*لنقطف الثمرات *
مرسل: الخميس ديسمبر 18, 2008 9:59 pm
]** نتناقش لنقطف الثـــــــــــــــــــــــــــــمرة **
كنت ولا زلت أفخر بانتمائي لإحدى المدارس الرائدة ، التي جل اهتمامها تنشئة جيل يحمل هوية جذورها راسخة في الأرض وفروعها تصل إلى عنان السماء ، إنها فعلا متميزة وكل من في كنفها يحمل هذه الصفة ،
فحصص الفراغ لم تكن في قاموس هذه المدرسة بتاتا لأنها كانت تستثمر في النصح والتوجيه والتوعية ، تستثمر في رفع الهمم إلى أعلى المستويات ، وفي حل مشكلات الطالبات ، وأحيانا كثيرة في تنمية مواهبهن واستغلال الفرص لإبرازها ، وكل هذه الاستثمارات لتحقيق الهدف الرئيس ( تنشئة جيل واعي مثقف يدرك أنه خلق ليتحمل المسئولية العظمى التي رفضتها السماء والأرض والجبال )
{ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}
سورة الأحزاب 72
ولأن دوام الحال من المحال قدر الله لي أن التحقت بمدرسة أخرى فدخلتها على مضض ، لفت نظري إحدى الأستاذات المتميزات هي محط أنظار الجميع وكالزهرة التي يحلق فوقها النحل ،،
عادت بذاكرتي إلى الأيام الخوالي فقد كانت تغذي العقول بالتوجيه والنصح ، وبالرغم من تحفظي لبعض مما تدعوا إليه إلا أنها امتازت بامتيازات جعلت من حديثها ودعوتها طعم خاص لذيذ يستلذه كل من تشنفت أذناه به
وبالتالي لايفتأ من تقبله والعمل بمقتضاه،
فقد اتخذت من المناقشة أسلوبا ،ومن التعليل والإقناع حديثا، كل من حضر حصصها تصله رسالة مفادها :
(( بأن زمن النصح والتوجيه الذي يرتكز على طرف واحد { الملقي } قد ولى لأننا في عصر الحركة فلو فقدت المناقشة وهمش رأي الطرف الآخر { المتلقي }لاختل الميزان وأصبحنا ننبح في فراغ ))
أعطيت نفسي فرصة للتأمل في ثمرات كل أسلوب من المدرستين في النصح والتوجيه وناقشت فيه الكثير من الزميلات فخرجنا بالتالي
( طبعا النتائج هنا للتمثيل لا للحصر ) :
ثمرات أسلوب المدرسة الأولى //
( جيل يحمل دعوة مؤمن بها تمام الإيمان لكنه قد يفتقد إلى :
الجرأة للدعوة إلى دعوته، وأسلوب الإقناع للدعوة إليها ، والحجج والبراهين لقمع من يشكك في دعواه تلك )
مما يجلنا نفقد الكثير من ثرواتنا وعقولنا ،،
أما ثمرات أسلوب المدرسة الثانية فهي على النقيض تماما : ( جيل يحمل دعوة مؤمن بها أيضا بيد أنه عاض عليها بالنواجذ ، يمتلك أسلوب إقناع لدعوة الناس إليها وحجج وبراهين تدعم دعواه تلك )
وهذه الثمرات لم تكن لولا المناقشات وإبداء الرأي وتقبل الاختلاف بصدر رحب والسير على قاعدة( إن لم تكن معي فلست ضدي)
وهذا المقال ما هو إلا دعوة لتطوير أسلوب النصح والإرشاد في المدارس والجامعات والندوات لتتناسب مع زمن المدعو ولنحصد ثمراته المرجوة التي لن ولم ننالها إلا إذا اقترن هذا النصح بالجدال والمناظرة الحسنى
فقد قال جل وعلا : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }
بقلم // صفيه عبد اللطيف باوزير
نشر بجريدة المدينة [/size]
كنت ولا زلت أفخر بانتمائي لإحدى المدارس الرائدة ، التي جل اهتمامها تنشئة جيل يحمل هوية جذورها راسخة في الأرض وفروعها تصل إلى عنان السماء ، إنها فعلا متميزة وكل من في كنفها يحمل هذه الصفة ،
فحصص الفراغ لم تكن في قاموس هذه المدرسة بتاتا لأنها كانت تستثمر في النصح والتوجيه والتوعية ، تستثمر في رفع الهمم إلى أعلى المستويات ، وفي حل مشكلات الطالبات ، وأحيانا كثيرة في تنمية مواهبهن واستغلال الفرص لإبرازها ، وكل هذه الاستثمارات لتحقيق الهدف الرئيس ( تنشئة جيل واعي مثقف يدرك أنه خلق ليتحمل المسئولية العظمى التي رفضتها السماء والأرض والجبال )
{ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}
سورة الأحزاب 72
ولأن دوام الحال من المحال قدر الله لي أن التحقت بمدرسة أخرى فدخلتها على مضض ، لفت نظري إحدى الأستاذات المتميزات هي محط أنظار الجميع وكالزهرة التي يحلق فوقها النحل ،،
عادت بذاكرتي إلى الأيام الخوالي فقد كانت تغذي العقول بالتوجيه والنصح ، وبالرغم من تحفظي لبعض مما تدعوا إليه إلا أنها امتازت بامتيازات جعلت من حديثها ودعوتها طعم خاص لذيذ يستلذه كل من تشنفت أذناه به
وبالتالي لايفتأ من تقبله والعمل بمقتضاه،
فقد اتخذت من المناقشة أسلوبا ،ومن التعليل والإقناع حديثا، كل من حضر حصصها تصله رسالة مفادها :
(( بأن زمن النصح والتوجيه الذي يرتكز على طرف واحد { الملقي } قد ولى لأننا في عصر الحركة فلو فقدت المناقشة وهمش رأي الطرف الآخر { المتلقي }لاختل الميزان وأصبحنا ننبح في فراغ ))
أعطيت نفسي فرصة للتأمل في ثمرات كل أسلوب من المدرستين في النصح والتوجيه وناقشت فيه الكثير من الزميلات فخرجنا بالتالي
( طبعا النتائج هنا للتمثيل لا للحصر ) :
ثمرات أسلوب المدرسة الأولى //
( جيل يحمل دعوة مؤمن بها تمام الإيمان لكنه قد يفتقد إلى :
الجرأة للدعوة إلى دعوته، وأسلوب الإقناع للدعوة إليها ، والحجج والبراهين لقمع من يشكك في دعواه تلك )
مما يجلنا نفقد الكثير من ثرواتنا وعقولنا ،،
أما ثمرات أسلوب المدرسة الثانية فهي على النقيض تماما : ( جيل يحمل دعوة مؤمن بها أيضا بيد أنه عاض عليها بالنواجذ ، يمتلك أسلوب إقناع لدعوة الناس إليها وحجج وبراهين تدعم دعواه تلك )
وهذه الثمرات لم تكن لولا المناقشات وإبداء الرأي وتقبل الاختلاف بصدر رحب والسير على قاعدة( إن لم تكن معي فلست ضدي)
وهذا المقال ما هو إلا دعوة لتطوير أسلوب النصح والإرشاد في المدارس والجامعات والندوات لتتناسب مع زمن المدعو ولنحصد ثمراته المرجوة التي لن ولم ننالها إلا إذا اقترن هذا النصح بالجدال والمناظرة الحسنى
فقد قال جل وعلا : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }
بقلم // صفيه عبد اللطيف باوزير
نشر بجريدة المدينة [/size]