منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#47738
1. العوامل الاقتصادية:
يعتبر الاقتصاد في زماننا الحاضر هو العنصر الأكثر فاعلية في التأثير في
مجال العلاقات الدولية وأبرزها لما له من تأثير مباشر على حياة الأفراد
والمؤسسات لا بل الدول ذاتها فالقوة الاقتصادية تعنى نسبة عالية من الاكتفاء
الذاتي بالإضافة إلى قدرة الدولة على تقديم المساعدات المادية والمعنوية
لأصدقائها عندما تدعو الحاجة لذلك فإن القدرة الاقتصادية تعني قابلية
الدولة في إدامة الاقتصاد القوي في السلم والحرب على حد سواء.
ومع ظهور مفهوم العولمة وتقلص المسافات بين الدول ازداد التبادل
التجاري فيما بينها ونشط وذلك لعدم قدرة أي دولة في العالم مهما بلغ حجمها
وقوتها واتساع مساحتها وتنوع مواردها أن تعلن الاكتفاء الذاتي أو أن لا
تستورد أو تصدر شيئا من وإلى غيرها من الدول فالدول المنتجة تحتاج إلى
أسواق مفتوحة لتصريف منتجاتها ليعود ذلك بالنفع عليها وعلى سكانها
كذلك الدولة التي تحتاج السلع والخدمات لا بد لها من استيرادها، كذلك
المواد الخام التي لا غنى لصناعتها عنها وخصوص ا إذا لم تتوفر قي أراضيها
لذلك تنشأ حركة تجارية بين الدول من تلقاء ذاتها وهذه الحركة التجارية
تضفي بظلالها على العلاقات الدولية فتجعل الدول توقع المعاهدات
والاتفاقيات فيما بينها مما يعزز علاقاتها السياسية وبالتالي ينشط حركة
العلاقات الدولية فيما بينها كجزء من المجتمع الدولي.
وللعوامل الاقتصادية جوانب متعددة من التأثير في العلاقات الدولية
مثل المساعدات والمنح والقروض التي تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة
فهذا الجانب يجب عدم إغفاله من ناحية تأثيره في العلاقات بين الدول، وفي
الصناعية بتقديم المساعدات ￯ هذا الإطار تقوم الدول العظمى والدول الكبر
والقروض للدول الفقيرة والنامية لمساعدتها في تنمية مجتمعاتها وصولا إلى
تحسين نوعية حياة الإنسان في تلك الدول، وفي هذا المجال نشأت منظمات
اقتصادية دولية مثل صندوق النقد الدولي البنك الدولي ومنظمات الأمم
المتحدة ... الخ كلما تهدف إلى تقديم المساعدات الاقتصادية للدول المحتاجة
لها.
ومن أمثلة الدول التي تقدم المساعدات الاقتصادية الولايات المتحدة
الأمريكية حيث تقدم القروض والمساعدات للدول المحتاجة من خلال
وكالات ومنظمات متخصصة في هذا المجال ومنتشرة فروعها في مختلف أرجاء
العالم.
كذلك اليابان التي تسهم بالمشاريع الإنمائية في مختلف دول العالم
بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول القادرة على تقديم
المساعدات.
أن هذه المساعدات لها تأثير كبير في إضفاء نوع من التأثير السياسي من
قبل الدول المانحة على غيرها من الدول من أجل أن تحتل مكانة دولية مؤثرة
سعي ا لأن تكون عنصر ا رئيسي ا فاع لا ومؤثر ا في العلاقات الدولية وهذا ما
نشاهده من خلال المساعدات الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية
لكثير من دول العالم.
أن هذه المساعدات أيضا قد تأخذ أشكالا متعددة غير التنمية مثل
المساعدات العسكرية (أسلحة، معدات، ملابس، تجهيزات، اتصالات ... الخ)
وتعزيز الأحلاف، ￯ وهذه المساعدات تستخدم للمحافظة على توازن القو
كذلك قد نأخذ شكل المساعدات الفنية حيث يتم إرسال الخبراء والفنيين
لإنشاء وإدارة المشاريع التي تقام في الدول النامية.
وتستخدم المساعدات الاقتصادية كوسيلة للضغط والتأثير على الدول
المحتاجة لها من خلال التهديد بقطع هذه المساعدات، وأيضا المقاطعة
الاقتصادية، ومنع الاستيراد كذلك زيادة الرسوم الجمركية على البضائع
المستوردة من الدول المراد الضغط عليها حيث تغلق أسواقها أمام هذه
البضائع مما ينعكس سلب ا على الدول المصدرة.
ومن آثار الاعتماد على المساعدات الاقتصادية الخارجية هو أن تبقى
هذه الدول واقعة تحت سيطرة الدول المانحة وزيادة تبعيتها لها مما يجعلها تحكم
سيطرتها عليها عسكري ا من خلال القواعد العسكرية تحقيق ا لأهدافها
البعيد. ￯ الإستراتيجية ذات المد
لذلك نجد أن العامل الاقتصادي مهم جدا ومؤثر في العلاقات
من السيطرة ￯ الدولية وما شاهدناه من إحداث في العالم ورغبة الدول الكبر
على منابع الطاقة ومصادرها دفعها وقد يدفعها مستقبلا لشن حروب شرسة
على الأمم والشعوب المتأثرة بها فالاقتصاد ￯ وطاحنة وذات تأثير طويل المد
هو عصب الحياة وهو في زمن العولمة عصب الحياة السياسية وروح العلاقات
الدولية.