صفحة 1 من 1

وثيقة السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية..

مرسل: الثلاثاء إبريل 24, 2012 6:22 pm
بواسطة فواز القحطاني8
تبرز أهمية وجود سياسة تعليمية تحدد غايات التعليم وأهدافه من ضرورة
تحديد المسارات والمسالك التي ينبغي أن تسير فيها عملية التربية بأنماطها المختلفة،
لهذا فهي تمثل أرضية مشتركة لجميع المشتغلين في الميدان التربوي،
بحيث ينطلقون منها في وضع الخطط وبناء البرامج التي تكفل بناء شخصية الفرد،
وفق معتقدات المجتمع وقيمه وأماله. وتتضح أهمية وجود سياسة تعليمية عندما تثار أسئلة منها؟
ماذا نعلم؟ ولماذا نعلم ؟ وكيف نعلم ؟
وذلك عند تخطيطنا لدعم جهود الأمة في الحفاظ على كيانها
المعنوي بما يمثله من عقيدة، وكيانها المادي بما يمثله من بشر يسعون إلى دفع عجلة نموها ونقلمها.

وقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية وجود سياسة عامة للتربية تنبثق من الإسلام الذي
تدين به فكراً ومنهجاً وتطبيقاً، حيث أصدرت في عام 1390هـ/1970م وثيقة
"سياسة التعلم في المملكة العربية السعودية " شرحت فيها الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم،
وحددت غاياته وأهدافه، وفصلت أهداف المراحل التعليمية، وأبانت أهمية رعاية النشء وغرس
العقيدة الإسلامية في نفوسهم، وتزويدهم بالقيم والتعاليم الإسلامية
والمثل العليا، كي يكونوا لبنات صالحة في بناء المجتمع، وقد أكد ذلك أيضاً النظام الأساسي للحكم،
ضد نصت المادة الثالثة عشرة منه على أن: (يهدف التعليم إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء
وإكسابهم المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم، معتزين
بتاريخهم)

وانطلاقاً من ذلك، تقوم الجهات التعليمية في المملكة بوضع خططها، وبناء برامجها في ضوء السياسة
التعليمية، ووزارة المعارف إحدى الجهات التي أولت هذه الوثيقة عنايتها الفائقة، فعملت على نشرها
بين المفكرين والمخططين والمنفذين في مواقع العمل التربوي، كي نكون نبراساً لهم في أداء المهام
وتحديد الوسائل والأساليب المناسبة لتحقيق غاباتها وأهدافها.

والإشراف التربوي هو أحد الأجهزة المهمة في وزارة المعارف إذ يتولى
مسؤولية المتابعة الميدانية للتأكد من تحقيق غايات التعليم وأهدافه، بل هو من أهم الأجهزة
المشرفة على تحقيق تطلعات السياسة التعليمية، ويتضح ذلك من الدور المتعدد الأبعاد
الذي يتولاه المشرف التربوي: علمياً وفنياً ونفسياً واجتماعياً،
وعلى مختلف المستويات النظرية والتطبيقية.

ويعتمد الإشراف التربوي في تحقيق أهدافه المنشودة في تطوير عناصر العملية التعليمية على مدى إلمام
المشرف التربوي بغايات التعليم وأهدافه، وكذلك على مدى معرفته بأهداف المراحل التعليمية، وتفهمه
للأسس التي قام عليها التعليم الرسمي، والعوامل التي شكلت مضامينه (والعوامل التي تؤثر سلبا
أو إيجابا في فعالياته).

ويبدو جليا مما سبق أن السياسة التعليمية تعد موجها استراتيجيا لعمليات الإشراف التربوي،
لهذا يجب أن تكون خطط الإشراف التربوي ونشاطاته تجسيدا حقيقيا لسياسة التعليم، فبقدر ما
يكون عمل الإشراف التربوي منطلقا من إطار السياسة التعليمية بقدر ما يكون ناجحا في تحقيق
غايات التعليم وأهدافه العامة.

ومن أجل ذلك أضحى من الأهمية بمكان التركيز على غايات السياسة التعليمية و أهدافها، وكذلك)
هداف المراحل التعليمية في التعليم العام، ويحسن هنا التأكيد على أن السياسة التعليمية التي انبثقت
موادها من تعاليم القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة تتميز بالثبات، و الوضوح، والشمول،
والتكامل فقد جاءت ملبية لحاجات الفرد والمجتمع، آخذة في الحسبان طبيعة المجتمع السعودي
وطبيعة نموه، واتجاهات العصر ومقتضياته بما فيه من متغيرات متسارعة الإيقاع مع ملاحظة
تأثيرها التنموي في المجتمعات و الأفراد.

والسياسة التعليمية بذلك هي سياسة توجيهية مرنة تضع الخطوط العريضة للعمل التربوي دون دخول في
التفصيلات الجزئية حتى تتمكن الجهات التعليمية و أجهزتها من أداء عملها وحل مشكلاتها وفق ما تراه
مناسبا لها.

--------------------------------------------------------------------------------

وثيقة سياسة التعليم :

عرفت اللجنة العليا السياسة التعليمية بأنها (الخطوط العامة التي تقوم عليها عملية التربية والتعليم أداء
للواجب في تعريف الفرد بربه ودينه، وإقامة سلوكه على شرعه، وتلبية لحاجات المجتمع،
وتحقيقاً لأهداف الأمة،
وهي تشمل حقول التعليم ومراحله المختلفة، والخطط والمناهج والوسائل التربوية، والنظم الإدارية
والأجهزة القائمة على التعليم وسائر ما يتصل به).

ويتصدر وثيقة " سياسة التعليم " مبدأ أساس يحدد مصدر السياسة التعليمية، وموقعها من السياسة العامة
للدولة حيث يقول إن: (السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية تنبثق من الإسلام الذي تدين به الأمة
عقيدة وعبادة وخلفاً وشريعة وحكماً ونظاماً متكاملا للحياة،
وهي جزء أساس من السياسة العامة للدولة).

و هنا لابد للمشرف التربوي من أن يهم بتعرف مضامين "وثيقة التعليم ". ويتفهم مدلولاتها وأن يكون على
معرفة بأبعاد عناصرها المختلفة التي من المتوقع أن توجهه وتعينه على تأدية المهام التي يناط بها إليه،
حيث وردت فيها عدة إشارات تتصل اتصالاً وثيقاً بأداء المشرف التربوي.

-------------------------------------------------------------------------------

أولا: غاية التعليم وأهدافه العامة:

لعله من الأهمية بمكان قبل تحليل غايات التعليم في المملكة العربية السعودية وأهدافه تناول ماهية
الغايات و الأهداف التعليمية، ومصادر اشتقاقها، وأهمية تحديدها بإيجاز فيما يأتي:

الغايات والأهداف التعليمية :

لقد حددت وثيقة سياسة التعليم غاية التعليم وأهدافه، فما الغاية؟ وما الهدف التربوي؟
وما العلاقة بينهما؟
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة تجدر الإشارة إلى أن هناك اختلافاً بين عدد من التربويين في تحديد
مفهوم الغاية والهدف التعليمي وفقاً للمدرسة الفكرية إلى ينتمي إليها كل فريق منهم،
ويمكن استعراض بعض وجهات النظر بإيجاز ومن ثم استخلاص صفات المفهوم الذي يمكن تبنيه.

يعرف أحد التربويين الغاية (AIM) بأنها عبارة عامة تحاول أن تعطي شكلاً واتجاها لمجموعة من
المقاصد في المستقبل.
أي إن الغايات تمثل نقطة البداية في العملية التعليمية، كما أنها الوجهة التي يجب أن يتم
التوجه إليها، بمعنى آخر فإنه لا يمكن تحديد الأهداف التعليمية ما لم تحدد الغاية من التربية.

ويعرفها ثان بأنها عبارات تصف نواتج حياتية مرغوبة، تستند إلى تنظيم قيمي فلسفي اجتماعي،
وهي عريضة، بعيدة المدى، على درجة عالية من التجريد تتصل بالحياة أكثر مما تتصل بما يجرى
في الفصل أو بالممارسات اليومية في المدرسة، أو التعامل اليومي بين المعلم وتلاميذه،
وينبغي أن تسعي نحوها كل المؤسسات التي لها صلة مباشرة بالتربية ومنها النظام التعليمي،
أو صلة غير مباشرة ومنها: الأسرة، المساجد، وسائل الإعلام،
المؤسسات الاجتماعية و الثقافية و الرياضية،

وتتصف الغاية بالعمومية وتعطي توجها عاماً نحو التركيز الأساسي، ومحاولة تأكيد البرامج الني
يراد أن تكون لها وظائف تربوية، ويصعب ملاحظة مدى تحققها إلا بعد زمن ليس بالقصير.

ويحددها آخر بأنها الأهداف التربوية النهائية أو الأهداف الغائية التي توجه النظام التربوي في المجتمع
وتتميز بالشمول و التكامل و الانتظام والاتساق و الاستمرارية.

كما تم تعريفها بأنها النقطة التي تلتقي عندها جميع شؤون التربية، إنها تمثل أهداف النظام التربوي
للمجتمع، وتعبر عما يراه المفكرون في جميع ما يتوقع أن يحققه النظام التربوي بكافة مؤسساته من
متغيرات مرغوبة في الإنسان حيال هذا المجتمع.