By خالد القحطاني380 - الجمعة ديسمبر 19, 2008 1:02 pm
- الجمعة ديسمبر 19, 2008 1:02 pm
#9761
محاضرة ( 8 )
قوة الدولة في المجال الدولي
يقصد بها : قدرة الدولة على تحريك عوامل القوة الطبيعية المتاحة لها وتحويلها إلى طاقة فعالة تؤثر بها على غيرها من الدول في البيئة الدولية وتوجيه سلوكها بما يحقق المصلحة القومية للدولة.
قدرة الدولة على تحقيق مصلحتها القومية تتناسب طرديا مع مستوى قوتها.
المصلحة القومية للدولة : مجموعة الأهداف التي تسعى لتحقيقها.
واستنادا إلى هذا التعريف يمكن تقسيم عوامل قوة الدولة على النحو التالي:
العوامل الطبيعية ( عوامل القوة )
1. المجال الجغرافي
2. العنصر البشري (السكان) كما ً وكيفا َ
3. الموارد الاقتصادية
العوامل الاجتماعية (عوامل القدرة )
1. القيادة السياسية
2. التجانس القومي
3. التقدم الثقافي والتقني
عوامل قوة الدولة :
أ ) العوامل الطبيعية :
1- المجال الجغرافي :
المناخ – التضاريس – الموقع – المساحة
2- السكان :
كماً – كيفياً كما َ : العدد كيفا َ : التجانس القومي والتقدم الثقافي والتقني بمعنى أن لمسألة ليست عدد فقط .
مثال :
كمياً : دولة الهند عدد السكان 10115 مليون نسمة
كيفياً : ــ هل الهند دولة متجانسة فيوجد بها المسلمون – الهندوس – السيخ – البوذيون – المسيحيين . فالسكان غير متجانسون .
فالتجانس القومي : وحدة اللغة , وحدة الدين , وحدة السلالة . مثال : المملكة العربية السعودية لغة واحدة , ودين واحد , وسلالة واحدة .
فعدم التجانس تظهر في الدول متعددة الجنسيات .
ــ الكيف الأخر التقدم الثقافي والتقني :
أي نسبة التقنية التي تمتلكها الدولة من التكنولوجيا مثل ( الصين ) تمتلك تكنولوجيا تتفوق على الولايات المتحدة .
-3 الموارد الاقتصادية :
ما تمتلكه الدولة من موارد طبيعية مثل اليورانيوم – الزراعة – النحاس – المعادن.
مثال : مشكلة ( دارفور ) اكتشفوا الولايات فيها بترول واكتشفوا فيها يورانيوم .
تعاقدت السودان مع شركات صينية وتجاهلت الشركات الأمريكية. ( وهذا العامل مهم فمن لا يملك خبزه لا يملك قراره) .
ب ) العوامل الاجتماعية :
1- القيادة السياسية :
الفكر السياسي الإسلامي ينصب على العدل فالدولة عبارة عن حاكمين ومحكومين.
قال الرسول صلى الله عبيه وسلم { سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم إمام عادل } . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم..
المقصود بالقيادة السياسية :
المهارة الدبلوماسية و الدراية الإستراتيجية أي تعلم جيداً متى تستخدم الدبلوماسية و متى تستخدم الحرب و هذا يشترط وجود الحكمة.
فالقيادة السياسية هي بمثابة رأس السمكة والسمكة تصلح أو تفسد من رأسها، و هذا في الإسلام عامل مهم جداً.
2- التجانس القومي :
بمعنى دولة بحجم الهند مقدار سكانها 1015 مليون و لكنها غير متجانسة
فهم مقسمون إلى هندوس، مسلمون، السيخ، البوذيون، المسيحيون. تجانس السكان من حيث الدين , اللغة , والسلالة , والرغبة في الحياة المشتركة .
مثل الولايات المتحدة تتكون من عدة أعراف من جميع العالم لكن هناك تجانس في الشعب ( ظاهرة القبول العام ) هذا التجانس ناتج عن وحدة المصالح وقبول نمط الحياة الأمريكية .
3- التقدم الثقافي والتقني :
نحن في عصر العلم والمعلوماتية والتقنية الحديثة مثل الهند الآن أصبحت متقدمة في مجال هندسة الأجنة .
محاضرة ( 9 )
• خارطة توزيع القوة في العالم :
• النسق الدولي :
مجموعة من وحدات سياسية ( دول ) متدرجة القوى ( قوى قطبية – قوى كبرى – قوى من الدرجة الثالثة) تتفاعل فيما بينها بالفعل ورد الفعل خلال حقبة زمنية معينة على نحو يؤدي إلى حدوث حالة من ( توازن القوى ) أو ( ميزان القوة ) في العالم . إذن فالنسق الدولي هو حالة اتزان دولي آلي تلقائي .
•
- متدرجة القوى ( أنواع القوى ) :-
1- القوى القطبية – القوى العظمى :كل زمن له القوى القطبية خاصته والتي تمسك بدفة السياسة الدولية وتقود علاقات القوى داخل النسق , وتحقق ميزان القوة في العالم , ومن عددها يستمد اسم النسق .
2- قوى الدرجة الثانية : وهي القوى الكبرى مثل روسيا – بريطانيا – ألمانيا لكنها لا تقود النسق الدولي .
3- قوى الدرجة الثالثة : وهي دول العالم الثالث , أو الدول النامية الدول الإسلامية كلها تنتمي إلى قوى الدرجة الثالثة .
في هذا النسق تتفاعل الدول فيما بينها , خلال مدة زمنية معينة .
