صفحة 1 من 1

أمريكا الجنوبية

مرسل: الاثنين إبريل 02, 2012 11:54 pm
بواسطة خالد الأحمري 245
بسم الله الرحمن الرحيم


أمريكا الجنوبية (بالإسبانية: América del Sur, Sudamérica or Suramérica؛ بالبرتغالية: América do Sul؛ بالكيتشوا وبالأيمارا: Urin Awya Yala؛ بالغورانية ‏(en)‏:Ñembyamérika؛ بالهولندية:Zuid-Amerika؛ بالفرنسية:Amérique du Sud) هي إحدى قارات العالم الجديد تقع في القسم الغربي لخط غرينتش في نصف الأرض الغربي، معظم كتلتها تقع في نصف الأرض الجنوبي، مع جزء صغير نسبيا في نصف الكرة الشمالي. يمر بها خط الاستواء في أجزائها الشمالية. سميت على اسم أمريجو فيسبوتشي أول مستكشف اقترح أن أراضي العالم الجديد هي ليست الهند الشرقية. أهم دولها الأرجنتين والبرازيل. يحدها من الشرق المحيط الأطلسي ومن الغرب المحيط الهادي أما من الشمال فتحدها أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي، يحدها من الجنوب التقاء المحيطين الأطلسي والهادي بالإضافة إلى القارة القطبية الجنوبية.
تبلغ مساحة القارة 17،818،508 كم2 (3.5% من سطح الأرض). سنة 2005 قدر عدد السكان ب 371 مليون نسمة. هي القارة الرابعة من حيث المساحة (بعد آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية) والخامسة من حيث تعداد السكان (بعد آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية).
الاستعمار الأوروبي
في 1494، وقعت كل من البرتغال وإسبانيا، القوى البحرية الكبرى في ذلك الوقت، على معاهدة تورديسيلاس، والتي اتفقا فيها، بدعم من البابا، على الاحتكار الثنائي للأراضي التي من المتوقع استكتشافها في غرب الأرض، خارج أوروبا.
تضمنت المعاهدة إنشاء خط وهمي غرب جزر الرأس الأخضر، فوفقا لبنود المعاهدة، تنتمي جميع الأراضي في غرب الخط (التي ستشمل معظم أمريكا الجنوبية) إلى إسبانيا، وجميع الأراضي في شرق الخط، للبرتغال. لكن بسبب قياسات خط الطول الغير دقيقة، والمستحيلة، في ذلك الوقت، توسعت البرتغال غرباً باستعمارها البرازيل.
ابتداء من عقد 1530، تم استغلال السكان والموارد الطبيعية لأمريكا الجنوبية من قبل الأجانب الغزاة، إسبانيا أولا والبرتغال لاحقاً. ادعت هذه الدول الاستعمارية، المتنافسة على الأراضي والموارد في ما بينها، ادعت ملكيتها للأرض وقسمتها إلى مستعمرات.
الأمراض المعدية القادمة من أوروبا (الجدري والأنفلونزا والحصبة والتيفوس) هلكت السكان الأصليين لأنهم لم يكونوا يتوفروا على مناعة تقيهم من هذه الأمراض، إضافة إلى الأعمال الشاقة في مزارع المستوطنين الإسبان. مما عجل بجلب العبيد من أفريقيا، الذين كانوا محصنين من تلك الأمراض، وحلوا محلهم.
حول الإسبان رعاياهم إلى المسيحية، وتخلصوا بسرعة من أي ممارسات ثقافية تعوق تحقيق غايتهم، لكن معظم هذه المحاولات لقت نجاحا جزئيا فقط، حيث ظل السكان الأصليين يجمعون بين الكاثوليكية والتقاليد الوثنية المتنوعة. كما فرض الإسبان لغتهم بنفس طريقة نشر دينهم، لكن الكنيسة كانت تبشر كذلك بالكيتشوا والأيمارا والغواراني، الأمر الذي ساهم في استمرارية استعمالها، ولو بالطريقة الشفوية.
مع مرور الوقت تجانس السكان الأصليين مع الإسبان، وشكلوا فئة المستيزو. في البداية الأمر، كانت أمهات المستيزو من نسل الهنود الحمر والآباء من الإسبان، وبعد الاستقلال، كان معظم آبائهم وأمهاتهم من البيض أو المستيزو.
