صفحة 1 من 1

مشروع إيزنهاور

مرسل: الأحد مارس 25, 2012 12:01 am
بواسطة خالد الأحمري 245
أيزنهاور
دوايت ديفيد أيزنهاور (14 أكتوبر 1890 - 28 مارس 1969)، سياسي وعسكري أمريكي والرئيس رقم 34 تولى حكم الولايات المتحدة في الفترة من 1953 إلى 1961. خلال الحرب العالمية الثانية، شغل منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، المسؤولة عن التخطيط والإشراف على نجاح غزو فرنسا وألمانيا. في عام 1951، أصبح أول قائد أعلى لقوات حلف الناتو. انهى حرب كورية وحافظ على الضغط على الإتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. أعاد تنظيم ميزانية الدفاع في اتجاه الأسلحة النووية وأطلق سباق الفضاء ووسع نظام الضمان الاجتماعي وبدء في إنشاء نظام للطرق السريعة بين الولايات.
«أن كل بندقية تصنع وكل سفينة حربية تدشن، وكل صاروخ يطلق هو في الحسابات الأخيرة عملية سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدة البرد ويحتاجون إلى الكساء». الرئيس أيزنهاور.

مبدأ أيزنهاور
مبدأ أيزنهاور Eisenhower Doctrine يشير إلى خطبة القاها دوايت أيزنهاور في 5 يناير 1957، ضمن "رسالة خاصة إلى الكونغرس حول الوضع في الشرق الأوسط". وحسب مبدأ أيزنهاور، فإن بمقدور أي بلد أن يطلب المساعدة الاقتصادية الأمريكية و/أو العون من القوات المسلحة الأمريكية إذا ما تعرضت للتهديد من دولة أخرى. وقد خص أيزنهاور بالذكر، في مبدئه، التهديد السوفيتي باصداره التزام القوات الأمريكية "يتأمين وحماية الوحدة الترابية والاستقلال السياسي لمثل تلك الأمم، التي تطلب تلك المساعدات ضد عدوان مسلح صريح من أي أمة تسيطر عليها الشيوعية الدولية."
في السياق السياسي العالمي، فإن المبدأ قد صيغ رداً على احتمال حرب معممة، يُخشى منها كنتيجة لمحاولة الاتحاد السوفيتي لاستخدام العدوان الثلاثي كذريعة لدخول مصر. فمقروناً مع فراغ القوة الذي خلـَّفه اضمحلال النفوذين البريطاني والفرنسي في المنطقة بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن حليفيها أثناء ذلك العدوان، شعر أيزنهاور أن الحاجة لموقف قوي لتحسين الوضع كان يزيدها تعقيداً المواقف التي يتخذها جمال عبد الناصر، الذي كان يبني قاعدة قوة ويستخدمها لاضرام المنافسة بين السوڤيت والأمريكان، باتخاذه موقف "الحياد الإيجابي" وقبوله العون من الطرفين.
وعلى المستوى الإقليمي، كان الغرض أن يساعد مبدأ أيزنهاور على إمداد الأنظمة العربية ببديل عن الوقوع تحت السيطرة السياسية لجمال عبد الناصر، وتقويتهم في نفس الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على عزل النفوذ الشيوعي، من خلال عزل ناصر. وقد فشل المبدأ بدرجة كبيرة على هذا الصعيد، بالنمو السريع لنفوذ ناصر بحلول عام 1959، لدرجة أن أصبح بإمكانه تشكيل زعامات البلدان العربية، بما فيها العراق والسعودية، ولكن في نفس الوقت فقد تدهورت علاقة ناصر بالقادة السوڤيت، مما أتاح الفرصة للولايات المتحدة للتحول إلى سياسة التكيف مع ناصر.
مشروع أيزنهاور هدف إلي حلول أمريكا لملء الفراغ الاستعماري بدلاً من إنجلترا وفرنسا وتضمن هذا المشروع:
1. تفويض الرئيس الأمريكي سلطة استخدام القوة العسكرية في الحالات التي يراها ضرورية لضمان السلامة الإقليمية، وحماية الاستقلال السياسي لأي دولة، أو مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما طلبت هذه الدول مثل هذه المساعدة لمقاومة أي اعتداء عسكري سافر تتعرض له من قبل أي مصدر تسيطر عليه الشيوعية الدولية.
2. تفويض الحكومة في تفويض برامج المساعدة العسكرية لأي دولة أو مجموعة من دول المنطقة إذا ما أبدت استعدادها لذلك، وكذلك تفويضها في تقديم العون الاقتصادي اللازم لهذه الدول دعماً لقوتها الاقتصادية وحفاظاً على استقلالها الوطني.
ويتلخص مشروع ايزنهاور بإعادة جزء من اللاجئين (100) ألف لاجئ وذلك يعتبر بمثابة الحل (العادل) للمشكلة وإقامة السلام في المنطقة، وارتكز هذا المشروع على دراسة بحثية وضعها الباحثان ريتشاردكرافت وجاك هيمر من "دائرة الشرق الأدنى" في الخارجية الأمريكية وملخصه:
- مجموع اللاجئين مليون ونصف المليون يشكلون (150) ألف أسرة، تعيش في مخيمات في الأردن، لبنان، سوريا، وغزة والضفة.
- إعادة (100) ألف لاجئ في المرحلة الأولى عام 56-57 وعودة (100) ألف عام 59-60.
- أصحاب الأملاك الذي لا يرغبون بالعودة يأخذون تعويضاً عن أملاكهم.
- توطين (160) ألفاً في سوريا و(125) ألفاً في الأردن.
- يتم إنشاء صندوق بإشراف الأمم المتحدة لتوطين اللاجئين في مستوطنات ويخصص لكل أسرة منزل مع قطعة ارض زراعية.

