المحاضرة التاسعة: الأحد 17 جمادى الأولى 1433
مرسل: الثلاثاء إبريل 10, 2012 4:21 pm
المحاضرة التاسعة: الأحد 17 جمادى الأولى 1433 – 8 إبريل 2012
ج- الموقع الجغرافي:
أهم هذه العناصر الجغرافية من حيث التأثير على قوة الدولة و التأثير في السياسات الخارجية للدولة و التأثير في سياسة الدولة عموماً. يقول راتزل: "إن من المواقع الجغرافية ما يمثل قوة سياسية بذاته".
و من أهم أنواع المواقع المؤثرة على السياسة الدولية: I- مواقع المرور الدولي II- المواقع المطلة على البحار العامة III- الجزر المنعزلة في البحر.
I- مواقع المرور الدولي (الممرات الدولية):
هي المضايق و القنوات الدولية، مثل مضيق جبل طارق بين المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط؛ و قناة السويس بين البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر؛ و مضيق باب المندب بين البحر الأحمر و المحيط الهندي؛ و مضيق هرمز بين المحيط الهندي و الخليج العربي. و القنوات مثل قناة بنما بين المحيطين الأطلسي و الهادي؛ و مضيق البسفور و الدردنيل بين البحرين الأبيض المتوسط و الأسود. و تكمن أهمية الممرات الدولية في أنه لا مناص للدول المحيطة بها من التعامل معها سواء كان ذلك في حرب أو تجارة.
و تعد هذه الممرات محركاً هاماً للسياسات الدولية. فقناة السويس كانت مطمعاً رئيسياً للدول الكبرى إلى أن سيطرت عليها بريطانيا، و يرتبط تاريخ مصر بقناة السويس في فترة طويلة منه.
كما أن مدينة مراكش لها أهمية عظمى جعلت فرنسا و أسبانيا و ألمانيا و أحياناً بريطانيا تتصارع للسيطرة عليها.
أما البسفور و الدردنيل فهو نقطة خلاف قديمة جداً بين روسيا و تركيا. و هذا ما جعل تركيا تحظى بمكانة خاصة لدى الولايات المتحدة الأميركية و قادها إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (NATO) و صارت تتلقى مساعدات أميركية لأنها تتحكم بمرور السفن الروسية.
و مواقع المرور الدولية تتيح للدول المتحكمة فيها أو المتاخمة لها التأثير في قرارات الدول المنتفعة بالممر. إلا أن وجود هذه الممرات في الدول سلاح ذو حدين. فإذا كانت الدولة المتحكمة قوية و قادرة على الدفاع عن الممر انتفعت به؛ أما إن كانت ضعيفة فتصير مطمعاً للقوى الاستعمارية.
II- المناطق المطلة على البحار العامة:
وجود الدولة على بحر عام ييسر لها التواصل مع العالم الخارجي و يتيح لها نوعاً من النماء الاقتصادي و التجاري. و هناك نظرية لراتزل في هذا الصدد إذ يقول: "إن الشعوب الأقوى كانت دوماً و في كل مكان تعمل على احتلال المناطق الساحلية دافعة الشعوب الأضعف إلى الداخل". إلا أن هذه النظرية ليست شرطاً، فالغزو العربي لأفريقيا لم يكن من البحر بل بعيداً عنه.
و هناك مشكلات كثيرة تنجم عن الدول المحصورة. فإثيوبيا لم تكن تسمح أبداً باستقلال إرتريا لأنها كانت مطلها على البحر الأحمر. و لكنها استقلت بشرط استخدام إثيوبيا لميناء مُصَوَّع الإرتري المطل على البحر الأحمر.
III- الجزر المنعزلة في البحر:
مثل قبرص في المتوسط، يتهيأ لهذه الجزر نماء اقتصادي و تجاري كبير لأنها تكون مرفأً للقوافل التجارية. كما يتهيأ لها نماء سياحي لطبيعتها. كما يكون لها أهمية استراتيجة، فهي موقع مناسب لإقامة القواعد العسكرية. و يذكر أن أحد السلاطين العثمانيين باع قبرص لبريطانيا بمقدار من الذهب (العلاقات البريطانية العثمانية كانت جيدة آنذاك) و أقامت بريطانيا بها قاعدتين عسكريتين ما زالت بها حتى بعد نيلها الاستقلال.
و هناك نوع من الجزر المنعزلة يكون في مواجهة قارة، مثل بريطانيا. فبريطانيا ساعدها موقعها الجغرافي على اتباع سياسة (حامل الميزان)، فكانت سيدة السياسة الأوربية. فكانت تنظر إلى الصراعات الأوربية بمعزل عن موقعها فوق البحر.
و هناك جزيرة تايوان المستقلة عن الصين، و الصين ترفض هذا الاستقلال.
و هناك جزيرة كوبا المحاذية للولايات المتحدة الأميركية و التي كادت أن تقع حرب عالمية ثالثة بسببها إبان أزمة الصواريخ الكوبية.
و هذه الجزر تكمن أهميتها في أنها تشكل إما خط هجوم أول إذا ما احتلتها قوى معادية للدول المقابلة للجزر، أو أنها تشكل خط دفاع أول للدول إذا كانت تابعة للدول المقابلة للجزر.
