صفحة 1 من 1

السياسة الدولية الفلسطينية

مرسل: الجمعة مارس 02, 2012 1:56 pm
بواسطة فهد العتيبي 1
تعتبر السياسة بشكل عام ترجمة للأفكار و المبادئ التي تقوم عليها أي دولة مع اختلاف الأنظمة السائدة (ملكي ,جمهوري ) و بناء على هذه السياسة تحدد آليات و مجالات الدولة ككل من اقتصاد , و تعليم , و صحة , و خدمات و غيرها من المجالات الحياتية الهامّة . و السياسة تقسم لأقسام سياسة محلية (داخلية) تُعنى بالشؤون السياسية الوطنية , و سياسة دولية , و السياسة الدولية هي الامتداد الفعلي للسياسة المحلية مع دول العالم الأخرى التي بناء عليها تقوم العلاقات الدولية .

و لا يخفى على أحد أن كل حركات التحرر على اختلاف مواقعها الجغرافية سعت دائما مع انشغالها بالتحرر و الاستقلال بإقامة العلاقات مع الدول الأخرى لإيصال و إسماع صوتها المطالب بالحرية و هو كما نوّهنا ما هو إلا امتدادا للسياسة الداخلية . القضية الفلسطينية قضية دولية بكل امتياز للعديد من الاعتبارات و المسميات و لعلّ أقواها صوتا أنها الدولة الأخيرة في العالم التي تقبع تحت الاحتلال و الاستعمار و لأن السياسة أداة لترجمة الفكر كان لا بد من سلك هذا المسلك التحرري (السياسي) بكل أشكاله و أنواعه , كيف لا و الغاية تبرر الوسيلة , و الغاية هنا هي الاستقلال .

شرعية المطلب بالاستقلال و التحرر تحتّم علينا الإلمام بكل ما يدور من حولنا و على الأخص المتابعة ليس فقط بالقول بل بالفعل , نعيش اليوم في عالم يزداد عولمة و تشعب , وتتسارع فيه فكرة أحادية القطب و تنسد فيه الأفق و السيناريوهات لانسداد آذان الجميع عن قضيتنا لانشغالات مبهمة , طُرق الباب الدوليّ للانضمام في الأمم المتحدة و كانت الإجابة واضحة من القطب الأوحد (أمريكا) و هو التعنت و التشنج و تأجيل البت إلى إشعار آخر . هنا ما علينا فعله ؟

المتابعة بكل ما تعنيه الكلمة على نفس المنوال و ليس بالبعيد أنه بالدبلوماسية و السياسة الدولية الناجحة و الأساليب المدروسة قد نحقق ما نطالب به , فالانضمام للمنظمات الدولية مربوط بقدسية الاستقلال و لعلّ الجاهزية العالية التي تتمتع بها ليست فقط السياسة الدولية الفلسطينية , بل مختلف المجالات الحياتية في فلسطين على شرعية هذا المطلب . حققنا و سنحقق المزيد من الانتصارات على الأصعدة الدولية ( من انضمام لليونسكو , البيئة الدولية و غيرها) و هي دلالات على التأييد من قبل هذه الدول المصوتة للانضمام لمثل هذه الانضمامات و تأكيد فعليّ منهم على استيفاء الشروط كافة لوجود دولة جديدة في المنظمات الدولية .



و لعلّ التحولات الانتقالية المؤثرة في تشكيل مستقبل النظام العالمي السياسي الجديد تستوجب إيجاد " سيناريو " جديد يدعّم القديم بل المتابعة و العمل بكل جدٍ بتجديد المحاولة للانضمام و اللجوء للمطالبة عبر السياسة الدولية الفلسطينية بكل وضوح بحق الانضمام لغيرها من منابر أخرى . وما تمتاز به السياسة الدولية الفلسطينية واضح من خلال العلاقات الدولية سواء أكانت مع الدول الشقيقة أم الصديقة , و هي هنا لا تتعاطف هذه الدول مع فلسطين لاختلاف المستويات فالتعاطف يكون بإرسال معونات أو مساعدة ما , و لكن ما نراه هو مستوى أعلى من ذلك , وهو مرحلة الاقتناع السياسي بالطرف الآخر بالمعادلة السياسية و هو دولة فلسطين " لا الحكم الذاتي " .
و من هنا العلاقات الدولية كان لها الا تقوم لولا وجود السياسة الدولية المؤهّلة لها ذلك المناخ لإقامة العلاقات , و إن أسهبت بالحديث عن الانضمام للمؤسسات الدولية و هذا حق مشروع للجهازية المهيئة لذلك و ليكن بالفعل صوب أعين الجميع أنه بازدياد الدول المؤيدة للفكر السياسي عبر العلاقات الدولية الفلسطينية سيكون بالإمكان الوصول للهدف بشكل أقرب , و لعلّ بتكثيف العمل من نواته الداخلية على قدر المساق بأن يشمل هذا الاجتهاد ليمتد للعالم ككل و لتكن السياسة الدولية هي الأداة و الوسيلة لإقناع الآخرين , و خط الدفاع الأول التي لن تسمح للدول الا التأييد و الاعتراف بالشرعية الدولية الفلسطينية .

و أخيرا السياسة في فلسطين كلّها دولية , فالفلسطيني مع اختلاف تواجده هو ناقل بالصوت و الصورة ليس فقط للسياسة بل لقضية هي الانزه على أرض هي الأطهر و لعلّ فلسطين و التي هي مثوى إبراهيم -عليه السلام -و مهد سيدنا عيسى -عليه السلام- و مسرى نبينا محمد "صلى الله عليه و سلم " تحتم علينا و تشعرنا بثقل المسؤولية وبضرورة تواصل فلسطين ارض الرسالات السماوية و القيام بدورها الحضاري العالمي .