القوة العظمى تعمل على توازن القوى في العالم . مثال : الكفة الأولى يوجد بها الولايات المتحدة , والكفة الثانية يوجد بها روسيا , فهؤلاء يعملون على توازن القوى في العالم .
ما هي أهم أو أشهر صور الأنساق الدولية ؟؟
• صور النسق الدولي في التاريخ الحديث :
-1 النسق الدولي متعدد الأقطاب :والحقبة الزمنية لهذا النسق من 1648م إلى ( 1939- أو 1945)
وأقطابها في تلك الفترة انجلترا – ألمانيا – إيطاليا – الإمبراطورية النمساوية المجرية – 1919 فرنسا – روسيا من 1924 ( الاتحاد السوفييتي ) – أما أمريكا كانت تنتهج سياسة العزلة .
-2 النسق الدولي ثنائي القوى القطبية 1945م – 1991م . كان يضم الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وقد تفكك الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991م . الظاهرة الفكرية الرئيسية فيه هي صراع الآيدولوجيات - الصراع بين الماركسية (الإتحاد السوفيتي) الخطر الأحمر والليبرالية (الولايات المتحدة)
3- النسق الدولي أحادي القطب وهو يعرف كذلك بـ ( النظام العالمي الجديد ) من 1991م وحتى الآن .
الولايات المتحدة تنظم شؤون العالم منفردة بإرادتها ( إرادة فردية – إدارة فردية).
إذاً هذه الدولة تنظم العالم على هواها وعلى ما تريد .
وفي ظل النظام العالمي الجديد ظهرت :العولمة : السعي إلى فرض النموذج الليبرالي الأمريكي على العالم . العولمة هي عمل إيرادي غائي من جانب قوى كبرى تستهدف فرض آيدولوجيتها.
في النسق الدولي أحادي القطبية هناك صدام الحضارات ) صمويل منتجون ) واستبدل الخطر الأحمر ( الماركسي ) إلى الخطر الأخضر ( الإسلام ) محاولين تشويهه و القضاء عليه فيجب علينا التصدي لهم .
مفهوم النظام الدولي :- هو تنظيم ينشأ بعمل إرادي من جانب جماعة الدول، مثل الأمم المتحدة.
المحاضرة ( 10 )
نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية
المقصود هنا بـ نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية بمجموعة المبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين المسلمين و نقول هنا بين المسلمين و ليس الدول الإسلامية ... لماذا؟؟
/ الدولة الإسلامية واحدة أم دول عديدة؟
بمعنى هل هناك واجب شرعي في أن يكون للمسلمين دولة واحدة أو من الممكن أن تكون هناك عدة دول
هناك اختلاف لكن الشيء المؤكد أن التصور المركزي في الإسلام أن المسلمين أمة واحدة . (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)( المؤمنون:52)
بعض الفقهاء قال: لابد أن يكون للمسلمين دولة واحدة. ويستند بقوله إلى اجتماع السقيفة. "اجتماع المسلمين على خليفة واحد في السقيفة و عارضوا وجود أكثر من أمير واحد ". وهذا يدل أنه يجب أن تكون للمسلمين دولة واحدة و الذي أكد ذلك العلامة الماوردي.
أما بعضهم مثل الجويني والبغدادي فقالوا : يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية بشروط :
- وجود بحر مانع
- ترامي أطراف أرض المسلمين
في مصر في الأزهر عام 1978 كان يرأس الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود فوضع دستور للدولة الإسلامية و نص على :-
يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية وأن تتعدد أنظمة الحكم فيها.
فالإسلام يقدم مبادئ للحكم ولكن لا يقدم الآليات لأن الآليات تتغير من زمان و مكان و الإسلام وجد لكل زمان ولكل مكان.
بشرط أن لا تتعارض أنظمة الحكم مع الدين الإسلامي
س / ما هي المبادئ التي يتعين أن تحكم بين هذه الدول الإسلامية؟؟
أولا َ : الأخوة الإسلامية : قال الله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة }
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
ثانيا َ : مبدأ اللاعصبية: بمعنى الرابطة الدينية تجب ما عداها من روابط، بمعنى أن الولاء القومي مرفوض في الإسلام.
مقوم الهوية الرئيسي في الإسلام هو الدين.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل لعصبية، وليس منا من مات على عصبية))
ثالثا َ : مبدأ النصح المتبادل: المقصود به في المقام الأول التدخل بنصح دولة خرجت عن جادة الشريعة الإسلامية بغية تصويب مواقفها السياسية. " أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ليس مطلقاً في الإسلام أنما هو مبدأ نسبي".
شروط النصح المتبادل:
(أ) أن يكون بالطرق السلمية أو ما يسمى الآن بالطرق الدبلوماسية مثل الوساطة، المفاوضات، الوسائل الحميدة
(ب) أن يهدف إلى صالح الدولة المتدخل لديها بالنصح " أن يكون خالص لله وحده سبحانه و تعالى".
(ج) أن يكون النصح استنادا إلى مبادئ الشريعة الإسلامية.
رابعاً: مبدأ التضامن الاجتماعي :
يعني تقديم المساعدات للدول الإسلامية في وقت الضرورة وذلك من خلال :
(1) التنسيق بين السياسات الخارجية للدول الإسلامية . أي" وحدة النظرة إلى العالم الخارجي"
( وحدة التوجهات ) مثل ( منظمة المؤتمر الإسلامي) .
