- الاثنين ديسمبر 26, 2011 9:57 am
#46805
د. محمد ناهض القويز
مبادرات لا تنتهي يقوم بها خادم الحرمين على شتى الأصعدة تعليمياً واجتماعياً وإقليمياً وعالمياً. ولا أحد يشكك في أهمية تلك المبادرات. ولا شك أن همَّته فاقت الواقع الإقليمي والعربي. في مبادرته الأخيرة دعا خادم الحرمين دول الخليج لتجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد.
وهذا حلم كل خليجي.
حُلمنا أن نحمل جنسية واحدة.
وجواز سفر واحد.
ونتعامل بعملة واحدة.
ولكن بالنظر إلى الواقع نرى أن دول الخليج لم تنجح في التعاون بعد، فهل نتوقع لها أن تنجح في الاتحاد.
فالاتحاد الجمركي في سبات.
والوحدة النقدية مؤجلة برغم أنها تضم أربع دول فقط من الدول الست المكونة لمجلس التعاون الخليجي.
وللأسف فإن عوائق التعاون تم تأجيل مناقشتها ومحاولة الفصل فيها، نتيجة مجاملات البعض وتعنت الآخرين.
هل يمكن أن يكون هناك اتحاد بين دول الخليج؟
من الناحية النظرية، نعم.
أما من الناحية العملية فالفوارق كبيرة في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية بين دول المجلس لدرجة أنها شلَّت إتمام اتفاقيات التعاون ونخشى أن تجهض مثل هذا المشروع الحلم.
ففي مقابل التشدد الواضح والقيود الاجتماعية المتكاثرة في بعض دول الخليج، هناك حريات قد تتجاوز المقبول لدى المواطن العادي في دول أخرى.
أما اختلاف وضع المرأة بين دول المجلس فكبير جدا لدرجة أنه كاف لوحده بقتل كل مشروع وحدوي.
ومثل ذلك يمكن أن يقال عن الحريات الشخصية والنظم التشريعية.
حلم الاتحاد جميل ومطلوب ولكن العوائق كبيرة جدا.
هذه العوائق وغيرها لم تكن يوماً مجال بحث ومناقشة، وهي بحاجة إلى قرارات سياسية قد لا تكون مقبلولة عند قطاع صغير لكنه مؤثر.
لا شك أن أحد دوافع مقترح الوحدة هو الهاجس الأمني، فإيران تشكل تهديداً خارجياً كما أنها تحاول التدخل في شؤون الدول الداخلية من خلال التباين الطائفي في بعض بلدان الخليج. والربيع العربي غير واضح المعالم تسوده الفوضى مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
الدعوة إلى الوحدة الخليجية حلم كل خليجي، ولكن مالم تعالج القضايا الخلافية والاختلافية فنخشى أن يولد الاتحاد مشوها -إن وُلد- بالقدر الذي لن يمكنه من تحقيق أدنى أهدافه المنشودة.
إن ضعف التعاون بين دول الخليج الذي امتد لعقود تفوق عمر 60% من مواطنيه، يستلزم قرارات سياسية من بقية الساسة توازي شجاعة قرار خادم الحرمين.
ولمن يعتقد أنه سيخسر بتنازله على المدى القصير، فعليه أن يراجع حساباته لأن المكاسب المتوخاة تفوق مايخسره بأضعاف مضاعفة.
مبادرات لا تنتهي يقوم بها خادم الحرمين على شتى الأصعدة تعليمياً واجتماعياً وإقليمياً وعالمياً. ولا أحد يشكك في أهمية تلك المبادرات. ولا شك أن همَّته فاقت الواقع الإقليمي والعربي. في مبادرته الأخيرة دعا خادم الحرمين دول الخليج لتجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد.
وهذا حلم كل خليجي.
حُلمنا أن نحمل جنسية واحدة.
وجواز سفر واحد.
ونتعامل بعملة واحدة.
ولكن بالنظر إلى الواقع نرى أن دول الخليج لم تنجح في التعاون بعد، فهل نتوقع لها أن تنجح في الاتحاد.
فالاتحاد الجمركي في سبات.
والوحدة النقدية مؤجلة برغم أنها تضم أربع دول فقط من الدول الست المكونة لمجلس التعاون الخليجي.
وللأسف فإن عوائق التعاون تم تأجيل مناقشتها ومحاولة الفصل فيها، نتيجة مجاملات البعض وتعنت الآخرين.
هل يمكن أن يكون هناك اتحاد بين دول الخليج؟
من الناحية النظرية، نعم.
أما من الناحية العملية فالفوارق كبيرة في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية بين دول المجلس لدرجة أنها شلَّت إتمام اتفاقيات التعاون ونخشى أن تجهض مثل هذا المشروع الحلم.
ففي مقابل التشدد الواضح والقيود الاجتماعية المتكاثرة في بعض دول الخليج، هناك حريات قد تتجاوز المقبول لدى المواطن العادي في دول أخرى.
أما اختلاف وضع المرأة بين دول المجلس فكبير جدا لدرجة أنه كاف لوحده بقتل كل مشروع وحدوي.
ومثل ذلك يمكن أن يقال عن الحريات الشخصية والنظم التشريعية.
حلم الاتحاد جميل ومطلوب ولكن العوائق كبيرة جدا.
هذه العوائق وغيرها لم تكن يوماً مجال بحث ومناقشة، وهي بحاجة إلى قرارات سياسية قد لا تكون مقبلولة عند قطاع صغير لكنه مؤثر.
لا شك أن أحد دوافع مقترح الوحدة هو الهاجس الأمني، فإيران تشكل تهديداً خارجياً كما أنها تحاول التدخل في شؤون الدول الداخلية من خلال التباين الطائفي في بعض بلدان الخليج. والربيع العربي غير واضح المعالم تسوده الفوضى مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
الدعوة إلى الوحدة الخليجية حلم كل خليجي، ولكن مالم تعالج القضايا الخلافية والاختلافية فنخشى أن يولد الاتحاد مشوها -إن وُلد- بالقدر الذي لن يمكنه من تحقيق أدنى أهدافه المنشودة.
إن ضعف التعاون بين دول الخليج الذي امتد لعقود تفوق عمر 60% من مواطنيه، يستلزم قرارات سياسية من بقية الساسة توازي شجاعة قرار خادم الحرمين.
ولمن يعتقد أنه سيخسر بتنازله على المدى القصير، فعليه أن يراجع حساباته لأن المكاسب المتوخاة تفوق مايخسره بأضعاف مضاعفة.