هرقل و العلمانيون
مرسل: الأحد فبراير 26, 2012 3:00 pm
ما أزال أعجب كلَّ العجب ، وآسـى كـــلَّ الأسى على فئات من المسلمين يرفعون شعارات بعيدة عن الإسلام ، ويدعون إليها وينافحون عنها ، وينالون من الإسلام وأحكامه وشعائره من أجلها ، ويهاجمون دعاة الإسلام ورجالـه المصلحيـن ليل نهار ، أعجب والله من ذلك كلَّ العجب ، وأسأل الله السلامة والعافية وأحمده على صحـة الـمعتقد ، وسلامة العقل ، وأسأله الثبات على الحق .
إنَّ الذي يتأمل "الطرح العلماني" في صُحفنا ووسائل إعلامنا في هذه الأيام يشعر بالحـــزن لحــال هذه الفئة "العلمانية" التي أغلقت عقولها وقلوبها أمام الحق ، ورضيت لنفسها أن تتخبط في دروب الضياع .
ومــع أنـنــا لا نسـتـغـرب "الهجمة العلمانية" الشرسة - هذه الأيام - التي يشنها أدعياء الثقافة والفكر على إسـلامـنـا ورجاله فإنها "شنشنة نعرفها من أخزم" ، وقد تعودنا على مثل هذه الهجمات من "اليساريين" الذين أفرغوا - في زمن مضى - ما في قواميس اللغة من عبارات السِّباب والشتم للـديـن والـدعـاة الملتزمين به والداعين إليه ، مع أننا لا نستغرب هذه الهجمة ، إلا أننا نستغرب هذا الـقــدر الهائل من الوهم الذي تشقى به عقول هؤلاء العلمانيين ، وهذا القدر الكبير من "الغباء" الذي يُعمي أبصارهم عن رؤية الحق .
فهذه الأنظمة البشرية ، والمذاهب والأفكار والمعتقدات الوضعية تتهاوى واحداً تلو الآخر، وتنهار بصورة مروِّعة أمام أعين الناس ، ومع ذلك ما تزال فئة "العلمانية" في بلادنا جادة في طرح أفكار الغرب ، وطروحات الغرب السـيـاسـية والثقافية ، وكأن ما يجري في العالم من سقوط لتلك الأفكار إنما هو شريط خيال يمر، أو مشهد من مسرحية "مأساوية" لا علاقة له بالواقع المعاش .
أحدهم يكتب المقالات الطوال مؤكداً أهمية "الـمـشـروع الغربي" سياسياً وثقافياً واجتماعياً لإنقاذ الأمة من ضعفها وتخاذلها ، ويرى أن النظام العالمي الجديد مظلة يمكن أن نستظل بها، وأن نعيش حياة العزة والكرامة تحت سقفها، ويرى أن هــؤلاء الـمتخلفين أصحاب النظرة الأحادية من "دعاة الإسلام ورجاله" إنما يريدون أن يعودوا بالأمــة إلى الوراء وأن يمارسوا نوعاً من "التسلط الديني" على رقاب الناس .
وآخر من فئة "العلمانيين" يرى أن علمنة الفكر والثقافة والنقد الأدبي أمرٌ لا بد منه إذا أردنا الخروج من سجن "الفكرة الواحدة" و "النظرة الواحدة" إلى فضاءات الحرية الثقافية التي لا حدود لها ، وهي حرية - في رأيه متحققة - في "المشروع الثقافي الغربي" .
وآخر يقول : إن فكرة النظام العالمي الجديد ستساعدنا على التخلص من سيطرة "الدوغما" أي من سيطرة العقيدة والمبدأ ، فهو يرى أن سبب تخلُّف الأمة العربية هو التزامها بالمبدأ مما يشكل "سلطوية دينية"(*) تحكم الثقافة العربية والعقل العربي ، ولذلك تخلف العقل العربي عن اللحاق بالعقل الغربي في ميادين العلم والثقافة والسياسة وغيرها .
إن هـــذا الاتجاه المخيف - عند فئة "العلمانيين" - إلى ثقافة الآخرين وفكرهم ومذاهبهم بحاجة إلى طرح واع ودراسة واعية ، إنها فجيعة كبيرة يجب أن لا تمر بنا هكذا ، ففي الوقت الذي طلعت فيه الشمس صافية لا يكدر وجهها غبار ولا غيوم ، وفي الوقت الذي تتهاوى فيه طروحات الديموقراطية الغربية إلى الحضيض؛ كما تهاوت قبلها الأيديولوجية الروسية - وما جرى في الجزائر دليل على ذلك - وفي الوقت الذي يعلن فيه الغرب عودة أساليب الاستعمار العسكري بشكل واضح فيه قدر كبير من التبجح - كما هو الحال في البوسنة والهرسك والصومال - أقول : في هذا الوقت ما نزال نرى هذا الاندفاع الأعمى من فئة "العلمانيين" في بلادنا في هذه الطرق المعوجّة المنحرفة ، وما نزال نرى هذا التحامل على الإسلام وأهله وعلى كتابه وسنته ، وأقول لفئة العلمانيين من أبناء المسلمين : ألا يسعكم ما وسع هرقل الروم في موقفه الإيجابي من دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- حينما قال - كما ورد في صحيح البخاري -: "قد كنت أعلم أنه خارج - يعني النبي عليه الصلاة والسلام - لم أكن أعلم أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشَّمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت قدمه". ألا يخجلكم أيها العلمانيون موقف هرقل هذا ؟
إنَّ الذي يتأمل "الطرح العلماني" في صُحفنا ووسائل إعلامنا في هذه الأيام يشعر بالحـــزن لحــال هذه الفئة "العلمانية" التي أغلقت عقولها وقلوبها أمام الحق ، ورضيت لنفسها أن تتخبط في دروب الضياع .