ونقصد بوحدة النظرة : أي وحدة التوجهات بأن يكون مفهوم ( نحن ) يعبر به المسلمون عن أنفسهم , ومفهوم ( هم ) يعبر به عن الآخرين .
مثال : اتفاقية منظمة التجارة العالمية بأن يكون هناك تصور واحد موقف دولي لهذه الاتفاقية فيما يخص تداول لحم الخنزير في الدول الإسلامية .
قال تعالى : [ إنما المؤمنين أخوة ] الآية .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ))
(2) تقديم المعونات المالية والاقتصادية والعلمية والإغاثة من جانب الدول القادرة إلى الدول الضعيفة أو المحتاجة . فعلى الدول القادرة مد يد العون والمساعدة في كل المجالات للدول الإسلامية .
مثال : دولة إسلامية لديها علماء فعليها أن تقدم بعض المعلومات للدول الإسلامية .
كذلك إذا كان هناك زلزال في أحد الدول الإسلامية فعلى الدول الإسلامية مساعدتها للخروج من محنتها .
(3) أن يكون حجم المعاملات الاتصالية والاقتصادية بين الدول الإسلامية فيما بينها اكبر مما هو بينها وبين الدول الأخرى, فالأولى للدولة التي لديها ثروات ورؤوس أموال ومشاريع أن تستثمرها في الدول الإسلامية .
(4) أن يكون هدف التضامن الاجتماعي إعلاء شأن الإسلام وأن يكون طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية . وأن يكون هناك موقف واحد للدول الإسلامية تجاه العالم الآخر.
قال تعالى :[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان]
خامساً : مبدأ عدم الاعتداء :المقصود هنا عدم الاعتداء المادي أو المعنوي .
المادي : استخدام القوة والعنف غير المبرر في مواجهة المسلمين ( دول إسلامية أخرى )
المعنوي : تحقير شأن المسلمين ( دول أو شعوب أخرى ) من حيث السلالة أو الرمز أو السخرية من أزيائهم , مثل الاستهزاء بلهجة أحدى الدول الإسلامية أو بلباسهم أو بتقاليدهم أو أعرافهم بل يجب أن نكون أمة واحدة.
مثال : ما يحدث الآن في فلسطين وحصار غزة وما فعله شيخ الأزهر بالمشاركة في الحصار يعتبر ذلك اعتداء على المسلمين .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره )) الحديث .
قال الر سول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) .
سادساً : مبدأ الضمان الاجتماعي : يشير إلى جانب عسكري
وهذا يشير إلى جانب الحلف (التحالف ) فالكل للواحد والواحد للكل .
بمعنى إن أي اعتداء على أي دولة إسلامية يعتبر اعتداء على كافة الدول الإسلامية وعليها جميعاً أن تهب إلى نجدة الدولة المعتدى عليها .
مثال : عندما تتعرض الصومال للاعتداء من قبل أثيوبيا , أو العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة , أو فلسطين من قبل إسرائيل , كذلك الاعتداءات على المسلمين في البوسنة والهرسك والشيشان ( 1994-1996 ) فعلى الدول الإسلامية أن تسعى إلى نجدة هذه الدول الإسلامية وأن يكون هناك ( تنسيق للسياسات الدفاعية بين الدول الإسلامية ) بحيث في حال أي اعتداء يتخذ إجراء تجاه الدولة المعتدية وإنقاذ الدولة المعتدى عليها.
سابعا َ : أسس فض المنازعات بين الدول الإسلامية :
تحكمها الآية : قال تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
-الخلافات بين الدول تتراوح بين دولة وأخرى فهناك درجات عديدة لعدم التوافق في العلاقات بين الدول وهي :
-1 الخلاف
-2 النزاع
-3 التوتر
-4 الصراع
أ- التدخل بالوساطة كطرف ثالث :
قيام طرف محايد بالوساطة بين طرفي محل النزاع الدولي بهدف إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
واجب على الدول الإسلامية أن تتدخل بالوساطة كأطراف ثالثة إذا حدث أي نزاع بين دولتين إسلاميتين أو فرقتين إسلاميتين .
مثال : ما يحدث حالياً بين حماس و فتح
والتدخل بالوساطة في ما بينهما يكون من خلال الوسائل الدوبلوماسية:-
** إختيارية: مثل: المفاوضات - المساعي الحميدة.
** إجبارية: مثل: التحكيم الدولي - اللجؤ إلى محكمة العدل الدولية.
التحكيم الدولي : يعين مجموعة من القضاة من عدة دول وتعرض عليه خلاف بين دولتين والتحكيم لابد أن يقبلوا به , وهي محكمة غير دائمة .
محكمة العدل الدولية : هي محكمة دائمة تابعة للأمم المتحدة ومقرها ( لاهاي ) .
ب- التدخل ضد الدول الباغية : إذا فشلت الوسائل الدبلوماسية في إنهاء النزاع فعلى الدول الإسلامية أن تتدخل بالقوة ضد الدولة الباغية ( الدولة الرافضة للصلح ) طبقاً للأسس التالية :
1- تحديد الفئة الباغية ولابد أن يكون التحديد نزيهاً وضمن العدالة والشريعة الإسلامية وليس ضمن الأهواء وفقاً لعدل الإسلام لا لمصالح أو خلافه.
2- القتال هو الأسلوب المستخدم في هذه الحالة. (القوة المسلحة)
3- الهدف من قتال الفئة الباغية ليس الإنتصار عليها إنما إعادتها إلى جادة الصواب.
4- تسوية المشكلة بالعدل دون إجحاف بحقوق الفئة التي كانت باغية.
