منتديات الحوار الجامعية السياسية

تعريف بدول العالم المعاصر
By نايف باوزير 1
#48848
البرتغال (بالبرتغالية Portugal تلفظ ‏‎[puɾtuˈɡaɫ]‎‏)، ورسميا الجمهورية البرتغالية (بالبرتغالية República Portuguesa تلفظ ‏‎[ʁɛˈpublikɐ puɾtuɡezɐ]‎‏)، بلد يقع في جنوب غرب أوروبا في شبه الجزيرة الإيبيرية. البرتغال هي أقصى دول أوروبا باتجاه الغرب، [2] ويحدها المحيط الأطلسي إلى الغرب والجنوب وإسبانيا من الشمال والشرق. كما أن أرخبيلي جزر الأزور وماديرا في المحيط الأطلسي هي أيضًا جزء من البرتغال.
استوطنت الأرض داخل حدود البرتغال الحالية بشكل مستمر منذ عصور ما قبل التاريخ. في عام 29 ق.م قطن البلاد الغاليسيون واللوسيتانيين عندما تم دمجها في الإمبراطورية الرومانية باسم مقاطعة لوسيتانيا وجزء من مقاطعة غاليسيا. أثر المستوطنون الرومان بشدة في الثقافة البرتغالية، وخاصة اللغة البرتغالية والتي يستمد معظمها من اللاتينية. في القرن الخامس وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، خضعت المنطقة لعدة شعوب جرمانية أبرزها السويبيون والقوط الغربيون. في أوائل القرن الثامن غزا المسلمون تلك الممالك الجرمانية وسيطروا على معظم شبه الجزيرة الإيبيرية.
خلال فترة سقوط الأندلس، استوطنت البرتغال كجزء من مملكة غاليسيا. تم الاعتراف بتأسيس المملكة عام 1143 واستقرت حدودها بحلول عام 1249، وهي بذلك تدعي كونها أقدم دولة قومية أوروبية.[3] في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ونتيجة للاستكشاف البحري توسعت البرتغال لتصبح إمبراطورية عالمية شملت ممتلكاتها أراض في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وأصبحت قوة عالمية كبرى اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً. كانت الإمبراطورية البرتغالية أولى الامبراطوريات العالمية، [4][5][6] وأطولها عمراً. في عام 1580 بعد أزمة الخلافة على العرش اتحدت مع إسبانيا لفترة عرفت بالاتحاد الإيبيري، ولكن في عام 1640 نالت استقلالها التام خلال حرب الاستعادة البرتغالية والتي أدت إلى إنشاء سلالة جديدة والعودة إلى الفصل السابق بين الإمبراطوريتين.
أدى كل من زلزال لشبونة عام 1755 والغزوات الإسبانية والفرنسية، والتي تلاها فقدان البرتغال لكبرى مستعمراتها البرازيل، أدى ذلك كله إلى تدهور الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي فضلاً عن تراجع مكانة البرتغال الدولية كقوة عالمية خلال القرن التاسع عشر. بعد الاطاحة بالنظام الملكي في عام 1910، برزت جمهورية ديمقراطية غير مستقرة استبدلت بدكتاتورية "استادو نوفو". بعد الحرب البرتغالية الاستعمارية وثورة القرنفل في عام 1974، استعادت البلاد الديمقراطية وتنازلت عن المقاطعات ما وراء البحار المتبقية (أبرزها أنغولا وموزمبيق في أفريقيا) وسلمت ماكاو إلى الصين في عام 1999.
تعد البرتغال من البلدان المتقدمة، [7] وتحتل المرتبة 19 عالميًا من حيث جودة الحياة، وفقاً لوحدة معلومات الايكونومست. تصنف أيضًا الدولة 13 الأكثر سلمية والبلد الثامن الأكثر عولمة. هي عضو في الاتحاد الأوروبي (انضمت للسوق الأوروبية المشتركة في عام 1986، وتركت الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة حيث كانت عضوًا مؤسسًا في 1960) والأمم المتحدة، وكذلك أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد اللاتيني ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومجموعة البلدان المتحدثة بالبرتغالية ومنطقة اليورو وأيضًا من دول الشنغن.

التاريخ المبكر:
تشترك البرتغال في تاريخها المبكر مع بقية شبه الجزيرة الأيبيرية. يشتق الاسم البرتغال من الاسم الروماني بورتوس كال. أما في الروايات العربية فيقال أن هذه التسمية تعود إلى وفرة أشجار البرتقال وسماها العرب بلاد البرتقال. استوطن المنطقة السلتيون والشعوب التي سبقتهم، مما أدى إلى ظهور الغاليسيين واللوسيتانيين والسلتيسيين والسينيتيين، بالإضافة إلى شعوب أخرى واردة مثل الفينيقيين والقرطاجيين. خضعت المنطقة للحكم الروماني تحت اسم لوسيتانيا من 45 ق.م حتى 298 م، حيث استوطنها السويبيون والبوريون والقوط الغربيون وفتحها لاحقاً المسلمون. من التأثيرات الأخرى الأقل أهمية هي بعض بقايا القرن الخامس من مستوطنات ألان والتي تم العثور عليها في ألنكير وكويمبرا وحتى في لشبونة.



