صفحة 1 من 1

دولة الخلافة الأموية

مرسل: الاثنين ديسمبر 26, 2011 11:41 am
بواسطة راشد خالد الجدوع 101
دولة الخلافة الأموية
بعد مقتل على -رضى الله عنه- سنة 40هـ تهيأت الظروف للأمويين لكى يبسطوا سلطانهم على الدولة الإسلامية.
حقّا إنهم ذَوُو حسب ونسب، فهم سلالة "أمية بن عبد شمس" أحد سادات قريش وزعمائها قبل الإسلام.
وقد كان سفيان بن حرب والد معاوية أحد أبناء هذا البيت الأموى ومن أكبر سادات قريش، وإليه كانت قيادة قوافل التجارة، وإدارة شئون الحرب، ولم يسلم إلا عند فتح مكة، وروى عن معاوية أنه أسلم يوم عمرة القضاء وكتم إسلامه حتى فَتْح مكة، وقد لقى أبوسفيان من الرسول ( معاملة كريمة حيث أعلن عند فتح مكة أن "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن". واستخدم الرسول ( معاوية كاتبًا له، واستعان الخلفاء الراشدون بأبناء البيت الأموى، فكان يزيد بن أبى سفيان أحد قادة الجيوش الأربعة التى بعث بها أبو بكر -رضى الله عنه- لفتح الشام سنة 11هـ/633م.
وقد حارب يزيد وتحت إمرته أخوه معاوية فى عهد الخليفة عمر فلما توفى يزيد سنة 18هـ/ 639م، استعمل الخليفة "عمر" معاوية بن أبى سفيان على دمشق وعلى خراجها، ثم جمع له الشام كلها.
عام الجماعة:
ولقد مهدت الأقدار لمعاوية بن أبى سفيان فى أن يخطو خطوات ثابتة لكى يتولى منصب الخلافة، وبايعه الحسن بن على -رضى الله عنه- الذى كان قد خلف أباه وصار معه ما يقرب من اثنين وأربعين ألفًا من الجند، لكنه لم يطمئن إلى ولاء العاملين معه.
كان ذلك عام 41هـ/662م، وهو عام الجماعة الأول، لأن معاوية نال فيه البيعة بالخلافة من جميع الأمصار الإسلامية، ويعتبر هذا العام الميلاد الرسمى لقيام الدولة الأموية.
ولقد روى عن الحسن البصرى أنه قال: استقبل- والله- الحسنُ بن على معاويةَ بن أبى سفيان بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إنى لأرى كتائب لا تتولى حتى يقتل أقرانها. فقال معاوية وكان والله خير الرجلين إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لى بأمور المسلمين، من لى بضعيفهم؟ من لى بنسائهم؟
وبعث معاوية إلى الحسن يطلب المصالحة وحقن دماء المسلمين، وكان الحسن مهيأ لهذا الأمر النبيل، فما أعز دماء المسلمين عنده.
وتنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية على أن تعود الخلافة بعده شورى بين المسلمين.
ولما قدم الحسن الكوفة قابله سيل من التعنيف واللوم لتنازله عن الخلافة، لكنه كان بارًا راشدّا لا يجد فى صدره من هذا الأمر حرجًا أو ندمًا، قال له رجل اسمه عامر: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال: لا تقل هذا يا عامر، لست بمذل المؤمنين، ولكنى كرهت أن أقتلهم على الملْك.
وتحققت نبوءة النبى ( فى الحسن يوم قال: "إن ابنى هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". [أحمد والبخارى وأبو داود، والترمذى والنسائى].
الخليفة / عبد الملك بن مروان
من بعد وفاة مروان بن الحكم، آلت الخلافة إلى ابنه عبد الملك بن مروان بن الحكم (685 - 705م) وهو المؤسس الفعلي لكيان دولة الخلافة الأموية القوية. واستطاع الخليفة عبد الملك بن مروان (685-705 م) أن يسيطر على الأمور ويخضع الخوارج على يد المهلب بن أبي صفرة وأن يخمد ثورات العراق والمتمردين على كيان الدولة أمثال عبد الله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي بعد حصار لمكة دام 6 شهور وإرساء الأمن في أنحاء البلاد وعمل على نشر العدل وإرساء كيان الدولة في كافة البقاع التي امتدت إليها وكان عصره عصر ازدهار وتقدم وعلم وقوة.

ازدهرت العلوم في عهد عبد الملك بن مروان وصك وأصدر أول عملة إسلامية وهي النقود الإسلامية الأموية في دمشق وأقام المكتبات وشجع العلماء واهتم بهم، وأنشأ في دمشق الكثير من دور العلم والمدارس لمختلف صنوف العلم ومدارس الفقه والشريعة، ودور العبادة واجتذب العلماء والمفكرين والفقهاء وتم في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان تعريب الدواوين الحكومية بعدما كانت المراسلات والسجلات تكتب بالرومية أصبحت تكتب وتدون بالعربية وأصبح الديوان في العصر الأموي ومقر الحكم بدمشق والمدن الإسلامية تدون بالعربية, وتم في عهده بناء مسجد قبة الصخرة على وضعه الحالي حتى اليوم كما زادت في عهد عبد الملك رقعة الدولة وامتدادها.

