صفحة 1 من 1

القطرية العربية..

مرسل: الجمعة إبريل 27, 2012 2:31 pm
بواسطة ماجد المطيري 9

عانت وتعاني العربية العديد من الأحداث الا نقسامية والتشرذم والتفكك
منذ نهايات الدولة العباسية والى الان
ورغم بعض المحطات الوحدوية
كما في محطة صلاح الدين
ومقاومة المغول والتتار قبلها
الا ان الصفة الغالبة هي الحالة الانقسامية

مع الاخذ بعين الاعتبار
ان توحد مجمل البلاد العربية تحت الحكم العثماني لاتعني وحدة
لان الدولة العثمانية رسخت الانقسام
من خلال تقسيماتها للولايات العربية
وتحديد اطرها الكيانية بداخلها وربطها مع الاستانة مباشرة كل ولا ية على حدة
وليس بشكل متصل تناسقي فيما بينها
وتضاعف تاثير تلك الانقسامات اواخر الدولة العثمانية
او ما عرف وقتها بزمن رجل الاستانة المريض
وما استتبع ذلك من تدخلات اجنبية في كل ولاية
وحسب مصالح كل دولة في تلك الولاية
فراينا البريطانيين في مصر ووادي النيل وبلاد الرافدين
وراينا فرنسا في المغرب العربي وبلاد الشام
التي تضاربت فيهما مصالحهما في لبنان
مما ادى الى حرب اهلية في القرن التاسع عشر
انتهت بتقاسم مناطق النفوذ
وترسخ ذلك التقاسم في اوائل القرن العشرين
فيما عرف وقئذ باتفاقية سايكس بيكو
التي لوحظ فيها انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
هذا التقاسم امتد لهذا الوقت
والملاحظ في تلك التقسيمات
انها انشأت كيانات قطرية
حاوية على بذور تفرقة الى كيانات قطرية اصغر
رغم التباين في مدى الوصول إلى مرحلة تفكيك الدولة من حالة إلى أخرى.

وإذا نظرنا إلى تاريخ المنطقة العربية في القرن والنصف الأخير
سنجد أن المنطقة قد تعرضت إلى عملية تفكيك منظمة
من قبل القوى الاستعمارية الغربية
مما أدى إلىمحاولة إسقاط حلم الدولة الواحدة
وبناء الدول القطرية بدلا منها.
وقد تم تفكيك الأمة ا بصورة تعرقل أي محاولة لتوحيد الأمة مرة أخرى
و تفتت الطوائف والأعراق
وتفتت مناطق الثروة، ومناطق استغلال تلك الثروات ومن يستغلها
حتى يسهل عليه هو استغلالها بعيدا عن الايدي العربية
مما أدى إلى خلق نزاعات على الحدود،
ونزاعات بين الكيانات القطرية أو الطوائف.
وخلق عنصرية جديدة
اسمها العنصرية القطرية العربية
فنرى مواطن كل دولة ينظر الى مواطن الدولة الاخرى بدونية واستعلاء


نشأت الدولة القطرية في البلاد العربية وهي تحمل بذور الصراع الداخلي
ولم تستطع الدولة القطرية تحقيق
أي استقلال حقيقي عن القوى الغربية المهيمنة
حتى بات تاريخ المنطقة يشهد مراحل من الاستقلال النسبي المؤقت،
تعقبه مراحل من الهيمنة الغربية الواضحة
حتى وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين
حيث نشهد مرحلة للهيمنة الغربية الكاملة
على مختلف الدول القطرية في المنطقة
ونشهد فيها بدايات انقسامات لم نشهدها
ولا حتى في زمن ملوك الطوائف في الاندلس
ففي العراق
يكاد يترسخ مبدأ التقسيمات الى مستوى المدن وليس الاقاليم فقط
وفي اليمن بدانا نرى اليمن سيصبح ثلاثة وربما اربع
او ربما سينقسم الى كيانات عشائرية
والسودان نراه على شفير انقسامات خلوية متتالية تتوالد من داخل كل انقسام
وفي مصر بدات بعض الاصوات تخرج مطالبة بالقبطية ومركزيتهم
وفي لبنان
الذي بات الان على شفير كانتونات طائفية
ولو انها هي كذلك الان ولكن بشكل مخفي
وفي المغرب العربي
نرى هناك الامازيغ والطوارق كل يطالب بدولته واستقلاليته
اما في فلسطين ورغم انها تحت الاحتلال
ورغم ان لاحكومة في غزة وانما سلطة مقاومة
ولا حكومة في الضفة
وانما ادارة مدنية تنفذ قرارات العدو
بدانا نرى جماعات تطالب بامارات
وتنشق عن المقاومة وتكفرها وتلعنها
وعندما تتخذ المقاومة رد فعل المحافظة على وحدة الصف
اخذوا يبكون على اطلالهم وينعون قتلاهم الفتانين
واتهموا المقاومة انها من خرجت عن االجماعة والاسلام