المحاضرة 11
دعائم العلاقات الإنسانية في الإسلام
1- الكرامة الإنسانية بمعنى أن الإنسان عموماً في محل تكريم الإسلام و أن الله كرم الإنسان عموماً بغض النظر عن دينه بنعمة العقل. قال تعالى [ ولقد كرمنا بني أدم ] الآية .
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : ( إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) . عندما مرت جنازة يهودي فقال أحد الصحابة أنه يهودي قال الرسول صلى الله عليه وسلم أليست بنفس .
فكل إنسان هو مسلم متوقع وأن ابغض شيء على النفس المسلمة هي قتل إنسان آخر , وحتى بعد الممات يكرم الإنسان بالدفن .
حينما وقفت امرأة وصوبت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أراد أن يحدد المهور وقالت ايعطينا الله ويمنعنا عمر فقال مقولته المشهورة ( أصابت امرأة وأخطئ عمر ) .
ظاهرة الصراعات العرقية في العلاقات الدولية
مثل دولة رواندا و الحرب بين قبيلتي الهوتو و التوشي. قتل حوالي مليون إنسان من اجل الاستعلاء والقبلية
مثل سريلانكا و القتال بين التاميل و السنهال .
كذلك الصراع الحاصل في السودان في منطقة دارفور .
2- الناس جميعاً أمة واحدة. قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (الحجرات:13) .
فرض على الإنسان المسلم أن يتواصل مع الشعوب الأخرى , فالإسلام أكثر الديانات انتشاراً في العالم من خلال التواصل الإنساني .
الإسلام يرفض فكرة التميز العنصري بان هناك جنس أرقى من جنس ..
الاستعمار >> احتلال شعوب ما لأراضي شعوب أخرى و يستند على عنصرين :
>> التمييز العنصري.
>> سمو بعض الأجناس على بعضها البعض. (العصبية القبلية الوطنية) انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً في نظرهم.
الحرب العالمية الأولى..... كانت بسبب التمييز العنصري عندما قتل ولي عهد النمسا 1914م والتي قتل فيها 8 مليون نسمة .
الحرب العالمية الثانية..... هتلر (أخذ الثأر) أراد هتلر الانتقام لألمانيا ( فكرة سمو العنصر الآلي ) وقتل في هذه الحرب 50 مليون نسمة .
المحاضرة 12
دعائم العلاقات الإنسانية في الإسلام
1- الكرامة الإنسانية سبق الحديث عنها
2- الناس جميعاً أمة واحدة في المحاضرة 11
3- التعاون الإنساني .
4 – التسامح .
3 - التعاون الإنساني:
الأصل في الإسلام تعاون الإنسان مع أخيه الإنسان لأن الإسلام رسالة عالمية وواجب على المسلمين نشر هذه الرسالة للعالمين .
قال تعالى [ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ]
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه) والمقصود هنا أخيه الإنسان . هذا التعاون الذي من شأنه اختفاء روح التناحر والصراع الدامي والحروب بين البشر .
تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول الذي كان في الجاهلية وأثنى عليه لأنه كان قائم على الفضيلة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
الليبرالية :
هذه الفكرة للمفكر ( فوكوياما ) وتقول أن الإنسان وصل إلى ذروة التقدم وغاية المنتهى وأن الطريق الوحيد لسعادة الإنسان هو تطبيق الليبرالية والتي تقوم على :
-1 في المجال السياسي : حرية الرأي , حرية الفكر , حرية العقيدة , حرية التنظيم وتعدد الأحزاب .
-2 في المجال الاقتصادي : تقوم على الرأس مالية وتنطلق من مبدأ الصراع من أجل البقاء – البقاء للأقوى – المنافسة الاقتصادية – دعه يعمل دعه يمر – تقوم على الأنانية – الأثرة – أنا ومن وراءي الطوفان .
الأزمة المالية الحالية جاءت من جراء هذا الفكر الرأسمالي المتوحش .
فكرة صدام الحضارات :
للمفكر الأمريكي ( صمويل هنتنجتون ) وتقول هذه الفكرة بأن الغرب بات في صراع مع الحضارات الأخرى وأن الإسلام هو الحضارة الأخطر على الحضارة الغربية .
في بداياتهم كانوا يتكلمون عن الخطر الأصفر ( اليابان ) ولا بد أن يصفى . وبعد الحرب على اليابان أصبحوا يتكلمون عن الخطر الأحمر ( الشيوعية ) في روسيا بعد الثورة الشيوعية 1917م حتى زوال الإتحاد السوفييتي 1991م . بعد ذلك أصبحوا يتكلمون عن الخطر الأخضر ( الإسلام ) .
-4التسامح :
التسامح في الإسلام هو التسامح غير الذليل , التسامح عن منعة وعن قوة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة وايمنا الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب ) أيضا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الكفار عندما دخلوا المدينة فقال لهم الرسول ماذا تضنوا أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وأبن أخ كريم , قال : أذهبوا فأنتم الطلقاء .
أيضا عندما عقد الرسول صلى الله عليه وسلم الصلح مع كفار قريش في صلح الحديبية ووافق على الشروط مع إن فيه إجحاف بالمسلمين مع أن الانتصار والقوة للمسلمين ولكن لإعلاء شأن المسلمين والقيم الإسلامية .
قال تعالى [ وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ] الآية .
حتى في الحرب لابد للمسلم أن يكون متسامح فالحرب في الإسلام هي حرب دفاعية , والتسامح لا يكون من ضعف وخنوع بل عن قوة وقدرة .
