مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي في العراق تثير الكثير من القلق، لاسيما في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، فالسيناريوهات المحتملة لتلك المرحلة متعددة والتأثيرات المباشرة تنطلق من التحديات والتداعيات السلبية المحتملة بعد الانسحاب الأميركي من فراغ سياسي وخروقات وقلاقل أمنية.
ولعل التفجيرات الأخيرة جاءت كمؤشر لاحتمالات دخول البلاد في حرب أهلية، وترافق ذلك بتصرفات نوري المالكي الطائفية والفئوية والدكتاتورية من خلال مواقفه من السنة بدءاً بالهاشمي واتهامه بالإرهاب، وصالح المطلك بإعفائه من منصبه لاتهامه إياه بأنه أسوأ من صدام وأسامة النجيفي الذي يشجع إنشاء الأقاليم.
وما هي إلا أيام تفصلنا عن موعد الانسحاب النهائي حسب الاتفاقية الموقعة بين الحكومتين، وقد تسلم العراق قاعدة الإمام علي الجوية كآخر قاعدة عسكرية أميركية يتم تسليمها وسط غموض وجدل حول مستقبله السياسي والأمني.
الحكومتان من جانبهما بحثتا عن صيغة جديدة لوجود تدريب أمريكي تحت إطار قانوني، وقيل إنه سيبقى 150 جنديا للدعم اللوجستي، مع إصرار واشنطن على حصولهم على الحصانة القانونية.
ورغم أن العراق شهد انتخابات برلمانية لمرتين متتاليتين منذ انتهاء المرحلة الانتقالية، إلا أن الكثير من العراقيين لا يشعرون بارتياح إلى تركيبة الدولة ونظامها، لدرجة أن هناك من طالب بتعديل الدستور، ما يعني أن الشعب قد فقد ثقته في قدرة الكتل السياسية على تلبية تطلعاته. ولعل تسريبات ويكيليكس كشفت عن كل الحقائق ومن كان يقف وراءها
فيا ترى ما الذي سيحدث بعد الانسحاب؟ هناك خشية في أن تستغل بعض القوى هذا المناخ، وطفت على السطح سيناريوهات متوقعة، فالفراغ الذي سينشأ بمجرد مغادرة هذه القوات، سيدفع بفتح الباب لتدخل إقليمي مباشر وتحديدا من إيران ولصالح أحزاب مدعومة من قبلها ضد أخرى. كما ان التخوف أيضا من توسع سطوة المليشيات المسلحة، ناهيك عن الإرهاب والتطرف وإعادة بناء القاعدة بهيكلها التنظيمي وعملياتها الإجرامية.