السياسه الخارجيه الامريكيه
مرسل: الأحد فبراير 19, 2012 5:43 pm
لبروفيسور ستيفن والت المحاضر بجامعة هارفارد:
حرب العراق خطأ تاريخي في السياسة الأمريكية الخارجية
أمريكا تكرر أخطاءها، من أفغانستان للعراق، للدعم غير المحدود أو المشروط لإسرائيل، ما الذي تريده أمريكا من نفوذها في وجه العالم؟؟ هل ستغزو إيران ويتكرر المشهد العراقي؟؟
هل الديمقراطية الأمريكية التي توزعها أمريكا مثل صكوك الغفران لكن تحت مظلة قواتها هي المحرك فعلا لهذه القوة أم هناك أسبابا أخرى تعرضها الولايات المتحدة للتدخل في شئون الدول الأخرى؟؟
البروفسور ستيفن والت المحاضر بجامعة هارفارد كان ضيفا على مؤسسة هيكل للصحافة العربية في القاهرة للحديث عن محددات السياسة الأمريكية الخارجية” والتي على ما يبدو لم يكن لها محددات أكثر من فرض القوة والهيمنة خشية أن تكون هناك قوة منافسة.
استعرض والت دور المحافظين الجدد ودورهم في السياسة الأمريكية التي ارتكزت على أن ” من يعارض أمريكا إنما يعارض القيم الأمريكية وليس السياسة الأمريكية، فالمحافظون الجدد يريدون تأمين إسرائيل وهم على استعداد لاستخدام هذه القوة العسكرية لتحقيق هذه الأجندة، وهم من تحدثوا عن دخول أمريكا في حرب العراق وكانوا يدفعون الرئيس الأمريكي للحرب وبالذات بعد 11ستمبر” والتي كان لها أثرا كبيرا على التوجهات السياسية لبوش وعلى شعبيته أيضا حيث:
1- ساعدت على الحفاظ على شعبية الرئيس بوش لأنها كانت متدهورة.
2- أدت إلى تعاطف دولي كبير حيث كان هناك دول قلقة من الولايات المتحدة .
3- أدت إلي تركيز الرئيس بوش في السياسة الخارجية.
ويؤكد البروفيسور في أولى جلساته ردا على بعض التساؤلات أن حرب العراق كانت خطأ تاريخيا في السياسة الأمريكية الخارجية، وأنه يعتقد أن إدارة بوش بالفعل كانت تعتقد بوجود أسلحة دمار شامل أو على وشك لذلك اقتنع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بضرورة غزو العراق، وأن صدام يشكل شبكة إرهابية، لذلك فكرت إدارة بوش بأن الإطاحة بنظام صدام سيكون مثالا على قوتها وسلطتها أمام دول أخرى مثل سوريا وإيران وكوريا.
وهذا الاتجاه نو الحرب لم يدعمه الجمهور الأمريكي على العكس كان معارضا له، لكن المناقشات الصحفية والإعلامية سارت في اتجاه التركيز على أهمية الحرب، وضرورة تدخل أمريكا.
وقد ارتأت هذه الإدارة أن العراق بحاجة إلى الديمقراطية التي ستحققها له من خلال الحرب، وهدفت أيضا من احتلال العراق إلى أن تتدخل وتخرج بشكل سريع للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية المتمثلة في:
1- تدفق النفط العراقي للسوق العالمية.
2- مكافحة الإرهاب مثل تنظيم القاعدة.
3- وكذلك منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.”
لكن على ما يبدو أن أمريكا غرقت في وحل الحرب ولا يظهر في الأفق أي بادرة للخروج أو الانسحاب التدريجي، فلا تزال أمريكا هي الحدث الأكثر إثارة في هذا القرن، ولأنها القوة العظمى يحق لمواطنيها إذا تحدثوا عنها أن يتحدثوا بنبرة استعلاء ولو كان حديثهم عن أخطاء حكومتهم ورئيس دولتهم، ربما لأن القوة تترك أثرها في نفوس الأفراد شاءوا أم أبوا ذلك، خالجني هذا الشعور كثيرا وأنا أسمع حديث والت، أنه يتحدث بثقة عالية عن أخطاء حكومته ويبررها بمصالح أمريكا الإستراتيجية، حتى الخطأ له ميزان معين عند الأمريكيين لا ينفك عن المصلحة.
