صفحة 1 من 1

اصنع قرارك بنفسك

مرسل: الثلاثاء فبراير 28, 2012 7:42 pm
بواسطة عبدالله السويد8

على الرغم من أنه يمكن اكتساب الكثير من المهارات عن طريق التعلم، فإنه ليس سهلاً تعلم صنع القرارات، فهناك من القياديين من يتقن هذه العملية أكثر من غيره وفي غياب المعلومات الكافية، تصبح هذه العملية أكثر صعوبة وكثيراً ما يتعامل صناع القرار مع ظرف الشك وعدم اليقين لكنهم ملزمون بالاجتهاد والتحرك واتخاذ القرارات في حدود وقت معين، ولو ترتب على ذلك ارتكاب بعض الأخطاء، فعدم اتخاذ القرار أسوأ الأخطاء.

إن سعة الأفق أمر جوهري في صنع القرارات، فهي عملية متحركة وليست ساكنة، وعلى المرء أن يراقب ويتابع نتائج قراراته ليعدلها عند الحاجة وبالكيفية السليمة، فإن الأسلوب الفعال لاتخاذ القرار لا ينشأ من عقلية ضيقة ولا يفترض صحة منهج حل واحد فقط وخلل ما عداه، وعليه فمن الضروري الاهتمام منذ البداية بفهم القضية والاستفادة من اختلاف وجهات النظر للتأكد من إعطاء جميع الجوانب الرئيسة للقضية ما يناسبها من العناية والاهتمام.

إن صنع القرار فن وعلم في آن واحد، حيث تبنى عملية اتخاذ القرار على جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها بطريقة علمية، الأمر الذي يؤدي إلى تحديد البدائل الممكنة للحل كما أن اختيار أحد البدائل غالباً ما يتطلب أخذ الحس الإنساني في الحسبان عند تفحص ما يترتب على مختلف البدائل المتعارضة من نتائج تتفاوت في ميزاتها فصنع القرار الناجح يعتمد على التقدير السليم كاعتماده على المعلومات الموثقة.

ومن ناحية أخرى يمكن اعتبار عملية المخرجات في صورة قرارات، وتقوم هذه العملية ببحث وتمحيص مختلف البدائل وتقويمها واختيار الأنسب منها وهذه العملية عبارة عن سلسلة من العمليات الأصغر المؤدية إلى اتخاذ سلسلة متكاملة من القرارات الجزئية التي تكون في مجموعها القرار النهائي.

وللوصول للقرار المرجو أضع بين يديك خطوات عملية لكي تستطيع أن تصنع قرارك بنفسك:
- عليك أن تقوم بتحديد سلسلة الأفعال البديلة التي يمكن تنفيذها والنظر في العواقب المترتبة على اتباع تلك الأفعال، وهذه خطوة واضحة ومباشرة نسبياً، ففي هذه الخطوة توضع قائمة بالبدائل المتوافرة لمعالجة وضع معين مع افتراض إتمام تشخيص هذا الوضع وتعرفه، إلا أن هذه المشكلة قد تكون أكثر تعقيداً من أن تعالج ببدائل سهلة وهنا قد يحتاج المرء إلى اللجوء إلى إعمال الفكر والتدبير العميق والابتكار من أجل الوصول إلى القرار المناسب.

- الخطوة التالية هي جمع المعلومات ذات الصلة التي تعين في تحديد ماهية النتيجة المترتبة على تصرف معين، علينا بعد ذلك تقويم دور هذه المعلومات في تكييف العلاقة بين العمل وما يمكن أن يتمخض عنه من نتائج فالمعلومات أحياناً تعين في استبعاد بعض الاحتمالات تماماً بينما تنشأ الحاجة في أحيان أخرى إلى أنواع مختلفة من المعلومات المساعدة في الحل التي قد يوسع بعضها مجال البحث بدلاً من التوصل إلى نتائج، ومن أكثر المشكلات شيوعاً في هذا الصدد تدفق معلومات كثيرة جداً لا تكون كلها نافعة في الحل أو ذات علاقة به.

- يتم بعد ذلك تقويم فائدة كل نتيجة من النتائج المترتبة على البدائل المختلفة وأفضليتها ويحبذ أن يتم ذلك بواسطة النقاش بين عناصر واعية ومدركة لطبيعة الموقف وأن يتم تكوين الرأي المشترك عن طريق الشورى، فالقرآن الكريم يحث على الانفتاح والأمانة والإخلاص في التعبير عن الرأي وينهى عن المجاملة والمخادعة والمناورة في التشاور، وهنا يلزم دراسة خطوات العمل المتاحة وما يترتب عليها من نتائج موقعها من وجهة النظر الإسلامية، واتباع عملية مراجعة متدرجة لتحديد صلاحية مختلف البدائل.

- بعد ذلك يتم اتخاذ القرار بشأن اختيار أحد البدائل الأنسب للحصول على النتائج المرجوة ويتم اتخاذ هذه الخطوة الأخيرة في صنع القرار في إطار أهداف المؤسسة وتحديد الغايات التي تسعى من أجل الوصول إليها بذلك يمكن مقارنة مزايا القرار الذي وقع عليه الاختيار ومساوئه، وذلك بعرضها على أهداف المؤسسة وغايتها ومما يزيد في الاطمئنان لاتخاذ القرار المناسب مبدأ الاستخارة بشرط أن يطبق بالطريقة الصحيحة التي علمها الرسول _عليه الصلاة والسلام_ لأصحابه الكرام.