الخليفة / الوليد الأول بن عبد الملك
من بعد الخليفة (عبد الملك بن مروان) آلت الخلافة إلى ابنه البكر الوليد (705 - 715 ميلادي) وتواصلت حركة الفتوحات والغزوات الإسلامية وفتح الأمويون مزيداً من البلاد في آسيا شرقآ إلى أوروبا غربا لتصبح الدولة الإسلامية أهم وأكبر إمبراطورية في التاريخ على الإطلاق الدولة الأموية وعاصمتها دمشق، إذ وصلت سنة 711 م غرباً حتى إسبانيا في أوروبا، ثم شرقا حتى تخوم الهند والصين في وسط آسيا، ثم سنة 715 م كان غزو بخارى وسمرقند وتكملة فتح الاندلس وغيرها من البلاد في كل اتجاه، وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك تم تطوير بناء الجامع الأموي - جامع دمشق الكبير واهتم بعمارته وزينه بالفسيفساء والزخارف والنقوش ليصبح الجامع الأموي بدمشق أهم معلم إسلامي في عاصمة الدولة الإسلامية، وكان للعلم والعلماء والادباء والشعراء مساحة من اهتمام الوليد وشجعهم واهتم بإنشاء العمائر في عاصمة الدولة دمشق وفي المدن الإسلامية كافة وظهر فن العمارة الأموية الذي تميز العصر الأموي بعد ذلك.
ممما هو جدير بالذكر في عهد الخلفاء الأمويون تقدمت وازدهرت الخلافة بكل مقوماتها وقوتها، وامتد النفوذ الأموي في كل مكان شرقآ وغربآ وعملوا على تقوية أواصر الدولة الإسلامية التي وصلت إلى أكبر اتساع لها بشكل لم تصل إليه أي دولة إسلامية في كافة العهود السابقة أو اللاحقة، وبرزت الدولة الإسلامية كإمبراطورية ضخمة بكل المقاييس وصل نورها إلى اصقاع بعيدة من العالم، وازدهرت في العهد الأموي العلوم والعمارة والادب والشعر والفنون والصناعة.
تواصل الخلافاء الأمويون، فتولى الخلافة بعد ذلك الخليفة سليمان بن عبد الملك، والخليفة العادل عمر بن عبد العزيز بن مروان الأول بن الحكم وهو الخليفة الأموي الذي لقب بخامس الخلفاء الراشدين وعرف بالعدل والزهد والسخاء على الرعية حتى لم يبقى في عهده من يستحق الزكاة (قيل أنه مات مسموماً)[بحاجة لمصدر]، ومن بعده الخليفة يزيد بن عبد الملك والذي أراد أن يسير بالناس سيرة عمر لكنه لم يستطيع بسبب حاشية السوء، ومن ثم الخليفة هشام بن عبد الملك.
الخليفة / هشام بن عبد الملك
تولى الخليفة هشام بن عبد الملك (724-743م) الخلافة ليكمل رسالة الخلافة الأموية الحضارية واهتم في ترسيخ الأمن في الولايات الإسلامية كافة، ووصلت الحضارة الإسلامية الأموية في عهده إلى مستوى من التقدم في شتى المجالات، واشتهر عهده بازدياد إقبال العلماء وأنشأ المزيد من دور العلم والمدارس المتخصصة ودور العبادة وعرفت فنون العمارة الأموية الإسلامية المميزة للعهد لأموي التي تميزت ببناء القصور والحصون التي انتشرت في دمشق وأنحاء مدن الشام وكافة أرجاء البلاد الإسلامية.
ومن بعد هشام بن عبد الملك تسلم الخلافة على التوالي وهم :-
الخليفة الوليد الثاني بن يزيد الثاني بن عبد الملك وهو أول خلفاء عهد الضعف للدولة الأموية، كان مهملاً للخلافة طائشاً لا يُحسن تصريف الأمور (مات مقتولاً).
الخليفة يزيد الثالث بن الوليد الأول بن عبد الملك كان حسن السيرة حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدولة بسبب ثورات العرب اليمانية والقيسية لكن بعد فوات الأوان.
الخليفة إبراهيم بن الوليد الأول بن عبد الملك تولاها بعد أخيه يزيد الثالث ولم يستمر بها أكثر من 6 شهور حيث ثار عليه ابن عم أبيه مروان الثاني بن محمد بن مروان بن الحكم.
آخر الخلفاء الأمويون في المرحلة الأولى كان الخليفة مروان الثاني بن محمد (744-750م) الذي واجه مؤامرة من العباسيين الذين تمكنوا من قبض زمام الأمور وتكوين دولتهم في خراسان فواجه دسائس المفسدين والخارجين على أسس الدولة الإسلامية إلى أن انتهى مروان مقتولاً في دير بمصر بعد هروبه من جنود العباسيين وبه انتهى عصر الخلافة الأموية في المشرق سنة 750 م والذي دام أكثر من 90 سنة.