب، تعمل آلة الدعاية القوية خلف أسرة الأسد على بذل جهد هائل للتغطية على طبيعة القمع. بل وتحاول أن تضفي شرعية على إرسال قوات النخبة مدعمة بالمروحيات والدبابات، لإخماد الانتفاضة في بلدة جسر الشغور كرد فعل على ما يفترض أنه مذبحة لنحو 120 فردا من قوات الأمن على يد عصابات مسلحة مجهولة.
ولكن تأتي رواية السكان للأحداث بأن 120فردا من قوات الأمن قتلوا على يد زملائهم الذين ظلوا على ولائهم للنظام، وذلك لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين. وفي رواية أخرى مشابهة للأحداث، وصل الخلاف بين قوات الأمن السورية في هذه البلدة الشمالية حول كيفية التعامل مع المتظاهرين إلى مرحلة المواجهة المسلحة، وهو ما أسفر عن وقوع ضحايا من الجانبين.
وفيما يلي بعض من أهم الأسئلة:
إذا كان النظام يتعامل مع المتظاهرين تقريبا وكأنهم عدو عادي، باستخدام تكتيكات مثل إطلاق النار على كل شخص وسلب ونهب كل ما في طريقه، في حين يرفض الإذعان لأي من مطالب المتظاهرين بالإصلاح، ما الذي يمنع المتظاهرين من رفع البنادق وإنهاء المقاومة السلمية اللافتة؟ من المؤكد أن هذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من إراقة الدماء، لا سيما إذا لم تحصل المعارضة على أي مساعدة من الخارج مثلما هو حال المعارضة الليبية. ولكن تبقى خيارات قليلة أمام المتظاهرين، بعيدا عن الفرار إلى تركيا ودول أخرى مجاورة.
وفقا لبعض المحللين، أحد أهم أهداف بشار الأسد وقادة جيشه في هذه العملية هو حرمان المتظاهرين، أو الثوار، من إمكانية إقامة قاعدة لتنظيم مقاومة عنيفة ضد النظام. وكما تشير أحدث التقارير، الخطوة التالية التي سيتخذها الجيش السوري هي الهجوم على معرة النعمان، والتي سينفذ فيها التكتيك ذاته الذي اتبعه في الهجوم على المناطق المحيطة بجسر الشغور. ويبدو ذلك طريقا لنشوب حرب أهلية.
لماذا تقارن الخسائر المادية بالخسائر البشرية في سورية؟!