يعتقد البروفيسور ستيفن أن قوة أمريكا ونفوذها ليس إلا حماية لمصالحها، وأيضا لمواجهة أي قوة تحاول أن تنافسها وتصعد على السطح مثل الصين، يقول أن أمريكا ليست فرحة بهذا النفوذ ولكنها تعتقد بضرورتها من أجل تأمين مصالحها، والتعامل مع الوضع.
وأنا أعتقد أن هذه المصالح لن تقف عند حد معين، بل ستزداد توسعا كل يوم وبالتالي فأمريكا ستجد التبرير جاهزا أنها مصالحها الإستراتيجية في كل أركان الأرض، فليس هناك سقف محدد لهذه السياسات بل إن أمريكا ترغب بتصدير ديمقراطيتها ورؤيتها للحرية، فهناك “مصلحتان أخلاقيتان” تريدهما أمريكا كما أشار هما” التزام أخلاقي بالديمقراطية وحقوق الإنسان” إن لم يكن بالقوة كما حدث في العراق وأفغانستان، فعن طريق المحادثات الدبلوماسية كما أسماها السير والت، فأحد إستراتيجيتي الدفع بالمصالح أن” أمريكا لا تنخرط مباشرة في تغيير أي نظام ولكن تنخرط في المحادثات الدبلوماسية، لتحافظ على توازن القوى، ولتسمح للولايات المتحدة بالتدخل، وأيضا تسمح بتدفق البترول”.
أما الإستراتيجية الأخرى فهي ” التعاون مع الحلفاء في المنطقة لحفظ توازن المصالح وعدم وجود قوة” أو بالأصح عدم السماح بصعود أي قوة تواجه أمريكا أو تضر بمصالحها أو أمن إسرائيل مثل حماس مثلا والتي اعتبر والت صعودها ناجما عن انشغال أمريكا بحرب العراق، وعدم متابعتها المستمرة لخارطة الطريق.
وقد طرح تساؤلا جميلا أجاب عليه بنفسه” كيف قامت أمريكا بارتكاب الأخطاء على مدى 13- 15 عاما دون أن تدري؟؟
1- 1- الخطأ الأول أننا – يقصد الإدارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي- لم نكن على علم بما يحدث سياسيا واجتماعيا، وأنها مجتمعات معقدة- المجتمعات الشرقية- وإنما أنها ذات ثروة بترولية,وهو ما حصل في العراق كما أننا لم نشهد نشوء القاعدة, وأن سياستنا بين إسرائيل وفلسطين تشعل الكراهية ضد الأمريكيين, نحن نتعامل مع حماس وحزب الله والقاعدة بطريقة واحدة في حين أن كل واحدة مختلفة عن الأخرى، أخطأنا في فهم ما يحدث في المجتمع الفلسطيني انتخابات 2005, عزل الوزراء وما نجم عن ذلك.
2- دعم إسرائيل بصورة غير مشروطة وما من رئيس أمريكي قام بإيقاف المستوطنات.
3- الفشل في فهم ما الذي يمكن أن يحققه النفوذ الأمريكي وما الذي لا يمكن تحقيقه إننا لسنا جيدين في التدخل بشئون الآخرين وأن لا تتدخل بصورة مباشرة وبالقوة.
لقد برزت في تسعينيات القرن الماضي في إدارة بوش إستراتيجية اسماها إستراتيجية” الاحتواء” بدلاً من إبقاء القوات خارج الميدان.
الاحتواء كان مرتبطاً بعملية السلام، وبوجود قوات أمريكية أو قاعدة في السعودية كان أسامة بن لادن معارضا لها.
ثم جاء دور الاحتواء الذي تبناه المحافظون الجدد, في بداية التسعينات وذلك بتغيير المنطقة عن طريق نشر الديمقراطية بالقوة ولم ينجحوا مع بيل كلينتون ولكنهم نجحوا مع بوش.
وفي رأي المحافظين الجدد أن التصدي للإرهاب سيكون بنشر الديمقراطية والإطاحة بصدام أو لجعل إسرائيل أكثر أمناً.”
هذه هي محددات السياسة الخارجية الأمريكية أن تكون شرطي العالم، من أجل تأمين مصالحها ومصالح حلفائها،وحتى تستطيع السيطرة والتدخل في الوقت المناسب، وربما إسرائيل هي الأوفر حظا في هذا الجانب، وليس دعم أمريكا لها مرتبط بإستراتيجية عسكرية وإنما لاعتبارات أخلاقية كما قال البروفيسور ستيفن “إسرائيل ليست ذات قيمة عسكرية لأمريكا ولا تستهدفها كقاعدة عسكرية أو أراضي للانطلاق منها فهي ليست ذات إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة ولكن على أساس أخلاقي.”
“اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة” كتاب شارك في تأليفه والت، وهو يتحدث فيه عن جماعات الضغط التي تدعم إسرائيل، وأشار في بداية الجلسة الأخيرة أن من يظن أنه سيهاجم هذا اللوبي فأنه سيخيب أمله، وأوضح أن اللوبي الإسرائيلي ما هو إلا تحالف مجموعة من جماعات المصالح منظمات يهودية وأيضا منظمات مسيحية، والمحافظين الجدد، وبعض بيوت الخبرة الأمريكية، وبعض المؤسسات المجلات، كلها منحازة لمصالح إسرائيل وتعمل على تأمينها،وهي السب في الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل ومن إستراتيجية اللوبي التي ذكرها:
1- دعم إسرائيل.
2- إثارة النقاش في أمريكا لصالح الصورة الإيجابية.
3- مراقبة اللوبي لما تقوله الصحف والتلفزيون الأمريكي عن إسرائيل.
4- وضع عقبة أمام انتقاد إسرائيل. وربما هذه الأخيرة هي ما يعرف بـ” معاداة السامية”.
وهذا اللوبي كان له تأثير قوي في شن الحرب على العراق رغم معارضة إسرائيل نفسها في إدارة شارون التي كانت ترى الخطر الأكبر في إيران حسب رأي والت، وله تأثير قوي في سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
يجذبني في الختام جملة قالها البروفيسور عن العراق” نحن كسرنا البلد وحطمناه” وأنا أتساءل بدوري وبعد تحطيم هذا البلد هل ستبنيه أمريكا؟؟ هل نقد السياسات الأمريكية في البلد الذي قام على أن يقول أي إنسان ما يريد، ويعيش فيه كل الأعراق، بحرية وسلام كما في جاء في فيلم أمريكي هل سيكون لهذا النقد صداه عند السياسيين الذين يزنون توجهاتهم للشرق بالمصالح والنفوذ، وبالتالي لا يوجد سقف لمصالح أمريكا فهي تتمدد كل يوم وتزداد اتساعا؟
حرب العراق خطأ تاريخي في السياسة الأمريكية الخارجية
أمريكا تكرر أخطاءها، من أفغانستان للعراق، للدعم غير المحدود أو المشروط لإسرائيل، ما الذي تريده أمريكا من نفوذها في وجه العالم؟؟ هل ستغزو إيران ويتكرر المشهد العراقي؟؟
هل الديمقراطية الأمريكية التي توزعها أمريكا مثل صكوك الغفران لكن تحت مظلة قواتها هي المحرك فعلا لهذه القوة أم هناك أسبابا أخرى تعرضها الولايات المتحدة للتدخل في شئون الدول الأخرى؟؟
البروفسور ستيفن والت المحاضر بجامعة هارفارد كان ضيفا على مؤسسة هيكل للصحافة العربية في القاهرة للحديث عن محددات السياسة الأمريكية الخارجية” والتي على ما يبدو لم يكن لها محددات أكثر من فرض القوة والهيمنة خشية أن تكون هناك قوة منافسة.
استعرض والت دور المحافظين الجدد ودورهم في السياسة الأمريكية التي ارتكزت على أن ” من يعارض أمريكا إنما يعارض القيم الأمريكية وليس السياسة الأمريكية، فالمحافظون الجدد يريدون تأمين إسرائيل وهم على استعداد لاستخدام هذه القوة العسكرية لتحقيق هذه الأجندة، وهم من تحدثوا عن دخول أمريكا في حرب العراق وكانوا يدفعون الرئيس الأمريكي للحرب وبالذات بعد 11ستمبر” والتي كان لها أثرا كبيرا على التوجهات السياسية لبوش وعلى شعبيته أيضا حيث:
1- ساعدت على الحفاظ على شعبية الرئيس بوش لأنها كانت متدهورة.
2- أدت إلى تعاطف دولي كبير حيث كان هناك دول قلقة من الولايات المتحدة .
3- أدت إلي تركيز الرئيس بوش في السياسة الخارجية.
