فن اغتيال الثورات
مرسل: الاثنين ديسمبر 26, 2011 3:28 am
فن اغتيال الثورات
محمد بن المختار الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الفقيه السياسي الفرنسي (توكفيل) منذ مائة وخمسين عاما: “إن الثورة مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها”. وإنما تحسن خواتيم الثورات إذا كان الأفق النظري لديها متقدما على الواقع العملي. وهذه أفكار أرجو أن تنفع الثائرين المصابرين، الذين يكتبون تاريخ الأمة من جديد، ويلهمون كافة الأحرار في العالم.
إن شروط نجاح الثورات ست:
1. صلابة الإرادة والتصميم لدى الثوار.
2. الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة.
3. وحدة الصف والتلاحم بين القوى الشعبية
4. حسن التسديد إلى مراكز ثقل النظام.
5. الوعي بمخططات أجنحة النظام المختلفة.
6. تقديم البديل السياسي حتى لا تجد فلول النظام فراغا للتمكن.
وفنون اغتيال الثورات ست أيضا:
1. كسر الإرادة بالقمع والبطش.
2. تلطيخ صورة الثوار وتزييف الوعي الشعبي.
3. تفريق الثوار وتمزيقهم بالإغراء والإغواء.
4. توجيه ضربات الثورة إلى حواشي النظام وهوامشه.
5. التضحية ببعض أجنحة النظام إبقاءً على البعض الآخر.
6. سد الفراغ ببدائل مزيفة ترقع الواقع ولا تغيره.
وقد نجحت الثورة المصرية العظيمة على الجبهتين الأوليين نجاحا باهرا. لكن الخطر الآن يتراكم على الجبهات الأربع الأخرى. فقد بدأ أحد أجنحة النظام (جناح عمر سليمان) يصفي الجناح الآخر (عائلة مبارك والحزب) على أمل البقاء واختلاس ثمرات الثورة، ثم بدأ هذا الجناح المخاتل يمد اليد لبعض الثائرين وبعض القوى السياسية، سعيا إلى شق الصف، ومحاولة لإرضاء الشعب بتنازلات شكلية، أو بفرض مسارات للتحول تخدمه ولا تخدم التغيير الجذري الذي سالت من أجله دماء الشهداء. فبقاء هذا الجناح متحكما في المرحلة الانتقالية بقاءٌ للنظام بوجه جديد، وفي ذلك خطر عظيم على ثورة مصر المجيدة وثمراتها.
ولتفادي هذه المخاطر المحدقة بثورتكم أقترح عليكم الآتي:
أولا: شكلوا فورا قيادة سياسية لكم، واضحة المعالم معروفة، مركبة من المجموعات الشبابية في الميدان والقوى السياسية النظيفة، تكون حلفا قياديا يحمل رسالة الثورة. فأي تفاوض مع السلطة المتهاوية قبل ذلك خطر على وحدة الصف.
ثانيا: لا تتعاملوا مع فلول النظام بمنطق المطالبة، فذلك إضفاء للشرعية على هذه الفلول، وعون لها على البقاء. وإنما تعاملوا معها بمنطق المغالبة، لتحقيق استسلامها وتسليمها السلطة للشعب، فأنتم من له اليد العليا اليوم، فلا تطالبوا، وإنما غالبوا.
ثالثا: لا تقبلوا أي دور سياسي للجيش في مستقبل مصر، فبقاء الحكم العسكري بأي صورة كانت اغتيالٌ للثورة، وجناح عمر سليمان يحاول البقاء تحت مظلة الجيش، مستفيدا من سمعة الجيش ومكانته، وهذا التسلل من المخاطر الكبيرة المحدقة بالثورة الآن.
رابعا: لا تقبلوا السقف الواطئ الذي عوَّد مبارك الشعب عليه، فبعض القوى السياسية أدمنت على هذا السقف الواطئ، وهي اليوم تستصعب الخروج عليه. أما أنتم أيها الأحرار فقد مزقتم هذا السقف واخترقتموه، فلا تقبلوا بالرجوع إليه أبدا.
إن المتمرسين بألاعيب الاستخبارات وفنون اغتيال الثورات لن يستسلموا بسهولة، ومن ورائهم قوى دولية طامعة بدأت تندب حظها العاثر، وتتباكى على فقد سيطرتها على مصر العظيمة، ونهاية استعبادها لشعب مصر وللعرب أجمعين. فكونوا لهم بالمرصاد. لقد أوشكت معركة الفرعون على الحسم، لكن معركة هامان وقارون لا تزال في بدايتها، فأعدوا لها أيها الثوار الأحرار، وسيروا بثقةٍ إلى النور والعبور.. والله يرعاكم ويسدد خطاكم
محمد بن المختار الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الفقيه السياسي الفرنسي (توكفيل) منذ مائة وخمسين عاما: “إن الثورة مثل الرواية، أصعب ما فيها هو نهايتها”. وإنما تحسن خواتيم الثورات إذا كان الأفق النظري لديها متقدما على الواقع العملي. وهذه أفكار أرجو أن تنفع الثائرين المصابرين، الذين يكتبون تاريخ الأمة من جديد، ويلهمون كافة الأحرار في العالم.