ج- الموقع الجغرافي:
أهم هذه العناصر الجغرافية من حيث التأثير على قوة الدولة و التأثير في السياسات الخارجية للدولة و التأثير في سياسة الدولة عموماً. يقول راتزل: "إن من المواقع الجغرافية ما يمثل قوة سياسية بذاته".
و من أهم أنواع المواقع المؤثرة على السياسة الدولية: I- مواقع المرور الدولي II- المواقع المطلة على البحار العامة III- الجزر المنعزلة في البحر.
I- مواقع المرور الدولي (الممرات الدولية):
هي المضايق و القنوات الدولية، مثل مضيق جبل طارق بين المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط؛ و قناة السويس بين البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر؛ و مضيق باب المندب بين البحر الأحمر و المحيط الهندي؛ و مضيق هرمز بين المحيط الهندي و الخليج العربي. و القنوات مثل قناة بنما بين المحيطين الأطلسي و الهادي؛ و مضيق البسفور و الدردنيل بين البحرين الأبيض المتوسط و الأسود. و تكمن أهمية الممرات الدولية في أنه لا مناص للدول المحيطة بها من التعامل معها سواء كان ذلك في حرب أو تجارة.
و تعد هذه الممرات محركاً هاماً للسياسات الدولية. فقناة السويس كانت مطمعاً رئيسياً للدول الكبرى إلى أن سيطرت عليها بريطانيا، و يرتبط تاريخ مصر بقناة السويس في فترة طويلة منه.
كما أن مدينة مراكش لها أهمية عظمى جعلت فرنسا و أسبانيا و ألمانيا و أحياناً بريطانيا تتصارع للسيطرة عليها.
أما البسفور و الدردنيل فهو نقطة خلاف قديمة جداً بين روسيا و تركيا. و هذا ما جعل تركيا تحظى بمكانة خاصة لدى الولايات المتحدة الأميركية و قادها إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (NATO) و صارت تتلقى مساعدات أميركية لأنها تتحكم بمرور السفن الروسية.
و مواقع المرور الدولية تتيح للدول المتحكمة فيها أو المتاخمة لها التأثير في قرارات الدول المنتفعة بالممر. إلا أن وجود هذه الممرات في الدول سلاح ذو حدين. فإذا كانت الدولة المتحكمة قوية و قادرة على الدفاع عن الممر انتفعت به؛ أما إن كانت ضعيفة فتصير مطمعاً للقوى الاستعمارية.
II- المناطق المطلة على البحار العامة:
وجود الدولة على بحر عام ييسر لها التواصل مع العالم الخارجي و يتيح لها نوعاً من النماء الاقتصادي و التجاري. و هناك نظرية لراتزل في هذا الصدد إذ يقول: "إن الشعوب الأقوى كانت دوماً و في كل مكان تعمل على احتلال المناطق الساحلية دافعة الشعوب الأضعف إلى الداخل". إلا أن هذه النظرية ليست شرطاً، فالغزو العربي لأفريقيا لم يكن من البحر بل بعيداً عنه.
و هناك مشكلات كثيرة تنجم عن الدول المحصورة. فإثيوبيا لم تكن تسمح أبداً باستقلال إرتريا لأنها كانت مطلها على البحر الأحمر. و لكنها استقلت بشرط استخدام إثيوبيا لميناء مُصَوَّع الإرتري المطل على البحر الأحمر.
III- الجزر المنعزلة في البحر:
مثل قبرص في المتوسط، يتهيأ لهذه الجزر نماء اقتصادي و تجاري كبير لأنها تكون مرفأً للقوافل التجارية. كما يتهيأ لها نماء سياحي لطبيعتها. كما يكون لها أهمية استراتيجة، فهي موقع مناسب لإقامة القواعد العسكرية. و يذكر أن أحد السلاطين العثمانيين باع قبرص لبريطانيا بمقدار من الذهب (العلاقات البريطانية العثمانية كانت جيدة آنذاك) و أقامت بريطانيا بها قاعدتين عسكريتين ما زالت بها حتى بعد نيلها الاستقلال.
و هناك نوع من الجزر المنعزلة يكون في مواجهة قارة، مثل بريطانيا. فبريطانيا ساعدها موقعها الجغرافي على اتباع سياسة (حامل الميزان)، فكانت سيدة السياسة الأوربية. فكانت تنظر إلى الصراعات الأوربية بمعزل عن موقعها فوق البحر.
و هناك جزيرة تايوان المستقلة عن الصين، و الصين ترفض هذا الاستقلال.
و هناك جزيرة كوبا المحاذية للولايات المتحدة الأميركية و التي كادت أن تقع حرب عالمية ثالثة بسببها إبان أزمة الصواريخ الكوبية.
و هذه الجزر تكمن أهميتها في أنها تشكل إما خط هجوم أول إذا ما احتلتها قوى معادية للدول المقابلة للجزر، أو أنها تشكل خط دفاع أول للدول إذا كانت تابعة للدول المقابلة للجزر.