- الاثنين إبريل 09, 2012 4:22 pm
#48267
الجيل الجديد من الإسلاميّين الذي ورث "جيل الصّحوة" يستسلم بشكل مقلق للحديث عن مرشّحي الرّئاسة، من منظور "عاطفيّ"، وربّما غالى في الاحتكام إلى منطق "الكاريزما" .. وإلى "الأيديولوجيا".. والعصبيّة التّنظيميّة.. وكأنّ مصر ـ بعد الثّورة لا تزال تراوح "دولة الرّئيس"، ولم تغادرها إلى "دولة المؤسّسات".
فكرة الرّئيس "أنا الدّولة"، ما انفكّت تحرّك المشاعر العامّة، وقد تأثّر بها ـ بالتّبعيّة ـ القطاع الأكبر من الوعي العامّ الإسلاميّ.. بل إنّ بعض الإسلاميّين يتحدّث الآن عن اختيار الرّئيس.. بذات النّزعة التي كانت تنزل كلامه منزلة "الوحي".. و"نحنحته" منزلة النّبوءة"! فيما غاب الوعي بأنّه ليس من المهمّ أن ننتصر لهذا المرشّح أو لذاك.. ولكنّ الأهمّ هو أن تنتصر الدّيموقراطيّة.
هذه هي القيمة التي لاتزال غائبة عن الضّمير الوطنيّ المصريّ.. نحن نملك الإسلام.. ولكنّنا لا نملك ـ بعد ـ "الدّيموقراطيّة".. هذه "القيمة" كانت حاضرة في الأيّام البكر من الثّورة.. حيث اختفت الشّعارات "الإسلاميّة"، على الرّغم من حضور الإسلاميّين وتحمّلهم مسؤوليّة الحفاظ على وهج الثّورة وعافيتها وحمايتها يوم "الجمل".. فيما حضرت الشّعارات المطالبة بالحريّة وبالعدالة الاجتماعيّة وبالدّيموقراطيّة.. لم نطالب بما نملكه "الإسلام".. وطالبنا بما لا نملكه وهي "الدّيموقراطيّة.
سبق لي أن أكّدْت ـ في أكثر من مناسبة ـ أنّه لم يعد ثمّة جدل أو سؤال عن الهويّة.. فكل التّيارات السّياسيّة ليس بوسعها ـ بما فيها الكنيسة والتّيار الوطنيّ النّصرانيّ ـ إلاّ أن تقرّ بالفحوى الحضاريّ والثقافيّ للهويّة الوطنيّة المصريّة، وقوامها الأساسيّ هو "العروبة والإسلام".. هذه باتت حقيقة مسلّمة لا تصنعها "النّصوص" المكتوبة في الدّساتير.. وإنّما محفورة في الصّدور والقلوب والوجدان والضّمير الوطنيّ العامّ.. كثوابت أقرّتها حقائق التّاريخ والجغرافيا.. ليست "هبة" أو "منحة"، وإنّما "حقّ" لا يقبل المساومات أو المواءمات أو التّفاوض بشأنه الآن أو في المستقبل.
العصبيّة "الأيديولوجيّة".. مثل "العصبيّة القبليّة"، تعود بنا إلى مرحلة ما قبل الدّولة.. ومصر الآن في مرحلة التّحوّل وولوج عهد "الحداثة السّياسيّة".. وليس من مصلحة الإسلاميّين أن يكونوا القاطرة التي تسوق البلاد إلى مثل هذه "العودة"، وتحيلنا إلى قبائل سياسيّة لا يميّزها عن القبائل البدويّة إلاّ حمل الأعلام والشّعارات، ووضع "لوجو" الأحزاب السّياسيّة.. ولعلّ بعض المرشّحين الإسلاميّين كان شديد الوعي بهذه القيمة عندما قالوا إنّ "الحريّة" مقدّمة على تطبيق "الشّريعة".. ليس تقليلاً من عظم قدر الأخيرة، وإنّما نزولاً عند وعي "فقه الأولويّات"، كما أصّله العلاّمة الكبير الدكتور يوسف القرضاوي، متّعه الله بالصّحّة وطول العمر.
فكرة الرّئيس "أنا الدّولة"، ما انفكّت تحرّك المشاعر العامّة، وقد تأثّر بها ـ بالتّبعيّة ـ القطاع الأكبر من الوعي العامّ الإسلاميّ.. بل إنّ بعض الإسلاميّين يتحدّث الآن عن اختيار الرّئيس.. بذات النّزعة التي كانت تنزل كلامه منزلة "الوحي".. و"نحنحته" منزلة النّبوءة"! فيما غاب الوعي بأنّه ليس من المهمّ أن ننتصر لهذا المرشّح أو لذاك.. ولكنّ الأهمّ هو أن تنتصر الدّيموقراطيّة.
هذه هي القيمة التي لاتزال غائبة عن الضّمير الوطنيّ المصريّ.. نحن نملك الإسلام.. ولكنّنا لا نملك ـ بعد ـ "الدّيموقراطيّة".. هذه "القيمة" كانت حاضرة في الأيّام البكر من الثّورة.. حيث اختفت الشّعارات "الإسلاميّة"، على الرّغم من حضور الإسلاميّين وتحمّلهم مسؤوليّة الحفاظ على وهج الثّورة وعافيتها وحمايتها يوم "الجمل".. فيما حضرت الشّعارات المطالبة بالحريّة وبالعدالة الاجتماعيّة وبالدّيموقراطيّة.. لم نطالب بما نملكه "الإسلام".. وطالبنا بما لا نملكه وهي "الدّيموقراطيّة.
سبق لي أن أكّدْت ـ في أكثر من مناسبة ـ أنّه لم يعد ثمّة جدل أو سؤال عن الهويّة.. فكل التّيارات السّياسيّة ليس بوسعها ـ بما فيها الكنيسة والتّيار الوطنيّ النّصرانيّ ـ إلاّ أن تقرّ بالفحوى الحضاريّ والثقافيّ للهويّة الوطنيّة المصريّة، وقوامها الأساسيّ هو "العروبة والإسلام".. هذه باتت حقيقة مسلّمة لا تصنعها "النّصوص" المكتوبة في الدّساتير.. وإنّما محفورة في الصّدور والقلوب والوجدان والضّمير الوطنيّ العامّ.. كثوابت أقرّتها حقائق التّاريخ والجغرافيا.. ليست "هبة" أو "منحة"، وإنّما "حقّ" لا يقبل المساومات أو المواءمات أو التّفاوض بشأنه الآن أو في المستقبل.
العصبيّة "الأيديولوجيّة".. مثل "العصبيّة القبليّة"، تعود بنا إلى مرحلة ما قبل الدّولة.. ومصر الآن في مرحلة التّحوّل وولوج عهد "الحداثة السّياسيّة".. وليس من مصلحة الإسلاميّين أن يكونوا القاطرة التي تسوق البلاد إلى مثل هذه "العودة"، وتحيلنا إلى قبائل سياسيّة لا يميّزها عن القبائل البدويّة إلاّ حمل الأعلام والشّعارات، ووضع "لوجو" الأحزاب السّياسيّة.. ولعلّ بعض المرشّحين الإسلاميّين كان شديد الوعي بهذه القيمة عندما قالوا إنّ "الحريّة" مقدّمة على تطبيق "الشّريعة".. ليس تقليلاً من عظم قدر الأخيرة، وإنّما نزولاً عند وعي "فقه الأولويّات"، كما أصّله العلاّمة الكبير الدكتور يوسف القرضاوي، متّعه الله بالصّحّة وطول العمر.