تلك الدول القطرية فشلت في تحقيق التماسك للجماعة الوطنية التي تحكمها
بصورة جعلت المجتمع متفكك داخليا
وان ظهر في بعض الاحيان متماسكاو متجانسا
انما بسبب وقوعه تحت السيطرة الكاملة
للدولة المستبدة
التي أخفت واقع المجتمع من داخله
ثم عندما خفت قبضة الدولة أو سقطت
ظهرت الحالة المفككة للمجتمع


في بداية القرن الحادي والعشرين
كان التدخل الخارجي الواضح والضعف العام لكيانات القطرية العربية
أحدث نوعا من الحركة السلبية في المجتمعات،
فظهر التفكك الداخلي بدرجات متفاوتة في العديد من الدول
ووصلت الى مستوى الحرب الأهلية
كما في اليمن والصومال
وبشكل مخفي في العراق ولبنان على الابواب
ويمكننا ان نضيف فلسطين المحتلة هنا وان كانت تحت الاحتلال
لكن العدو هنا يدفع بعض الشراذمة
من الجماعات المغمورة والمجهولة الاصول والدوافع
الى مزيد من الحراك التفككي للمجتمع الفلسطيني
من اجل الغاء الهوية العربية الفلسطينية
والاستعاضة عنها بكيانات او كانتونات منفصلة يسهل التحكم فيها
كما يحدث الان في الضفة
وكما حاولوا من خلال دفع البعض الى
اعلان امارات حاراتية الموسى مثالا
وامارات عائلية ممتاز دغمش مثال
ان المجتمع القطري المغلق على قطريته
فشل في التحول إلى مجتمع متماسك قوي.
وبالتالي فشل في تحقيق استقلاليته
ولجأ الى الغير حتى يحافظ على استقلاليته القطرية
وأدي ذلك الى فشل الكيانات القطرية في تثبيت واقعهاعلى الأرض

لان الدولة القطرية تقوم على أساس أنها دولة تعبر عن قطر معين
وفرض قومية مختلقة
تحاول فيها الابتعاد عن القومية العربية الشاملة
ضمن مجتمع محدد
داخل حدود معترف بها
ان الدول القطرية التي حلت محل الاستعمار العسكري المباشر
فشلت في تأسيس كيانها المستقل المتماسك
و لم تتحول مجتمعاتها إلى كيانات قوية ومتماسكة
ولو اضفنا التدخل الخارجي
والذي استغل التنوع الداخلي
ومحاولة البعض تحقيق هواه في السيطرة والزعامة
نجد ان المجتمعات الداخلية قابلة للانفجار


