هو جين تاو- رئيس الصين ورئيس اللجنة العسكرية المركزية
مرسل: الجمعة إبريل 27, 2012 11:17 pm
كيف تكون قيادة 1.3 مليار شخص والحفاظ على بلد شديد الاتساع والتعقيد فى مسار النمو الاقتصادى المستدام مصحوبا بمكانة دولية تتزايد رفعتها؟
يبدو أن هو جين تاو هو الشخص الذى يمكنه ان يقدم اجابة رائعة ومقنعة عن هذا السؤال.
لقد انتخب الرجل البالغ من العمر 65 عاما يوم السبت/15 مارس الحالي/ رئيسا للصين ورئيسا للجنة العسكرية المركزية الصينية، أعلى منصب قيادى عسكرى فى البلاد، لمدة أخرى من جانب قرابة مجموع الهيئة التشريعية الوطنية البالع عددها 3000 عضو.
ومنذ خمسة اشهر أعيد انتخابه سكرتيرا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، اهم جهاز لصنع القرار فى الحزب الحاكم البالغ عدد أعضائه 73 مليون عضو.
وفى السنوات الخمس المقبلة سيواصل هو قيادة الصين فى كافة الشئون الرئيسية للحزب والدولة والجيش .
وقبل خمس سنوات عندما تولى منصبه للمرة الاولى رئيسا للصين فإنه تعهد أمام نواب الشعب الذين أدلوا بأصواتهم له بقوله"سوف أقوم بالواجب المنوط بى بموجب الدستور باجتهاد عظيم وساخدم بلادى وشعبى بالروح والقلب ".
ولقد أثبت ذاته كرجل يفى بما يعد باداء لافت للنظر فى تلك الفترة.
العقل المدبر للتنمية العلمية
عندما تسلم هو دفة قيادة الصين للمرة الاولى كان ما ورثه مع رفاقه فى القيادة الجديدة هو معجزة اقتصادية عمرها 25 عاما تتسم بنمو سنوى مذهل بلغ فى المتوسط نحو 10 فى المئة الى جانب مشكلات وتحديات طالما أخفتها الارقام الوردية للناتج المحلى الاجمالى تتمصل فى اتساع الفوارق بين الريف والحضر وفجوة الدخل المتسعة وبيئة متدهورة وهى قليل من كثير.
وفى ربيع 2003 بعد تنصيب القيادة الجديدة مباشرة تقريبا واجه هو ورفاقه الاندلاع المفاجىء لمرض الالتهاب التنفسى الحاد (سارس).
وفى أحد أيام ابريل فوجىء المواطنون فى قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ فى جنوب البلاد، أشد الاماكن تأثرا بالوباء الفتاك، برؤية هو جين تاو دون قناع على وجهه فى شارع تجارى مزدحم بوسط المدينة يبتسم ويلوح للمارة.
ووفقا لما ذكر مسئولون محليون فى قوانغدونغ فإن هو طار الى قوانغتشو فور أن علم بأن السارس يتزايد فى المدينة ويتسبب فى ذعر واسع بين الناس.
غير ان هو لم يذهب الى هناك لمجرد دعم معنويات المواطنين. ففى واقع الامر فإنه طرح اثناء تلك الجولة فكرة "مفهوم شامل للتنمية "للمرة الاولى وهى فيما يبدو إجابة متروية على تلك المشكلات الخفية التى بدا تظهر على السطح خلال أزمة السارس.
وبعد ذلك بثلاثة اشهر فى بكين دعا هو رسميا الى الموافقة على نموذج تنموى جديد للبلاد قال انه ينبغى ان يكون اكثر" شمولا وتوازنا واستدامة "من مفهوم النمو القديم الموجه لزيادة الناتج المحلى الاجمالى.
وبعد ذلك باربعة أعوام أدرجت النظرية الجديدة التى صارت تعرف رسميا باسم"النظرة العلمية للتنمية" فى دستور الحزب فى المؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى ولتصبح المبدأ المرشد لجهود البلاد فى بناء "اشتراكية بخصائص صينية".
وقال مراقب سياسى يعيش فى بكين انه راقب عن كثب أداء هو جين تاو والقادة الاخرين الجدد للصين خلال اندلاع السارس، مضيفا "لقد غمرنى الاعجاب بأنهم لم يتغلبوا فحسب على تلك المشكلة الرئيسية العامة فى وقت قصير نسبيا بل انهم حولوا تلك المشكلة ايضا الى فرصة لاعادة ضبط نمط التنمية فى الصين".
بيد ان المراقب قال انه لا يعتقد ان مفهوم التنمية الجديد كان ابتكارا بين عشية وضحاها من جانب هو. وفى الحقيقة فإن المرء يمكن ان يرد البدايات الاولى لهذا المفهوم الى "تجربة فى التنمية "مارسها هو منذ عقدين عندما كان سكرتيرا للحزب فى قويتشو وهى مقاطعة منعزلة ومتخلفة فى جنوب غرب الصين.
