- الجمعة إبريل 20, 2012 11:23 pm
#48650
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت زيارة نجاد الأسبوع الماضي لجزيرة أبو موسى الإماراتية بالخليج العربي التي تحتلها إيران منذ عام 1971، زيارة استفزازية بتوقيتها وطبيعتها والتصريحات التي تزامنت معها. ولعل البعض يستغرب مثل هذه الزيارة التي تخسر إيران من ورائها إقليميّاً ودوليّاً أكثر مما تكسب، في وقت هي أحوج ما تكون فيه لتهدئة الجبهات وتقليل عدد الخصوم.
لكن الأنظمة الفوضوية التي تعاني مشاكل في الداخل تفاجئ المراقبين دوماً بحركات سياسية رعناء لا تتوافق مع العقل والمنطق، وترتكب حماقات تثبت بها دوماً أنها أساتذة في خلق الخصوم وزيادة الأعداء.
ومثال إصرار دولة مثل كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ بعيد المدى هذه الأيام، في وقت تستجدي فيه المساعدات الغذائية، يعد نموذجاً لعبثية الأنظمة الفوضوية المارقة عن حدود المنطق وحسن الجوار والعلاقات الجيدة مع الجيران.
ولا يمكن فهم زيارة نجاد وتوقيتها وأسبابها بمعزل عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالداخل الإيراني، ومن السهل ربطها بمحاولة تصدير الأزمات الاقتصادية الداخلية باختلاق المشاكل مع الجيران، وهم جيران لا يزالون يطالبون بحسن الجوار مع إيران، ولا يزالون يرفضون العدوان على إيران من قبل إسرائيل، ولا يزالون يناشدون إيران حل مشكلة احتلال الجزر عبر الحوار المباشر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، أو عبر مجلس التعاون الخليجي أو المؤتمر الإسلامي أو مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.
زيارة أبو موسى المحتلة بالنسبة لنجاد محاولة استنجاد باستعادة الثقة به شعبياً بعد استجواب برلماني له فاضح كشف تورطه أو القريبين منه بقضايا فساد مالية هائلة في وقت يعاني فيه الإنسان الإيراني من شظف العيش وقسوة الحصار الدولي.
وهي محاولة الظهور بمظهر الرئيس القوي على رغم أن الواقع يقول إن نجاد في أضعف حالات رئاسته حاليّاً بسبب خلافه المعلن مع مراكز القوى الحقيقية المرتبطة بالمرجعية حيث القرار النهائي بإيران. وفي الزيارة دغدغة لمشاعر عنصرية فارسية لدى بعض الفرس من الإيرانيين الذين لا يرون في العرب وثقافتهم خيراً قدموه للحضارة البشرية سوى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضوان الله عليهم، وحتى هذه لا يؤمن بها سوى المتدينين منهم، ولذلك أدلى بتصريحات استفزازية مجانية أكد فيها على "فارسية" الخليج اسماً، وعلى تبعية الجزر الإماراتية لإيران، ولم يكن ثمة من دواع لمثل هذه التصريحات من رئيس دولة تطالب بالتلاحم الإسلامي من أجل "المقاومة" والقدس والتصدي لـ"الشيطان الأكبر".
البعد الآخر لزيارة نجاد لجزيرة أبوموسى المحتلة هو في تزامنها مع الذكرى الأربعين لزيارة الشاه لتلك الجزر، والرسالة واضحة في ذلك: إيران الشاهنشاهية أو إيران "الإسلامية" موقفهما واحد من الجزر: احتلال.
أما البعد الزمني الثاني للزيارة، فهو تزامنها مع زيارة المبعوث الدولي للأزمة السورية -كوفي عنان- لطهران. فزيارة عنان تعني أن قرار دمشق أصبح في طهران، وهو ما ثبت بإعلان نظام دمشق في اليوم التالي بتطبيقه لقرار وقف إطلاق النار -وإن كذباً، لكن مكان زيارة عنان يحمّل طهران مباشرة استمرار المجزرة ضد الشعب السوري، وهو ما حاول نجاد تشتيت الانتباه عنه، فقد أدركت طهران متأخرة أن استقبالها كوفي عنان يعني اعترافها بالتورط المباشر بالقرار السوري ودموية المشهد في سوريا، في وقت ترفع فيه شعارات عدم التدخل الدولي في سوريا.
لقد جاءت زيارة نجاد للجزر الإماراتية المحتلة استمراراً لأزمة طهران مع نفسها، وبالتالي خلق مشاكل مع الآخرين تجنباً للتعامل مع أزمات الداخل، كما جاءت الزيارة لتذكر الخليجيين بضرورة رص الصفوف وتوحيد المواقف خصوصاً في ظل انشغال مصر الذي قد يطول، ومصادرة قرار بغداد في طهران، وتقلب مواقف الغرب حسب مصالحه.
كانت زيارة نجاد الأسبوع الماضي لجزيرة أبو موسى الإماراتية بالخليج العربي التي تحتلها إيران منذ عام 1971، زيارة استفزازية بتوقيتها وطبيعتها والتصريحات التي تزامنت معها. ولعل البعض يستغرب مثل هذه الزيارة التي تخسر إيران من ورائها إقليميّاً ودوليّاً أكثر مما تكسب، في وقت هي أحوج ما تكون فيه لتهدئة الجبهات وتقليل عدد الخصوم.
لكن الأنظمة الفوضوية التي تعاني مشاكل في الداخل تفاجئ المراقبين دوماً بحركات سياسية رعناء لا تتوافق مع العقل والمنطق، وترتكب حماقات تثبت بها دوماً أنها أساتذة في خلق الخصوم وزيادة الأعداء.
ومثال إصرار دولة مثل كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ بعيد المدى هذه الأيام، في وقت تستجدي فيه المساعدات الغذائية، يعد نموذجاً لعبثية الأنظمة الفوضوية المارقة عن حدود المنطق وحسن الجوار والعلاقات الجيدة مع الجيران.
ولا يمكن فهم زيارة نجاد وتوقيتها وأسبابها بمعزل عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالداخل الإيراني، ومن السهل ربطها بمحاولة تصدير الأزمات الاقتصادية الداخلية باختلاق المشاكل مع الجيران، وهم جيران لا يزالون يطالبون بحسن الجوار مع إيران، ولا يزالون يرفضون العدوان على إيران من قبل إسرائيل، ولا يزالون يناشدون إيران حل مشكلة احتلال الجزر عبر الحوار المباشر مع دولة الإمارات العربية المتحدة، أو عبر مجلس التعاون الخليجي أو المؤتمر الإسلامي أو مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.
زيارة أبو موسى المحتلة بالنسبة لنجاد محاولة استنجاد باستعادة الثقة به شعبياً بعد استجواب برلماني له فاضح كشف تورطه أو القريبين منه بقضايا فساد مالية هائلة في وقت يعاني فيه الإنسان الإيراني من شظف العيش وقسوة الحصار الدولي.
وهي محاولة الظهور بمظهر الرئيس القوي على رغم أن الواقع يقول إن نجاد في أضعف حالات رئاسته حاليّاً بسبب خلافه المعلن مع مراكز القوى الحقيقية المرتبطة بالمرجعية حيث القرار النهائي بإيران. وفي الزيارة دغدغة لمشاعر عنصرية فارسية لدى بعض الفرس من الإيرانيين الذين لا يرون في العرب وثقافتهم خيراً قدموه للحضارة البشرية سوى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضوان الله عليهم، وحتى هذه لا يؤمن بها سوى المتدينين منهم، ولذلك أدلى بتصريحات استفزازية مجانية أكد فيها على "فارسية" الخليج اسماً، وعلى تبعية الجزر الإماراتية لإيران، ولم يكن ثمة من دواع لمثل هذه التصريحات من رئيس دولة تطالب بالتلاحم الإسلامي من أجل "المقاومة" والقدس والتصدي لـ"الشيطان الأكبر".
البعد الآخر لزيارة نجاد لجزيرة أبوموسى المحتلة هو في تزامنها مع الذكرى الأربعين لزيارة الشاه لتلك الجزر، والرسالة واضحة في ذلك: إيران الشاهنشاهية أو إيران "الإسلامية" موقفهما واحد من الجزر: احتلال.
أما البعد الزمني الثاني للزيارة، فهو تزامنها مع زيارة المبعوث الدولي للأزمة السورية -كوفي عنان- لطهران. فزيارة عنان تعني أن قرار دمشق أصبح في طهران، وهو ما ثبت بإعلان نظام دمشق في اليوم التالي بتطبيقه لقرار وقف إطلاق النار -وإن كذباً، لكن مكان زيارة عنان يحمّل طهران مباشرة استمرار المجزرة ضد الشعب السوري، وهو ما حاول نجاد تشتيت الانتباه عنه، فقد أدركت طهران متأخرة أن استقبالها كوفي عنان يعني اعترافها بالتورط المباشر بالقرار السوري ودموية المشهد في سوريا، في وقت ترفع فيه شعارات عدم التدخل الدولي في سوريا.
لقد جاءت زيارة نجاد للجزر الإماراتية المحتلة استمراراً لأزمة طهران مع نفسها، وبالتالي خلق مشاكل مع الآخرين تجنباً للتعامل مع أزمات الداخل، كما جاءت الزيارة لتذكر الخليجيين بضرورة رص الصفوف وتوحيد المواقف خصوصاً في ظل انشغال مصر الذي قد يطول، ومصادرة قرار بغداد في طهران، وتقلب مواقف الغرب حسب مصالحه.