تم اتلاف العديد من الأعمال الفنية الوثنية بعد أن دمرها المستكشفين الإسبان، وشمل ذلك العديد من التماثيل والتحف المصنوعة من الذهب والفضة، والتي تم صهرها قبل نقلها إلى إسبانيا أو البرتغال. جلب الإسبان والبرتغاليين النمط المعماري الأوروبي، كما تم تحسين البنى التحتية مثل الجسور والطرق ونظام الصرف الصحي في المدن التي سيطرو عليها. كما ساهموا في زيادة المعاملات الاقتصادية والتجارية، وليس فقط بين العالم القديم والجديد ولكن بين مختلف مناطق وشعوب أمريكا الجنوبية. ومع توسع اللغات الإسبانية والبرتغالية، رجعت العديد من الثقافات، التي انفصلت سابقا، إلى حضيرة أمريكا اللاتينية.
انتقلت غيانا بين أيدي الهولنديين وبعدها البرتغاليين وفي آخر المطاف إلى البريطانيين. وبعدها قسمت البلاد إلى ثلاثة أجزاء، كل جزء منها تحت سيطرة إحدى القوى الاستعمارية حتى عودتها بالكامل إلى السيادة البريطانية.
[عدل]الاستقلال
حصلت كيانات أمريكا الجنوبية على استقلالها من التاج الإسباني في نهاية عام 1823، بعد حروب الاستقلال الأمريكية الإسبانية. يعتبر الفنزويلي سيمون بوليفار والأرجنتيني خوسيه دي سان مارتين أهم زعماء النضال الاستقلالي. حيث قاد بوليفار بانتفاضة كبرى في شمال أمريكا الجنوبية، ثم قاد جيشه جنوبا باتجاه ليما، عاصمة التاج الإسباني في البيرو. وفي الوقت نفسه، قاد سان مارتين جيشا من منطقة التاج الإسباني في ريو دي لا بلاتا عبر جبال الأنديز، لعقد اجتماع مع الجنرال برناردو أوهيجينس في تشيلي، ثم سار شمالا لكسب الدعم العسكري من مختلف المتمردين في أرض التاج الإسباني في البيرو. والتقى الجيشين أخيرا في غواياكيل بالاكوادور، حيث حشر الجيش الملكي الإسباني وأجبر على الاستسلام.
وفي المستعمرة البرتغالية في البرازيل، قام بيدرو الأول، وهو ابن الملك البرتغالي جون السادس، بإعلان استقلال البلاد في 1822 وتحول إلى أول امبراطور برازيلي. بعد اختلاف واشتباك مع بعض المناطق الموالية للبرتغال كباهيا وبارا، تم حل الخلاف دبلوماسيا مع التاج البرتغالي، بتعويض مالي كبير قامت به البرازيل.
حاول بوليفار توحيد أجزاء من القارة الناطقة بالإسبانية سياسيا تحت كيان موحد اسمه "كولومبيا الكبرى"، لكن سرعان ما استقلت تلك الدول، رغم المحاولات اللاحقة والمتكررة كالاتحاد البيروفي البوليفي.
بقي عدد قليل من البلدان التي لم تحظى باستقلالها حتى القرن الحادي والعشرين:
غيانا، استقلت من المملكة المتحدة، في عام 1966.
سورينام خرجت من عباءة السيطرة الهولندية في عام 1975.
جويانا الفرنسية لا تزال حاليا تشكل جزءً من فرنسا.
جزر فوكلاند، المعروفة أيضا بلاس مالفيناس لا تزال تحت السيادة الترابية للمملكة المتحدة، رغم كونها قريبة من الأرجنتين، النزاع حول ملكيتها مستمر إلى اليوم.
جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية أيضا تظل تحت السيادة الترابية للمملكة المتحدة.

السياسة
خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، برزت سيطرة اليسار السياسي في أمريكا الجنوبية، بانتخاب زعماء اشتراكيون في شيلي وأوروغواي والبرازيل والارجنتين والاكوادور وبوليفيا وباراغواي وبيرو وفنزويلا. وعلى رغم هذا الحراك اليساري لا تزال أمريكا الجنوبية في معظمها تحتضن سياسة السوق الحرة، وتعمل على مزيد من التكامل القاري.
في الآونة الأخيرة تم تشكيل كيان دولي ضخم باندماج اثنين من الاتحادات الجمركية: ميركوسور واتحاد دول الأنديز، مشكلين ثالث أكبر كتلة اقتصادية في العالم، هذا التنظيم السياسي الجديد سمي باتحاد دول أمريكا الجنوبية ويسعى لفتح الحدود للتنقل الحر والتنمية الاقتصادية، وسياسة الدفاع المشترك والقضاء على التعريفات الجمركية.