صفحة 1 من 1

اوغستو بينوشيه -

مرسل: السبت فبراير 25, 2012 6:13 pm
بواسطة عيسى الرشيدي 8-0-5
أوغستو بينوشيه (و. 25 نوفمبر 1915 في Valparaíso; وفاة 10 ديسمبر 2006 في سانتياغو) كان الحاكم الديكتاتوري التشيلي السابق، وأحد أشهر جنرالات الولايات المتحدة في منطقة أمريكا اللاتينية، والمسئول الأول عن مقتل الرئيس التشيلي المُنتخب سلفادور ألليندي في ظروف غامضة.

بعد حصوله على لقب ضابط رئيس هيئة الأركان في 1951 اتجه إلى التدريس في الأكاديمية العسكرية، وفي نفس الوقت عمل كمساعد أستاذ في أكاديمية الحرب، وكان اختصاصه التصانيف الجغرافية، كما نشط في تحرير مجلة (تشين أجويلاس) مائة نسر العسكرية.
في بداية 1953 أرسل إلى أريكا برتبة عسكرية عليا، ثم عُين أستاذاً في أكاديمية الحرب، وعاد إلى سانتياغو عاصمة تشيلي لأجل منصبه الجديد، كما حصل على البكالوريا ودخل كلية الحقوق في تشيلي.

في 1956 أرسل مع مجموعة من الضباط الشباب إلى مهمة عسكرية في الإكوادور فقوطعت دراسته للحقوق، لكنه عوض عنها بالاستمرار في دراسة الجغرافيا السياسية والعسكرية، والاستخبارات العسكرية. وبقي في هذه المهمة ثلاث سنوات ونصف عاد في نهايتها إلى تشيلي، وأُرسل إلى مقر القيادة العامة للتقسيم العسكري في أنتوفاجاستا، وفي السنة التالية عُين قائداً لفوج (إزميرالدا)، وبسبب نجاحه في هذا الموقع عُين رئيساً لثانوية تتبع أكاديمية الحرب في 1963.

في 1968 سُمي رئيس أركان الفرقة الثانية للجيش، وفي العام التالي رُفي إلى رئيس الأركان في سانتياغو وحصل على رتبة بريجادير جنرال (عميد). وعُين أيضاً قائداً لمقاطعة تاراباسا.
في 1971 رُفي إلى رتبة جنرال فوج وصار قائد حامية سانتياغو، وفي 1972 صار رئيس هيشة الأركان خلال نزاع محلي متصاعد سبق ولاية سلفادور ألليندي، وعُين القائد الأعلى للجيش في الثالث والعشرين من أغسطس 1973 من قبل الرئيس سلفادور ألليندي.

الانقلاب العسكري \

وصل الجنرال بينوشيه إلى السُلطة في انقلاب سبتمبر 1973، حين قصفت القوة الجوية التشيلية القصر الرئاسي في الحادي عشر من سبتمبر، بينما اقتحم القصر من قبل جنود المشاة والدبابات. رئيس تشيلي المنتخب سلفادور ألليندي رفض الاستسلام، وقُتل أثناء الاجتياح للقصر، ولمقتله روايتان متنازعتان، الأولى رسمية تُفيد بأنه انتحر بطلقات مسدس رشاش كتب على كعبه المذهب: (إلى صديقي الطيب سلفادور من فيديل كاسترو)، والأخرى يعتنقها مؤيدوا أليندي بقوة وبشكل موحد، تُفيد بقتله على أيدي الانقلابيين، وهناك نسخة أخرى من رواية القتل تصر على أنه قُتل في معركة على بعد خطوات من القصر الرئاسي.
تشريح جثة ألليندي في 1990 وافق حساب الانتحار.

الزُمرة الجديدة الحاكمة تكونت من:

الجنرال أوغستو بينوشيه عن الجيش.
الأدميرال خوسيه توريبيو ميرنو عن القوات البحرية.
الجنرال غوستافو لاي عن القوات الجوية.
و سيزار ميندوزا عن قوات الكارابينيروس (الشرطة العسكرية الموحدة).

