- الجمعة مارس 23, 2012 3:48 pm
#47838
عنوان التدوينة حالم ومذهل ! إذ أنه يعني من ضمن ما يعنيه – نظريا على الاقل – انه يمكن عكس حالة تضخم القلب الناتجة من ارتفاع ضغط الدم المزمن والمساهمة في الوقاية من فشل عمل عضلة القلب في النهاية !
لكن ليس الامر مجرد اضغاث احلام ! بل له نصيب على ارض الواقع “البحثي” من خلال هذه الدراسة التي استعرضها واياكم من خلال هذه التدوينة.
دراسة نشرت في واحدة من أعرق الدوريات البحثية على مستوى العالم PNAS وشارك فيها تسعة باحثين من قسم القلب بالمركز الطبي بجامعة جنوب غرب تكساس بالولايات المتحدة، وفي الدراسة دلالة على تداخل المسارات البحثية المختلفة وكيف يمكن ان يقود مسار بحثي محدد الى مسار آخر مختلف ومبتكر! كل ما يحتاجه الامر عين خبير ترصد وتتابع وتقتنص الافكار البحثية من خلال متابعة الجديد في عالم البحث العلمي، حيث أن أساس هذه الدراسة يتناول عقاراً يُستخدم أصلاً كمضاد للاورام السرطانية وتتلخص الية عمل هذا النوع من العقاقير في تثبيط عمل انزيم معين histone deacetylase (HDAC) inhibitor! لكن لوحظ أيضاً ان هذا النوع من العقاقير يقود الى استعادة القلب لوضعه الطبيعي متعافياً من اعراض ضغط الدم المرتفع مثلاً ، وأظهرت الدراسة أن هذا العقار يؤدي عمله عن طريق عكس الاثر الضار للمعدلات غير الطبيعية لما يسمى بالبلعمة الذاتية أو التآكل الخلوي Autophagy !! على خلايا عضلة القلب في فئران التجارب .
حسناً … ماهو التآكل الخلوي او البلعمة الخلوية الذاتية Autophagy ؟
البلعمة الذاتية عبارة عن عملية طبيعية تقوم فيها الخلية الحية بالتغذية على بروتيناتها الذاتية وهضمها لتوفير المواد الضرورية لبقائها حية في اوقات الازمات او الامراض المزمنة او الظروف القاسية.
ويقول فريق الدراسة برئاسة الدكتور Joseph Hill أن تتبعهم لجميع الامراض المرتبطة باختلال وظيفة القلب أظهرت أن هذه الامراض تشتمل إمّا على معدل مرتفع جداً او معدل منخفض جداً من عملية البلعمة الخلوية ، بمعنى ان عملية البلعمة الخلوية لاتكون في حدودها الطبيعية في حالة حدوث اختلال قلبي، وكأن ارتفاع او انخفاض معدل البلعمة الخلوية عبارة عن حالة من التكيف الخلوي مع الاختلال الوظيفي القائم، فمثلا في حالة ضغط الدم المرتفع يبدأ القلب بالتضخم مما يقود الى ارتفاع معدل البلعمة الخلوية التي تقود في النهاية الى فشل وظيفة القلب.
وعليه قام الفريق البحثي بتصميم الدراسة فاحضروا فئران تجارب معدلة وراثياً بحيث تقوم خلايا القلب فيها بعملية البلعمة الذاتية بمعدلات مرتفعة جداً ، مع حالات تضخم في القلب تقود الى فشل عضلة القلب في آداء وظيفتها ، ومن ثم قاموا بإعطاء هذه الفئران هذا النوع من العقاقير المعروف بتثبيطه للمعدلات المرتفعة من البلعمة الذاتية .. فماذا كانت النتيجة ؟؟
النتيجة كانت مذهلة ! حيث عاد حجم عضلة القلب الى قرابة الحجم الطبيعي ! والاهم ان الاختلال الوظيفي قد تلاشى وعاد القلب يؤدي وظيفته بصورة طبيعية !
الملاحظة المهمة والمميزة هنا ان العلاج ليس وقائياً فقط بل ساهم في تعافي الحالات المصابة فعلياً . لذلك وبصورة مبدئية فإن هذه الدراسة تفتح الباب واسعاً امام استراتيجية جديدة لعلاج امراض القلب.
الاكثر جمالا في الموضوع أن رئيس فريق الدراسة قد أعاد الفضل لاصحابه حينما أشار الى ان الفكرة الاساسية لهذه الدراسة قد تم اقتباسها من ابحاث الدكتور Kern Wildenthal في مجال الخمائر Yeast منذ عدة عقود !!.
وهذا يؤكد ما ذهبت اليه آنفاً من تداخل المسارات البحثية المختلفة ، ويسلط الضوء على المتعة التي يجدها الباحث عندما ينفض الغبار عن افكار بحثية قديمة لم يحصل منها المراد على اكمل وجه، فيقتنصها ويلمعها ويطورها ومن ثم يقدمها للعالم بشكل افضل وانفع.