قوة الدولة في المجال الدولي
يقصد بها : قدرة الدولة على تحريك عوامل القوة الطبيعية المتاحة لها وتحويلها إلى طاقة فعالة تؤثر بها على غيرها من الدول في البيئة الدولية وتوجيه سلوكها بما يحقق المصلحة القومية للدولة.
قدرة الدولة على تحقيق مصلحتها القومية تتناسب طرديا مع مستوى قوتها.
المصلحة القومية للدولة : مجموعة الأهداف التي تسعى لتحقيقها.
واستنادا إلى هذا التعريف يمكن تقسيم عوامل قوة الدولة على النحو التالي:
العوامل الطبيعية ( عوامل القوة )
1. المجال الجغرافي
2. العنصر البشري (السكان) كما ً وكيفا َ
3. الموارد الاقتصادية
العوامل الاجتماعية (عوامل القدرة )
1. القيادة السياسية
2. التجانس القومي
3. التقدم الثقافي والتقني
عوامل قوة الدولة :
أ ) العوامل الطبيعية :
1- المجال الجغرافي :
المناخ – التضاريس – الموقع – المساحة
2- السكان :
كماً – كيفياً كما َ : العدد كيفا َ : التجانس القومي والتقدم الثقافي والتقني بمعنى أن لمسألة ليست عدد فقط .
مثال :
كمياً : دولة الهند عدد السكان 10115 مليون نسمة
كيفياً : ــ هل الهند دولة متجانسة فيوجد بها المسلمون – الهندوس – السيخ – البوذيون – المسيحيين . فالسكان غير متجانسون .
فالتجانس القومي : وحدة اللغة , وحدة الدين , وحدة السلالة . مثال : المملكة العربية السعودية لغة واحدة , ودين واحد , وسلالة واحدة .
فعدم التجانس تظهر في الدول متعددة الجنسيات .
ــ الكيف الأخر التقدم الثقافي والتقني :
أي نسبة التقنية التي تمتلكها الدولة من التكنولوجيا مثل ( الصين ) تمتلك تكنولوجيا تتفوق على الولايات المتحدة .
-3 الموارد الاقتصادية :
ما تمتلكه الدولة من موارد طبيعية مثل اليورانيوم – الزراعة – النحاس – المعادن.
مثال : مشكلة ( دارفور ) اكتشفوا الولايات فيها بترول واكتشفوا فيها يورانيوم .
تعاقدت السودان مع شركات صينية وتجاهلت الشركات الأمريكية. ( وهذا العامل مهم فمن لا يملك خبزه لا يملك قراره) .
ب ) العوامل الاجتماعية :
1- القيادة السياسية :
الفكر السياسي الإسلامي ينصب على العدل فالدولة عبارة عن حاكمين ومحكومين.
قال الرسول صلى الله عبيه وسلم { سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم إمام عادل } . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم..
المقصود بالقيادة السياسية :
المهارة الدبلوماسية و الدراية الإستراتيجية أي تعلم جيداً متى تستخدم الدبلوماسية و متى تستخدم الحرب و هذا يشترط وجود الحكمة.
فالقيادة السياسية هي بمثابة رأس السمكة والسمكة تصلح أو تفسد من رأسها، و هذا في الإسلام عامل مهم جداً.
2- التجانس القومي :
بمعنى دولة بحجم الهند مقدار سكانها 1015 مليون و لكنها غير متجانسة
فهم مقسمون إلى هندوس، مسلمون، السيخ، البوذيون، المسيحيون. تجانس السكان من حيث الدين , اللغة , والسلالة , والرغبة في الحياة المشتركة .
مثل الولايات المتحدة تتكون من عدة أعراف من جميع العالم لكن هناك تجانس في الشعب ( ظاهرة القبول العام ) هذا التجانس ناتج عن وحدة المصالح وقبول نمط الحياة الأمريكية .
3- التقدم الثقافي والتقني :
نحن في عصر العلم والمعلوماتية والتقنية الحديثة مثل الهند الآن أصبحت متقدمة في مجال هندسة الأجنة .
محاضرة ( 9 )
• خارطة توزيع القوة في العالم :
• النسق الدولي :
مجموعة من وحدات سياسية ( دول ) متدرجة القوى ( قوى قطبية – قوى كبرى – قوى من الدرجة الثالثة) تتفاعل فيما بينها بالفعل ورد الفعل خلال حقبة زمنية معينة على نحو يؤدي إلى حدوث حالة من ( توازن القوى ) أو ( ميزان القوة ) في العالم . إذن فالنسق الدولي هو حالة اتزان دولي آلي تلقائي .
•
- متدرجة القوى ( أنواع القوى ) :-
1- القوى القطبية – القوى العظمى :كل زمن له القوى القطبية خاصته والتي تمسك بدفة السياسة الدولية وتقود علاقات القوى داخل النسق , وتحقق ميزان القوة في العالم , ومن عددها يستمد اسم النسق .
2- قوى الدرجة الثانية : وهي القوى الكبرى مثل روسيا – بريطانيا – ألمانيا لكنها لا تقود النسق الدولي .
3- قوى الدرجة الثالثة : وهي دول العالم الثالث , أو الدول النامية الدول الإسلامية كلها تنتمي إلى قوى الدرجة الثالثة .
في هذا النسق تتفاعل الدول فيما بينها , خلال مدة زمنية معينة .
القوة العظمى تعمل على توازن القوى في العالم . مثال : الكفة الأولى يوجد بها الولايات المتحدة , والكفة الثانية يوجد بها روسيا , فهؤلاء يعملون على توازن القوى في العالم .
