- الأحد إبريل 22, 2012 4:51 pm
#48756
يتميز الدين الإسلامي بأنه دين محب للسلام، فهو لا يدعو إلى الحرب إلا إذا أضطر إلى ذلك وسدت أمامه جميع سبل السلام. عن عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله تعالي عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم. فهذا الحديث دليل واضح على تفضيل الإسلام للسلم على الحرب.
وإذا ما اضطر المسلمون لخوض المعركة فإنهم ملتزمون بقواعد الدين الإسلامي الحنيف. فقد ضرب الرسول – صلى الله عليه وسلم – أروع المثل على الرحمة والعدل، فكان صلى الله عليه وسلم في قتاله، لا يغدر ولا يفسد ولا يقتل امرأة أو شيخًا أو طفلاً ولا يتبع مدبرًا ولا يجهز على جريح ولا يمثل بقتيل ولا يسيء إلى أسير ولا يلطم وجهًا ولا يتعرض لمسالم ولا يهدم بيتًا ولا يقطع شجرًا.
وسنستعرض فيما يأتي بعض وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه قبل الخروج للقتال:
فعن بريده رضي الله عنه قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الهز، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تعتدوا.
ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم – إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان. وقال صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به، وقال أيضًا: لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا ولا تقتلوا أصحاب الصوامع. وقد رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الغزوات امرأة مقتولة فغضب وقال ما كانت هذه تقاتل.
فهذا نهي نبوي شريف عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال من أمثال الرهبان والنساء والشيوخ والأطفال.
ولقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يلوح في بعض الأوقات باستعمال القوة حتى يردع أعدائه ومن ثم لا تندلع الحرب. ففي غزوة تبوك لما علم الروم بقدوم جيش المسلمين فرواهاربين، حينئذ آثر النبي الانسحاب وكان بإمكانه تعقبهم ومطاردتهم وإيقاع خسائر فادحة في صفوفهم.
أما الأسرى فكانوا يعاملون معاملة خاصة، فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يقوم بشئونهم بنفسه ويرفق بهم. وفي غزوة بدر أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أصحابه بأن يكرموا الأسرى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء. كما نهى عن إيذائهم فقال: استوصوا بالأسرى خيرًا.
فهذا خلق النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم مبينًا الغرض الأساسي من بعثته إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يتحلى بالأدب ومكارم الأخلاق سواء في شبابه أو رجولته قبل بعثته وبعدها. فقد عرف في شبابه بالصدق والأمانة والتمسك بالفضائل حتى لقب بين قومه بالصادق الأمين. والمتتبع للسيرة النبوية الشريفة يرى أن الخلق العظيم هو جوهر رسالته، قد بعث – صلى الله عليه وسلم – في مجتمع ساد فيه الهمجية والتوحش فاستطاع بخلقه العظيم وبحلمه أن يحول الهمجية إلى شجاعة والطغيان إلى رحمة وعدل فصار الشر خيرًا وتبدل الظلم بنور وأخلاق الإسلام التي تضيء القلب والبصيرة.
فمن بين الأخلاق الكريمة التي كان يتصف بها النبي – صلى الله عليه وسلم وأمر بالتحلي بها هي الإيفاء بالعهود والوعود. فقد كان صلى الله عليه وسلم يفي بالعهود والعقود التي يقطعها على نفسه ويشدد على نفسه إلى أقصى مدى من أجل حقن قترة دم واحدة.
وما أروع قوله – صلى الله عليه وسلم – يوم الحديبية: والله لا تدعوني قريش إلى خطة توصل بها الأرحام وتعظم فيها الحرمات إلا أعطيتهم إياها.