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً يقربنا إليك ويرضيك عنا….. اللهم آمين
لكن ليس الامر مجرد اضغاث احلام ! بل له نصيب على ارض الواقع “البحثي” من خلال هذه الدراسة التي استعرضها واياكم من خلال هذه التدوينة.
دراسة نشرت في واحدة من أعرق الدوريات البحثية على مستوى العالم PNAS وشارك فيها تسعة باحثين من قسم القلب بالمركز الطبي بجامعة جنوب غرب تكساس بالولايات المتحدة، وفي الدراسة دلالة على تداخل المسارات البحثية المختلفة وكيف يمكن ان يقود مسار بحثي محدد الى مسار آخر مختلف ومبتكر! كل ما يحتاجه الامر عين خبير ترصد وتتابع وتقتنص الافكار البحثية من خلال متابعة الجديد في عالم البحث العلمي، حيث أن أساس هذه الدراسة يتناول عقاراً يُستخدم أصلاً كمضاد للاورام السرطانية وتتلخص الية عمل هذا النوع من العقاقير في تثبيط عمل انزيم معين histone deacetylase (HDAC) inhibitor! لكن لوحظ أيضاً ان هذا النوع من العقاقير يقود الى استعادة القلب لوضعه الطبيعي متعافياً من اعراض ضغط الدم المرتفع مثلاً ، وأظهرت الدراسة أن هذا العقار يؤدي عمله عن طريق عكس الاثر الضار للمعدلات غير الطبيعية لما يسمى بالبلعمة الذاتية أو التآكل الخلوي Autophagy !! على خلايا عضلة القلب في فئران التجارب .
حسناً … ماهو التآكل الخلوي او البلعمة الخلوية الذاتية Autophagy ؟
البلعمة الذاتية عبارة عن عملية طبيعية تقوم فيها الخلية الحية بالتغذية على بروتيناتها الذاتية وهضمها لتوفير المواد الضرورية لبقائها حية في اوقات الازمات او الامراض المزمنة او الظروف القاسية.
ويقول فريق الدراسة برئاسة الدكتور Joseph Hill أن تتبعهم لجميع الامراض المرتبطة باختلال وظيفة القلب أظهرت أن هذه الامراض تشتمل إمّا على معدل مرتفع جداً او معدل منخفض جداً من عملية البلعمة الخلوية ، بمعنى ان عملية البلعمة الخلوية لاتكون في حدودها الطبيعية في حالة حدوث اختلال قلبي، وكأن ارتفاع او انخفاض معدل البلعمة الخلوية عبارة عن حالة من التكيف الخلوي مع الاختلال الوظيفي القائم، فمثلا في حالة ضغط الدم المرتفع يبدأ القلب بالتضخم مما يقود الى ارتفاع معدل البلعمة الخلوية التي تقود في النهاية الى فشل وظيفة القلب.
وعليه قام الفريق البحثي بتصميم الدراسة فاحضروا فئران تجارب معدلة وراثياً بحيث تقوم خلايا القلب فيها بعملية البلعمة الذاتية بمعدلات مرتفعة جداً ، مع حالات تضخم في القلب تقود الى فشل عضلة القلب في آداء وظيفتها ، ومن ثم قاموا بإعطاء هذه الفئران هذا النوع من العقاقير المعروف بتثبيطه للمعدلات المرتفعة من البلعمة الذاتية .. فماذا كانت النتيجة ؟؟
النتيجة كانت مذهلة ! حيث عاد حجم عضلة القلب الى قرابة الحجم الطبيعي ! والاهم ان الاختلال الوظيفي قد تلاشى وعاد القلب يؤدي وظيفته بصورة طبيعية !
الملاحظة المهمة والمميزة هنا ان العلاج ليس وقائياً فقط بل ساهم في تعافي الحالات المصابة فعلياً . لذلك وبصورة مبدئية فإن هذه الدراسة تفتح الباب واسعاً امام استراتيجية جديدة لعلاج امراض القلب.
الاكثر جمالا في الموضوع أن رئيس فريق الدراسة قد أعاد الفضل لاصحابه حينما أشار الى ان الفكرة الاساسية لهذه الدراسة قد تم اقتباسها من ابحاث الدكتور Kern Wildenthal في مجال الخمائر Yeast منذ عدة عقود !!.
وهذا يؤكد ما ذهبت اليه آنفاً من تداخل المسارات البحثية المختلفة ، ويسلط الضوء على المتعة التي يجدها الباحث عندما ينفض الغبار عن افكار بحثية قديمة لم يحصل منها المراد على اكمل وجه، فيقتنصها ويلمعها ويطورها ومن ثم يقدمها للعالم بشكل افضل وانفع.
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً يقربنا إليك ويرضيك عنا….. اللهم آمين