الموضوع : أصدقاء غير صادقين!!
الكاتب : يوسف الكويليت
لم ينتج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد بتونس إلا مضاعفة أعداد القتلى وتمادي روسيا في حماية النظام بتسخير قاعدتها العسكرية ووسائل تجسسها التقنية، وتدريب وتسليح القتلة، إلا استهتاراً بالمجتمع الدولي من دولة عضو في مجلس الأمن، وقد لحقتها الصين بموقف سياسي كداعم معنوي، وإيران دخلت المعركة بإرسال عناصر من حرسها الثوري وتوظيف إمكاناتها أن تأخذ دور الفاعل المباشر في قتل الشعب السوري، بينما الآخرون مجرد أصوات بلا صدى..
اجتماع اسطنبول، رغم وجاهة الحضور العربي والدولي، إلا أن اللهجة عامة باستثناء موقف المملكة وتركيا ودول الخليج، وأقل الواجبات المفترض أن يعتمدها الاجتماع الاعتراف، دولياً، بالمجلس الوطني، وسحب السفراء، والتضييق الاقتصادي، وتسليح المعارضة، وهي مطالب مشروعة أمام عمليات القتل المستمرة، والمعالجة لا تتم بمنح رخص للنظام يجد فيها ميوعة للموقف الدولي تعطيه حق التصرف المطلق، وقضية التعويل على مشروع عنان لن تكون أكثر من حوار سياسي قابل للتمطيط والمماحكات على الطريقة الإيرانية بحواراتها مع القوى الكبرى حول مشروعها النووي، وسوريا تجاه مثل هذه المواقف بارعة بالتسويف والتنصل متى رأت أن الاتجاه يعاكس أهدافها..
لقد وضع العراق تحت الفصل السابع زمن صدام بصدور قرار من مجلس الأمن، ويمكن تطبيق القرار على سوريا بنفس الكيفية، ويحتاج فقط إلى تصميم يوازن بين حماية الشعب السوري من سلطته بإرادة دولية تطبق قراراتها بحزم، وإلا فإن الاجتماع مجرد شكل سياسي ينتقص قيمة المواثيق التي تؤكد على وضع آليات تراعي المبادئ، وإلا لماذا أعد الاجتماع وتم الحضور بهذه الكثافة الدولية، إذا كانت النتائج مجرد تمرير أقوال دبلوماسية لا ترقى للمسؤولية الأدبية والأخلاقية تجاه شعب يواجه الموت بسبب مطالب مشروعة..
سوريا ليست بلداً عاش في الظل، بل ظلت أساساً تقاس عليه معايير الأمن القومي العربي برمته، وبالتالي إذا كانت بذات الأهمية، استراتيجياً، فإن تركها لفوضى نظام بربري وغير إنساني، سوف يخلق وضعاً أكثر خطورة، لأن عمر النظام، مهما تمدد أو عاش منته من ذهن الإنسان السوري والعربي، لأن الدمار والقتل والتهجير شهادات إدانة، وحافز يجعل الرد، حتى لوسيط الحكم، خلق بدائل انتقام جديدة سوف تطال كل الرموز التي مررت أو تعمدت الجريمة، ومن الوهم أن عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من السجناء، ومن خربت ونهبت منازلهم ومحلاتهم، سوف يكتفون ب«عفا الله عما سلف» لأن طبيعة الحكم ستخلق الثارات بأساليب مواجهة مختلفة، وهي طبيعة أي حكم قمعي تجدد المواجهات معه وفق أساليب مبتكرة..
المجتمع الدولي، لا يهمه عدد القتلى، وخلاف أعضاء مجلس الأمن أعطت روسيا، ما بعد الاتحاد السوفيتي، موقع قدم، وكذلك الصين، لكن الغرب صاحب الاختبارات الكثيرة في إحراج الدولتين بتدخلات سابقة، ليس لديه الرغبة أصلاً بحماية الشعب السوري ووجد في (الفيتو) ذريعة تتوافق مع الموقف المعارض، وتعطيه حق التخلي عن أي رد فعل إيجابي، والضحية، في كل الأحوال الشعب السوري!!