منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By علي المسلم ٨
#49080
بسم الله الرحمن الرحيم


مقالات عن التدخين
Mon, 2010-06-28 03:00
محمود بن عبد الله القويحص

المحافظة على الصحة مطلب شرعي، وأمر في غاية الأهمية لدى الفرد، وأيّ عمل يقوم به المرء فيه ضرر على بدنه وصحته فهو أمر محرّم شرعاً، ويأثم صاحبه بفعله، ومن ذلك التدخين، فالتدخين من العادات السيئة التي اُبتلي بها كثير من الناس، ومتعاطيه يرتكب عدة محرمات بسبب هدره للمال، وإلحاق الضرر بنفسه، والمسلم أُمر بأن لا يُلقي بنفسه إلى التهلكة قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة 195، ولا يخفى على كل عاقل ومنصف ما للتدخين من أضرار صحية بالغة، فهو سبب رئيسي للإصابة بأمراض السرطان المتنوعة والمختلفة كسرطان الحنجرة والرئة، وسبب رئيسي كذلك للإصابة بتصلب الشرايين وحدوث الجلطات وغير ذلك كثير مما يسببه التدخين من أمراض (حفظنا الله وإياكم منها  ).

فالتدخين بحق مشكلة ووباء عمَّ المجتمع يحتاج إلى خطة إستراتيجية لمكافحته. ومن المؤسف أن هناك من الناس من لا يقدّر ذلك فلا يقتصر الأمر على إهلاك نفسه بل ضرره تعدّى إلى الآخرين وتلك هي المصيبة، فممارسة التدخين في الأماكن العامة المغلقة مثل المجمعات التجارية، والمؤسسات، والمطارات يعتبر كارثة صحية على الجميع، فقد ثبت بالدراسات الموثقة (أن استنشاق دخان السجائر من قبل شخص غير مدخن لا يقل ضرراً عن الشخص المدخن إن لم يكن أشدّ ضرراً منه) وأن (التدخين السلبي يضاعف الإصابة بأمراض القلب) كما جاء بالدراسة التي تم نشرها في هذه الجريدة الغراء عدد 13783 .

وقد وصل الاستهتار بعدم مراعاة شعور الآخرين لدى البعض بأن يشعل سيجارته ويشرع بالتدخين في المستشفيات، كما حدثتني بذلك إحدى القريبات عندما ذهبت لإحدى المستشفيات لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وأثناء جلوسها بغرفة الانتظار لاحظت انتشاراً لرائحة الدخان في كل مكان، فحاولت الخروج للوقوف والانتظار بالممرات كي يخف استنشاقها لرائحة الدخان، ولكن الأمر لا يقل سوءاً عما في داخل غرفة الانتظار، واتضح لها أن بعض المنتظرين بالغرفة المجاورة (غرفة انتظار الرجال) يدخنون غير مبالين بالآخرين أو مراعين لظروفهم الصحية، فأصبح المكان وما حوله من غرف وممرات ملوثاً برائحة الدخان، فالمكان مغلق، والأعداد كثيرة، وطول فترة الانتظار زاد الأمر سوءاً، فبحثت عمن لديه القدرة بأن يأخذ على يدي المدخن في هذا المكان الحساس فلم تجد، فما إن خرجت إلاّ وقد أصيبت بضيق بالتنفس وأزمة سببت لها متاعب كثيرة.

إننا بأمس الحاجة إلى حملة توعوية وإرشادية لغرس ثقافة الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع، وتعريفهم بضرورة مراعاة حقوق الآخرين، وبيان أضرار التدخين السلبي الذي يجهله كثير من الناس، وأن التدخين بالمكان العام المغلق ليس من الحرية الشخصية، بل يجب أن يؤخذ على يد فاعله، وهنا تتضح مسؤولية المؤسسات التربوية والإعلامية جلية في بيان هذا الأمر ونشره وتوعية أفراد المجتمع.

ويبقى السؤال المحير الذي يطرح نفسه بقوة، من هي الجهة المخولة للأخذ على يد الشخص المدخن الذي لا يبالي بالآخرين ومشاعرهم ولا يهتم بما سوف يلحقه من ضرر صحي عليهم فيمارس عادته السيئة بالتدخين في الأماكن المغلقة دون رقيب أو حسيب، وكيف يتم إيقافه عند حده، ومن هي الجهة المسؤولة عن متابعة ذلك، ومن هو المسؤول لاسيما وأن التعليمات واضحة بالمنع، وقد تم مناقشة الموضوع وتم وضع النقاط على الحروف من قبل ما قرره مجلس الوزراء ومجلس الشورى.


http://www.al-jazirah.com/20100628/rj3.htm

المصدر: صحيفة الجزيرة  

 

 

 

»