صفحة 1 من 1

احتلوا وول ستريت ؟

مرسل: الأحد إبريل 22, 2012 6:55 am
بواسطة فهد النهدي 1
هي حركة احتجاجات جارية تدعو إلى احتلال وول ستريت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. بدأت المظاهرات عندما نادت بها مجموعات على موقعي الفيسبوك وتويتر، وذلك تأثراً بحركة ثورات الربيع العربي التي أسقطت ثلاثة أنظمة حاكمة في الوطن العربي ووصلت إلى نظامين آخرين بأعلى درجات الاحتقان. في 15 أكتوبر دُعيَ إلى عولمة المظاهرات لتصبح حدثاً عالمياً يستهدف جميع مدن وبلدان الأرض، مما أدى إلى خروج المظاهرات في أكثر من 1,000 مدينة في 25 دولة تضم بعضاً من أكبر اقتصادات العالم، وتوسعت الحركة لتتحول إلى حركة عالمية.
بدأت الاحتجاجات بمسيرة صغيرة في 17 سبتمبر في وول ستريت شارك فيها قرابة مئة شخص، واستمرَّت أعدادهم بالنمو شيئاً فشيئاً على مدى أسبوع، حتى جاءت الشرطة واعتقلت معظمهم (أكثر من 80 شخصاً) في 24 سبتمبر بحجة "عرقلة حركة المرور". وبعد هذا الاعتقال الجماعي الأول من نوعه ترك المحتجون وول ستريت واتجهوا إلى ساحة في "حديقة زوكوتي" المُجاورة، وأصبحت هذه الساحة هي معقلهم الرئيسي حيثُ ابتعدت عنهم الشرطة نظراً إلى أن الحديقة مكان عام يُفترض أن يفتتح طوال اليوم. في 30 سبتمبر قادت الحركة مسيرة إلى مقر شرطة نيويورك احتجاجاً على الاعتقالات المستمرة، ثم حاولت قيادة مسيرة أخرى شارك فيها ألفا متظاهر عبر جسر بروكلين، لكن الشرطة اعتقلت 700 شخص منهم بحجة عرقلة المرور أيضاً، على الرغم من الإفراج عن معظمهم بعدها بساعات.
في 15 أكتوبر وبعد أسبوع من الدعوات المسبقة انتشرت الاحتجاجات للمرة الأولى لتشمل جميع مدن العالم، إذ خرجت المظاهرات في أكثر من 1,500 مدينة حول العالم مئة منها في الولايات المتحدة وحدها، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات عنيفة في العاصمة الإيطالية روما. وعلى الرغم من انحسار المظاهرات قليلاً بعد ذلك اليوم فقد استمرَّت الاعتصامات ببعض المدن الأمريكية خصوصاً نيويورك وواشنطن طوالَ الأسبوع التالي، لكن الشرطة هاجمت الاعتصامات مجدداً في 16 أكتوبر واعتقلت أكثر من 300 متظاهر في أمريكا.

في 6 أكتوبر عقدَ الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن حركة "احتلوا وول ستريت"، وقال خلاله أنه متعاطفٌ مع حالة الإحباط التي تعم صفوف المحتجين والتي دفعتهم إلى التظاهر في الشوارع، ووجه عدة انتقادات إلى حزب الجمهوريين، غير أنه عوَّل على الخطط الموضوعة لإنقاذ الوضع المالي الأمريكي. وليُؤكد أوباما أكثر على مصداقية تعاطفه مع المحتجين فقد قال أنه مستعد لفرض ضرائب إضافية على أصحاب الثروات التي تتجاوز المليون دولار لتغطية تكاليف توفير الوظائف البالغة 450 مليار دولار، وذلك على الرغم من أن البيت الأبيض لم يُولي هذا الاقتراح اهتماماً يُذكر في السابق عندما حاولَ بعض نواب الكونغرس طرحه. لكن مع أن أوباما أبدى هذا الاهتمام بالمظاهرات فقد قالت صحيفة النيويورك تايمز أنه كان يَدعم سابقاً عمليات إنقاذ البنوك التي يَنقم عليها المحتجون مشيرة إلى بعض التناقض، كما قال أحد متظاهري وول ستريت "هناك حالة من السخط الشديد اتجاه سياسات أوباما، فهو بعيد عمَّا يدور على أرض الواقع، ومنشغل حالياً بالذهاب إلى كل أنحاء البلاد لتجميع مليار دولار كي يعيد ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة".