- الاثنين إبريل 09, 2012 4:41 pm
#48271
دأبت الجهات الاستطلاعيّة منذ عشرات السنين بالسؤال عن درجة تفضيل الأمريكيّين لدول معينة أو شعب محدّد من شعوب العالم، وقد تنوّعت صياغة هذه الأسئلة، فتارة بشكل مباشر من خلال السؤال: "ما مدى تفضيلك للشعب الفلاني"، و تارة من خلال استخدام ميزان الحرارة للتعبير عن برود أو دفء العلاقة.
وحظي السؤال عن العرب وصورتهم ودولهم بالعديد من الأسئلة تزداد مع الأحداث والتطورات، كالسؤال عن العراق بعد الاحتلال الأمريكي، أو الفلسطينيّين حين يتأجّج صراعهم مع الكيان الصهيوني، واستنادًا لعوامل عديدة تنوّعت النظرة إلى الدول العربيّة سلبًا أوإيجابًا، فمصر مثلاً زادت النظرة الإيجابيّة لها بعد كامب ديفيد، وتحسّنت صورة دولة العراق بعد صدام.
أما بالنسبة للشعوب العربيّة فقد كانت أحسن - بالرغم من سلبيّتها - من درجة تفضيل الدول، باستثناء الفلسطينيّين الذين فرض صراعهم مع اليهود عليهم النظرة السلبيّة تجاههم، وخاصة إذا كانت أسئلة الاستطلاعات تضع الطرفين في ذات خيارات السؤال.
تشير مجمل دراسات الرأي التي نُفّذت بعد الثورات العربيّة إلى تحسّن صورة الشعوب العربيّة ودرجة احترام الآخرين لهم بعد ثوراتهم، بل وفي مشاركة بعض الشعوب لذات الطموحات العربيّة. فمثلاً في استطلاعات (PIPA ) وجامعة ميرلاند الأمريكيّة، التي سألت الأمريكيّين بشكل مباشر حول أثر الثورات العربيّة على زيادة أو نقصان تعاطفهم العام مع الشعوب العربية، فكانت النتيجة زيادة التعاطف بنسبة 39%، في حين لم ينقص التعاطف سوى عند 3%.
لم تزدِ الثورات العربيّة من تحسّن صورة الشعوب فقط، بل وحتى الدول العربيّة بعد ثورتها؛ فقد كانت درجة تفضيل مصر 40% فقط مقابل 50% لا يفضّلونها في آخر استطلاع للرأي قبل الثورة، وأمّا بعد الثورة فقد ارتفعت نسبة التفضيل إلى 60%!
وعلى الرغم من كراهيّة الأمريكيّين لمشاركة جنودهم في أعمال عسكريّة خارج حدود بلاده ، وخاصة مشاركة بريّة أو دون مشاركة أطراف دوليّة أخرى، إلاّ أنّ الأكثريّة أيّدت المشاركة في القصف العسكري الجوي في ليبيا دعمًا لمطالب الشعوب وحمايتهم بنسبة تقارب الثلثين حسب استطلاعات (CBS News Poll ).
نتيجة أن الثورات حسنّت من صورة العرب أمام الآخرين تلقّتها أستاذة جامعيّة وكأنها دليل على أن هذه الثّورات مؤامرة ضد العرب بمشاركة الأنظمة الغربيّة وتأييد شعوبها!
ولكن الأمر – كما أجبتها – بأنه ليس بهذه الحديّة؛ فليس هناك العديد من الاستطلاعات الدوريّة المتعدّدة، والتي تتيح لنا التحليل الحادّ والاستناد إلى نتيجة استطلاع واحد وكأنها قطعيّة الدلالة، مما يفتح المجال الواسع لتطبيق قاعدة "استطلاع واحد وتفسيرات متعددة"، وبالتالي اتساع مساحة الاختلاف بيننا، فمثلاً: يمكن النظر إلى تحسن صورة العرب بعد ثوراتهم بالانسجام مع الأفكار الإيجابيّة الفطريّة لشعوب لم تعد تقنع بالحكام الذين تفوق إرادتهم إرادة الملايين! أو احترام الشعوب التي تصرّ على أخذ حقوقها والتضحية لأجل ذلك، وغيرها من التفسيرات المحتملة.
لم تحسّن هذه الثورات صورة الشعوب العربيّة أمام الآخرين فقط، بل زادت من تقدير وقيمة الإنسان العربي لذاته؛ فلم يرض أحد الشباب المصريين تهمة الكسل واللهو لشباب بلده فردّ قائلاً: "إن هؤلاء الشباب ناموا في التحرير ليالي و أيامًا لخلع الرئيس" .