واطلق هو فى 1988 برنامجا تجريبيا لتقليل الفقر فى بيجيه ،اقليم جبلى فقير فى شمال غرب قويتشو يقطنه اساسا شعب من اقلية عرقية. ومنذ البداية الاولى دافع عن فكرة "نمو اقتصادى متوازن ومتناسق وتنمية اجتماعية وحماية بيئية "فى تنفيذ البرنامج.
وفضلا عن "النظرة العلمية للتنمية" فإن من المعتقد أن هو ايضا كان العقل المدبر والمدافع القوى عن افكار ومفاهيم سياسية أخرى كثيرة اصبحت عبارات ذات شعبية تدريجيا فى الاحاديث اليومية للصينيين .
وقد تحول أغلب هذه المصطلحات السياسية الكبيرة الى عبارات مبسطة قصيرة ويسهل تذكرها من أربعة مقاطع صينية من قبيل "يى رن وى بن" أى "الشعب يأتى أولا" و"خه شيه شه هوى"أى "المجتمع المتناغم" و" تشى تشنغ ننغ لى" أى" قدرة الحزب على الحكم" و"با رونغ با تشى" أى" ثمانى افعل وثمانى لا تفعل فى الاخلاق الاجتماعية".
ومع احتفال الصين بالذكرى الثلاثين لسياستها التاريخية فى "الاصلاح والانفتاح" هذا العام أوضح هو بجلاء ان الصين "ستتمسك بكل حزم ب" هذه السياسة التى لن تحظى فحسب بتأييد شعبى واسع بل انها ستظل تواكب اتجاه العصر.
وقال هو "ان توجه وطريق الاصلاح والانفتاح صحيحان تماما وام مزاياهما وانجازاتهما لايمكن انكارهما على الاطلاق". واضاف "ان ايقافهما أو العدول عنهما لن يقود الا الى طريق مسدود".
ويقول المحللون السياسيون فى داخل الصين وخارجها ان بيان هو يبين ثقته وتصميمه على قيادة الصين نحو التقدم صامدة على طريق الاصلاح والانفتاح .كما ساعد على انهاء جدل ومعارك لا مبرر لهما فى السنوات الاخيرة فيما يتعلق بطريق تنمية الصين فى المستقبل.
وعندما يتعلق الامر بتعزيز الديمقراطية فى أكثر دول العالم سكانا فإن هو ليس لديه خارطة طريق عملية فحسب بل إن لديه ايضا خطة قابلة للتنفيذ.
وفى المؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى الذى عقد فى بكين فى اكتوبر الماضى قال هو فى تقريره الرئيسى ان من الضرورى "توسيع الديمقراطية داخل الحزب لتنمية ديمقراطية الشعب".
يبدو أن هو جين تاو هو الشخص الذى يمكنه ان يقدم اجابة رائعة ومقنعة عن هذا السؤال.
لقد انتخب الرجل البالغ من العمر 65 عاما يوم السبت/15 مارس الحالي/ رئيسا للصين ورئيسا للجنة العسكرية المركزية الصينية، أعلى منصب قيادى عسكرى فى البلاد، لمدة أخرى من جانب قرابة مجموع الهيئة التشريعية الوطنية البالع عددها 3000 عضو.
ومنذ خمسة اشهر أعيد انتخابه سكرتيرا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، اهم جهاز لصنع القرار فى الحزب الحاكم البالغ عدد أعضائه 73 مليون عضو.
وفى السنوات الخمس المقبلة سيواصل هو قيادة الصين فى كافة الشئون الرئيسية للحزب والدولة والجيش .
وقبل خمس سنوات عندما تولى منصبه للمرة الاولى رئيسا للصين فإنه تعهد أمام نواب الشعب الذين أدلوا بأصواتهم له بقوله"سوف أقوم بالواجب المنوط بى بموجب الدستور باجتهاد عظيم وساخدم بلادى وشعبى بالروح والقلب ".
ولقد أثبت ذاته كرجل يفى بما يعد باداء لافت للنظر فى تلك الفترة.
العقل المدبر للتنمية العلمية
عندما تسلم هو دفة قيادة الصين للمرة الاولى كان ما ورثه مع رفاقه فى القيادة الجديدة هو معجزة اقتصادية عمرها 25 عاما تتسم بنمو سنوى مذهل بلغ فى المتوسط نحو 10 فى المئة الى جانب مشكلات وتحديات طالما أخفتها الارقام الوردية للناتج المحلى الاجمالى تتمصل فى اتساع الفوارق بين الريف والحضر وفجوة الدخل المتسعة وبيئة متدهورة وهى قليل من كثير.
وفى ربيع 2003 بعد تنصيب القيادة الجديدة مباشرة تقريبا واجه هو ورفاقه الاندلاع المفاجىء لمرض الالتهاب التنفسى الحاد (سارس).
وفى أحد أيام ابريل فوجىء المواطنون فى قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ فى جنوب البلاد، أشد الاماكن تأثرا بالوباء الفتاك، برؤية هو جين تاو دون قناع على وجهه فى شارع تجارى مزدحم بوسط المدينة يبتسم ويلوح للمارة.