ما هي أهم أو أشهر صور الأنساق الدولية ؟؟
• صور النسق الدولي في التاريخ الحديث :
-1 النسق الدولي متعدد الأقطاب :والحقبة الزمنية لهذا النسق من 1648م إلى ( 1939- أو 1945)
وأقطابها في تلك الفترة انجلترا – ألمانيا – إيطاليا – الإمبراطورية النمساوية المجرية – 1919 فرنسا – روسيا من 1924 ( الاتحاد السوفييتي ) – أما أمريكا كانت تنتهج سياسة العزلة .
-2 النسق الدولي ثنائي القوى القطبية 1945م – 1991م . كان يضم الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وقد تفكك الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991م . الظاهرة الفكرية الرئيسية فيه هي صراع الآيدولوجيات - الصراع بين الماركسية (الإتحاد السوفيتي) الخطر الأحمر والليبرالية (الولايات المتحدة)
3- النسق الدولي أحادي القطب وهو يعرف كذلك بـ ( النظام العالمي الجديد ) من 1991م وحتى الآن .
الولايات المتحدة تنظم شؤون العالم منفردة بإرادتها ( إرادة فردية – إدارة فردية).
إذاً هذه الدولة تنظم العالم على هواها وعلى ما تريد .
وفي ظل النظام العالمي الجديد ظهرت :العولمة : السعي إلى فرض النموذج الليبرالي الأمريكي على العالم . العولمة هي عمل إيرادي غائي من جانب قوى كبرى تستهدف فرض آيدولوجيتها.
في النسق الدولي أحادي القطبية هناك صدام الحضارات ) صمويل منتجون ) واستبدل الخطر الأحمر ( الماركسي ) إلى الخطر الأخضر ( الإسلام ) محاولين تشويهه و القضاء عليه فيجب علينا التصدي لهم .
مفهوم النظام الدولي :- هو تنظيم ينشأ بعمل إرادي من جانب جماعة الدول، مثل الأمم المتحدة.
المحاضرة ( 10 )
نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية
المقصود هنا بـ نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية بمجموعة المبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين المسلمين و نقول هنا بين المسلمين و ليس الدول الإسلامية ... لماذا؟؟
/ الدولة الإسلامية واحدة أم دول عديدة؟
بمعنى هل هناك واجب شرعي في أن يكون للمسلمين دولة واحدة أو من الممكن أن تكون هناك عدة دول
هناك اختلاف لكن الشيء المؤكد أن التصور المركزي في الإسلام أن المسلمين أمة واحدة . (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)( المؤمنون:52)
بعض الفقهاء قال: لابد أن يكون للمسلمين دولة واحدة. ويستند بقوله إلى اجتماع السقيفة. "اجتماع المسلمين على خليفة واحد في السقيفة و عارضوا وجود أكثر من أمير واحد ". وهذا يدل أنه يجب أن تكون للمسلمين دولة واحدة و الذي أكد ذلك العلامة الماوردي.
أما بعضهم مثل الجويني والبغدادي فقالوا : يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية بشروط :
- وجود بحر مانع
- ترامي أطراف أرض المسلمين
في مصر في الأزهر عام 1978 كان يرأس الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود فوضع دستور للدولة الإسلامية و نص على :-
يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية وأن تتعدد أنظمة الحكم فيها.
فالإسلام يقدم مبادئ للحكم ولكن لا يقدم الآليات لأن الآليات تتغير من زمان و مكان و الإسلام وجد لكل زمان ولكل مكان.
بشرط أن لا تتعارض أنظمة الحكم مع الدين الإسلامي
س / ما هي المبادئ التي يتعين أن تحكم بين هذه الدول الإسلامية؟؟
أولا َ : الأخوة الإسلامية : قال الله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة }
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
ثانيا َ : مبدأ اللاعصبية: بمعنى الرابطة الدينية تجب ما عداها من روابط، بمعنى أن الولاء القومي مرفوض في الإسلام.
مقوم الهوية الرئيسي في الإسلام هو الدين.
يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل لعصبية، وليس منا من مات على عصبية))
ثالثا َ : مبدأ النصح المتبادل: المقصود به في المقام الأول التدخل بنصح دولة خرجت عن جادة الشريعة الإسلامية بغية تصويب مواقفها السياسية. " أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ليس مطلقاً في الإسلام أنما هو مبدأ نسبي".
شروط النصح المتبادل:
(أ) أن يكون بالطرق السلمية أو ما يسمى الآن بالطرق الدبلوماسية مثل الوساطة، المفاوضات، الوسائل الحميدة
(ب) أن يهدف إلى صالح الدولة المتدخل لديها بالنصح " أن يكون خالص لله وحده سبحانه و تعالى".
(ج) أن يكون النصح استنادا إلى مبادئ الشريعة الإسلامية.
رابعاً: مبدأ التضامن الاجتماعي :
يعني تقديم المساعدات للدول الإسلامية في وقت الضرورة وذلك من خلال :
(1) التنسيق بين السياسات الخارجية للدول الإسلامية . أي" وحدة النظرة إلى العالم الخارجي"
( وحدة التوجهات ) مثل ( منظمة المؤتمر الإسلامي) .
ونقصد بوحدة النظرة : أي وحدة التوجهات بأن يكون مفهوم ( نحن ) يعبر به المسلمون عن أنفسهم , ومفهوم ( هم ) يعبر به عن الآخرين .