ويؤكد البروفيسور في أولى جلساته ردا على بعض التساؤلات أن حرب العراق كانت خطأ تاريخيا في السياسة الأمريكية الخارجية، وأنه يعتقد أن إدارة بوش بالفعل كانت تعتقد بوجود أسلحة دمار شامل أو على وشك لذلك اقتنع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بضرورة غزو العراق، وأن صدام يشكل شبكة إرهابية، لذلك فكرت إدارة بوش بأن الإطاحة بنظام صدام سيكون مثالا على قوتها وسلطتها أمام دول أخرى مثل سوريا وإيران وكوريا.
وهذا الاتجاه نو الحرب لم يدعمه الجمهور الأمريكي على العكس كان معارضا له، لكن المناقشات الصحفية والإعلامية سارت في اتجاه التركيز على أهمية الحرب، وضرورة تدخل أمريكا.
وقد ارتأت هذه الإدارة أن العراق بحاجة إلى الديمقراطية التي ستحققها له من خلال الحرب، وهدفت أيضا من احتلال العراق إلى أن تتدخل وتخرج بشكل سريع للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية المتمثلة في:
1- تدفق النفط العراقي للسوق العالمية.
2- مكافحة الإرهاب مثل تنظيم القاعدة.
3- وكذلك منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.”
لكن على ما يبدو أن أمريكا غرقت في وحل الحرب ولا يظهر في الأفق أي بادرة للخروج أو الانسحاب التدريجي، فلا تزال أمريكا هي الحدث الأكثر إثارة في هذا القرن، ولأنها القوة العظمى يحق لمواطنيها إذا تحدثوا عنها أن يتحدثوا بنبرة استعلاء ولو كان حديثهم عن أخطاء حكومتهم ورئيس دولتهم، ربما لأن القوة تترك أثرها في نفوس الأفراد شاءوا أم أبوا ذلك، خالجني هذا الشعور كثيرا وأنا أسمع حديث والت، أنه يتحدث بثقة عالية عن أخطاء حكومته ويبررها بمصالح أمريكا الإستراتيجية، حتى الخطأ له ميزان معين عند الأمريكيين لا ينفك عن المصلحة.
يعتقد البروفيسور ستيفن أن قوة أمريكا ونفوذها ليس إلا حماية لمصالحها، وأيضا لمواجهة أي قوة تحاول أن تنافسها وتصعد على السطح مثل الصين، يقول أن أمريكا ليست فرحة بهذا النفوذ ولكنها تعتقد بضرورتها من أجل تأمين مصالحها، والتعامل مع الوضع.
وأنا أعتقد أن هذه المصالح لن تقف عند حد معين، بل ستزداد توسعا كل يوم وبالتالي فأمريكا ستجد التبرير جاهزا أنها مصالحها الإستراتيجية في كل أركان الأرض، فليس هناك سقف محدد لهذه السياسات بل إن أمريكا ترغب بتصدير ديمقراطيتها ورؤيتها للحرية، فهناك “مصلحتان أخلاقيتان” تريدهما أمريكا كما أشار هما” التزام أخلاقي بالديمقراطية وحقوق الإنسان” إن لم يكن بالقوة كما حدث في العراق وأفغانستان، فعن طريق المحادثات الدبلوماسية كما أسماها السير والت، فأحد إستراتيجيتي الدفع بالمصالح أن” أمريكا لا تنخرط مباشرة في تغيير أي نظام ولكن تنخرط في المحادثات الدبلوماسية، لتحافظ على توازن القوى، ولتسمح للولايات المتحدة بالتدخل، وأيضا تسمح بتدفق البترول”.
أما الإستراتيجية الأخرى فهي ” التعاون مع الحلفاء في المنطقة لحفظ توازن المصالح وعدم وجود قوة” أو بالأصح عدم السماح بصعود أي قوة تواجه أمريكا أو تضر بمصالحها أو أمن إسرائيل مثل حماس مثلا والتي اعتبر والت صعودها ناجما عن انشغال أمريكا بحرب العراق، وعدم متابعتها المستمرة لخارطة الطريق.
وقد طرح تساؤلا جميلا أجاب عليه بنفسه” كيف قامت أمريكا بارتكاب الأخطاء على مدى 13- 15 عاما دون أن تدري؟؟
1- 1- الخطأ الأول أننا – يقصد الإدارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي- لم نكن على علم بما يحدث سياسيا واجتماعيا، وأنها مجتمعات معقدة- المجتمعات الشرقية- وإنما أنها ذات ثروة بترولية,وهو ما حصل في العراق كما أننا لم نشهد نشوء القاعدة, وأن سياستنا بين إسرائيل وفلسطين تشعل الكراهية ضد الأمريكيين, نحن نتعامل مع حماس وحزب الله والقاعدة بطريقة واحدة في حين أن كل واحدة مختلفة عن الأخرى، أخطأنا في فهم ما يحدث في المجتمع الفلسطيني انتخابات 2005, عزل الوزراء وما نجم عن ذلك.
