المشكلات السياسيه العربيه
مرسل: الأربعاء ديسمبر 28, 2011 7:01 am
المشــكلات الســــياســيــــة العربيــــــــة «
لقد أنتجت اتفاقيات سايكس - بيكو هذه التجزئة ، و لكن اتفاقيات سايكس بيكو الجديدة لم تعد تقبل بما تكرس من تجزئة ، بل انها تبحث عن تجزئة للتجزئة مجدداً في أراضينا ، فلم يعد مقبولاً لدى صناع القرار الامريكي - الصهيوني بقاء الوطن العربي مؤلفاً من اثنتين و عشرين دولة ، بل هم يطمحون الى مضاعفة هذا العدد في القرن الحادي و العشرين على الأقل ،
و لعلنا أشرنا في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي الى ذلك حين قلنا : ربما تكون مهمتنا في القرن الحادي و العشرين كمثقفين و سياسيين و مناضلين شرفاء هي المحافظة على الدولة القطرية بعد أن فشلنا في حل مشكلة التجزئة لدينا ، و إن كناو سنبقى نناضل من أجل حرية و عدالة ووحدة وطننا العربي الممتد من المحيط و حتى خليجنا العربي .
و إذا كانت الوقائع كذلك فإن المهمة الاساسية التي تقع علينا كسياسيين و مثقفين في هذه المرحلة على الأقل هي تسليط الأضواءعلى المخاطر و الثغرات ، و إثارة الهمم ، و تعبئة الشعب للكفاح ضد ما لا يرضينا للوصول الى ما يرضينا فلا بد من الاعتراف بأن هذا الأمر يتطلب المزيد من الجهدالمبذول من قبلنا نحن ابناء الشعب العربي على مختلف انتماءاته الدينية و الأممية اليسارية و القومية و الوطنية الهادفة الى الدفاع عن المواطن و الوطن و بالتالي فإنها تقع على كل من يحب الوطن من الاصحاء ، ذلك انه غريزي حب الوطن عند الشرفاء ، فقد بتنا نرى سيطرة اصحاب المصالح الضيقة أكثر تأثيراً في الواقع بفعل النظام السياسي العربي السائد في الساحة العربية .
إن الوضع الذي تجذرت فيه الروح القطرية و تكاثرت فيه الصراعات و توهم بعض حكامه أن بإمكانهم ان يكونوا فاعلين و أقوياء دون ارتباطهم بالامة قد ادى الى بروز وقائع غير مرغوبة و صعبة التغيير ما لم تتوحد القوى الشعبية وطنيناً و قومياً من أجل محاربة هذه المظاهر بكل اساليب القوة الدافعة للتقدم و ليس التدمير .
و إذا كان من السهل الحكم على الاشياء من رؤيتها بالعين المجردة فمن السهل القول : إن الكيان الصهيوني يكبر في الساحة العربية يوماً بعد يوم ، و ها هي الحكومات العربية تشتبك مع بعضها بعضاً ، لا بل ان حالة التحول المزري قد سمحت لكل من كان يخفي علاقاته بالكيان الصهيوني من الحكام و الملوك و الامراء و أصحاب السيادة و ذو ي الأموال ان يبرز علاقاته علناً مع الكيان الصهيوني مستغلاً بإفراط و تفريط واعيين مفاهيم الديموقراطية و حق الحرية و مبدأ السيادة و العلنية و الشفافية الى غيرها من المصطلحات التي أباحت تهتك القيم باسم القيم ، فباسم الديموقراطية تنتهك الديموقراطية و باسم السيادة يطأ بعض الاسياد على رؤوس الشعب المناضل من أجل إرضاء سادتهم ، فعن اية ديموقراطية نتحدث إذا كانت السيادة و الحرية و العدالة و المساواة باتت مفاهيم لتدمير الأمة التي سنعمل معاً من أجل بقائها و رفض معادلات الغرب و الشرق الهادفة الى اخراج العرب من التاريخ ، و ما يؤسف له ايضاً هو تحول حالة الصراع من عربي صهيوني الى صراع عربي- عربي ووئام حكومي عربي -صهيوني .
إن تفجر العنف في هذا القطر او ذاك قد استنزف موارد و أنفساً كثيرة لو وظفت في سبيل الأمة لكان الوضع العربي الراهن غير ما هو عليه الآن ، و لقد ادى هذا العنف فيما ادى اليه الى تهديد صارخ للهوية و الشخصية الوطنية و القومية كما يحدث الآن من اختلاق للصراع بين قوى المقاومة في فلسطين والذي يتطلب موقفاً عقلانياً ووطنياً خالصاً لما فيه من اندثار للأمة وهويتها ، لانه عندما تطمس الهوية القومية فإن الشخصية القطرية لا تستطيع ان تقف في وجه مايزحف على جسد القطر من امراض قبلية وطائفية وبدوية وعشائرية وغير ذلك .