مثال : اتفاقية منظمة التجارة العالمية بأن يكون هناك تصور واحد موقف دولي لهذه الاتفاقية فيما يخص تداول لحم الخنزير في الدول الإسلامية .
قال تعالى : [ إنما المؤمنين أخوة ] الآية .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ))
(2) تقديم المعونات المالية والاقتصادية والعلمية والإغاثة من جانب الدول القادرة إلى الدول الضعيفة أو المحتاجة . فعلى الدول القادرة مد يد العون والمساعدة في كل المجالات للدول الإسلامية .
مثال : دولة إسلامية لديها علماء فعليها أن تقدم بعض المعلومات للدول الإسلامية .
كذلك إذا كان هناك زلزال في أحد الدول الإسلامية فعلى الدول الإسلامية مساعدتها للخروج من محنتها .
(3) أن يكون حجم المعاملات الاتصالية والاقتصادية بين الدول الإسلامية فيما بينها اكبر مما هو بينها وبين الدول الأخرى, فالأولى للدولة التي لديها ثروات ورؤوس أموال ومشاريع أن تستثمرها في الدول الإسلامية .
(4) أن يكون هدف التضامن الاجتماعي إعلاء شأن الإسلام وأن يكون طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية . وأن يكون هناك موقف واحد للدول الإسلامية تجاه العالم الآخر.
قال تعالى :[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان]
خامساً : مبدأ عدم الاعتداء :المقصود هنا عدم الاعتداء المادي أو المعنوي .
المادي : استخدام القوة والعنف غير المبرر في مواجهة المسلمين ( دول إسلامية أخرى )
المعنوي : تحقير شأن المسلمين ( دول أو شعوب أخرى ) من حيث السلالة أو الرمز أو السخرية من أزيائهم , مثل الاستهزاء بلهجة أحدى الدول الإسلامية أو بلباسهم أو بتقاليدهم أو أعرافهم بل يجب أن نكون أمة واحدة.
مثال : ما يحدث الآن في فلسطين وحصار غزة وما فعله شيخ الأزهر بالمشاركة في الحصار يعتبر ذلك اعتداء على المسلمين .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره )) الحديث .
قال الر سول صلى الله عليه وسلم : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) .
سادساً : مبدأ الضمان الاجتماعي : يشير إلى جانب عسكري
وهذا يشير إلى جانب الحلف (التحالف ) فالكل للواحد والواحد للكل .
بمعنى إن أي اعتداء على أي دولة إسلامية يعتبر اعتداء على كافة الدول الإسلامية وعليها جميعاً أن تهب إلى نجدة الدولة المعتدى عليها .
مثال : عندما تتعرض الصومال للاعتداء من قبل أثيوبيا , أو العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة , أو فلسطين من قبل إسرائيل , كذلك الاعتداءات على المسلمين في البوسنة والهرسك والشيشان ( 1994-1996 ) فعلى الدول الإسلامية أن تسعى إلى نجدة هذه الدول الإسلامية وأن يكون هناك ( تنسيق للسياسات الدفاعية بين الدول الإسلامية ) بحيث في حال أي اعتداء يتخذ إجراء تجاه الدولة المعتدية وإنقاذ الدولة المعتدى عليها.
سابعا َ : أسس فض المنازعات بين الدول الإسلامية :
تحكمها الآية : قال تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
-الخلافات بين الدول تتراوح بين دولة وأخرى فهناك درجات عديدة لعدم التوافق في العلاقات بين الدول وهي :
-1 الخلاف
-2 النزاع
-3 التوتر
-4 الصراع
أ- التدخل بالوساطة كطرف ثالث :
قيام طرف محايد بالوساطة بين طرفي محل النزاع الدولي بهدف إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
واجب على الدول الإسلامية أن تتدخل بالوساطة كأطراف ثالثة إذا حدث أي نزاع بين دولتين إسلاميتين أو فرقتين إسلاميتين .
مثال : ما يحدث حالياً بين حماس و فتح
والتدخل بالوساطة في ما بينهما يكون من خلال الوسائل الدوبلوماسية:-
** إختيارية: مثل: المفاوضات - المساعي الحميدة.
** إجبارية: مثل: التحكيم الدولي - اللجؤ إلى محكمة العدل الدولية.
التحكيم الدولي : يعين مجموعة من القضاة من عدة دول وتعرض عليه خلاف بين دولتين والتحكيم لابد أن يقبلوا به , وهي محكمة غير دائمة .
محكمة العدل الدولية : هي محكمة دائمة تابعة للأمم المتحدة ومقرها ( لاهاي ) .
ب- التدخل ضد الدول الباغية : إذا فشلت الوسائل الدبلوماسية في إنهاء النزاع فعلى الدول الإسلامية أن تتدخل بالقوة ضد الدولة الباغية ( الدولة الرافضة للصلح ) طبقاً للأسس التالية :
1- تحديد الفئة الباغية ولابد أن يكون التحديد نزيهاً وضمن العدالة والشريعة الإسلامية وليس ضمن الأهواء وفقاً لعدل الإسلام لا لمصالح أو خلافه.
2- القتال هو الأسلوب المستخدم في هذه الحالة. (القوة المسلحة)
3- الهدف من قتال الفئة الباغية ليس الإنتصار عليها إنما إعادتها إلى جادة الصواب.
4- تسوية المشكلة بالعدل دون إجحاف بحقوق الفئة التي كانت باغية.