و كان بينوشيه يرأس الفئة الأقدم والأكثر قوة، وغرضه من هذا التقسيم توزيع السلطة بينه وبين الزمرة، والإيحاء بأن المجلس العسكري شوروي، لكن الحقيقة هي أن هذه الزمرة سُرعان ما تورطت في أعمال غير مشروعة، وتحولت إلى حكومة اشتهرت عالمياً بانتهاكاتها الحادة لحقوق الإنسان، وبالتسبب بالكثير من (الاختفاءات)، ومنذ بدايته كسب بينوشيه عداء كُتاب أمريكا اللاتينية الأشهر كالحائز على نوبل الكولمبي غابرييل غارسيا ماركيز الذي كتب كتاباً عن نظامه أسماه (مهمة سرية في تشيلي)، واستلهم سيرته في روايته الشهيرة (خريف البطريرك). وكذلك الروائية التشيلية الأعظم إيزابيل ألليندي التي استعادت انقلابه العسكري في روايتها (بيت الأرواح) وكتبت عن فظائع نظامه، بالإضافة إلى البيروفي ماريو بارغاس ليوسا، وحتى الكاتب الإنجليزي الشهير غراهام غرين الذي كان من أكبر مُعاديه، وبإيجاز، كان بينوشيه ونظامه العدو الأكبر للصف الأول من المثقفين والأدباء العالميين. ولم يفعل هو ما من شأنه تخفيف هذا العداء بل إنه أمعن في تحويل تشيلي إلى سجن كبير.

في مذكراته، يقول بينوشيه أنه كان المسئول الأول عن الانقلاب، والمخطط له مستفيداً من مكانه كقائد للجيش، بينما يؤكد الآخرون بأن الانقلاب بدأته البحرية، وأنه كان متردداً ولم يحسم أمره حتى قبل أيام من الانقلاب الذي دبر بإملاء أمريكي.
و عندما امتلكت الزمرة العسكرية السلطة، دعم بينوشيه سلطته بإعلان نفسه زعيماً على الزمرة وعين نفسه (كابيتاين جنرال) أو النقيب جنرال، وهو لقب حمله الحكام الاستعماريون الإسبان لـ تشيلي سابقاً، وكذلك حمله بيرناردو أوهيغينز بطل حرب استقلال تشيلي وأول رئيس لها. ومن ثم في السابع والعشرين من يونيو عام 1974 أعلن نفسه رئيس تشيلي.

عارض قائد القوات الجوية الجنرال لاي سياسات بينوشيه بشكل متزايد فُطرد من الزمرة في الرابع والعشرين من يوليو 1978 واستبدل بالجنرال فرناندو ماتهي.
و خلال العامين 1977 و 1978 كانت تشيلي على شفير الحرب مع الأرجنتين – المحكومة أيضاً بنظام عسكري – على ملكية الجزر الاستراتيجية الثلاث (بيكتون، لينوكس، ونيوفا)، وقد تدخل أنتونيو ساموري مبعوث البابا يوحنا بولس الثاني كمبعوث لحل الأزمة، ونجح في مهمته لنزع فتيل حرب شاملة، وبتوقيع معاهدة الصداقة والسلام (تراتادو دي باز إي أميستاد) بين البلدين في 1984، والجزر محل التنازع تتبع تشيلي الآن.

سقوط نظام بينوشيه \

في مايو 1983 بدأت المعارضة والحركات العمالية بتنظيم الإضرابات والعصيانات المدنية، وأثارت هذه الحركات ردود فعل عنيفة من قبل مسؤولي تشيلي الحكوميين. في 1986 اكتشفت قوات الأمن ثمانين طُناً من الأسلحة التي هُربت إلى البلاد بواسطة جبهة مانويل رودريغز الوطنية (FPMR)، الجناح العسكري للحزب الشيوعي المحظور، متضمنة قاذفات صواريخ، ومنصات فإطلاقها، وبنادق إف 16، واشترك في تمويل الحركة كوبا مع ألمانيا الشرقية والإتحاد السوفيتي.

