صفحة 1 من 1

المحـــاضــرات

مرسل: الأربعاء مارس 07, 2012 2:03 pm
بواسطة محمد المفيريج 0
نحن هنا بصدد دراسة السياسة الدولية أو البيئة الدولية أو عالم السياسة الدولية وكلها مسميات مترادفة لكن ماذا نعني بهذا كله ؟ يعني بأن هناك بيئتان سياسيتان: الداخلية والخارجية وما سندرسه هو البيئة الخارجية (عالم السياسة الدولي) علينا معرفة أن هناك اختلاف بين البيئتين الخارجية والداخلية ...
أصل السياسة في الإنسان: السياسة جوهر في الإنسان ومقومات هذا الجوهر هما علاقة الأمر والطاعة وعلاقة الصديق والعدو انعكاساً لعلاقة الأمر والطاعة تظهر لنا علاقة البيئة الداخلية وانعكاساً لعلاقة الصديق والعدو تظهر البيئة الخارجية
كيف تنعكس هذه العلاقات على المجتمع؟ بالنسبة لعلاقة الأمر والطاعة فهي تنعكس عن طريق انقسام المجتمعات كافة لحكام ومحكومين وهذه تسمى ظاهرة التميز السياسي منها تظهر الظواهر السياسية كافة من الأعلى والأسفل من الحكام والمحكومين يتميز الحكام بظاهرة السلطة السياسية ومفهومها يعني تجريد المحكومين من أدوات الإكراه المادي ويحتكرها الحكام يمكن تعريف ظاهرة السلطة السياسية بأنها احتكار الحكام لأدوات الإكراه المادي في المجتمع المصحوب بتصور أفراد المجتمع له أنه احتكار خير يهدف لتحقيق الأمن والسلام داخل المجتمع ( المجتمع الهادئ)
أما علاقة العدو والصديق فهي تؤدي إلى حالة من الارتباط الروحي لأفراد الشعب بإقليمهم باعتباره الوطن أرض الآباء والأجداد دار السلام وما عداه دار الحرب فالوطن لا يقاس بالمتر فهو ارتباط روحي للفرد به ، من هنا يظهر مفاهيم هم ونحن
الأصل في العلاقات الدولية العداء والأصل في الأجنبي أنه عدو قد تقتضي مصلحة الوطن مهادنته والبيئة الدولية لا تعرف السلام المطلق ، كلمة العدو لا تعني أنه شرير لكن من المحتمل محاربته ، في الإسلام دار السلام هي دار الإسلام وعيار الهوية (الوطنية) هو الإسلام
الفارق بين البيئتين الداخلية والخارجية
1- البيئة الداخلية انعكاس لعلاقة الأمر والطاعة ونتج عنها ظاهرة التميز السياسي بين الحكام والمحكومين أما البيئة الخارجية فهي انعكاس لعلاقة الصديق والعدو ونتج عنها ظاهرة التميز بين المجتمعات والدول
2- البيئة الداخلية بيئة السلطة أما البيئة الدولية بيئة غيبة السلطة العليا
3- البيئة الداخلية بيئة القوة المتمركزة أما البيئة الدولية بيئة تعدد مراكز القوى بتعدد الدول أي أن كل دولة في البيئة الدولية تمثل مركز قوة تسعى لتحقيق مصلحتها لكافة الطرق والوسائل
4- في البيئة الداخلية مركز القوة هو الوحيد الذي يحق له استعمال أدوات القوة (أي تجريد الآخرين من استخدامهم لها وتجريمهم على استعمالها) أما في البيئة الدولية هناك شرعية القوة أي يحق للجميع امتلاكها
5- البيئة الداخلية بيئة السلام (المجتمع الهادئ) والصراع السلمي أما البيئة الدولية لا تعرف السلام ففترة السلام تسمى فترة المهادنة أو السلام المؤقت أو الاستقرار المشوب بحذر
6- البيئة الداخلية بيئة القانون أما البيئة الدولية بيئة القانون غير النافذ
7- البيئة الداخلية بيئة القيم المطلقة أما البيئة الدولية بيئة القيم النسبية أي كل دولة تتبنى معايير للقيم تتماشى مع مصلحتها القومية
مبادئ معاهدة وستفاليا وموقف الإسلام منها
جاءت المعاهدة من أجل إنهاء الحروب الدينية التي امتدت لنحو ثلاثون عاماً 1617 – 1648 بين أتباع الكنيسة الكاثوليكية وأتباع الكنيسة البروتستانتية حيث اجتمع أباطرة أوروبا بهدف تدشين عهد جديد للعلاقات الدولية يحول دون قيام حروب دينية مستقبلاً ، بناء عليه تم وضع ثلاث مبادئ رئيسية اتفق المؤتمرون على أن تحكم العلاقات بين الدول وهي:- الولاء القومي مبدأ السيادة ، مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
الولاء القومي
قال المؤتمرون بأن الولاء الكنسي أدى للحروب الدينية لذا علينا تنحية الولاء الكنسي واستبداله بالولاء القومي (الولاء القومي تعني الولاء للقوم أي الجنس أو اللغة أو السلالة) بغض النظر عن الدين ففي هذا تأكيد على فكرة العلمانية التي ظهرت في نهاية القرن الخامس عشر،هذا المبدأ لا يستقيم مع الإسلام والسبب
• المقوم الرئيس للهوية في الإسلام هو الدين
• هناك مبدأ أساسي يتعين أم يحكم العلاقات بين المسلمين أفراداً ودولاً وهو الأخوة الإسلامية والدليل (إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10( وحديث عليه أفضل الصلاة والسلام في خطبته المشهورة يوم فتح مكة (إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء. الناس من آدم وآدم من تراب)
• هذا المبدأ بما ينطوي عليه من فكرة العلمانية وهي بحد ذاتها تتعارض مع الإسلام
السيادة
هي سلطة الدولة في الانفراد بإصدار قراراتها داخل حدود إقليمها ورفض الخضوع لأي سلطة خارجية إلا بإرادتها فالدولة سيدة قرارها وسيدة في دارها وإقليم الدولية وعاء سيادتها هل دولة واحدة للمسلمين كافة أم يجوز أن تتعدد الدول والحكومات الإسلامية ؟ هناك آراء لكن الأصل دولة واحدة للمسلمين ولكن إذا كانت الظروف الدولية لا تسمح بذلك فحينها يجوز تعدد الدول والحكومات الإسلامية وتتعدد سيادتها
موقف الإسلام من السيادة ؟ بجل التفريق بين حالين:- علاقة الدول الإسلامية بغير الإسلامية وعلاقة الدول الإسلامية مع بعضها البعض ، في الحالة الأولى يجب أن يكون مبدأ السيادة مطلق أي ألا يخضع المسلمين لغير المسلمين وألا يتدخلوا في شؤونهم الخاصة فكلمة الله هي العليا والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وعي الحالة الثانية فمبدأ السيادة نسبي لأنه يتعارض مع مبدأ إسلامي أصيل وهو مبدأ النصح المتبادل

مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
أي حق كل دولة في اختيار كافة أنظمتها الحياتية بحرية تامة دونما تدخل من الآخرين الأنظمة الحياتية مثل النظام السياسي و القانوني و التعليمي والاقتصادي والاجتماعي ، خلاصة الأمر أن معاهدة وستفاليا أرادت علاقة بين دول قومية ذات سيادة ترفض التدخل في شؤونها الداخلية من معاهدة وستفاليا تتأكد طبيعة العلاقات الدولية كبيئة صراعية تستخدم بها كافة الوسائل ...
السياسة الخارجية
برنامج عمل الدولة في المجال الخارجي الذي يتضمن أهدافها المعبرة عن مصلحتها القومية والوسائل التي تراها ملائمة لتحقيق هذه الأهداف ومن الأهداف الأكثر شيوعاً
1- حفظ الذات: بقاء واستمرار الدولة إضافة للأمن القومي للدولة هذا الهدف لا يقبل المساواة أو التنازل بصدده ، التصور الإسلامي لهذا الهدف أن دار الإسلام مقدسة والدفاع عنها فرض كفاية مالم يدخلها الأعداء فإذا دخلوها الإهداء أصبحت مناصرتها فرض عين ، فكرة استسلام المسلمين في الحروب لعدوهم مرفوضة حتى وإن دخلوا دار الإسلام حينها يدافع عنها بالعمليات الاستشهادية أو حروب العصابات
2- تحقيق المنعة في المجال الدولة (سياسة الردع) أي الوصول لمستوى من القوة يكون مانعاً ورادعاً للدول الأخرى عن التفكير في الاعتداء على دار الإسلام أو الدول ؛ تحقيق المنعة واجب شرعي والدليل ("وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ") الأنفال 60 فكرة الإرهاب في التصور الغربي تعني الاعتداء على الأبرياء في حياتهم وممتلكاتهم كم أجل تحقيق أهداف غير شخصية أما في التصور الإسلامي تعني الردع وتحقيق المنعة وفقاً للآية السابقة
3- الثراء الاقتصادي: أي تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية من خلال التعامل مع الدول الأخرى فالثراء أمر مطلوب فيتعين أن يكون المسلمون قدوة في القدرات الاقتصادية والتقنية ، الإيلام له نظرة مختلفة عن الغرب للثراء الاقتصادي فالغرب حضارة مادية والدليل قوله تعالى (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)) الجاثية - 24 ( ، فالمال غاية عند الغرب ووسيلة عند المسلمين
4- الحفاظ على هوية الدولة: مقومات الهوية هي السلالة والدين والثقافة وغيرها، المقوم الرئيسي لهوية الأمة الإسلامية هو الدين أما بالنسبة للغة العربية فلها مكانة خاصة في الإسلام باعتبارها لغة القرآن
5- نشر العقيدة السياسية أو الدينية خارج الحدود: فالدول ذاتـ العقيدة المتشابهة لها سياسة خارجية متشابهة فانتشار عقيدة الدولة في الخارج يزيد من قوتها فالأمريكان ينشرون ثقافتهم باعتبارها النمط المثالي والإسلام يرى أن نشر العقيدة الإسلامية هدف أساسي
6- الظهور بمظهر الدولة محبة السلام
..

Re: المحـــاضــرات

مرسل: الجمعة إبريل 20, 2012 11:28 pm
بواسطة عبدالعزيز الحمودي00
يعطيك العافية اخوي وارجوا انه يكون هذا كل المنهج