يتوهم كثير منا ان العشائرية قد انتهت وان الطائفية قد اندثرت فمن اوجد تفاعلاتها سيظل قادراً على تهيئتها وكشف الرماد عن وجهها متى يريد وبالصيغة التي يريد وهو مانراه الآن متجسداًواقعاً في العراق بعد ان هيأ البريطانيون والامريكيون الاجواء الكاملة لها لتعود كما انشأها البريطانوين والفرنسيون والايطاليون في ربوع ساحتنا العربي في مطلع القرن العشرين حين اقتضت مصالحهم مثل هذا التكوين وطمسنا معالمها بعقلانية وعلمية عالية بعد حصول ابناءالعراق على حريتهم من الاستعمار وعاد الغربيون ليثيروا غبارها تحت قانونهم الديمقراطي الذي يفعلونه في أي منطقة يريدون الاستفادة منها ، وينحرونه في بلادهم كما نحر الامريكيون الديمقراطيون حركة الزنج الاخيرة عندهم ، والاهم من هذا وذاك هو تحول حالة الصراع الطائفي الى حالة اقصاء لبعض الطوائف من مواقع بعض الطوائف الاخرى وتهجيرهم من مناطق سكناهم التي عاشوا فيها سنيناً طويلة بفعل عناصر القوة والعقل والعقلانية السابقة التي جمعتهم معاً من اجل بناء الوطن ، وعادوا ليتفرقوا بتأثير الانتقام الناجم عن عمليات التدخل الاجنبي وتحريضهم للطائفية والعشائرية باسم الديمقراطية وباسم الوطنية والمواطنة .
إن اهم ما نخشاه وما يمكن ان نواجهه في المستقبل القريب هوانتقال هذه التجربة العراقية الى مختلف مواقع الساحة العربية والمتطلع الآن الى هذه الساحة تبدو امامه بجلاء منطقة كرد فان ودارفور السوادنية وما سبقها في الجنوب السوداني وما سيلحقها في شرق ووسط وشمال السودان حتى التمزيق تحت قانون المواطنة وغيرها من المناطق العربية التي سيمتد عليها هذا القانون سواء أكنا في الجزائر أم في المملكة المغربية ومصر وليبيا وسورية حتى وما احداث الصراع بين الاقباط والمسلمين في الاسكندرية المصرية إلا مقدمات لتمزيق مصر إلى ثلاث دول هي : « مصر البيضاء في الشمال وحتى الفيوم جنوباً ، ومصر القبطية من الفيوم وحتى شمال اسوان وامتداداتها نحو الشمال الغربي الى الاسكندرية ومصر السمراء جنوباً حتى اعالي النوبة » كما يأملها الغرب على الرغم من استسلام الحكم لكل الفضاءات الامريكية والصهيونية
لقد أنتجت اتفاقيات سايكس - بيكو هذه التجزئة ، و لكن اتفاقيات سايكس بيكو الجديدة لم تعد تقبل بما تكرس من تجزئة ، بل انها تبحث عن تجزئة للتجزئة مجدداً في أراضينا ، فلم يعد مقبولاً لدى صناع القرار الامريكي - الصهيوني بقاء الوطن العربي مؤلفاً من اثنتين و عشرين دولة ، بل هم يطمحون الى مضاعفة هذا العدد في القرن الحادي و العشرين على الأقل ،
و لعلنا أشرنا في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي الى ذلك حين قلنا : ربما تكون مهمتنا في القرن الحادي و العشرين كمثقفين و سياسيين و مناضلين شرفاء هي المحافظة على الدولة القطرية بعد أن فشلنا في حل مشكلة التجزئة لدينا ، و إن كناو سنبقى نناضل من أجل حرية و عدالة ووحدة وطننا العربي الممتد من المحيط و حتى خليجنا العربي .
و إذا كانت الوقائع كذلك فإن المهمة الاساسية التي تقع علينا كسياسيين و مثقفين في هذه المرحلة على الأقل هي تسليط الأضواءعلى المخاطر و الثغرات ، و إثارة الهمم ، و تعبئة الشعب للكفاح ضد ما لا يرضينا للوصول الى ما يرضينا فلا بد من الاعتراف بأن هذا الأمر يتطلب المزيد من الجهدالمبذول من قبلنا نحن ابناء الشعب العربي على مختلف انتماءاته الدينية و الأممية اليسارية و القومية و الوطنية الهادفة الى الدفاع عن المواطن و الوطن و بالتالي فإنها تقع على كل من يحب الوطن من الاصحاء ، ذلك انه غريزي حب الوطن عند الشرفاء ، فقد بتنا نرى سيطرة اصحاب المصالح الضيقة أكثر تأثيراً في الواقع بفعل النظام السياسي العربي السائد في الساحة العربية .
إن الوضع الذي تجذرت فيه الروح القطرية و تكاثرت فيه الصراعات و توهم بعض حكامه أن بإمكانهم ان يكونوا فاعلين و أقوياء دون ارتباطهم بالامة قد ادى الى بروز وقائع غير مرغوبة و صعبة التغيير ما لم تتوحد القوى الشعبية وطنيناً و قومياً من أجل محاربة هذه المظاهر بكل اساليب القوة الدافعة للتقدم و ليس التدمير .