تبقى الثورات العربيّة حدثًا سيؤّرخ لصورة العرب ما قبلها وما بعدها، والأهم من ذلك التغيير في إدراكنا لذواتنا من الخذلان والانهزاميّة إلى العزّة والكرامة.
وحظي السؤال عن العرب وصورتهم ودولهم بالعديد من الأسئلة تزداد مع الأحداث والتطورات، كالسؤال عن العراق بعد الاحتلال الأمريكي، أو الفلسطينيّين حين يتأجّج صراعهم مع الكيان الصهيوني، واستنادًا لعوامل عديدة تنوّعت النظرة إلى الدول العربيّة سلبًا أوإيجابًا، فمصر مثلاً زادت النظرة الإيجابيّة لها بعد كامب ديفيد، وتحسّنت صورة دولة العراق بعد صدام.
أما بالنسبة للشعوب العربيّة فقد كانت أحسن - بالرغم من سلبيّتها - من درجة تفضيل الدول، باستثناء الفلسطينيّين الذين فرض صراعهم مع اليهود عليهم النظرة السلبيّة تجاههم، وخاصة إذا كانت أسئلة الاستطلاعات تضع الطرفين في ذات خيارات السؤال.
تشير مجمل دراسات الرأي التي نُفّذت بعد الثورات العربيّة إلى تحسّن صورة الشعوب العربيّة ودرجة احترام الآخرين لهم بعد ثوراتهم، بل وفي مشاركة بعض الشعوب لذات الطموحات العربيّة. فمثلاً في استطلاعات (PIPA ) وجامعة ميرلاند الأمريكيّة، التي سألت الأمريكيّين بشكل مباشر حول أثر الثورات العربيّة على زيادة أو نقصان تعاطفهم العام مع الشعوب العربية، فكانت النتيجة زيادة التعاطف بنسبة 39%، في حين لم ينقص التعاطف سوى عند 3%.
لم تزدِ الثورات العربيّة من تحسّن صورة الشعوب فقط، بل وحتى الدول العربيّة بعد ثورتها؛ فقد كانت درجة تفضيل مصر 40% فقط مقابل 50% لا يفضّلونها في آخر استطلاع للرأي قبل الثورة، وأمّا بعد الثورة فقد ارتفعت نسبة التفضيل إلى 60%!
وعلى الرغم من كراهيّة الأمريكيّين لمشاركة جنودهم في أعمال عسكريّة خارج حدود بلاده ، وخاصة مشاركة بريّة أو دون مشاركة أطراف دوليّة أخرى، إلاّ أنّ الأكثريّة أيّدت المشاركة في القصف العسكري الجوي في ليبيا دعمًا لمطالب الشعوب وحمايتهم بنسبة تقارب الثلثين حسب استطلاعات (CBS News Poll ).
نتيجة أن الثورات حسنّت من صورة العرب أمام الآخرين تلقّتها أستاذة جامعيّة وكأنها دليل على أن هذه الثّورات مؤامرة ضد العرب بمشاركة الأنظمة الغربيّة وتأييد شعوبها!
ولكن الأمر – كما أجبتها – بأنه ليس بهذه الحديّة؛ فليس هناك العديد من الاستطلاعات الدوريّة المتعدّدة، والتي تتيح لنا التحليل الحادّ والاستناد إلى نتيجة استطلاع واحد وكأنها قطعيّة الدلالة، مما يفتح المجال الواسع لتطبيق قاعدة "استطلاع واحد وتفسيرات متعددة"، وبالتالي اتساع مساحة الاختلاف بيننا، فمثلاً: يمكن النظر إلى تحسن صورة العرب بعد ثوراتهم بالانسجام مع الأفكار الإيجابيّة الفطريّة لشعوب لم تعد تقنع بالحكام الذين تفوق إرادتهم إرادة الملايين! أو احترام الشعوب التي تصرّ على أخذ حقوقها والتضحية لأجل ذلك، وغيرها من التفسيرات المحتملة.
لم تحسّن هذه الثورات صورة الشعوب العربيّة أمام الآخرين فقط، بل زادت من تقدير وقيمة الإنسان العربي لذاته؛ فلم يرض أحد الشباب المصريين تهمة الكسل واللهو لشباب بلده فردّ قائلاً: "إن هؤلاء الشباب ناموا في التحرير ليالي و أيامًا لخلع الرئيس" .
تبقى الثورات العربيّة حدثًا سيؤّرخ لصورة العرب ما قبلها وما بعدها، والأهم من ذلك التغيير في إدراكنا لذواتنا من الخذلان والانهزاميّة إلى العزّة والكرامة.