ومن هنا يتضح أن الإسلام دين يدعو للسلام، دين ينبذ العدوان بجميع صوره وأشكاله، فهو دين يكفل حق الحريات قائم على التسامح. فلم يثبت أن الإسلام أكره أحدًا على الدخول فيه أو اعتناقه، قال الله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ، حتى عندما كان يقوم المسلمون بفتح مدينة من المدن، كانوا يخيرون أهلها بين الدخول في الإسلام أو البقاء على دينهم. فقد حكم المسلمون مصر وفلسطين ولبنان منذ القرن الثامن عشر ومازالت النصرانية منتشرة في هذه المدن. بل إن أسبانيا حكمها المسلمون لمدة 700 عام وكذلك الهند لمدة 500 عام وكان أغلب سكانها من غير مسلمين.
إن أمان الناس مبدأ إسلامي مكفول لبني البشر أجمعين لا فرق فيه بين مسلم وغير مسلم؛ ولذلك نجد القرآن الكريم يقرر بأن اللجوء للحرب لا يكون إلا دفاعًا عن العقيدة والنفس والوطن والأرض والعرض يقول الله تعالى: وَقَاتِلُوْا فِي سَبِيْلِ اللهِ الَّذِيْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ وَلاَتَعْتَدُوْا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِيْنَ.
ولو نظرنا إلى كافة المعارك التي خاضها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بدءًا من غزوة بدر وحتى آخر غزواته – صلى الله عليه وسلم – لوجدنا أن جميعها لم تكن إلا دفاعًا عن النفس ودفع الظلم يقول الله تعالى: الَّذِيْنَ أُخْرِجُوْا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُوْلُوا رَبُّنَا اللهُ. ومن ثم نجد القرآن الكريم يحصر دائرة القتال في الدفاع عن النفس والعقيدة ومقابلة القوة بالقوة يقول الله تعالي فَمَن اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوْا عَلَيْه بِمِثْلِ مَا اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ.
ولو تأملنا آيات القران لوجدناها تحض المؤمنين على مسالمة المسلمين وعدم قتالهم، يقول الله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوْا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ، وقوله تعالى: َفمَا اسْتَقَامُوْا لَكُمْ فَاسْتَقِيْمُوا لَهُمْ وقوله: فَإِنِ اعْتَزَلُوْكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيْلاً.
فالإسلام دين لا يقر الحرب العدوانية ولكنه – بالتأكيد – يقر الحرب الوقائية للحفاظ على النفس والعقيدة ودفع البطش والإرهاب والغدر، يقول الله تعالى: وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيْها اسْمُ اللهِ كَثِيْرًا.
ونظرًا لأن الإسلام يرفع راية السلام ويؤمن بالتعايش السلمي بين أفراد مجتمعه، حضت العقيدة الإسلامية المسلمين على معاملة غير المسلمين من أهل الكتاب – إذا كانوا تحت سلطانهم – بالعدل والرحمة والمودة، ومن ثم فإن لهم كافة الحقوق التي للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وفقًا للقاعدة الشرعية التي تقول لهم مالنا وعليهم ما علينا.
وكان قادة الجيش الإسلامي إذا دخلوا بلدًا كتبوا لأهلها عهداً، وكانوا يأمرون بألا تهدم لهم بيعة ولا كنيسة ولا يمنعون من ضرب النواقيس إلا في أوقات الأذان والصلاة ولا يمنعون من إبراز الصلبان في أعيادهم. وعندما ذهب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لفتح بيت المقدس امتنع عن الصلاة في الكنيسة خوفًا منه أن يتعلل المسلمون بذلك ويقولون عمر صلى فيها.
وأخيراً يمكننا القول بأن الدين الإسلامي هو دين السلام فالتحية المتبادلة بين أفراده هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والجنة هي دار السلام يقول الله تعالى: واللهُ يدعو إلى دارِ السلامِ ويَهدي مَنْ يشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ، وقد خصص الله لعباده الأتقياء دار السلام يقول تعالى: لهمْ دارُ السلامِ عند رَبِّهِمْ وأن تحيتهم في الجنة هي السلام يقول الله تعالى: تَحِيَّتُهْم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ، والملائكة عندما تدخل عليهم تلقي عليهم السلام يقول الله تعالى: والملائكةُ يَدخلونَ عليهم مِن كلِّ بابٍ سلامٌ عليكمْ بما صبرتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدارِ. ويكفي القول بأن الله – سبحانه وتعالى – جعل من بين أسمائه السلام للتدليل على أنه مصدر السلام والداعي للسلام والمحبب للسلام
وإذا ما اضطر المسلمون لخوض المعركة فإنهم ملتزمون بقواعد الدين الإسلامي الحنيف. فقد ضرب الرسول – صلى الله عليه وسلم – أروع المثل على الرحمة والعدل، فكان صلى الله عليه وسلم في قتاله، لا يغدر ولا يفسد ولا يقتل امرأة أو شيخًا أو طفلاً ولا يتبع مدبرًا ولا يجهز على جريح ولا يمثل بقتيل ولا يسيء إلى أسير ولا يلطم وجهًا ولا يتعرض لمسالم ولا يهدم بيتًا ولا يقطع شجرًا.