المحاضرة 11
دعائم العلاقات الإنسانية في الإسلام
1- الكرامة الإنسانية بمعنى أن الإنسان عموماً في محل تكريم الإسلام و أن الله كرم الإنسان عموماً بغض النظر عن دينه بنعمة العقل. قال تعالى [ ولقد كرمنا بني أدم ] الآية .
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول : ( إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) . عندما مرت جنازة يهودي فقال أحد الصحابة أنه يهودي قال الرسول صلى الله عليه وسلم أليست بنفس .
فكل إنسان هو مسلم متوقع وأن ابغض شيء على النفس المسلمة هي قتل إنسان آخر , وحتى بعد الممات يكرم الإنسان بالدفن .
حينما وقفت امرأة وصوبت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أراد أن يحدد المهور وقالت ايعطينا الله ويمنعنا عمر فقال مقولته المشهورة ( أصابت امرأة وأخطئ عمر ) .
ظاهرة الصراعات العرقية في العلاقات الدولية
مثل دولة رواندا و الحرب بين قبيلتي الهوتو و التوشي. قتل حوالي مليون إنسان من اجل الاستعلاء والقبلية
مثل سريلانكا و القتال بين التاميل و السنهال .
كذلك الصراع الحاصل في السودان في منطقة دارفور .
2- الناس جميعاً أمة واحدة. قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (الحجرات:13) .
فرض على الإنسان المسلم أن يتواصل مع الشعوب الأخرى , فالإسلام أكثر الديانات انتشاراً في العالم من خلال التواصل الإنساني .
الإسلام يرفض فكرة التميز العنصري بان هناك جنس أرقى من جنس ..
الاستعمار >> احتلال شعوب ما لأراضي شعوب أخرى و يستند على عنصرين :
>> التمييز العنصري.
>> سمو بعض الأجناس على بعضها البعض. (العصبية القبلية الوطنية) انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً في نظرهم.
الحرب العالمية الأولى..... كانت بسبب التمييز العنصري عندما قتل ولي عهد النمسا 1914م والتي قتل فيها 8 مليون نسمة .
الحرب العالمية الثانية..... هتلر (أخذ الثأر) أراد هتلر الانتقام لألمانيا ( فكرة سمو العنصر الآلي ) وقتل في هذه الحرب 50 مليون نسمة .
المحاضرة 12
دعائم العلاقات الإنسانية في الإسلام
1- الكرامة الإنسانية سبق الحديث عنها
2- الناس جميعاً أمة واحدة في المحاضرة 11
3- التعاون الإنساني .
4 – التسامح .
3 - التعاون الإنساني:
الأصل في الإسلام تعاون الإنسان مع أخيه الإنسان لأن الإسلام رسالة عالمية وواجب على المسلمين نشر هذه الرسالة للعالمين .
قال تعالى [ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ]
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه) والمقصود هنا أخيه الإنسان . هذا التعاون الذي من شأنه اختفاء روح التناحر والصراع الدامي والحروب بين البشر .
تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول الذي كان في الجاهلية وأثنى عليه لأنه كان قائم على الفضيلة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
الليبرالية :
هذه الفكرة للمفكر ( فوكوياما ) وتقول أن الإنسان وصل إلى ذروة التقدم وغاية المنتهى وأن الطريق الوحيد لسعادة الإنسان هو تطبيق الليبرالية والتي تقوم على :
-1 في المجال السياسي : حرية الرأي , حرية الفكر , حرية العقيدة , حرية التنظيم وتعدد الأحزاب .
-2 في المجال الاقتصادي : تقوم على الرأس مالية وتنطلق من مبدأ الصراع من أجل البقاء – البقاء للأقوى – المنافسة الاقتصادية – دعه يعمل دعه يمر – تقوم على الأنانية – الأثرة – أنا ومن وراءي الطوفان .
الأزمة المالية الحالية جاءت من جراء هذا الفكر الرأسمالي المتوحش .
فكرة صدام الحضارات :
للمفكر الأمريكي ( صمويل هنتنجتون ) وتقول هذه الفكرة بأن الغرب بات في صراع مع الحضارات الأخرى وأن الإسلام هو الحضارة الأخطر على الحضارة الغربية .
في بداياتهم كانوا يتكلمون عن الخطر الأصفر ( اليابان ) ولا بد أن يصفى . وبعد الحرب على اليابان أصبحوا يتكلمون عن الخطر الأحمر ( الشيوعية ) في روسيا بعد الثورة الشيوعية 1917م حتى زوال الإتحاد السوفييتي 1991م . بعد ذلك أصبحوا يتكلمون عن الخطر الأخضر ( الإسلام ) .
-4التسامح :
التسامح في الإسلام هو التسامح غير الذليل , التسامح عن منعة وعن قوة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة وايمنا الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب ) أيضا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الكفار عندما دخلوا المدينة فقال لهم الرسول ماذا تضنوا أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وأبن أخ كريم , قال : أذهبوا فأنتم الطلقاء .
أيضا عندما عقد الرسول صلى الله عليه وسلم الصلح مع كفار قريش في صلح الحديبية ووافق على الشروط مع إن فيه إجحاف بالمسلمين مع أن الانتصار والقوة للمسلمين ولكن لإعلاء شأن المسلمين والقيم الإسلامية .
قال تعالى [ وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ] الآية .
حتى في الحرب لابد للمسلم أن يكون متسامح فالحرب في الإسلام هي حرب دفاعية , والتسامح لا يكون من ضعف وخنوع بل عن قوة وقدرة .
,,, من كانت بدايته محرقة ... كانت نهايته مشرقة ,,,