إن شروط نجاح الثورات ست:
1. صلابة الإرادة والتصميم لدى الثوار.
2. الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة.
3. وحدة الصف والتلاحم بين القوى الشعبية
4. حسن التسديد إلى مراكز ثقل النظام.
5. الوعي بمخططات أجنحة النظام المختلفة.
6. تقديم البديل السياسي حتى لا تجد فلول النظام فراغا للتمكن.
وفنون اغتيال الثورات ست أيضا:
1. كسر الإرادة بالقمع والبطش.
2. تلطيخ صورة الثوار وتزييف الوعي الشعبي.
3. تفريق الثوار وتمزيقهم بالإغراء والإغواء.
4. توجيه ضربات الثورة إلى حواشي النظام وهوامشه.
5. التضحية ببعض أجنحة النظام إبقاءً على البعض الآخر.
6. سد الفراغ ببدائل مزيفة ترقع الواقع ولا تغيره.
وقد نجحت الثورة المصرية العظيمة على الجبهتين الأوليين نجاحا باهرا. لكن الخطر الآن يتراكم على الجبهات الأربع الأخرى. فقد بدأ أحد أجنحة النظام (جناح عمر سليمان) يصفي الجناح الآخر (عائلة مبارك والحزب) على أمل البقاء واختلاس ثمرات الثورة، ثم بدأ هذا الجناح المخاتل يمد اليد لبعض الثائرين وبعض القوى السياسية، سعيا إلى شق الصف، ومحاولة لإرضاء الشعب بتنازلات شكلية، أو بفرض مسارات للتحول تخدمه ولا تخدم التغيير الجذري الذي سالت من أجله دماء الشهداء. فبقاء هذا الجناح متحكما في المرحلة الانتقالية بقاءٌ للنظام بوجه جديد، وفي ذلك خطر عظيم على ثورة مصر المجيدة وثمراتها.
ولتفادي هذه المخاطر المحدقة بثورتكم أقترح عليكم الآتي:
أولا: شكلوا فورا قيادة سياسية لكم، واضحة المعالم معروفة، مركبة من المجموعات الشبابية في الميدان والقوى السياسية النظيفة، تكون حلفا قياديا يحمل رسالة الثورة. فأي تفاوض مع السلطة المتهاوية قبل ذلك خطر على وحدة الصف.
ثانيا: لا تتعاملوا مع فلول النظام بمنطق المطالبة، فذلك إضفاء للشرعية على هذه الفلول، وعون لها على البقاء. وإنما تعاملوا معها بمنطق المغالبة، لتحقيق استسلامها وتسليمها السلطة للشعب، فأنتم من له اليد العليا اليوم، فلا تطالبوا، وإنما غالبوا.
ثالثا: لا تقبلوا أي دور سياسي للجيش في مستقبل مصر، فبقاء الحكم العسكري بأي صورة كانت اغتيالٌ للثورة، وجناح عمر سليمان يحاول البقاء تحت مظلة الجيش، مستفيدا من سمعة الجيش ومكانته، وهذا التسلل من المخاطر الكبيرة المحدقة بالثورة الآن.
رابعا: لا تقبلوا السقف الواطئ الذي عوَّد مبارك الشعب عليه، فبعض القوى السياسية أدمنت على هذا السقف الواطئ، وهي اليوم تستصعب الخروج عليه. أما أنتم أيها الأحرار فقد مزقتم هذا السقف واخترقتموه، فلا تقبلوا بالرجوع إليه أبدا.
إن المتمرسين بألاعيب الاستخبارات وفنون اغتيال الثورات لن يستسلموا بسهولة، ومن ورائهم قوى دولية طامعة بدأت تندب حظها العاثر، وتتباكى على فقد سيطرتها على مصر العظيمة، ونهاية استعبادها لشعب مصر وللعرب أجمعين. فكونوا لهم بالمرصاد. لقد أوشكت معركة الفرعون على الحسم، لكن معركة هامان وقارون لا تزال في بدايتها، فأعدوا لها أيها الثوار الأحرار، وسيروا بثقةٍ إلى النور والعبور.. والله يرعاكم ويسدد خطاكم