ووفقا لما ذكر مسئولون محليون فى قوانغدونغ فإن هو طار الى قوانغتشو فور أن علم بأن السارس يتزايد فى المدينة ويتسبب فى ذعر واسع بين الناس.
غير ان هو لم يذهب الى هناك لمجرد دعم معنويات المواطنين. ففى واقع الامر فإنه طرح اثناء تلك الجولة فكرة "مفهوم شامل للتنمية "للمرة الاولى وهى فيما يبدو إجابة متروية على تلك المشكلات الخفية التى بدا تظهر على السطح خلال أزمة السارس.
وبعد ذلك بثلاثة اشهر فى بكين دعا هو رسميا الى الموافقة على نموذج تنموى جديد للبلاد قال انه ينبغى ان يكون اكثر" شمولا وتوازنا واستدامة "من مفهوم النمو القديم الموجه لزيادة الناتج المحلى الاجمالى.
وبعد ذلك باربعة أعوام أدرجت النظرية الجديدة التى صارت تعرف رسميا باسم"النظرة العلمية للتنمية" فى دستور الحزب فى المؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى ولتصبح المبدأ المرشد لجهود البلاد فى بناء "اشتراكية بخصائص صينية".
وقال مراقب سياسى يعيش فى بكين انه راقب عن كثب أداء هو جين تاو والقادة الاخرين الجدد للصين خلال اندلاع السارس، مضيفا "لقد غمرنى الاعجاب بأنهم لم يتغلبوا فحسب على تلك المشكلة الرئيسية العامة فى وقت قصير نسبيا بل انهم حولوا تلك المشكلة ايضا الى فرصة لاعادة ضبط نمط التنمية فى الصين".
بيد ان المراقب قال انه لا يعتقد ان مفهوم التنمية الجديد كان ابتكارا بين عشية وضحاها من جانب هو. وفى الحقيقة فإن المرء يمكن ان يرد البدايات الاولى لهذا المفهوم الى "تجربة فى التنمية "مارسها هو منذ عقدين عندما كان سكرتيرا للحزب فى قويتشو وهى مقاطعة منعزلة ومتخلفة فى جنوب غرب الصين.
واطلق هو فى 1988 برنامجا تجريبيا لتقليل الفقر فى بيجيه ،اقليم جبلى فقير فى شمال غرب قويتشو يقطنه اساسا شعب من اقلية عرقية. ومنذ البداية الاولى دافع عن فكرة "نمو اقتصادى متوازن ومتناسق وتنمية اجتماعية وحماية بيئية "فى تنفيذ البرنامج.
وفضلا عن "النظرة العلمية للتنمية" فإن من المعتقد أن هو ايضا كان العقل المدبر والمدافع القوى عن افكار ومفاهيم سياسية أخرى كثيرة اصبحت عبارات ذات شعبية تدريجيا فى الاحاديث اليومية للصينيين .
وقد تحول أغلب هذه المصطلحات السياسية الكبيرة الى عبارات مبسطة قصيرة ويسهل تذكرها من أربعة مقاطع صينية من قبيل "يى رن وى بن" أى "الشعب يأتى أولا" و"خه شيه شه هوى"أى "المجتمع المتناغم" و" تشى تشنغ ننغ لى" أى" قدرة الحزب على الحكم" و"با رونغ با تشى" أى" ثمانى افعل وثمانى لا تفعل فى الاخلاق الاجتماعية".
ومع احتفال الصين بالذكرى الثلاثين لسياستها التاريخية فى "الاصلاح والانفتاح" هذا العام أوضح هو بجلاء ان الصين "ستتمسك بكل حزم ب" هذه السياسة التى لن تحظى فحسب بتأييد شعبى واسع بل انها ستظل تواكب اتجاه العصر.
وقال هو "ان توجه وطريق الاصلاح والانفتاح صحيحان تماما وام مزاياهما وانجازاتهما لايمكن انكارهما على الاطلاق". واضاف "ان ايقافهما أو العدول عنهما لن يقود الا الى طريق مسدود".
ويقول المحللون السياسيون فى داخل الصين وخارجها ان بيان هو يبين ثقته وتصميمه على قيادة الصين نحو التقدم صامدة على طريق الاصلاح والانفتاح .كما ساعد على انهاء جدل ومعارك لا مبرر لهما فى السنوات الاخيرة فيما يتعلق بطريق تنمية الصين فى المستقبل.
وعندما يتعلق الامر بتعزيز الديمقراطية فى أكثر دول العالم سكانا فإن هو ليس لديه خارطة طريق عملية فحسب بل إن لديه ايضا خطة قابلة للتنفيذ.
وفى المؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى الذى عقد فى بكين فى اكتوبر الماضى قال هو فى تقريره الرئيسى ان من الضرورى "توسيع الديمقراطية داخل الحزب لتنمية ديمقراطية الشعب".