وسنستعرض فيما يأتي بعض وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه قبل الخروج للقتال:
فعن بريده رضي الله عنه قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله عز وجل وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الهز، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تعتدوا.
ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم – إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان. وقال صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به، وقال أيضًا: لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا ولا تقتلوا أصحاب الصوامع. وقد رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الغزوات امرأة مقتولة فغضب وقال ما كانت هذه تقاتل.
فهذا نهي نبوي شريف عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال من أمثال الرهبان والنساء والشيوخ والأطفال.
ولقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يلوح في بعض الأوقات باستعمال القوة حتى يردع أعدائه ومن ثم لا تندلع الحرب. ففي غزوة تبوك لما علم الروم بقدوم جيش المسلمين فرواهاربين، حينئذ آثر النبي الانسحاب وكان بإمكانه تعقبهم ومطاردتهم وإيقاع خسائر فادحة في صفوفهم.
أما الأسرى فكانوا يعاملون معاملة خاصة، فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يقوم بشئونهم بنفسه ويرفق بهم. وفي غزوة بدر أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أصحابه بأن يكرموا الأسرى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء. كما نهى عن إيذائهم فقال: استوصوا بالأسرى خيرًا.
فهذا خلق النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم مبينًا الغرض الأساسي من بعثته إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. فقد كان – صلى الله عليه وسلم – يتحلى بالأدب ومكارم الأخلاق سواء في شبابه أو رجولته قبل بعثته وبعدها. فقد عرف في شبابه بالصدق والأمانة والتمسك بالفضائل حتى لقب بين قومه بالصادق الأمين. والمتتبع للسيرة النبوية الشريفة يرى أن الخلق العظيم هو جوهر رسالته، قد بعث – صلى الله عليه وسلم – في مجتمع ساد فيه الهمجية والتوحش فاستطاع بخلقه العظيم وبحلمه أن يحول الهمجية إلى شجاعة والطغيان إلى رحمة وعدل فصار الشر خيرًا وتبدل الظلم بنور وأخلاق الإسلام التي تضيء القلب والبصيرة.
فمن بين الأخلاق الكريمة التي كان يتصف بها النبي – صلى الله عليه وسلم وأمر بالتحلي بها هي الإيفاء بالعهود والوعود. فقد كان صلى الله عليه وسلم يفي بالعهود والعقود التي يقطعها على نفسه ويشدد على نفسه إلى أقصى مدى من أجل حقن قترة دم واحدة.
وما أروع قوله – صلى الله عليه وسلم – يوم الحديبية: والله لا تدعوني قريش إلى خطة توصل بها الأرحام وتعظم فيها الحرمات إلا أعطيتهم إياها.
ومن هنا يتضح أن الإسلام دين يدعو للسلام، دين ينبذ العدوان بجميع صوره وأشكاله، فهو دين يكفل حق الحريات قائم على التسامح. فلم يثبت أن الإسلام أكره أحدًا على الدخول فيه أو اعتناقه، قال الله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّيْنِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ، حتى عندما كان يقوم المسلمون بفتح مدينة من المدن، كانوا يخيرون أهلها بين الدخول في الإسلام أو البقاء على دينهم. فقد حكم المسلمون مصر وفلسطين ولبنان منذ القرن الثامن عشر ومازالت النصرانية منتشرة في هذه المدن. بل إن أسبانيا حكمها المسلمون لمدة 700 عام وكذلك الهند لمدة 500 عام وكان أغلب سكانها من غير مسلمين.