في سبتمبر من العام ذاته، استخدم بعض من هذه الأسلحة في محاولة فاشلة لاغتيال بينوشيه قامت بها جبهة مانويل رودريغز الوطنية، ورغم نجاة بينوشيه بجروح طفيفة، إلا أن خمسة من حراسه الشخصيين العسكريين قتلوا في المحاولة. قبل ذلك بأيام كان الديكتاتور قد توعد معارضيه بتصريح قال فيه: "نبقي عيوننا مفتوحة على بعض السادة." وتلت محاولة الاغتيال الفاشلة اغتيالات لمعارضي الديكتاتور.

أدى قطع رؤوس الشيوعيين الثلاثة: خوسيه مانويل بارادا، مانويل غويريرو، وسانتياغو ناتيني من قبل الشرطة العسكرية (الكارابينيروس) إلى استقالة الجنرال ميندوزا من الزمرة في 1985. و طبقاً لدستور 1980 الانتقالي، والذي صوت له 75% من الناخبين، نُظم استفتاء غير اعتيادي، وغير ديموقراطي لصالح بينوشيه كمرشح أوحد، غير أن المحكمة العُليا حكمت ببطلانه، ونظمت عملية الانتخاب والتصويت، وحددت أوقات الإعلانات التلفزيونية، المجانية والمشروطة بوقت وقواعد معينة. كنتيجة لقرار المحكمة نشرت المعارضة بقيادة ريكاردو لاغوس إعلانات مستبشرة وزاهية تحرض الناس على رفض بينوشيه، ووجد بينوشيه نفسه مُطالباً بالإجابة عن أسئلة تتعلق بالذين اختفوا، قُتلوا، أو عُذبوا. في الاستفتاء العام، ربح محامو (لا) التصويت بنسبة 55% مقابل 42% قالوا (تعم)، وبناء على نتائج الاستفتاء كان على بينوشيه أن يرحل عن السلطة، وحكمت المحكمة العليا بانتخابات الكونجرس في العام التالي، وتلتها الانتخابات الرئاسية العامة التي فاز بها باتريشيو آيلوين، وفي الحادي عشر من مارس 1990 ترك بينوشيه رئاسة الدولة.

و بناء على نصوص دستور 1980 الانتقالي، احتفظ بينوشيه بمنصبه كقائد للجيش، وأقسم اليمين كشيخ في الكونجرس وهو امتياز كان حقاً لجميع رؤساء تشيلي السابقين، مما أعطاه حصانة ضد المحاكمة، الحصانة التي سقطت باعتقاله في لندن. وتسببت في بدء محاكمته والتنقيب في حساباته في الخرج حيث اكتشفت حساباته في الولايات المتحدة بملايين الدولارات من أموال شعب تشيلي.

ميراث بينوشيه \

أورث بينوشيه النظام اللاحق ملفات كثيرة عن انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة، ونظاماً رأسمالياً بنسبة نمو اقتصادي معتدلة تُبقي الفقراء أكثر فقراء والأغنياء أكثر غنى، مما وسع الهوة بين طبقات الشعب، وقسمهم ما بين باك على ألليندي، ونادبٍ لـ بينوشيه، كل بحسب ثرائه، كما أن علاقات نظامه الخارجية كانت مع دول الكتلة الغربية، ومقطوعة تماماً مع دول المنظومة الاشتراكية، لكنه ترك تشيلي مستقرة، وعصرية، بهوية أمريكية.
أيامه الأخيرة ووفاته
تم الإعلان في صباح 3 ديسمبر 2006 أن أوغستو بينوشيه تعرض لنوبة قلبية، وحدث ذلك بعد أيام من وضعه رهن الإقامة الجبرية. وفي 4 ديسمبر 2006، أصدرت محكمة الاستئنافات التشيلية أمرا برفع الإقامة الجبرية. في 10 ديسمبر 2006 في تمام الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي (16:30 بتوقيت غرينيتش) أخذ بينوشه إلى وحدة العناية المركزة . وتوفي بسبب فشل في عمل القلب وتراكم مياه في الرئتين , محاطا بأفراد عائلته، في المستشفى العسكري في تمام الساعة 14:15 بالتوقيت المحلي (17:15 UTC).[3][4][5] وحصلت مظاهرات عفوية ضخمة في الشوارع من قبل معارضيه في وسط مدينة سانتياغو، وكذلك أخرى لمؤيديه أمام المستشفى العسكري في فيتاكورا.