منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#47820

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : الوضع المالي للأسرة والتخطيط له
للكاتب : محمد بن سعد بن صالح


إن التخطيط من الأمور المهمة في الحياة فإذا قام الإنسان بالتخطيط لحياته فإنه بعون الله يستطيع تحقيق الأهداف التي يأمل الوصول إليها إذ انه يقوم بوضع الأهداف التي يأمل تحقيقها بناء على معرفته بإمكانياته وقدراته والمجتمع المحيط به وكذلك استشارة أصحاب الخبرة والمختصين .

أردت من تلك المقدمة الدخول إلى موضوع التخطيط المالي للأسرة إذ ان الملاحظ أن هناك عددا ليس بالقليل يعاني بعض المتاعب المالية مما يكون له تأثير سلبي عليه وعلى أفراد أسرته وعلى المجتمع وعلى الإنتاجية حتى كثرت الأمراض النفسية وأصبح البعض وللأسف يردد أن أمور الحياة تعقدت ويرمى بهذه المشاكل على المجتمع حتى أصبحنا نسمع كلمة الحياة صعبة على كثير من الأفواه .

مما سبق يتضح أنه لابد لكل فرد من إدراك أهمية التخطيط المالي له ولأسرته فكل شخص يهمه ويبحث عن الاستقرار المالي له والذي ينعكس بالتالي على استقرار الأسرة وإنتاجها .

إن فكرة التخطيط أساسها قد لا تبدو واضحة للبعض فما بالك بالتخطيط المالي للأسرة إذ يعتقد الكثير من الناس أن هذا يخص الشركات والمؤسسات التجارية من حيث الربح والخسارة والبنوك ولا يعرفون أن التخطيط المالي للأسرة يعتبر من الأشياء المهمة في حياة الأشخاص والتي توفر له الراحة والاستقرار والابتعاد عن الديون وعواقبها حيث يسعى البعض لتحقيق متطلبات غير ضرورية ومجاراة البعض في المظاهر مع وجود فوارق كبيرة من ناحية الموارد المتاحة ، ومن هنا يبرز أهمية التخطيط المالي على مستوى الأفراد .

وينطوي التخطيط المالي للأسرة على عدة مجالات واسعة من معرفة الدخل والموارد المتاحة وتحقيق أهداف الادخار والاستثمار بطرق آمنة والبعد عن المجازفة والديون.

إن سر التخطيط المالي الناجح لأي فرد من أبناء المجتمع لا يقتصر على إدراك الخيارات المالية فقط بل في إدراك وفهم العملية التي تقود تلك الخيارات ، إذ في المعرفة اللازمة لإدارة الشؤون الشخصية بنجاح كبير ، يصبح بالإمكان المساعدة على تهيئة الجو الإيجابي وراحة البال لتأمين المستقبل للعائلة.

ذلك أن التخطيط المالي يعطي طيفاً واسعاً من ترتيبات الحماية ضد تقلبات الزمن في المستقبل من العجز والتقاعد فالتخطيط المالي يساعد على حماية الموارد المالية مع زيادة فاعلية ترتيباتهم المالية وضمان التدبير والتوفير لمواجهة المتطلبات المستقبلية بالشكل المطلوب .

إن مقولة ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) أو ( عش يومك فقط ) أدت بالكثير من الناس إلى وضع معيشي صعب وحالة من الفوضى المعيشية والتخبط وبالتالي الوصول إلى مرحلة من القلق النفسي وعدم الاستقرار كل ذلك نتيجة عدم الاستعداد للمستقبل .

ومما يساعد الشخص على وضع تخطيط مالي له ولأسرته هو ان يضع بعض اللوائح المنظمة من لائحة المتطلبات ولائحة الاحتياجات مع وضع تصور ماذا تريد ما هي أهدافك المالية الضرورية من حيث السكن والسيارة والإجازة والتوفير للمستقبل فليس من المنطق أنك تطلب تغيير سيارتك وليس لديك المال الكافي أو تقوم بعملية استدانة وتحميلك مديونية وتوابعها من أرباح على سنين يمكن تأجيلها أو القيام باستدانة لأجل السفر السياحي مما ينعكس مستقبلاً عليك ويحملك ضغوطا كبيرة .

إن الشخص الواعي هو من يقوم بالتخطيط لأموره ولموارده المالية بعناية من ناحية الصرف وفق الموارد مع إمكانية ادخار البعض والاستغناء عن الكماليات التي قد ترهق ميزانيته وعدم النظر إلى البعض من أفراد المجتمع ممن قد أنعم الله عليهم بالوفرة المالية قال تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا).

كما ان البعض يقع في خطأ كبير اقتصادياً بتوفير بعض الأموال وتجميدها لأن القيمة الشرائية للنقود تتناقص سنوياً إذ لابد من محاولة استثمار البعض منها في المجالات الآمنة واستشارة المختصين والبعد عن المغامرة .

وهناك بعض الأسئلة التي ساقها أحد المختصين لمعرفة مدى الاستقرار المالي للفرد وهي: هل تمتلك مسكنك الحالي الذي تسكنه ؟ هل يغطي دخلك الشهري مصروفاتك ؟ وهل لديك فائض من دخلك الشهري ؟ وهل عليك أي ديون أو التزامات مالية للغير ؟ إن الإجابة على تلك الأسئلة بالإيجاب والأخير بالنفي تدل على مدى استقرارك المعيشي.