سقوط الأندلس:
خلال فترة سقوط الأندلس، سيطر المسيحيون الأوروبيون على شبه الجزيرة الإيبيرية من المغاربة المسلمين. في عام 868، تم تشكيل أولى مقاطعات البرتغال. يعتبر عادة الانتصار على المسلمين في معركة أوريكي عام 1139 المناسبة التي حولت مقاطعة البرتغال من إقطاعية لمملكة ليون إلى مملكة البرتغال المستقلة. في 24 يونيو 1128، وقعت معركة ساو ماميد قرب غيمارايس. هزم أفونسو أنريكي كونت البرتغال، والدته الكونتيسة تيريزا وعشيقها فيرناو بيريس دي ترافا، معلنأ نفسه الزعيم الأوحد. أعلن أفونسو أنريكي رسمياً استقلال البرتغال عندما أعلن نفسه ملكاً على البرتغال في 25 يوليو 1139 بعد معركة أوريكي. اعترف به عام 1143 ألفونسو السابع ملك ليون وقشتالة وفي 1179 من قبل البابا الكسندر الثالث. اندفع أفونسو أنريكي وخلفائه مدعومين بنظام الرهبانية العسكري جنوباً لطرد المسلمين، حيث كانت مساحة البرتغال نصف مساحتها الحالية. في 1249 انتهى التوسع البرتغالي مع الاستيلاء على ألغارف على الساحل الجنوبي مما أعطى البرتغال حدودها في الوقت الحاضر مع استثناءات طفيفة.
بين عامي 1348-1349 وعلى غرار بقية أوروبا، فقد دمر الطاعون البرتغال.[9] وفي 1373 أقامت البرتغال تحالفاً مع إنجلترا وهو أطول تحالف ديمومة في التاريخ. في عام 1383 ادعى ملك قشتالة وهو زوج ابنة الملك البرتغالي الذي توفي دون وريث ذكر، حقه في العرش. قامت حينها ثورة شعبية أدت إلى أزمة 1383-1385. هزم فصيل من النبلاء البسطاء والعوام بقيادة جون من أفيز (في وقت لاحق جون الأول) مؤيداً بالجنرال نونو ألفارس بيريرا القشتاليين في معركة ألجوباروتا. يحتفل بهذه المعركة كرمز للمجد والنضال من أجل الاستقلال عن إسبانيا المجاورة.
عهد الاستكشاف والاستعمار:
في العقود التالية، قادت البرتغال استكشاف العالم وبدأ عصر الاستكشاف. أصبح الأمير هنري الملاح ابن الملك جواو الأول، الراعي الرئيسي في هذا المسعى. في سنة 1415، غزت البرتغال أولى مستعمراتها وراء البحار مدينة سبتة والتي كانت بدورها أكبر مركز تجاري إسلامي مزدهر في شمال أفريقيا. ومن هناك تابعت اكتشافاتها الأولى في المحيط الأطلسي: ماديرا وجزر الأزور والتي أدت إلى حركات الاستعمار الأولى.
خلال القرن الخامس عشر أبحر المستكشفون البرتغاليون على طول ساحل أفريقيا. أقاموا مراكز تجارية لأنواع عديدة من السلع القابلة للتداول في ذلك الوقت، بدءاً من الذهب للعبيد وذلك في طريقهم إلى الهند وتوابلها، والتي كانت أوروبا تهيم بها دوماً. عمدت معاهدة تورديسيلاس إلى حل النزاع الذي حصل بعد عودة كريستوفر كولومبوس. وقعت المعاهدة في 7 يونيو 1494 والتي قسمت العالم خارج أوروبا في احتكار ثنائي حصري بين البرتغاليين والأسبان على طول خط الطول بين الشمال والجنوب 370 فرسخ أو 970 ميلs (1,560 كم) غربي جزر الرأس الأخضر. في سنة 1498، وصل فاسكو دا جاما أخيراً إلى الهند، وبدأ الرخاء الاقتصادي يسود سكان البرتغال البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة آنذاك. وفي سنة 1500 اكتشف بيدرو ألفاريز كابرال البرازيل لصالح البرتغال.[10] وبعدها بعشرة أعوام قام ألفونسو دي ألبوكيرك بغزو غوا في الهند ومضيق هرمز على الخليج العربي وملقا في ماليزيا الحالية. هكذا سيطرت الإمبراطورية البرتغالية على التجارة في المحيط الهندي وجنوب المحيط الأطلسي. حاول البحارة البرتغاليون الوصول إلى شرق آسيا بالإبحار شرقاً من أوروبا حاطين في أماكن مثل تايوان واليابان وجزيرة تيمور وربما كانوا أول الأوروبيين اكتشافاً لأستراليا وحتى نيوزيلندا. حددت معاهدة سرقسطة الموقعة في 22 أبريل 1529 بين البرتغال وإسبانيا خط ترسيم الحدود المنصوص عليها في معاهدة تورديسيلاس. فأعطى جزر الملوك إلى البرتغال والفلبين لإسبانيا. ساهمت كل تلك الحقائق في جعل البرتغال قوة كبرى في العالم من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية من القرن الخامس عشر إلى بداية القرن السادس عشر.
الاتحاد مع إسبانيا ومحاولة الاستقلال:
انقطع استقلال البرتغال بين 1580 و 1640، بسبب مقتل الملك سيباستيان في معركة القصر الكبير في المغرب. استولى فيليب الثاني ملك إسبانيا على عرش البرتغال وأصبح بذلك فيليب الأول ملك البرتغال. على الرغم من أن البرتغال لم تخسر استقلالها الرسمي، فإنها خضعت لنفس الملك الذي حكم إسبانيا، وبالتالي تشكل اتحاد لفترة وجيزة بين المملكتين كاتحاد شخصي.