2- دعم إسرائيل بصورة غير مشروطة وما من رئيس أمريكي قام بإيقاف المستوطنات.
3- الفشل في فهم ما الذي يمكن أن يحققه النفوذ الأمريكي وما الذي لا يمكن تحقيقه إننا لسنا جيدين في التدخل بشئون الآخرين وأن لا تتدخل بصورة مباشرة وبالقوة.
لقد برزت في تسعينيات القرن الماضي في إدارة بوش إستراتيجية اسماها إستراتيجية” الاحتواء” بدلاً من إبقاء القوات خارج الميدان.
الاحتواء كان مرتبطاً بعملية السلام، وبوجود قوات أمريكية أو قاعدة في السعودية كان أسامة بن لادن معارضا لها.
ثم جاء دور الاحتواء الذي تبناه المحافظون الجدد, في بداية التسعينات وذلك بتغيير المنطقة عن طريق نشر الديمقراطية بالقوة ولم ينجحوا مع بيل كلينتون ولكنهم نجحوا مع بوش.
وفي رأي المحافظين الجدد أن التصدي للإرهاب سيكون بنشر الديمقراطية والإطاحة بصدام أو لجعل إسرائيل أكثر أمناً.”
هذه هي محددات السياسة الخارجية الأمريكية أن تكون شرطي العالم، من أجل تأمين مصالحها ومصالح حلفائها،وحتى تستطيع السيطرة والتدخل في الوقت المناسب، وربما إسرائيل هي الأوفر حظا في هذا الجانب، وليس دعم أمريكا لها مرتبط بإستراتيجية عسكرية وإنما لاعتبارات أخلاقية كما قال البروفيسور ستيفن “إسرائيل ليست ذات قيمة عسكرية لأمريكا ولا تستهدفها كقاعدة عسكرية أو أراضي للانطلاق منها فهي ليست ذات إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة ولكن على أساس أخلاقي.”
“اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة” كتاب شارك في تأليفه والت، وهو يتحدث فيه عن جماعات الضغط التي تدعم إسرائيل، وأشار في بداية الجلسة الأخيرة أن من يظن أنه سيهاجم هذا اللوبي فأنه سيخيب أمله، وأوضح أن اللوبي الإسرائيلي ما هو إلا تحالف مجموعة من جماعات المصالح منظمات يهودية وأيضا منظمات مسيحية، والمحافظين الجدد، وبعض بيوت الخبرة الأمريكية، وبعض المؤسسات المجلات، كلها منحازة لمصالح إسرائيل وتعمل على تأمينها،وهي السب في الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل ومن إستراتيجية اللوبي التي ذكرها:
1- دعم إسرائيل.
2- إثارة النقاش في أمريكا لصالح الصورة الإيجابية.
3- مراقبة اللوبي لما تقوله الصحف والتلفزيون الأمريكي عن إسرائيل.
4- وضع عقبة أمام انتقاد إسرائيل. وربما هذه الأخيرة هي ما يعرف بـ” معاداة السامية”.
وهذا اللوبي كان له تأثير قوي في شن الحرب على العراق رغم معارضة إسرائيل نفسها في إدارة شارون التي كانت ترى الخطر الأكبر في إيران حسب رأي والت، وله تأثير قوي في سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
يجذبني في الختام جملة قالها البروفيسور عن العراق” نحن كسرنا البلد وحطمناه” وأنا أتساءل بدوري وبعد تحطيم هذا البلد هل ستبنيه أمريكا؟؟ هل نقد السياسات الأمريكية في البلد الذي قام على أن يقول أي إنسان ما يريد، ويعيش فيه كل الأعراق، بحرية وسلام كما في جاء في فيلم أمريكي هل سيكون لهذا النقد صداه عند السياسيين الذين يزنون توجهاتهم للشرق بالمصالح والنفوذ، وبالتالي لا يوجد سقف لمصالح أمريكا فهي تتمدد كل يوم وتزداد اتساعا؟