ردود الأفعال
في 25 فبراير 1957، عقدت في القاهرة قمة لمصر وسورية والأردن والسعودية لبحث الموقف من مبدأ أيزنهاور الذي اعلن قبل ذلك بقليل. ووفقا لهذا المبدأ اعتبرت الولايات المتحدة الشرق الأوسط مجالا لنفوذها ومصالحها وقررت العمل على عزل ما أسمته "نهج ناصر في اللعب على خلاف الأمريكان والسوفيت". فقررت القمة الرباعية أن لا تعارض مبدأ أيزنهاور رسمياً، وأن تعمل في الواقع على الحيلولة دون تطبيقه.
بنود الخطوات العسكرية لمبدأ أيزنهاور تم تطبيقها في أزمة لبنان في العام التالي، عندما تدخلت الولايات المتحدة استجابة لطلب من كميل شمعون رئيس لبنان.
أيزنهاور والأزمات
على المستوى الداخلي تصاعد التمييز العنصري في أميركا، ويرى المراقبون أن لأيزنهاور ميولا عنصرية ضد السود. أما على المستوى الخارجي فقد تم:
تكثيف نشاط وكالة الاستخبارات الأميركية في دول العالم وخاصة العالم الثالث.
إنشاء أحلاف معادية للمعسكر الشيوعي (حلف سياتو South East Asia Treaty Organization وحلف بغداد).
القبض على رئيس الوزراء الإيراني مصدق الذي أمم بترول بلاده.
حرب فيتنام التي استمرت ثماني سنوات وبلغت ضحاياها نحو 18 مليون شخص ما بين قتيل وجريح وأسير ولاجئ، بينهم 17 مليون فيتنامي.
عرف عهد أيزنهاور تسابقا محموما نحو التسلح النووي بين المعسكرين الشرقي والغربي.

أيزنهاور والعرب
يذكر المؤرخون أن أيزنهاور لما أصبح رئيساً للولايات المتحدة أمر عام 1954 بإصدار كتيب عن إسرائيل وسياسة أميركا نحوها، جاء فيه أن "إسرائيل ولدت بعد الحرب الثانية وقامت لتعيش مع غيرها من الدول التي اقترنت مصالح الولايات المتحدة بقيامها".