اتحاد التيجان حرم البرتغال من سياسة خارجية مستقلة، وأدى إلى تورط البلاد في حرب السنوات الثمانين وهي الحرب التي خاضتها أوروبا في ذلك الوقت بين إسبانيا وهولندا. أدت الحرب إلى تدهور في العلاقات مع الحليف الأقدم للبرتغال ألا وهي إنكلترا وفقدانها لهرمز أيضاً. بين 1595-1663 وبسبب الحرب الهولندية البرتغالية قامت الشركات الهولندية بمهاجمة المستعمرات البرتغالية وسفن شحنهم، ومصالحهم التجارية في البرازيل وأفريقيا والهند والشرق الأقصى، وتحالفوا مع منافسيهم من الزعماء المحليين، وفككوا احتكار تجارة البرتغال في آسيا. فقد تعرضت مستوطنات الامبراطورية البرتغالية الساحلية والمكشوفة للسقوط الواحدة تلو الأخرى، مما أثبت أنها هدفا أسهل من الامبراطورية الأسبانية[. في 1640، قاد جون الرابع انتفاضة مدعومة النبلاء الساخطين وأصبح الملك المعلن. انتهت حرب الاستعادة البرتغالية بين البرتغال وإسبانيا أعقاب ثورة 1640، بعد 60 عاماً من الاتحاد الإيبيري تحت حكم آل هابسبورغ. كانت هذه بداية لبيت براجانزا، الذين حكموا البرتغال حتى عام 1910. في 1 نوفمبر 1755 ضرب زلزال عنيف مدينة لشبونة، وهي أكبر مدينة وعاصمة الإمبراطورية البرتغالية، مما أدى إلى مقتل الآلاف ودمار أجزاء كبيرة من المدينة.[ في 1762 غزت إسبانيا الأراضي البرتغالية كجزء من حرب السنوات السبع، لكن وبحلول عام 1763 عاد الوضع بين البلدين إلى ما كان عليه قبل الحرب. خلال القرن الثامن عشر هاجر ما يقرب من 400,000 شخص إلى البرازيل. وفي خريف عام 1807، تحركت القوات الفرنسية بقيادة نابليون لغزو إسبانيا والبرتغال. استطاعت القوات البريطانية البرتغالية بين 1807-1811 من صد الغزو الفرنسي.
استقلال البرازيل:
البرازيل سنة 1822 فقط قبل استقلالها.
مقال تفصيلي :إعلان استقلال البرازيل
بدأت البرتغال في انحدار بطيء قاس حتى القرن العشرون. تسارع هذا التراجع سنة 1822 بسبب استقلال أكبر مستعمراتها البرازيل. في عام 1807 عندما حاصرت جيوش نابليون العاصمة البرتغالية لشبونة، فر الأمير الحاكم جواو السادس من البرتغال إلى البرازيل. أنشئ هناك ريو دي جانيرو عاصمة للإمبراطورية البرتغالية والتي سميت سنة 1815 بالمملكة المتحدة من البرتغال والبرازيل وألغارف. نظراً لوصول العائلة المالكة البرتغالية وفإن الحالة البرازيلية الإدارية والمدنية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية تطورت جداً. قاتل البرتغاليون وحلفائهم البريطانيون ضد الغزو الفرنسي للبرتغال وبحلول سنة 1815 تراجعت حدة الصراع في أوروبا بما فيه الكفاية ليعود جواو السادس بأمان إلى لشبونة. مع ذلك فإن ملك البرتغال بقي في البرازيل حتى الثورة الليبرالية في عام 1820 والتي بدأت في بورتو وطالبت بعودته إلى لشبونة في عام 1821. هكذا عاد جواو السادس إلى البرتغال وترك ابنه بيدرو مسؤولاً عن البرازيل. عندما حاول الملك في العام التالي إعادة البرازيل إلى وضعها السابق كإمارة برتغالبة بدلاً من مملكة، أعلن ابنه بيدرو وبدعم ساحق من النخبة البرازيلية استقلال البرازيل عن البرتغال. كانت سيسبلاتينا (دولة الأوروغواي حالياً) في الجنوب آخر الإضافات إلى البرازيل تحت الحكم البرتغالي.
الاستعمار البرتغالي لأفريقيا:
الخريطة الوردية تظهر ادعاء البرتغال الفاشل في امتلاكها الأرض بين أنغولا والموزامبيق في الشطر الثاني من القرن التاسع عشر.
في ذروة الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر كانت البرتغال قد خسرت أراضيها في أمريكا الجنوبية وأغلبها في آسيا. كانت لواندا وبنغيلا وبيساو ولورينزو ماركيز وبورتو أمبويم وجزيرة موزامبيق من بين أقدم المدن البرتغالية في الأراضي الأفريقية. خلال هذه المرحلة ركز البرتغال نشاطها الاستعماري في أفريقيا إلى أراض أكبر لتستطيع المنافسة مع الدول الأوروبية الأخرى. رسمت حدود المستعمرات البرتغالية مع مؤتمر برلين لسنة 1884 بناء على طلب من البرتغال لحماية مصالح قرون طويلة في القارة من منافسة القوى الاستعمارية الأخرى. أنشئت المدن البرتغالية في أفريقيا مثل نوفا لشبونة وسا دا بانديرا وسيلفا بورتو ومالانجي وتيتي وفيلا جونكيرو وفيلا بيري وفيلا كابرال أو أعيد تطويرها خلال هذه الفترة وما بعدها. كما تم تأسيس مدن ساحلية جديدة مثل بيرا وموساميديس ولوبيتو وجواو بيلو وناكالا وبورتو اميليا. حتى قبل مطلع القرن العشرين بدأت خطوط السكك الحديدية مثل تلك في بنغيلا في أنغولا وبيرا في موزمبيق لربط المناطق الساحلية بمناطق داخلية محددة. حلقة أخرى من هذه الفترة من الوجود البرتغالي في أفريقيا تشمل إنذار 1890 البريطاني الذي أجبر القوات العسكرية البرتغالية على التراجع عن الأراضي الواقعة بين المستعمرات البرتغالية في موزامبيق وأنغولا (أغلب زيمبابوي الحالية وزامبيا) والتي طالبت بها البرتغال وشملتها "الخريطة الوردية" والتي تداخلت مع التطلعات البريطانية لإنشاء سكة حديد القاهرة إلى كيب تاون. كانت الأراضي البرتغالية في أفريقيا الرأس الأخضر وساو تومي وبرينسيبي وغينيا البرتغالية وأنغولا وموزامبيق. كانت القلعة الصغيرة ساو جواو بابتيستا دي أجودا على ساحل داهومي أيضاً تحت الحكم البرتغالي. بالإضافة إلى ذلك فإن البلد كان لا يزال يحكم الأراضي الآسيوية في الهند البرتغالية آنذاك تيمور البرتغالية وماكاو.
تبدلات نظام الحكم:
خريطة المستعمرات البرتغالية في أفريقيا خلال حرب المستعمرات (1961–1974).
في 1 شباط / فبراير 1908، اغتيل الملك كارلوس الأول ملك البرتغال وولي عهده الأمير لويس فيليبي في لشبونة. في عام 1910، خلعت الثورة الملكية البرتغالية الملك الأخير مانويل الثاني ولكن الفوضى استمرت خلال الجمهورية الأولى وعانت من مشاكل اقتصادية كبيرة تفاقمت جراء التدخل العسكري في الحرب العالمية الأولى والتي أدت إلى الانقلاب العسكري الذي وقع في 1926. أدى هذا بدوره إلى إنشاء ديكتاتورية يمينية نوفو استادو تحت حكم أنطونيو سالازار. كانت البرتغال واحدة من خمس دول أوروبية حافظت على الحياد في الحرب العالمية الثانية. من الأربعينيات وحتى الستينيات ساهمت البرتغال في تأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة. في عام 1961، أدى ضم ساو جواو بابتيستا دي أجودا إلى داهومي (بنين الحالية) إلى بدء عملية أدت إلى حل نهائي للإمبراطورية البرتغالية. وفقاً لتعداد عام 1921 ضمت ساو جواو باولو بابتيستا دي أجودا 5 أشخاص وعند الإنذار من قبل حكومة داهومي قطنها شخصان فقط يمثلون السيادة البرتغالية. حصل تراجع قسري آخري من المستعمرات في ديسمبر كانون الأول عام 1961 عندما شارك الجيش والبحرية البرتغالية في النزاع المسلح في مستعمراتها في الهند البرتغالية ضد الغزو الهندي. أسفرت العمليات إلى هزيمة الحامية البرتغالية المعزولة والصغيرة نسبياً والتي اضطرت للاستسلام. كانت النتيجة خسارة الأراضي البرتغالية في شبه القارة الهندية. وأيضاً في أوائل الستنيات أدت حركات الاستقلال في مقاطعات ما وراء البحار البرتغالية في أنغولا وموزامبيق وغينيا في أفريقيا إلى الحرب المستعمرات البرتغالية (1961-1974). طوال فترة حرب المستعمرات اضطرت البرتغال للتعامل مع المعارضة المتزايدة والحظر على الأسلحة والعقوبات الأخرى التي فرضها المجتمع الدولي. في أبريل 1974 قاد اليساريون انقلاباً أبيضاً في لشبونة، والذي يعرف باسم ثورة القرنفل والذي قاد الطريق للديمقراطية الحديثة فضلاً عن استقلال المستعمرات السابقة في أفريقيا وبعد عامين من الفترة الانتقالية المعروفة باسم (العملية الثورية المستمرة) والتي تميزت بالاضطرابات الاجتماعية والنزاعات على السلطة بين اليسار واليمين. حاولت بعض الفصائل بما في ذلك الحزب الشيوعي ألفارو كونيال دون جدوى تحويل البلاد إلى دولة شيوعية شمولية. تراجعت أراضي البرتغال في الخارج بعد قبولها شروط استقلال مستعمراتها عبر ممثلي القيادة البرتغالية والذي أدى إلى ظهور دول شيوعية مستقلة حديثا في عام 1975 (على الأخص جمهورية أنغولا الشعبية وجمهورية الموزمبيق الشعبية)، دفع ذلك بالبرتغاليين بالنزوح من الأراضي البرتغالية الأفريقية (و معظمهم من أنغولا وموزامبيق البرتغاليتين).[15][16] فر ما يقرب من مليون لاجئ برتغالي من المستعمرات البرتغالية السابقة. اتهم ماريو سواريز وأنطونيو دي ألميدا سانتوس بتنظيم استقلال مستعمرات البرتغال في الخارج. بحلول عام 1975، نالت جميع الأراضي البرتغالية الأفريقية استقلالها وعقدت أول انتخابات ديمقراطية في البرتغال منذ 50 عاماً. ومع ذلك حكم البلاد إدارة مشتركة عسكرية ومدنية مؤقتة حتى الانتخابات التشريعية لعام 1976.
التكامل الأوروبي:
وقعت معاهدة لشبونة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي في 13 ديسمبر 2007 في دير جيرونيموس في لشبونة
في عام 1986 انضمت البرتغال للسوق الأوروبية المشتركة والتي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأوروبي. لم تسلم آخر أراضي البرتغال في الخارج (ماكاو) إلى جمهورية الصين الشعبية حتى عام 1999 وذلك في إطار الإعلان المشترك عام 1987 الذي وضع شروط تسليم مكاو. في عام 2002، كان استقلال تيمور الشرقية حيث اعترفت البرتغال بها رسمياً بعد عدم اكتمال عملية إنهاء الاستعمار التي بدأت في عام 1975 بسبب ثورة القرنفل. في 26 آذار / مارس 1995 بدأت البرتغال تنفيذ قواعد منطقة شنغن حيث أنهت مراقبة الحدود مع الدول الأخرى الأعضاء في منطقة الشنغن بينما عززت مراقبة حدودها مع الدول غير الأعضاء. في عام 1996 كانت البلاد أحد المؤسسين لمجموعة البلدان المتحدثة بالبرتغالية ومقرها في لشبونة. جرى المعرض العالمي لعام 1998 في البرتغال وفي عام 1999 كانت واحدة من الدول المؤسسة لليورو ومنطقة اليورو. في يوم 5 يوليو 2004 ترشح خوسيه مانويل دوراو باروسو رئيس الوزراء حينها لرئاسة المفوضية الأوروبية وهو المكتب الأقوى في الاتحاد الأوروبي. في 1 ديسمبر 2009 دخلت معاهدة لشبونة حيز التنفيذ بعد أن وقعت عليها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في 13 كانون الأول 2007 في دير جيرونيموس في لشبونة معززة الكفاءة والشرعية الديمقراطية للاتحاد ومطورة من تماسك أنشطته.
الحكومة والسياسة:-
نظام الحكم:
البرتغال جمهورية ديمقراطية يحكمها دستور عام 1976. لشبونة هي أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها. أطراف الحكم الأربعة الرئيسية التي تحكم البلاد هي رئيس الجمهورية والبرلمان المعروف باسم الجمعية الوطنية للجمهورية والحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء والمحاكم. يمنح الدستور فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. البرتغال مثل معظم الدول الأوروبية لا تمتلك دين الدولة مما يجعلها دولة علمانية. ينتخب الرئيس لمدة خمس سنوات ودوره إشرافي غير تنفيذي. الرئيس الحالي هو انيبال كافاكو سيلفا. أما البرلمان فهو دائرة مؤلفة من 230 نائباً منتخباً لولاية مدتها أربع سنوات. يرأس الحكومة رئيس الوزراء (خوسيه سوكراتيس حالياً) والذي يعين مجلس الوزراء الذي يضم بدوره جميع وزراء وأمناء الدولة.
يهيمن على الحكومة الوطنية والحكومات الإقليمية (في جزر الأزور وماديرا ذات الحكم الذاتي) والبرلمان البرتغالي اثنان من الأحزاب السياسية هما الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي الاجتماعي. من أحزاب الأقلية تحالف الديمقراطيين الوحدويين (الحزب الشيوعي البرتغالي وحزب الخضر) وبلوكو دي إسكيردا (كتلة اليسار) والحزب الشعبي وهي ممثلة في البرلمان والحكومات المحلية. يتم تنظيم المحاكم في العديد من الفئات في الفروع القضائية والإدارية والمالية. المحاكم العليا هي محاكم الملاذ الأخير. كما تشرف المحكمة الدستورية المؤلفة من 13 عضواً على دستورية القوانين.
السلطة التنفيذية:
ينتخب الرئيس لفترة 5 سنوات عن طريق الاقتراع العام المباشر، هو أيضاً القائد العام للقوات المسلحة. تشمل صلاحيات رئيس الجمهورية تعيين رئيس الوزراء ومجلس الوزراء حيث يجب عليه الاعتماد على نتائج الانتخابات، ويحق له أيضاً إقالة رئيس الوزراء وحل الجمعية العامة والدعوة إلى انتخابات مبكرة والاعتراض على التشريعات الأمر الذي يمكن أن تتجاوزه الجمعية الوطنية، ويحق له إعلان حالة الحرب أو الحصار. يقدم مجلس الدولة النصح للرئيس حول القضايا ذات الأهمية والذي يتكون من ستة ضباط مدنيين كبار وأي من الرؤساء السابقين المنتخبين بموجب دستور عام 1976 وخمسة أعضاء يتم اختيارهم من قبل الجمعية الوطنية وخمسة يختارهم الرئيس. يرأس الحكومة رئيس الوزراء المعين من طرف الرئيس. يطلب من أي حكومة حكومة جديدة تحديد الخطوط العريضة لسياستها في برنامج يقدم إلى الجمعية العامة لفترة إلزامية للمناقشة. فشل البرلمان في رفض برنامجها بأغلبية النواب يثبت الحكومة في منصبها.
السلطة التشريعية:
الأجهزة الرئيسية الأربعة للحكومة وطنية هي رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء (الحكومة) والجمعية الوطنية للجمهورية (البرلمان) والسلطة القضائية. الجمعية الوطنية للجمهورية هي هيئة مكونة من غرفة واحدة تصل إلى 230 نائباً. ينتخبون بالاقتراع العام وفقا لنظام التمثيل النسبي، ومدة ولايتهم 4 سنوات، ما لم يحل الرئيس الجمعية ويدعو إلى انتخابات جديدة.
العلاقات الخارجية:
البرتغال دولة عضو في الأمم المتحدة منذ سنة 1955 وهي أيضاً عضو مؤسس لمنظمة حلف شمال الأطلسي (1949) ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (1961) والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة (1960). تركت البرتغال هذه الأخيرة في عام 1986 للانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة والتي أصبحت الاتحاد الأوروبي سنة 1993. في عام 1996 شاركت في تأسيس جماعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية، والتي تسعى إلى تعزيز وتوثيق العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الدول الناطقة بالبرتغالية في العالم. بالإضافة إلى ذلك البرتغال عضو كامل العضوية في الاتحاد اللاتيني (1983) ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية (1949). تمتلك البرتغال تحالفاً ثنائياً ومعاهدة صداقة ومواطنة مع مستعمرتها السابقة البرازيل. البرتغال وإنجلترا التي أصبحت المملكة المتحدة يرتبطان بأقدم تحالف عسكري نشط من خلال التحالف الأنغلوبرتغالي الموقع سنة 1373. النزاع الدولي الوحيد هو حول بلدية أولايفينزا. تتبع البلدية للسيادة البرتغالية منذ 1297، وتم التنازل عنها إلى إسبانيا بموجب معاهدة باداخوز سنة 1801 بعد حرب البرتقال. طالبت بها البرتغال مرة أخرى في معاهدة فيينا سنة 1815.
القوات المسلحة:
يتكون الجيش البرتغالي من ثلاثة أقسام وهي الجيش والبحرية والقوات الجوية. مهمة جيش البرتغال في المقام الأول دفاعية لحماية وحدة أراضي البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية والأمن في الداخل والخارج. اعتباراً من عام 2005، بلغ مجموع القوات المسلحة البرتغالية 45,000 فرداً.
يمتلك الجيش 25,400 فرداً مع معدات بما في ذلك 187 دبابة قتال رئيسية.[17] و 347 ناقلة جنود مدرعة و 377 من المدفعية.[17] أما القوة البحرية فتضم 10,800 فرد بما في ذلك 1580 من مشاة البحرية واثنتين من الغواصات وستة فرقاطات و 28 دورية سواحل. تم تجهيز القوات الجوية البالغ تعدادها 7,400 فرد بنحو 100 طائرة مقاتلة.[17] بينما يبلغ تعداد الشرطة شبه العسكرية والحرس الجمهوري نحو 40,900 فرد. الحرس الوطني الجمهوري هو قوة شرطية تخدم تحت سلطة الجيش وجنوده وتخضع للقانون العسكري. قدمت مفارز للمشاركة في العمليات الدولية في العراق وتيمور الشرقية. تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري بنحو 770 جندي في قاعدة سلاح الجو الأمريكية في جزيرة تيرسيرا في جزر الأزور. تشارك البرتغال في عمليات حفظ السلام في مناطق عدة. وبلغ مقادر الإنفاق الدفاعي في بدايات القرن الحالي نحو 1.3 مليار دولار وهو ما يعادل 2.15% من الناتج المحلي الإجمالي.[17] لم تعد تمارس الخدمة العسكرية الإلزامية منذ بدايات القرن الحالي رغم أنها لم تلغى رسمياً.[ حولت هذه التغيرات تركيز القوات نحو الاشتباكات العسكرية المتخصصة. سن التطوع في الجيش هو 18. شاركت البرتغال في القرن العشرين في حربين اثنتين رئيسيتين: الحرب العالمية الأولى وحرب المستعمرات البرتغالية (1961-1974). شاركت البرتغال في بعثات حفظ السلام في تيمور الشرقية والبوسنة والهرسك وكوسوفو وأفغانستان والعراق (الناصرية) ولبنان. لواء التدخل السريع العسكري البرتغالي وهو قوة مشتركة من نخبة المظليين والقوات الخاصة والمغاوير تعد نخبة الجيش البرتغالي.
القانون والعدالة:
النظام القانوني البرتغالي هو جزء من نظام القانون المدني، كما يدعى أيضاً نظام الأسرة القاري القانوني. حتى نهاية القرن التاسع عشر كان القانون الفرنسي ذا التأثير الرئيسي. ولكن الدستور الألماني امتلك التأثير الأكبر بعد ذلك. تشمل القوانين الرئيسية الدستور (1976 بصيغته المعدلة) والقانون المدني (1966 بصيغته المعدلة) وقانون العقوبات (1982 بصيغته المعدلة). القوانين الأخرى ذات الصلة هي القانون التجاري (1888 بصيغته المعدلة) وقانون الإجراءات المدنية (1961 بصيغته المعدلة). يستخدم القانون البرتغالي في مستعمراتها السابقة ولا يزال ذا تأثير كبير في تلك البلدان. المؤسسات الشرطية الرئيسية في البرتغال هي الحرس الوطني الجمهوري والدرك وشرطة الأمن العام وقوة الشرطة المدنية التي تعمل في المناطق الحضرية والشرطة القضائية وهي قوة شرطية ذات درجة عالية من التخصص في التحقيقات الجنائية التي تشرف عليها وزارة الشؤون العامة. البرتغال واحدة من أوائل الدول في العالم التي تلغي عقوبة الإعدام. تقتصر عقوبة السجن القصوى على 25 عاماً. يمكن القول بأن البرتغال تمتلك أكثر القوانين تحرراً حول حيازة المخدرات غير المشروعة في العالم الغربي. ألغت البرتغال عام 2001 تجريم حيازة المخدرات التي لا تزال غير قانونية في غيرها من الدول المتقدمة بما فيها ولكن ليس على سبيل الحصر الماريجوانا والكوكايين والهيروين وإل إس دي. حيازتها قانوني لكن الاتجار بها أو حيازة كميات تكفي "لأكثر من 10 أيام من الاستخدام الشخصي" لا يزال يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامات. منذ إلغاء التجريم، شهدت البرتغال تحسناً سريعاً في عدد الوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات، وكذلك انخفاضاً في عدد حالات العدوى الجديدة بفيروس إتش.آي.في.[18] في 31 مايو 2010، أصبحت البرتغال سادس دولة في أوروبا والدولة الثامنة في العالم التي تعترف قانوناً بزواج المثليين على المستوى الوطني. دخل هذا القانون حيز التنفيذ في 5 يونيو 2010.[19]
الجغرافيا والمناخ:
يقسم نهر تاجة البر الرئيسي للبرتغال إلى شطرين. يتميز المشهد الطبيعي الشمالي بالجبال الداخلية وهضاب تتخللها وديان الأنهار. بينما تغلب السهول في الجنوب الذي يضم ألغارف وألينتيخو كما أن المناخ أكثر دفئاً وجفافاً مما هو عليه في الشمال. يفصل بين ألغارف وألينتيخو جبال يصل ارتفاعها 900 م في بيكو دا فويا. مناخ ألغارف كغيره من المناطق الساحلية في جنوب إسبانيا. أعلى نقطة في البرتغال هي جبل بيكو في جزيرة بيكو في جزر الأزور. هذا الجبل هو بركان قديم يبلغ ارتفاعه 2350 متراً (7710 قدم). أما أعلى نقطة في البر الرئيسي للبرتغال فهي سيرا دا استريلا، بارتفاع يبلغ 1,993 متراً (6539 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
المناخ:
تمتلك البرتغال مناخ البحر الأبيض المتوسط (Csa) في الجنوب و(Csb) في الشمال وفقاً لتصنيف كوبين المناخي. البرتغال هي واحدة من أكثر البلدان الأوروبية حرارة حيث يتراوح متوسط درجات الحرارة في البر الرئيسي البرتغالي بين 13 درجة مئوية (55.4 درجة فهرنهايت) في المناطق الشمالية الجبلية الداخلية إلى أكثر من 18 درجة مئوية (64.4 درجة فهرنهايت) في الجنوب وعلى حوض غأديانا. في بعض المناطق، كما هو في حوض غأديانا قد يبلغ متوسط درجات الحرارة السنوي 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت). بينما قد تصل درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 45 درجة مئوية (113 درجة فهرنهايت) كما هو موثق في دراسة في علم المناخ أجريت مؤخراً، فعلى سبيل المثال في حديقة أركيولوجي في كوا في وادي دورو.[20] في الجبال العالية مثل غيريس فيسود مناخ بحري معتدل (Cfb) وفقاً لكوبين غايغر. سجل ارتفاع قياسى وصل 47.4 درجة مئوية (117.3 درجة فهرنهايت) في أماريليخا (على الرغم من أنها ليست أشد المناطق حراً في الصيف، وفقاً لقراءات الأقمار الصناعية).[21] يبلغ عدد الساعات التي تسطع فيها الشمس في البلاد بنحو 2500-3200 في السنة، وهو متوسط 4-6 ساعات في فصل الشتاء و 10-12 ساعة في فصل الصيف والقيم الأعلى في جنوب شرق البلاد وأقلها في شمال غرب البلاد. يمتلك كل من أرخبيلي ماديرا والأزور مدى حرارياً أضيق حيث يتجاوز متوسط درجات الحرارة السنوية 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت) بالقرب من المناطق عند مستوى سطح البحر وفقا لمعهد الأرصاد الجوية البرتغالية في الساحل الجنوبي لجزيرة ماديرا. يبلغ متوسط الأمطار السنوية البر الرئيسي أكثر من 3000 ملم (118.1 بوصة) في الجبال في الشمال إلى أقل من 300 ملم (11.8 بوصة) في المناطق الداخلية الشمالية بالقرب من كوا على نهر دورو. الجبل بيكو في جزر الأزور يمتلك أغزر مناطق البرتغال أمطاراً حيث بلغت أكثر من 6250 ملم (246.1 بوصة) في السنة وفقاً لمعهد الأرصاد الجوية البرتغالية.[22] تقع جزر الأزور على حافة منتصف الأطلسي بينما تشكلت جزر ماديرا نتيجة نشاط نقطة ساخنة في صفيحة، حيث تشبه في ذلك تشكل جزر هاواي. كان هناك بعض النشاط البركاني في بعض الجزر حتى عام 1957. تمتلك كل من الأزور وماديرا مناخاً شبه استوائي لكن هناك اختلافات بين الجزر وذلك أساساً بسبب الاختلافات في درجات الحرارة وهطول الأمطار. تمتلك بعض الجزر في الأزور أشهر جفاف في فصل الصيف ولذلك في تقع ضمن مناخ البحر الأبيض المتوسط وفقا لكوبن غايغر (Csa و Csb على حد سواء) ومعتدلاً بحرياً (Cfb) في بعض الجزر (فلوريس) ورطب شبه استوائي (Cfa) في آخرى (كورفو)، وفقاً لكوبن غايغر حيث لا توجد أشهر جفاف في فصل الصيف. جزر سافاج والتي تتبع أرخبيل ماديرا ذات مناخ صحراوي (BWh) حيث يبلغ وسطي هطول الأمطار السنوي حوالي 150 ملم فقط (5.9 إنش). وسطي درجات الحرارة عند سطح البحر في هذه الأرخبيلات يتراوح بين 16 درجة مئوية (60.8 درجة فهرنهايت) إلى 18 درجة مئوية (64.4 درجة فهرنهايت) في فصل الشتاء إلى 23 درجة مئوية (73.4 درجة فهرنهايت) إلى 24 درجة مئوية (75.2 درجة فهرنهايت) في الصيف وقد تبلغ أحياناً 26 درجة مئوية (78.8 درجة فهرنهايت). في جنوبي الأزور هناك مساحة من المحيط داخل الأراضي البحرية البرتغالية وبالتالي ذات مناخ استوائي فريد (وفقاً لكوبن غايغر) معروف في أوروبا وذلك بسبب تأثير تيار الخليج. تصل درجة حرارة البحر هنا إلى ما يزيد على 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت) حتى في ذروة فصل الشتاء (المصدر AEMET). المنطقة الاقتصادية البرتغالية الخاصة، وهي منطقة بحرية تمتلك فيها البرتغال حقوقاً خاصة في استكشاف واستخدام الموارد البحرية تبلغ مساحتها 1,727,408 كم2. هي ثالث أكبر منطقة اقتصادية خاصة في الاتحاد الأوروبي والحادية عشرة على صعيد العالم.
التنوع الأحيائي والنباتي:
تضم البرتغال حديقة طبيعية وطنية وحيدة (باركي ناسيونال) و 12 متنزهاً طبيعياً (باركي ناتورال) و 9 محميات طبيعية (ريزيرفا ناتورال) و 5 معالم طبيعية (مونيومينتو ناتورال) و 7 مناظر طبيعية محمية (بايساجيم بروتيجيدا)؛ تترامح بين باركي ناسيونال دا بينيدا غيريس إلى باركي ناتورال دا سيرا دا استريلا إلى بول دي أرزيلا. يشكل المناخ والتنوع الجغرافي التنوع النباتي في البرتغال. ينتشر في غابات البرتغال ولأسباب اقتصادية أشجار الصنوبر (خاصة الصنوبر البحري والصنوبر الثمري) والكستناء وبلوط الفلين وبلوط هولم والبلوط البرتغالي والكينا.
أما التنوع الحيواني فيضم من الثدييات الثعلب والغرير والوشق الإيبيري والذئب الإيبيري والماعز البري والقط البري والقواع وابن عرس والظربان والحرباء والسموريات والزباد والدب البني (مرقط قرب ريو مينيو قرب بينيدا غيريس) وغيرها الكثير. البرتغال همحطة للطيور المهاجرة في أماكن مثل سانت فينسنت كيب أو جبل مونشيكي حيث يمكن رؤية الآلاف من الطيور التي تطير من أوروبا إلى أفريقيا في الخريف أو في الاتجاه المعاكس في الربيع. تجتمع تلك الطيور في شبه الجزيرة الإيبيرية لقربها من أفريقيا. تضم البرتغال نحو 600 نوع من الطيور وكل عام تقريباً هناك سجلات جديدة. تضم الجزر بعض الأنواع الأمريكية والأوروبية والأفريقية الأصل، في حين يضم البر الرئيسي أصنافاً أوروبية وأفريقية. يوجد في البرتغال ما يزيد على 100 نوع من الأسماك في المياه العذبة والتي تتنوع من سمك السلور الأوروبي العملاق (حديقة تيخو الطبيعية) إلى بعض الأنواع المستوطنة الصغيرة والتي تعيش فقط في البحيرات الصغيرة (المنطقة الغربية على سبيل المثال). بعضها نادر جداً في حين أن آخرين مهددون جداً بالانقراض بسبب ضياع الموائل والتلوث والجفاف. تصل أنواع الأسماك البحرية إلى الآلاف ومنها السردين والتونة والماكريل الأطلسي. يبرز التنوع البحري جيداً (من حيث الألوان والأشكال والأصناف) مع وجود العوالق المتوهجة مثلاً التي يمكن مشاهدتها في بعض الشواطئ. يمكن أيضاً في البرتغال مشاهدة ظاهرة ارتفاع مياه قاع البحر إلى السطح وخصوصاً على الساحل الغربي الأمر الذي يجعل مياه البحر غنية للغاية في المواد الغذائية والتنوع البيولوجي. المياه البحرية البرتغالية هي واحدة من أغناها في العالم من حيث التنوع البيولوجي. هناك أيضاً العديد من أنواع الحشرات المستوطنة والتي لا توجد إلا في بعض الأماكن في البرتغال. بينما ينتشر البعض الآخر مثل خنفساء ظبي والزيز. الجزر الماكرونيزية (جزر الأزور وماديرا) تمتلك العديد من الأنواع المتوطنة (مثل الطيور والزواحف والخفافيش والحشرات والقواقع والرخويات) والتي تطورت بشكل مختلف عن أماكن أخرى في العالم بسبب مواقعها معزولة وبالتالي ظهرت هناك أنواع فريدة جداً. يمكن فقط في جزيرة ماديرا مراقبة أكثر من 250 نوعاً من الرخويات الأرضية. غابات الغار هو نوع فريد من الغابات شبه المدارية المطيرة في أوروبا وفي العالم. يوجد في ماديرا والأزور وكذلك في جزر الكناري في إسبانيا.
التقسيمات الإدارية:
يضم الهيكل الإداري للبرتغال 308 بلدية (كونسيليو) والتي تنقسم إلى أكثر من 4000 أبرشية (فريغيسيا). يتم تجميع البلديات لأغراض إدارية إلى وحدات عليا. تجمع البلديات في البرتغال القارية في 18 مقاطعة، بينما يوجد في الجزر البرتغالية حكومة إقليمية مباشرة تدير تلك البلديات. وهكذا، فإن أكبر الوحدات الإدارية المنشأة منذ عام 1976 في البرتغال هي البر الرئيسي (البرتغال القاري) والمناطق المتمتعة بالحكم الذاتي (جزر الأزور وماديرا).
المقاطعات الثمانية عشر في البر الرئيسي البرتغالي هي: أفيرو وبيخا وبراغا وبراغانسا وكاستيلو برانكو وكويمبرا وإيفورا وفارو وجاردا وليريا ولشبونة وبورتاليجري وبورتو وسانتاريم وسيتوبال وفيانا دو كاستيلو ووفيلا ريال وفيسيو، حيث تأخذ كل منها تسميتها من عاصمتها. كما يستخدم نظام الاتحاد الأوروبي في تسميات الوحدات الإقليمية للإحصاء. وفقاً لهذا النظام، تنقسم البرتغال إلى 7 مناطق (الأزور وألينتيخو وألغارف والمركز ولشبونة وماديرا والشمال) وتقسم تلك بدورها إلى 30 منطقة فرعية.