و إذا كان من السهل الحكم على الاشياء من رؤيتها بالعين المجردة فمن السهل القول : إن الكيان الصهيوني يكبر في الساحة العربية يوماً بعد يوم ، و ها هي الحكومات العربية تشتبك مع بعضها بعضاً ، لا بل ان حالة التحول المزري قد سمحت لكل من كان يخفي علاقاته بالكيان الصهيوني من الحكام و الملوك و الامراء و أصحاب السيادة و ذو ي الأموال ان يبرز علاقاته علناً مع الكيان الصهيوني مستغلاً بإفراط و تفريط واعيين مفاهيم الديموقراطية و حق الحرية و مبدأ السيادة و العلنية و الشفافية الى غيرها من المصطلحات التي أباحت تهتك القيم باسم القيم ، فباسم الديموقراطية تنتهك الديموقراطية و باسم السيادة يطأ بعض الاسياد على رؤوس الشعب المناضل من أجل إرضاء سادتهم ، فعن اية ديموقراطية نتحدث إذا كانت السيادة و الحرية و العدالة و المساواة باتت مفاهيم لتدمير الأمة التي سنعمل معاً من أجل بقائها و رفض معادلات الغرب و الشرق الهادفة الى اخراج العرب من التاريخ ، و ما يؤسف له ايضاً هو تحول حالة الصراع من عربي صهيوني الى صراع عربي- عربي ووئام حكومي عربي -صهيوني .
إن تفجر العنف في هذا القطر او ذاك قد استنزف موارد و أنفساً كثيرة لو وظفت في سبيل الأمة لكان الوضع العربي الراهن غير ما هو عليه الآن ، و لقد ادى هذا العنف فيما ادى اليه الى تهديد صارخ للهوية و الشخصية الوطنية و القومية كما يحدث الآن من اختلاق للصراع بين قوى المقاومة في فلسطين والذي يتطلب موقفاً عقلانياً ووطنياً خالصاً لما فيه من اندثار للأمة وهويتها ، لانه عندما تطمس الهوية القومية فإن الشخصية القطرية لا تستطيع ان تقف في وجه مايزحف على جسد القطر من امراض قبلية وطائفية وبدوية وعشائرية وغير ذلك .
يتوهم كثير منا ان العشائرية قد انتهت وان الطائفية قد اندثرت فمن اوجد تفاعلاتها سيظل قادراً على تهيئتها وكشف الرماد عن وجهها متى يريد وبالصيغة التي يريد وهو مانراه الآن متجسداًواقعاً في العراق بعد ان هيأ البريطانيون والامريكيون الاجواء الكاملة لها لتعود كما انشأها البريطانوين والفرنسيون والايطاليون في ربوع ساحتنا العربي في مطلع القرن العشرين حين اقتضت مصالحهم مثل هذا التكوين وطمسنا معالمها بعقلانية وعلمية عالية بعد حصول ابناءالعراق على حريتهم من الاستعمار وعاد الغربيون ليثيروا غبارها تحت قانونهم الديمقراطي الذي يفعلونه في أي منطقة يريدون الاستفادة منها ، وينحرونه في بلادهم كما نحر الامريكيون الديمقراطيون حركة الزنج الاخيرة عندهم ، والاهم من هذا وذاك هو تحول حالة الصراع الطائفي الى حالة اقصاء لبعض الطوائف من مواقع بعض الطوائف الاخرى وتهجيرهم من مناطق سكناهم التي عاشوا فيها سنيناً طويلة بفعل عناصر القوة والعقل والعقلانية السابقة التي جمعتهم معاً من اجل بناء الوطن ، وعادوا ليتفرقوا بتأثير الانتقام الناجم عن عمليات التدخل الاجنبي وتحريضهم للطائفية والعشائرية باسم الديمقراطية وباسم الوطنية والمواطنة .
إن اهم ما نخشاه وما يمكن ان نواجهه في المستقبل القريب هوانتقال هذه التجربة العراقية الى مختلف مواقع الساحة العربية والمتطلع الآن الى هذه الساحة تبدو امامه بجلاء منطقة كرد فان ودارفور السوادنية وما سبقها في الجنوب السوداني وما سيلحقها في شرق ووسط وشمال السودان حتى التمزيق تحت قانون المواطنة وغيرها من المناطق العربية التي سيمتد عليها هذا القانون سواء أكنا في الجزائر أم في المملكة المغربية ومصر وليبيا وسورية حتى وما احداث الصراع بين الاقباط والمسلمين في الاسكندرية المصرية إلا مقدمات لتمزيق مصر إلى ثلاث دول هي : « مصر البيضاء في الشمال وحتى الفيوم جنوباً ، ومصر القبطية من الفيوم وحتى شمال اسوان وامتداداتها نحو الشمال الغربي الى الاسكندرية ومصر السمراء جنوباً حتى اعالي النوبة » كما يأملها الغرب على الرغم من استسلام الحكم لكل الفضاءات الامريكية والصهيونية