السياسه ولعبة الشطرنج
مرسل: الاثنين إبريل 16, 2012 5:24 pm
قبيل انتخابات الرئاسه في مصر اعلنت جماعة الاخوان المسلمون انها لن تسمي مرشح للرئاسه ولاتطمع في الكرسي ..واعلن اللواء عمر سليمان انه لن يترشح للرئاسه ولايريدها بل انه سافر الي المملكه العربيه السعوديه وقيل انه اعتذر عن منصب مستشار بها ..واعلن المجلس العسكري انه يقف علي مسافه متساويه من كل المرشحين وانه فقط ينظم الامر ..واعلن نواب مجلس الشعب انهم يريدونها ديمقراطيه وللشعب من يختار ..ثم فتح الباب لتقديم طلبات الترشح واذا بنا في الايام الاولي نقرأ اخبار عن ترشح بعض فئات الشعب كسائق وحانوتي ومطرب شعبي ..الخ والامر كان يسير كانه مسلسل كوميدي غايه في التسليه ..ثم كانت التراجيديا في اعلان جماعة الاخوان ترشيح المهندس خيرت الشاطر ودعمه بقوه في انتخابات الرئاسه ..وهنا ثار الثوار مره اخري ومعهم معظم الفئات متهمين الجماعه بالكذب والرغبه في الاستحواذ ..وهنا اعلن البعض انه اختيار غير موفق لان المهندس خيرت محاط بالعوائق القانونيه التي تمنعه من الترشح واخذت الجماعه تدافع بل تسلمنا بيان من محامي جماعة الاخوان ينتقد بشده اولئك الذين يقولون ان المهندس خيرت لاتنطبق عليه شروط الترشح والمهندس خيرت نفسه ظهر علي شاشات التلفاز ليعلن انه لاتمنعه اي موانع من الترشح وانه معه المستندات اللازمه ..وكعادتها جماعة الاخوان في الفتره الاخيره اعلنت الجماعه اسم مرشح احتياطي هو رئيس حزب الحريه والعداله وقرأ الجميع الرساله من ان الجماعه اصبحت غير مطمئنه للموقف القانوني للشاطر ..ويري البعض ان جماعة الاخوان لاتعي انها تعمل الان في النور وانها لم تعد جماعه محظوره تدبر في الخفاء ثم تفاجئ الجميع بالقرارت وانها مسئوله عن وطن ولايجب ابدا ان تتبع اساليب الحزب البائد من استخدام المكر والحيله في التعاطي السياسي ولااخفي عليكم سرا انني انتابني بعض القلق حينما كانت انتخابات مجلس الشعب علي اشدها ورأيت اصدقائي من الجماعه يحاولون بكل الطرق الحصول علي الاصوات وعندما ناقشتهم كان الرد بان الحرب خدعه ..واذا بنا نقرأ تصريح تمهيدي لرمز من رموز النظام الفائت وهو السيد عمر سليمان بانه لايريد الترشح وان المناشدات كثيفه عليه والضغط الشعبي يزداد لكي يقبل الترشح وان البعض ذهب امام منزله رافعا لافتات ومنشدا ومناشدا له ان يقبل الترشح وهو مازال يرفض وقيل انه رفض ان يكون الرئيس التوافقي فكيف يقبل الان ان ينزل الي المعترك دون توافق ..وفي اليوم الاخير واللجنه تلملم اوراقها كاخر يوم لاستلام طلبات الترشح نجد التراجيديا في ذروتها بتقدم اللواء عمر سليمان باوراقه كمرشح علي منصب رئيس الجمهوريه ...هكذا وكاننا امام احد الافلام المثيره او مغامرات المفتش كولومبو او كورومبو ..ولم ينسي اللواء عمر انه رئيس المخابرات المصريه لعدة سنوات وكانت طريقته في الترشح طريقه ليست تقليديه بل ان حصوله علي الاصوات في زمن قياسي يدل علي ان الرجل مازال محتفظا بعقليته وفكره المخابراتي ..وهنا يجتمع مجلس الشعب ليوافق علي قانون غريب ومريب وغير دستوري بمنع كل من عمل في منصب قيادي مع النظام السابق في العشرة سنوات الاخيره من العمل السياسي لعدة سنوات وعلي ذلك لايمكنهم الترشح لانتخابات الرئاسه الحاليه ..وهو مايعني ان مجلس الشعب الذي من المفترض انه يدافع عن قضايا قوميه ادخل نفسه في خصومات شخصيه وفصل قانون عند ترزية جدد استطاعوا في خلال ساعات من تفعيله باقتدار وجبروت يدل علي ان الاغلبيه بالمجلس تستطيع لو ارادت ان تغير وجه الحياه في مصر ....وحاله من الهياج والصراخ والتشنج في كل الاروقه ...وهنا اغلق الجميع عليهم ابوابهم وجلس الكل يفتش في دفاتره القديمه وينقب عن فضائح او اسرار ويقرأ القضايا املا في ايجاد سلاح ينسل به في وجه منافسه ..ثم مرحله من تقديم الطعون ومستندات تعوق المرشح من الاستمرار ..ولن ندخل في تفاصيل لان جميعكم تابعتكم تلك الملهاه والمأساه التي عاشتها مصر الاسابيع الماضيه حتي اعلنت اللجنه المشرفه علي انتخابات الرئاسه الاسماء النهائيه وقررت استبعاد عشرة مرشحين لاسباب مختلفه ..كان من ابرزهم اللواء عمر والمهندس خيرت ..والمستبعدون يتوعدون ويحاولون العوده من خلال القضاء والمتهم الاول الحكم العسكري وتمر الايام سعيده علي حكومة الدكتور الجنزوري لان الاضواء مسلطه علي عمليه سياسيه لادخل لهم بها ..ولكن ..هل يلعب الساده المسئولون بنا الشطرنج ؟..هل تم التخطيط لكل النتائج الحاليه؟ ..هل المجلس العسكري ادخل اللواء عمر ليكون حجر عثر امام المهندس خيرت؟!! ..ان استمرت المعركه الانتخابه كان سليمان عائقا امام الشاطر وان كانت هناك طعون يخرج سليمان ويخرج الشاطر فلا يلام المجلس العسكري اي يعمل بمفهوم واحده بواحده ..ام ان الجماعه كعادتها درست الامر من كل جوانبه والقت بالوزير امام الوزير ثم من خلفه العسكري فان اسقط الوزير الوزير تمت ترقية العسكري الي وزير ليكمل اللعبه ( مع خالص الاحترام للاشخاص الذين نقدرهم جميعا) لاندري ولكن الشعب لديه احساس ان الامور تدبر وان السياسه هلاميه وانهم لايستطيعون اعطاء الثقه كلها لفرد او وجهه واحده فما يقال اليوم يتم التراجع عنه غدا والرموز يكذبون في امور واضحه وبها مستندات وكرسي الرئاسه الان اصبح غايه يسعي اليها الجميع وهم من كانوا يلومون المخلوع انه يتشبث بالكرسي ..الجميع يلعب من خلف الستار الجماعه والعسكري ومجلس الشعب والفلول الا هؤلاء ..الثوار الذين يفشلون في ايجاد كيان سياسي لهم او التواجد وسط الشعب وليس بميدان التحرير الثوار يخسرون المعارك خسروها في انتخابات مجلس الشعب ثم الشوري والان رئاسة الجمهوريه ..بل ان ملاذهم الاول والاخير والاوحد - ميدان التحرير - شغلته جماعة الاخوان ومعهم السلفيين الجمعه الماضي وانسحب الثوار املا في تدبير وقفه او مليونيه اخري بدون من يعتقدون انه سرق منهم ثورتهم ..ابناء الرئيس السابق يرسلون للمرشد العام لجماعة الاخوان طالبين منه ان يعفو عن ابيهم المسن ويذكرونه بانه سبق ان وصفه بابو المصريين ويناسون ان الامر بيد الشعب واهالي الضحايا ليس بيد غيرهم ..والدول العربيه تضغط من اجل العفو والمحاكمات تسير بطيئه وعلي غير هوي الشعب والثوار ..كنا نامل ان تكون الشفافيه منهجا ولكن العمل في الخفاء للاسف هو السمه السائده كنا نريدها ديمقراطيه وان يتم اعطاء الفرصه لكافة القوي ولكننا نراها هيمنه وديكتاتوريه ..الثوار لايفهمون اصول اللعبه ويفشلون دائما في التعاطي وكان الاجدي بهم اما ان يرتموا في احضان القوي المسيطره الان او ان يخلقون لانفسهم كيان قوي متفرد بفكر شبابي ومفهوم حب الوطن والتضحيه من اجله بالغالي والنفيس ولكنها المليونيات التي ابعدتهم عن الفاعليات السياسيه ..ان الاخوان علي كل شبر من تراب الوطن ينتشرون ويعملون ويسيطرون انهم بالقري والنجوع فاين الثوار انهم بميدان التحرير وعلي الشاشات لهجتهم في الخطاب بعيده تماما عن لهجة رجل الشارع ..انني مع الدوله المدنيه التي تمثل فيها كل التيارات ولكن تحت مظلة القانون والدستور ..من حق الاخوان ان يترشحوا وان يحكموا ولكن علي الثوار ان يفهموا السياسه ويحاولون ترتيب انفسهم للوصول الي كل مصري بطرق الابواب والتواجد وسط الشعب ونحن في انتظار المفاجات في الايام المقبله