منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

#49114
الإقليم محدد المعالم والحدود.

_الشعب الذي يعيش في الإقليم.

_الدستور الذي يحكم الدولة والقانون المتوافق مع الدستور.

_الحاكم الذي يحكم الدولة.

_ الحكومة التي تنفذ سياسة الدولة والقانون.

وتنقسم الدول من حيث الدستور والقانون ونظام الحكم إلى:

_دولة دينية.

_دولة عسكرية.

_دولة مدنية.

وتنقسم الدول المدنية إلى:

_ دولة مدنية عَلْمانية (بفتح العين).

_ دولة مدنية إسلامية.

-مايهمنا في هذا المقام أن نبين أهم خصائص كل من:

-الدولة الدينية.

-الدولة المدنية العَلْمانية (بفتح العين).

-الدولة المدنية الإسلامية
أولاً : الدولة الدينية:

من أهم خصائص الدولة الدينية أن الحاكم يحكم بالتفويض الإلهي كما هو الحال في الدولة الفرعونية حيث قال فرعون: ]مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ[ غافر (29)

وقال فرعون أيضاً: ]أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي[ الزخرف (51)

-في الدولة الدينية لا نقاش ولا حوار ولا حقوق للرعية كما فعل فرعون مع سحرته عندما آمنوا فقال لهم في قوله تعالى : ]قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ[ الشعراء (49) حتى الإيمان يحتاج إلى تصريح وإذن من حاكم الدولة الدينية.

-المواطن في الدولة الدينية يتبع رجل الدين ويعبده تشريعاً كما بين الله تعالى في قوله: ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ[ التوبة (31).

قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنهم لم يعبدوهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (بلى إنهم حرَّموا عليهم الحلالَ ، وأحلوا لهم الحراَم فاتبوعهم فذلك عبادتهم إياهم )

- فإتباع تشريع رجال الدين والرهبان في غير ما أنزل الله نوع من العبادة كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم.

- الدولة الدينية لا تتسع لغير أهل دين الدولة وملتها ومذهبها كما حدث في إسبانيا عند طردهم لليهود وللمسلمين حتى بعد ما تنصر بعض المسلمين (المواركة ) , وكذلك إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم من فلسطين وإعلان يهودية الدولة ، وكذلك إبادة بعض الدولة للمغايرين لهم في المذهب وتهميشهم والتضيق عليهم ومحاولة إدخالهم في مذهب الدولة قسراً كما هو الحال الآن في العراق ومع عرب الأحواز في إيران .

- الدولة الدينية بهذا المفهوم الكنسي الصليبي الصهيوني الصفوي وغيره مرفوضة إسلامياً والأدلة على ذلك كثيرة وسيتضح بعضها عند الحديث عن الدولة المدنية في الإسلام.

ثانياً: الدولة العَلمانية ( بفتح العين) :

- في الدولة المدنية العلمانية (بفتح العين ) لا مكان فيها للدين والتشريع الإلهي , والقاعدة العامة عند حكامها ومحكوميها ( لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ) ( ودع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ).

-الحرية في الدولة العَلْمانية ( بفتح العين ) مُطلقة في العقيدة وتغيير الدين ، والممارسات الجسدية والسلوكية الفردية والجماعية.

-في الدولة العلمانية البرلمان يبيح الشذوذ الجنسي و يفتي به بموافقة (51% ) من الأصوات ، ولا يستطيع منعه بمعارضة ( 49% ) من الأصوات – ( حدث ذلك قبل عقد الندوة بيومين حيث تزوجت رئيسة وزراء ايرلندا صديقتها ووافق البرلمان على ذلك وأباحه وشرعه ).

-يُقِرُّ العَلمانيون أن السياسة قذرة ولا أخلاق فيها وهي مصالح مادية ، والغاية تبرر الوسيلة، ويقولون للمتدينين الدين طاهر فلا تنجسوه بالسياسة وأبعدوه عن الحياة واعزلوه في المساجد ودور العبادة الطاهرة.

-الحرية ( الليبرالية ) مطلقة في الدولة العَلْمانية: ليبرالية في العقيدة، ليبرالية في السلوك، ليبرالية في الثقافة ، ليبرالية في الإعلام ( عري – مشاهد جنسية ) ليبرالية في النقد والفن( الطعن في الله سبحانه وتعالى حرية وحق للمبدع) ، ليبرالية في التعليم ، تعليم الشذوذ الجنسي والممارسات الجنسية للمراهقين في التعليم العام المختلط.

-الإنسان في العَلْمانية حرُّ في بدنه وماله وسلوكه طالما لا يتعدى على حريات الأحرار مثله

ثالثاً : الدولة المدنية في الإسلام:

في البداية نقول : هل في الإسلام دولة ؟!

يثبت التاريخ الطويل إن في الإسلام دولة بعناصرها التي حددها المختصون من الإقليم محدد الحدود ، والشعب ، والحاكم ، والدستور ، والحكومة.

فمن حيث الإقليم :

- أرسل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مَن حدد حدود المدينة المنورة ووضع علامات عليها.

- حفر الصحابة رضوان الله عليهم الخندق حول المدينة للدفاع عنها في موقعة الأحزاب.

- جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم عيوناً تحرس المدينة.

ومن حيث الشعب :

تكون شعب دولة الإسلام في المدينة المنورة من المهاجرين والأنصار واليهود وقد آخى المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.

- حددت صحيفة المدينة أن العلاقة تقوم بين اليهود والمسلمين على أساس المواطنة والدفاع عن المدينة والإنفاق المشترك.

-جعل الإسلام لغير المسلمين ما للمسلمين وأكثر ، وحمى الإسلام معتقداتهم وصلبانهم وأعيادهم، ودور عبادتهم، وتجارتهم حتى ولو كانت خمراَ أو خنزيراً يتداولونه بينهم ولا يروجون له بين المسلمين.

من حيث نواب الشعب:

- طلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة العقبة الثانية من الحاضرين من الأوس والخزرج اختيار نقباء عنهم فاختاروا بالاختيار الحر المباشر تسعة من الأوس وثلاثة من الخزرج وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لهم: ( أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي).(انظر كتابنا مواقف سياسية من سيرة خير البرية ص 19 ) .

من حيث الحاكم:

- حكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الدولة في المدينة المنورة.

- وعندما مات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حكم أبو بكر فعمر ثم عثمان فعلي رضي الله عنهم ، ثم حكم الخلفاء من بعدهم ، واستمر الحال على هذا إلى أن أُسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية .

من حيث سلطة الشعب:

حدد الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه سلطة الشعب وحقه في مناصحة الحاكم ومراقبته وإعانته ومحاسبته فقال في خطبة التنصيب: ( وُليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإذا عصيت الله ورسولهُ فلا طاعة لي عليكم ) وقد نصحوه ونصروه وقاتلوا المرتدين معه.

- في غزوة بدر حدد الحبابُ بن المنذر موقع الجيش وغير الموقع الذي اختاره الحاكم وقال : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلُ أنزلكه اللهُ ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بل هو الرأيُ والحربُ والمكيدةُ ) وغير موقع الجيش

ووضع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم القاعدة النبوية العظيمة: ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ).