- الأحد إبريل 15, 2012 12:32 am
#48444
انتقل الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة إلى جوار ربه بعد صراع طويل مع المرض بمقر سكناه عن عمر ناهز ال 96 عاما وفق ما علمته الدولية من أحد المقربين من أسرته.
و أيام قليلة قبل وفاته،كانت مصادر مقربة من أسرة الرئيس الأسبق،قد كشفت أن أن هذا الأخير متواجد بالمستشفى العسكري “عين النعجة” بضواحي العاصمة الجزائرية، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للرئيس الأسبق في تحسن.
ولد في مغنية القريبة من المغرب في 25 ديسمبر 1916 و كان أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني، في 1954 سجنته الحكومة الفرنسية من 1954 إلى 1962،،وبعد الاستقلال أصبح رئيسا للجزائر قبل أن ينقلب عليه وزير دفاعه أنذاك الهواري بومدين و يزيحه عن الحكم بالقوة لينصب نفسه رئيسا للبلاد محله.
وبعد أحداث 8 أيار (مايو) 1945 التي شهدت مجازر ضد الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بما كان يعني لدى الجزائريين وفاء فرنسا بوعدها المتمثل في استقلال الجزائر، التحق بن بلة بحزب الشعب ثم بحزب انتصار الحريات الديمقراطية، لينضم إلى الجناح السري المسلح الذي كان يسمى المنظمة الخاصة التي كان يقودها حسين آيت أحمد.
وشارك في عملية السطو الشهيرة على بريد وهران، والتي قال بن بلة في آخر تصريحاته أنه هو العقل المدبر والمنفذ لها، في حين يقول حسين آيت أحمد الذي كان يقود المنظمة الخاصة أنه هو من دبر ونفذ عملية السطو.
وفي عام 1950 ألقي عليه القبض في العاصمة، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، ليتمكن من الهروب بعد سنتين قضاهما خلف القضبان، ويلتحق في عام 1952 بمحمد خيضر الذي كان متواجدا في القاهرة.
ويعتبر بن بلة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال وأحد الوجوه البارزة في حرب التحرير الجزائرية، وشارك في الحرب العالمية الثانية مع القوات الفرنسية وحصل على ميدالية عسكرية من الجنرال شارل ديجول في أبريل 1944. وبعد الاستقلال تولى بن بلة رئاسة الجزائر من 29 سبتمبر 1962 إلى 19 يونيو 1965 حيث تم عزله من قبل مجلس الثورة وتسلم الرئاسة هواري بومدين.
واقترب بن بلة خلال تواجده بمصر من الرئيس جمال عبد الناصر ومن فتحي الذيب مسؤول المخابرات المصري الشهير المكلف بالملف الجزائري، وكان أحمد بن بلة حلقة الوصل بين قيادة الثورة في الداخل والخارج، وخاصة فيما يتعلق بنقل المساعدات والأسلحة للثورة التي اندلعت في أول تشرين الثاني (نوفمبر) 1954.
وتمكنت السلطات الفرنسية من إلقاء القبض على خمسة قياديين من جبهة التحرير الوطني في عام 1956 وذلك عندما كانوا على متن طائرة كانت ستقلهم من المغرب إلى تونس، وكان على متن الطائرة كل من محمد بوضياف وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، إضافة إلى مصطفى الأشرف، وحولوا إلى سجن بفرنسا بقوا فيه حتى استقلال البلاد عام 1962.
وعندما بزغ فجر الاستقلال اندلع صراع خفي على السلطة، فالحكومة الجزائرية المؤقتة كانت ترى أن الشرعية إلى جانبها، وكان ما يسمى جيش الحدود بقيادة العقيد هواري بومدين يرى أن السلطة على مرمى حجر منه.
ولكن بومدين كان يعرف أنه بحاجة إلى شرعية تاريخية فأرسل عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي إلى السجن الذي كان قياديو جبهة التحرير مسجونين فيه، ليعرض عليهم التحالف مع جيش الحدود، ورغم أن المقصود الأول كان محمد بوضياف، إلا أن هذا الأخير رفض العرض، في حين قفز بن بلة على الفرصة.
وبعد صراع وصل إلى حد المواجهة المسلحة بين جيش الحدود وبين بعض كتائب جيش الداخل والتي خلفت مئات القتلى، زحف بومدين على العاصمة ونصب أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة.