ومــع أنـنــا لا نسـتـغـرب "الهجمة العلمانية" الشرسة - هذه الأيام - التي يشنها أدعياء الثقافة والفكر على إسـلامـنـا ورجاله فإنها "شنشنة نعرفها من أخزم" ، وقد تعودنا على مثل هذه الهجمات من "اليساريين" الذين أفرغوا - في زمن مضى - ما في قواميس اللغة من عبارات السِّباب والشتم للـديـن والـدعـاة الملتزمين به والداعين إليه ، مع أننا لا نستغرب هذه الهجمة ، إلا أننا نستغرب هذا الـقــدر الهائل من الوهم الذي تشقى به عقول هؤلاء العلمانيين ، وهذا القدر الكبير من "الغباء" الذي يُعمي أبصارهم عن رؤية الحق .
فهذه الأنظمة البشرية ، والمذاهب والأفكار والمعتقدات الوضعية تتهاوى واحداً تلو الآخر، وتنهار بصورة مروِّعة أمام أعين الناس ، ومع ذلك ما تزال فئة "العلمانية" في بلادنا جادة في طرح أفكار الغرب ، وطروحات الغرب السـيـاسـية والثقافية ، وكأن ما يجري في العالم من سقوط لتلك الأفكار إنما هو شريط خيال يمر، أو مشهد من مسرحية "مأساوية" لا علاقة له بالواقع المعاش .
أحدهم يكتب المقالات الطوال مؤكداً أهمية "الـمـشـروع الغربي" سياسياً وثقافياً واجتماعياً لإنقاذ الأمة من ضعفها وتخاذلها ، ويرى أن النظام العالمي الجديد مظلة يمكن أن نستظل بها، وأن نعيش حياة العزة والكرامة تحت سقفها، ويرى أن هــؤلاء الـمتخلفين أصحاب النظرة الأحادية من "دعاة الإسلام ورجاله" إنما يريدون أن يعودوا بالأمــة إلى الوراء وأن يمارسوا نوعاً من "التسلط الديني" على رقاب الناس .
وآخر من فئة "العلمانيين" يرى أن علمنة الفكر والثقافة والنقد الأدبي أمرٌ لا بد منه إذا أردنا الخروج من سجن "الفكرة الواحدة" و "النظرة الواحدة" إلى فضاءات الحرية الثقافية التي لا حدود لها ، وهي حرية - في رأيه متحققة - في "المشروع الثقافي الغربي" .
وآخر يقول : إن فكرة النظام العالمي الجديد ستساعدنا على التخلص من سيطرة "الدوغما" أي من سيطرة العقيدة والمبدأ ، فهو يرى أن سبب تخلُّف الأمة العربية هو التزامها بالمبدأ مما يشكل "سلطوية دينية"(*) تحكم الثقافة العربية والعقل العربي ، ولذلك تخلف العقل العربي عن اللحاق بالعقل الغربي في ميادين العلم والثقافة والسياسة وغيرها .
إن هـــذا الاتجاه المخيف - عند فئة "العلمانيين" - إلى ثقافة الآخرين وفكرهم ومذاهبهم بحاجة إلى طرح واع ودراسة واعية ، إنها فجيعة كبيرة يجب أن لا تمر بنا هكذا ، ففي الوقت الذي طلعت فيه الشمس صافية لا يكدر وجهها غبار ولا غيوم ، وفي الوقت الذي تتهاوى فيه طروحات الديموقراطية الغربية إلى الحضيض؛ كما تهاوت قبلها الأيديولوجية الروسية - وما جرى في الجزائر دليل على ذلك - وفي الوقت الذي يعلن فيه الغرب عودة أساليب الاستعمار العسكري بشكل واضح فيه قدر كبير من التبجح - كما هو الحال في البوسنة والهرسك والصومال - أقول : في هذا الوقت ما نزال نرى هذا الاندفاع الأعمى من فئة "العلمانيين" في بلادنا في هذه الطرق المعوجّة المنحرفة ، وما نزال نرى هذا التحامل على الإسلام وأهله وعلى كتابه وسنته ، وأقول لفئة العلمانيين من أبناء المسلمين : ألا يسعكم ما وسع هرقل الروم في موقفه الإيجابي من دعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- حينما قال - كما ورد في صحيح البخاري -: "قد كنت أعلم أنه خارج - يعني النبي عليه الصلاة والسلام - لم أكن أعلم أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشَّمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت قدمه". ألا يخجلكم أيها العلمانيون موقف هرقل هذا ؟