- الاثنين ديسمبر 26, 2011 11:48 am
#46839
الحروب الصليبية في العصر الحديث
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الحروب الصليبية
نجح الاستعمار بعد خروجه، أو بعد أن رأى أن يخرج، وبعد أن أجبر أحياناً على أن يخرج في أن يوجد البديل من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بلغتنا، ويتمثل ذلك في أحزاب الضلال، والأحزاب القومية التي ظهرت، وجعلت القومية كما ذكر "فرناند لويس ، وبرنداون " وغيرهما كثير جداً ممن لا يحصون : أن القومية أحلت محل الإسلام في العالم العربي، وهي المبدأ الذي عانت منه أوروبا في القرن التاسع عشر، ولفظته ورفضته في القرن العشرين، قرن الأحلاف والتكتلات الكبرى.
زُرِعَتْ الأحزاب القومية ثم جاءت موجة الاشتراكية في أوائل الستينيات وما بعدها، وأصبحت كلمة الدين لا تطلق، وإنما المستخدم دائماً بدلها هو كلمة الرجعية أو التخلف، وحورب الدين حرباً لا هوادة فيها، حرباً صريحة معلنة، واستوردت أعتى وأشد المذاهب إلحاداً كـالماركسية ، حيث أرغمت كثير من الدول والشعوب الإسلامية على أن تكون ماركسية بقوة الحديد والنار، ودول أخرى حكمتها العلمانية باسم القومية ، وتارةً باسم الاشتراكية .
إضافة إلى نبش تيار الوثنية -أو ما يسمونه الوطنية- وإعادة الجذور الجاهلية القديمة كما نصت عليه صكوك الانتداب نفسها ببعث الآثار القديمة، فأصبح المسلم في مصر ينتمي إلى الفرعونية ويفخر بها، وفي بلاد الشام والعراق يفتخر بالآشوريين والبابليين والفينيقيين، وهكذا في كل بلد نبشوا الحضارات القديمة ليفتنوا المسلم عن عقيدته وعن ولائه وبرائه، ليظل أسير هذه المفاخر الكاذبة الماضية التي لا تعطيه شيئاً في حاضره ولا في مستقبله، ويصبح الباب الوحيد المفتوح أمامه للرقي والتقدم والحضارة هو اللحاق بالفكر الغربي، والارتباط بالحضارة الغربية وبموكبها الشيطاني الزائف.
واستطاعوا أن يجدوا لهم من هذه الأمة من يجند لخدمة أهدافهم مع إبقاء اللباس الإسلامي عليهم، وحصل ذلك في بداية البعثات، كما وجدوا في كتابات"رفاعة الطهطاوي " ثم بعد ذلك مدرسة "جمال الدين الإيراني " المسمى بـالأفغاني ، والشيخ/ محمد عبده وما نتج عنها، والكواكبي ، وأشباههما.
ثم في تيار جديد أرادوا في المرحلة الأخيرة بعد فشل الأيديولوجيات الغربية جميعها وانهيارها في العالم الإسلامي، أرادوا أن يوجدوه وأن يظهروه في ثوب جديد، وأن يعطوه الفرصة لضرب الدعوة الإسلامية الحقيقية، وهو ما سنتحدث عنه -إن شاء الله- بما سيفتح الله تعالى به، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر
http://www.alhawali.com/index.cfm?metho ... rak2000124
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الحروب الصليبية
نجح الاستعمار بعد خروجه، أو بعد أن رأى أن يخرج، وبعد أن أجبر أحياناً على أن يخرج في أن يوجد البديل من أبناء جلدتنا، وممن يتكلمون بلغتنا، ويتمثل ذلك في أحزاب الضلال، والأحزاب القومية التي ظهرت، وجعلت القومية كما ذكر "فرناند لويس ، وبرنداون " وغيرهما كثير جداً ممن لا يحصون : أن القومية أحلت محل الإسلام في العالم العربي، وهي المبدأ الذي عانت منه أوروبا في القرن التاسع عشر، ولفظته ورفضته في القرن العشرين، قرن الأحلاف والتكتلات الكبرى.
زُرِعَتْ الأحزاب القومية ثم جاءت موجة الاشتراكية في أوائل الستينيات وما بعدها، وأصبحت كلمة الدين لا تطلق، وإنما المستخدم دائماً بدلها هو كلمة الرجعية أو التخلف، وحورب الدين حرباً لا هوادة فيها، حرباً صريحة معلنة، واستوردت أعتى وأشد المذاهب إلحاداً كـالماركسية ، حيث أرغمت كثير من الدول والشعوب الإسلامية على أن تكون ماركسية بقوة الحديد والنار، ودول أخرى حكمتها العلمانية باسم القومية ، وتارةً باسم الاشتراكية .
إضافة إلى نبش تيار الوثنية -أو ما يسمونه الوطنية- وإعادة الجذور الجاهلية القديمة كما نصت عليه صكوك الانتداب نفسها ببعث الآثار القديمة، فأصبح المسلم في مصر ينتمي إلى الفرعونية ويفخر بها، وفي بلاد الشام والعراق يفتخر بالآشوريين والبابليين والفينيقيين، وهكذا في كل بلد نبشوا الحضارات القديمة ليفتنوا المسلم عن عقيدته وعن ولائه وبرائه، ليظل أسير هذه المفاخر الكاذبة الماضية التي لا تعطيه شيئاً في حاضره ولا في مستقبله، ويصبح الباب الوحيد المفتوح أمامه للرقي والتقدم والحضارة هو اللحاق بالفكر الغربي، والارتباط بالحضارة الغربية وبموكبها الشيطاني الزائف.
واستطاعوا أن يجدوا لهم من هذه الأمة من يجند لخدمة أهدافهم مع إبقاء اللباس الإسلامي عليهم، وحصل ذلك في بداية البعثات، كما وجدوا في كتابات"رفاعة الطهطاوي " ثم بعد ذلك مدرسة "جمال الدين الإيراني " المسمى بـالأفغاني ، والشيخ/ محمد عبده وما نتج عنها، والكواكبي ، وأشباههما.
ثم في تيار جديد أرادوا في المرحلة الأخيرة بعد فشل الأيديولوجيات الغربية جميعها وانهيارها في العالم الإسلامي، أرادوا أن يوجدوه وأن يظهروه في ثوب جديد، وأن يعطوه الفرصة لضرب الدعوة الإسلامية الحقيقية، وهو ما سنتحدث عنه -إن شاء الله- بما سيفتح الله تعالى به، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر
http://www.alhawali.com/index.cfm?metho ... rak2000124