ولم يدم التحالف بين بن بلة وبومدين طويلا، لأن الرئيس الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة أراد أن يتخلص ممن نصبوه على رأس الدولة، فشرع في إبعاد رجال بومدين مثل الشريف بلقاسم وأحمد مدغري وأحمد قايد، ثم قرر الاستيلاء على منصب وزير الخارجية الذي كان يتولاه عبد العزيز بوتفليقة، وذلك استعدادا للتخلص من بومدين الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، علما وأن بلة عين الطاهر زبيري في منصب قائد الأركان دون استشارة بومدين، لكن هذا الأخير عرف كيف يضمن ولاء زبيري، إضافة إلى ولاء قاصدي مرباح قائد جهاز المخابرات السابق.
واجتمع رجال بومدين به وحرضوه على ضرورة التحرك ليتخلصوا من بن بلة قبل أن يتخلص هو منهم، ورغم أن تقارير المخابرات المصرية التي كانت ترسل لبن بلة حذرته من أن وزير الدفاع يحضر لشيء ما، إلا أن بن بلة كان يرد بكل ثقة: بومدين في جيبي.
وفي فجر 19 حزيران (يونيو) 1965 كان الطاهر زبيري يقرع باب غرفة نوم الرئيس أحمد بن بلة، ويخبره أنه عزل من مهامه، ليوضع هذا الأخير في إقامة جبرية، إلى غاية 1980، وظل بن بلة معتقلا حتى وصل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى السلطة عام 1980 فأصدر عفوا عنه ثم غادر الجزائر متوجها إلى باريس حيث أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر ثم توجه إلى سويسرا في منفى اختياري. وفى 29 سبتمبر عام 1990 عاد بن بلة نهائيا إلى الجزائر وتولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان.
بعد مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم عام 1999 عقد مصالحة مع الرئيس بن بلة، الذي حظي بعدة تكريمات وعين على رأس لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي، كما أن بوتفليقة ألغى الاحتفالات الرسمية السنوية بذكرى الانقلاب على بن بلة، والتي كانت تسمى التصحيح الثوري.
و ظل بن بلة الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع النظام الملكي في المغرب بعيدا عن الأضواء يصارع المرض وحيدا دون مساعدة من الحكومة،إلى أن تم إدخاله إلى المستشفى العسكري “عين النعجة” في العاصمة ثم غادرها إلى بيته ليسلم الروح إلى باريها.
وتأتي وفاته في الذكرى الخمسين للاستقلال،حيث تتباين فيها مشاعر كثير من الجزائريين لانهم يرون ان طموحات مؤسسي الجمهورية الجزائرية الذين يمثلهم بن بلة لم تتحقق بعد.
و أيام قليلة قبل وفاته،كانت مصادر مقربة من أسرة الرئيس الأسبق،قد كشفت أن أن هذا الأخير متواجد بالمستشفى العسكري “عين النعجة” بضواحي العاصمة الجزائرية، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للرئيس الأسبق في تحسن.
ولد في مغنية القريبة من المغرب في 25 ديسمبر 1916 و كان أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني، في 1954 سجنته الحكومة الفرنسية من 1954 إلى 1962،،وبعد الاستقلال أصبح رئيسا للجزائر قبل أن ينقلب عليه وزير دفاعه أنذاك الهواري بومدين و يزيحه عن الحكم بالقوة لينصب نفسه رئيسا للبلاد محله.
وبعد أحداث 8 أيار (مايو) 1945 التي شهدت مجازر ضد الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بما كان يعني لدى الجزائريين وفاء فرنسا بوعدها المتمثل في استقلال الجزائر، التحق بن بلة بحزب الشعب ثم بحزب انتصار الحريات الديمقراطية، لينضم إلى الجناح السري المسلح الذي كان يسمى المنظمة الخاصة التي كان يقودها حسين آيت أحمد.
وشارك في عملية السطو الشهيرة على بريد وهران، والتي قال بن بلة في آخر تصريحاته أنه هو العقل المدبر والمنفذ لها، في حين يقول حسين آيت أحمد الذي كان يقود المنظمة الخاصة أنه هو من دبر ونفذ عملية السطو.
وفي عام 1950 ألقي عليه القبض في العاصمة، وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، ليتمكن من الهروب بعد سنتين قضاهما خلف القضبان، ويلتحق في عام 1952 بمحمد خيضر الذي كان متواجدا في القاهرة.
ويعتبر بن بلة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال وأحد الوجوه البارزة في حرب التحرير الجزائرية، وشارك في الحرب العالمية الثانية مع القوات الفرنسية وحصل على ميدالية عسكرية من الجنرال شارل ديجول في أبريل 1944. وبعد الاستقلال تولى بن بلة رئاسة الجزائر من 29 سبتمبر 1962 إلى 19 يونيو 1965 حيث تم عزله من قبل مجلس الثورة وتسلم الرئاسة هواري بومدين.
واقترب بن بلة خلال تواجده بمصر من الرئيس جمال عبد الناصر ومن فتحي الذيب مسؤول المخابرات المصري الشهير المكلف بالملف الجزائري، وكان أحمد بن بلة حلقة الوصل بين قيادة الثورة في الداخل والخارج، وخاصة فيما يتعلق بنقل المساعدات والأسلحة للثورة التي اندلعت في أول تشرين الثاني (نوفمبر) 1954.
وتمكنت السلطات الفرنسية من إلقاء القبض على خمسة قياديين من جبهة التحرير الوطني في عام 1956 وذلك عندما كانوا على متن طائرة كانت ستقلهم من المغرب إلى تونس، وكان على متن الطائرة كل من محمد بوضياف وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، إضافة إلى مصطفى الأشرف، وحولوا إلى سجن بفرنسا بقوا فيه حتى استقلال البلاد عام 1962.
وعندما بزغ فجر الاستقلال اندلع صراع خفي على السلطة، فالحكومة الجزائرية المؤقتة كانت ترى أن الشرعية إلى جانبها، وكان ما يسمى جيش الحدود بقيادة العقيد هواري بومدين يرى أن السلطة على مرمى حجر منه.
ولكن بومدين كان يعرف أنه بحاجة إلى شرعية تاريخية فأرسل عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي إلى السجن الذي كان قياديو جبهة التحرير مسجونين فيه، ليعرض عليهم التحالف مع جيش الحدود، ورغم أن المقصود الأول كان محمد بوضياف، إلا أن هذا الأخير رفض العرض، في حين قفز بن بلة على الفرصة.
وبعد صراع وصل إلى حد المواجهة المسلحة بين جيش الحدود وبين بعض كتائب جيش الداخل والتي خلفت مئات القتلى، زحف بومدين على العاصمة ونصب أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة.
ولم يدم التحالف بين بن بلة وبومدين طويلا، لأن الرئيس الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة أراد أن يتخلص ممن نصبوه على رأس الدولة، فشرع في إبعاد رجال بومدين مثل الشريف بلقاسم وأحمد مدغري وأحمد قايد، ثم قرر الاستيلاء على منصب وزير الخارجية الذي كان يتولاه عبد العزيز بوتفليقة، وذلك استعدادا للتخلص من بومدين الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، علما وأن بلة عين الطاهر زبيري في منصب قائد الأركان دون استشارة بومدين، لكن هذا الأخير عرف كيف يضمن ولاء زبيري، إضافة إلى ولاء قاصدي مرباح قائد جهاز المخابرات السابق.
واجتمع رجال بومدين به وحرضوه على ضرورة التحرك ليتخلصوا من بن بلة قبل أن يتخلص هو منهم، ورغم أن تقارير المخابرات المصرية التي كانت ترسل لبن بلة حذرته من أن وزير الدفاع يحضر لشيء ما، إلا أن بن بلة كان يرد بكل ثقة: بومدين في جيبي.
وفي فجر 19 حزيران (يونيو) 1965 كان الطاهر زبيري يقرع باب غرفة نوم الرئيس أحمد بن بلة، ويخبره أنه عزل من مهامه، ليوضع هذا الأخير في إقامة جبرية، إلى غاية 1980، وظل بن بلة معتقلا حتى وصل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد إلى السلطة عام 1980 فأصدر عفوا عنه ثم غادر الجزائر متوجها إلى باريس حيث أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر ثم توجه إلى سويسرا في منفى اختياري. وفى 29 سبتمبر عام 1990 عاد بن بلة نهائيا إلى الجزائر وتولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان.
بعد مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم عام 1999 عقد مصالحة مع الرئيس بن بلة، الذي حظي بعدة تكريمات وعين على رأس لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي، كما أن بوتفليقة ألغى الاحتفالات الرسمية السنوية بذكرى الانقلاب على بن بلة، والتي كانت تسمى التصحيح الثوري.
و ظل بن بلة الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع النظام الملكي في المغرب بعيدا عن الأضواء يصارع المرض وحيدا دون مساعدة من الحكومة،إلى أن تم إدخاله إلى المستشفى العسكري “عين النعجة” في العاصمة ثم غادرها إلى بيته ليسلم الروح إلى باريها.
وتأتي وفاته في الذكرى الخمسين للاستقلال،حيث تتباين فيها مشاعر كثير من الجزائريين لانهم يرون ان طموحات مؤسسي الجمهورية الجزائرية الذين يمثلهم بن بلة لم تتحقق بعد.