صفحة 1 من 1

الاسلوب العلمي لارسطو

مرسل: الاثنين ديسمبر 26, 2011 1:42 am
بواسطة مبارك عماش الشمري1
مثل أستاذه أفلاطون, تهدف فلسفة أرسطو إلى العالمية. ارسطو، ومع ذلك، وجد العالمية في أمور معينة، التي وصفها بأنها جوهر الأشياء، في حين يرى أفلاطون أن العالمية موجودة بصرف النظر عن اشياء معينة، وغير المتعلقة بها على نموذج أو قدوة. لأرسطو، لذلك، تنطوي الطريقة الفلسفية على الصعود من دراسة الظواهر الخاصة لمعرفة الجواهر، في حين أن طريقة أفلاطون الفلسفية تعني الهبوط من معرفة نماذج عالمية (أو أفكار) إلى التأمل في تقليد معين من هذه. لأرسطو، "شكل" لا يزال يشير إلى أساس غير مشروط من الظواهر بل هو "مثيل" في مادة معينة (انظر المسلمات والتفاصيل أدناه). بمعنى ما، أسلوب أرسطو على حد سواء الاستقرائي والاستنتاجي، في حين أن أفلاطون هو أساسا من استنتاجي لمبادئ الاستدلالية. [14]

في مصطلحات أرسطو، "الفلسفة الطبيعية" هو فرع من فروع الفلسفة دراسة الظواهر الطبيعية في العالم، وتشمل المجالات التي من شأنها أن تعتبر اليوم الفيزياء والبيولوجيا وغيرها من العلوم الطبيعية. في العصر الحديث، نطاق الفلسفة أصبح محدودا لمزيد من الاستفسارات عامة أو مجردة، مثل الأخلاق والميتافيزيقا والمنطق الذي يلعب دورا رئيسيا. فلسفة اليوم تميل إلى استبعاد الدراسة التجريبية للعالم الطبيعي عن طريق المنهج العلمي. في المقابل، شملت فلسفة أرسطو تقريبا جميع جوانب التحقيق الفكرية.

بالمعنى الأوسع للكلمة، جعل أرسطو الفلسفة توازي المنطق، الذي يصفه أيضا بأنه "العلم". نلاحظ، مع ذلك، إن استخدام مصطلح العلم يحمل معنى مختلفا عن تلك التي يشملها مصطلح "الطريقة العلمية". بالنسبة لأرسطو، "جميع العلوم (dianoia) إما أن يكون عمليا، أو نظريا أو شعريا" (الميتافيزيقيا 1025b25). من العلوم التطبيقية، يقصد الأخلاق والسياسة، ومن العلوم الشعرية، يقصد دراسة الشعر والفنون الجميلة الأخرى، ومن العلوم النظرية، وقال يقصد الفيزياء والرياضيات والميتافيزيقا.

إذا كان المنطق (أو "تحليلات") تعتبر دراسة أولية لفلسفة، فإن الانقسامات في الفلسفة الأرسطية تتألف من : (1) المنطق ؛ (2) الفلسفة النظرية، بما في ذلك الميتافيزيقيا، الفيزياء، الرياضيات، (3) والفلسفة العملية (4) الفلسفة الشعرية.

في الفترة ما بين افترتي اقامتة في أثينا، بين أوقاته في الأكاديمية والليسيوم أجرى أرسطو الكثير من التفكير والبحث العلمي الذي شهره اليوم. في الواقع، كرس أرسطو معظم حياته لدراسة موضوعات العلوم الطبيعية. ميتافيزيقا أرسطو تتضمن ملاحظات حول طبيعة الأرقام ولكنة لم يسهم أصلا في الرياضيات. علي الرغم من ذلك، قام بأبحاث أصيلة في مجال العلوم الطبيعية، على سبيل المثال، علم النبات، علم الحيوان، والفيزياء والفلك والكيمياء والأرصاد الجوية، والعديد من العلوم الأخرى.

كتابات أرسطو في العلوم إلى حد كبير تعتمد على النوعية، بدلا من الكمية. بداية في القرن السادس عشر، بدأ العلماء تطبيق الرياضيات في العلوم الفيزيائية، وعمل أرسطو في هذا المجال يعتبر غير مناسبة. إخفاقاته إلى حد كبير كانت بسبب غياب المفاهيم مثل الكتلة والسرعة والقوة ودرجة الحرارة. كان لديه تصور للسرعة ودرجة الحرارة، ولكن لا تفهم منها الكمية، والذي يرجع جزئيا إلى عدم وجود الأجهزة التجريبية الأساسية، مثل الساعات وأجهزة قياس الحرارة.


كتاباته تقدم سردا للكثير من الملاحظات العلمية، وهي مزيج من الدقة قبل الاوان والأخطاء الغريبة. على سبيل المثال، في رسالته التاريخ من الحيوانات ادعى أن الرجل لديه اسنان أكثر من المرأة [15] وفي جيل من الحيوانات قال الأنثى كما هي لأنها كانت مشوهة من الذكور.[16]

في نفس السياق، أظهر جون فيلوبونس، وبعده، غاليليو، من تجارب بسيطة أن نظرية أرسطو أن الأشياء الأثقل تسقط بسرعة أكبر من الأشياء الأخف غير صحيحة.[17] من ناحية أخرى، فند أرسطو ادعاء دموكريتثس بأن درب التبانة تتألف من" هذه النجوم التي هي مظللة من الأرض من أشعة الشمس "، مشيرا إلى (بشكل صحيح، حتى لو كان هذا النوع من التفكير لا بد أن يكون رفض منذ وقت طويل) نظرا "لللإثباتات الفلكية الحالية " أن "حجم الشمس أكبر من الأرض والمسافة من النجوم الي الأرض أكبر من الشمس عدة مرات، ثم تشرق الشمس... على كل النجوم والأرض لاتحجب أيا منها.[18]

في الأماكن، أرسطو يذهب بعيدا جدا في استنباط 'قوانين الكون' من الملاحظة البسيطة والأسباب المطولة يفترض الأسلوب العلمي اليوم أن مثل هذا التفكير من دون ما يكفي من الوقائع غير فعالة، والتعرف علي صحة فرضية واحدة يتطلب الآن تجارب أكثر صرامة من تلك التجارب التي استخدمها أرسطو لدعم قوانينه.

أرسطو أيضا لدية بعض البقع العلمية العمياء. افترض علم الكونيات من مركز الأرض التي قد نستشف في مختارات الميتافيزيقيا، والتي تحظى بقبول واسع حتى في 1500. من القرن الثالث الي1500، والرأي السائد أن الأرض هي مركز الكون (geocentrism).

ولأنه كان الفيلسوف الأكثر احتراما من قبل المفكرين الأوروبيين خلال وبعد عصر النهضة، استخدم هؤلاء المفكرين مواقف ارسطو الخاطئة كما هي، والتي اخرت العلم في هذا العصر.[19] ومع ذلك، القصور العلمي لأرسطو لا ينبغي أن ينسينا التقدم الكبير الذي حققة في العديد من الحقول العلمية. على سبيل المثال، أسس المنطق كعلم رسمي، وخلق الأسس لعلم الأحياء التي لم تكن موجودة لألفي عام. وعلاوة على ذلك، عرض الفكرة الأساسية وهي ان الطبيعة تتكون من أشياء متغيرة ودراسة هذة التغيرات ممكن ان توفر معرفة مفيدة عن الثوابت التي تقوم عليها