النتيجة التي يمكن ان نصل اليها
أن تفكيك الأمة العربية الى دول قطرية
ادى الى كيانات اجتماعية مستقلة هشة غير متماسكة
و إلى فشل مشروع الدولة القطرية
مهما ظهر للعيان ان ذلك المجتمع متماسكا وقويا
ولكن في حقيقة الامر هو ضعيفا وغير متكامل
هذا التفكك ادى ايضا الى المزيد من التفكك الداخلي
وكاننا ننظر الى عملية الانقسام الخلوي
ولكن هنا الانقسام يكون مشوها وبالتالي يتكون لدينا كائنا مشوها وغير مكتمل
وحتى الكيانات الاقليمية تبقى عاجزة عن تحقيق التكامل
للكيانات القطرية المنضوية تحتها
لانها ايضا تكون ناقصة النمو وغير مكتملة
بل انها تؤدي الى تعطيل مشروع الوحدة العربية لكامل الوطن العربي
ان المشروع الوحدوي العربي الكبير
هو الكفيل
بالقضاء على الخلايا السرطانية في الكيانات العربية المتفرقة
لانه وقتها سيتمد قونه ومكافحته
من خلال تذويب
كل الخلايا التي تؤدي الى الانقسام المتوالي
وتمد كامل الجسم العربي بكل ما يحتاجه
من دون معوقات قطرية
او حزازات وعصبيات قطرية
قصيرة النظر وفاشلة الهدف
فالمجال واسعا ولا شي يمنع من التواصل وادخال الكيانات الهامشية
وجعلها في صلب الجسم من دون ان تؤثر على الهيكلية العامة للمجتمع العربي الواحد
ورغم أن الأمة تظل متشوقة لعودة وحدتها من جديد
إلا أن المكونات الداخلية لأي مجتمع
لم تجد في الدولة القطرية إطارا يوحدها مع بقية مكونات المجتمع
فالدولة القطرية لم توحد مجتمعاتها
بل قسمت تلك المجتمعات
وبعد أن كانت الدولة القطرية
مشروعا لتفكيك الأمة
أصبحت مشروعا لتفكيك المجتمعات نفسها



ان الدولة القطرية لم تقم بسبب رغبة جماهيرية للاستقلال عن الأمة الواحدة
بل قامت الدول القطرية كمشروع استعماري فرض على المجتمعات
وما زال يحاول فرضه باي شكل من الاشكال
ونلاحظ هذا من خلال تمويله للمشاريع التنموية
فهو يركز على تمويل المشاريع ذات البعد القطري
ويرفض تمويل مشاريع التنموية الوحدوية العربية
كما حصل في مشروع خط الغاز العربي المنطلق من مصر الى سوريا ولبنان عبر الاردن
وكما في مشروع الربط الكهربائي العربي
ان الكيانات القطرية
اصبحت الشعوب العربية تنفر منها
لما تسبب لها من عطالة في التنمية والتواصل
الدولة القطرية لم تملك إطارا أو مشروعا أو نظاما يوحد المجتمع الذي تحكمه
بل كانت في غالبها دول مستبدة تنفرد فيها نخبة بالحكم
وتعتبر ان من مصلحتها استمرار الكيانات القطرية
وهي من اجل ان تحافظ على مصالحها
سمحت للاستعمار ان يعود ولكن باشكال جديدة
وتحولت في الواقع إلى سبب رئيس في تفكيك المجتمعات، أي تفكيك الأمة المفككة.
و ما نشهده الان يكشف عن دخول المنطقة في مرحلة التفكك الداخلي الذاتي
والذي يتأثر بالعوامل الخارجية
ولكنه يعبر عن وجود عوامل داخلية قوية تؤدي إلى حالة التفكك
اي أن المنطقة مقبلة على مرحلة من مراحل الصراعات الداخلية
اشد خطورة واكثر قتامة
فيصبح الانفجار الداخلي في المجتمعات
ثورة تدريجية على الدولة القطرية
وعلى نموذجها الغربي الذي فرض على الأمة
ويصبح هذا الانفجار هو النتيجة الحتمية لفشل الدولة القطرية
وأيضا النتيجة الحتمية لفرض نموذج الدولة القطرية على الأمةالعربية
والنتيجة الحتمية لتفكيك الأمة
ولكن ربما يكون هذا التفكيك هو بمثابة اعادة بناء للمشروع العربي الواحد




اقرأ المزيد : القطرية العربية الى اين؟؟؟؟؟ http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=47 ... z1tFCWIOpF