إن أمان الناس مبدأ إسلامي مكفول لبني البشر أجمعين لا فرق فيه بين مسلم وغير مسلم؛ ولذلك نجد القرآن الكريم يقرر بأن اللجوء للحرب لا يكون إلا دفاعًا عن العقيدة والنفس والوطن والأرض والعرض يقول الله تعالى: وَقَاتِلُوْا فِي سَبِيْلِ اللهِ الَّذِيْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ وَلاَتَعْتَدُوْا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِيْنَ.
ولو نظرنا إلى كافة المعارك التي خاضها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بدءًا من غزوة بدر وحتى آخر غزواته – صلى الله عليه وسلم – لوجدنا أن جميعها لم تكن إلا دفاعًا عن النفس ودفع الظلم يقول الله تعالى: الَّذِيْنَ أُخْرِجُوْا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُوْلُوا رَبُّنَا اللهُ. ومن ثم نجد القرآن الكريم يحصر دائرة القتال في الدفاع عن النفس والعقيدة ومقابلة القوة بالقوة يقول الله تعالي فَمَن اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوْا عَلَيْه بِمِثْلِ مَا اعْتَدٰى عَلَيْكُمْ.
ولو تأملنا آيات القران لوجدناها تحض المؤمنين على مسالمة المسلمين وعدم قتالهم، يقول الله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوْا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ، وقوله تعالى: َفمَا اسْتَقَامُوْا لَكُمْ فَاسْتَقِيْمُوا لَهُمْ وقوله: فَإِنِ اعْتَزَلُوْكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيْلاً.
فالإسلام دين لا يقر الحرب العدوانية ولكنه – بالتأكيد – يقر الحرب الوقائية للحفاظ على النفس والعقيدة ودفع البطش والإرهاب والغدر، يقول الله تعالى: وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيْها اسْمُ اللهِ كَثِيْرًا.
ونظرًا لأن الإسلام يرفع راية السلام ويؤمن بالتعايش السلمي بين أفراد مجتمعه، حضت العقيدة الإسلامية المسلمين على معاملة غير المسلمين من أهل الكتاب – إذا كانوا تحت سلطانهم – بالعدل والرحمة والمودة، ومن ثم فإن لهم كافة الحقوق التي للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وفقًا للقاعدة الشرعية التي تقول لهم مالنا وعليهم ما علينا.
وكان قادة الجيش الإسلامي إذا دخلوا بلدًا كتبوا لأهلها عهداً، وكانوا يأمرون بألا تهدم لهم بيعة ولا كنيسة ولا يمنعون من ضرب النواقيس إلا في أوقات الأذان والصلاة ولا يمنعون من إبراز الصلبان في أعيادهم. وعندما ذهب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لفتح بيت المقدس امتنع عن الصلاة في الكنيسة خوفًا منه أن يتعلل المسلمون بذلك ويقولون عمر صلى فيها.
وأخيراً يمكننا القول بأن الدين الإسلامي هو دين السلام فالتحية المتبادلة بين أفراده هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والجنة هي دار السلام يقول الله تعالى: واللهُ يدعو إلى دارِ السلامِ ويَهدي مَنْ يشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ، وقد خصص الله لعباده الأتقياء دار السلام يقول تعالى: لهمْ دارُ السلامِ عند رَبِّهِمْ وأن تحيتهم في الجنة هي السلام يقول الله تعالى: تَحِيَّتُهْم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ، والملائكة عندما تدخل عليهم تلقي عليهم السلام يقول الله تعالى: والملائكةُ يَدخلونَ عليهم مِن كلِّ بابٍ سلامٌ عليكمْ بما صبرتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدارِ. ويكفي القول بأن الله – سبحانه وتعالى – جعل من بين أسمائه السلام للتدليل على أنه مصدر السلام والداعي للسلام والمحبب للسلام