منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By سعد الخثران
#49064
قيادة التغيـير الإداري

د. محمد بن محمد الحربي
تسعى المنظمات الناجحة لتطوير أداء منسوبيها، وتفعيل أنظمتها وقوانينها بشكل مستمر، لتتمكن من مواكبة المتغيرات المختلفة، والمنافسة الاقتصادية الشرسة التي تتعرض لها من المنظمات المماثلة.
وتعد إدارة التغيير أحد الأساليب الإدارية التي أثبتت فعاليتها لتحقيق الأهداف الآنية والمستقبلية للمنظمات مهما كانت أنشطتها وخدماتها، وهو ما يتطلب توفر قيادة واعية لإحداث التغيير المنشود.
وفي هذا الإطار؛ يقدم جون كوتر J.Kotter أستاذ إدارة التغيير بجامعة هارفارد Harvard خطة عمل من ثماني خطوات لقيادة التغيير في المنظمات تؤكد على أهمية قيادة التغيير لتحقيق النجاح بدلا من إدارته، على أن يسبق ذلك طرح عدد من الأسئلة المهمة قبل البدء في عملية التغيير، تركز على دواعي التغيير، ومسببات فشل المنظمات في إحداث التغيير. ما يعني حتمية وجود القائد، لا المدير الذي يفرط في الدور الإداري، ويغيب دوره القيادي، وأن يتضمن التغيير إعادة هندسة نظم العمل (الهندرة)، أو الهياكل الإدارية وبرامج المنظمة.
وتركز خطة Kotter على أهمية دور القائد لإحداث التغيير في الشركات بوجه خاص، بثماني خطوات يمكن تطبيقها بالمنظمات ذات الأنشطة الأخرى، وذلك على النحو التالي:
1 ــ إقناع العاملين بأهمية التغيير الذاتي الذي يعود بالنفع عليهم وعلى المنظمة.
2 ــ التحالف مع العاملين لقيادة التغيير، وترسيخ مبدأ العمل الجماعي.
3 ــ تحديد رؤية استراتيجية للمنظمة تتضمن أهدافها وخططها وبرامجها المستقبلية.
4 ــ نشر ثقافة التغيير، والقبول به بين العاملين، والمستفيدين، وأصحاب العلاقة.
5 ــ تدريب العاملين المشاركين في تنفيذ الخطط الإجرائية للمنظمة، وتحفيزهم ماديا ومعنويا لتحقيق التغيير المنشود.
6 ــ عدم استعجال النتائج، أو الاكتفاء بالحد الأدنى منها.
7 ــ توظيف الإنجازات لتحقيق المزيد من التغيير الإيجابي في المنظمة.
8 ــ ترسيخ ثقافة استمرار التغيير بين العاملين، بحيث لا يرتبط بوقت معين، وبما يسهم في تحسين مستويات الأداء.
وتؤكد هذه الخطوات بما لا يدع مجالا للشك بأن نجاح التغيير في المنظمات التعليمية، أو الصناعية، أو التجارية.. وغيرها، يكمن في سر شائع يتلخص في «القيادة الفعالة» ..
كلمة أخيرة:
التغيير الفعال يبدأ من الذات. قال الله تعالى: «إن اللـه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهِم». (الرعد ،11).