صفحة 1 من 1

مفهــوم التخطيــط

مرسل: السبت إبريل 28, 2012 4:49 pm
بواسطة محمد بن شاهين
مفهومه اللغوي: التخطيط هو إثبات لفكرة ما بالرسم أو الكتابة و جعلها تدل دلالة تامة على ما يقصد بالصورة أو بالرسم و مفهومه الاصطلاحي هو مفهوم متعدد يأخذه من الفلسفة المعتمدة عند مستعميله أو الموضوع الذي يجري فيه العمل بالتخطيط.

فالتخطيط منهج إنساني للعمل يستهدف اتخاذ إجراءات في الحاضر ليجني ثمارها في المستقبل ..و نظرا للحاجة إليه فإن جميع الأمم تبنت التخطيط و أخذت بالعمل به باعتباره عملية أساسية لا غنى عنها لتحقيق أهداف التنمية.. و يعتبر التخطيط أول عنصر من عناصر الإدارة و هو الأساس و المبدأ الذي تقوم عليه و تستمد فكرة التخطيط من مبادئ الإدارة التي وضعها لوثرجوليك في كلمة "POSDCORB " و هو أول عنصر من عناصر الإدارة بل هو الأساس الذي تقوم عليه ما سماه الدكتور شوقي البوهي في كتابة التخطيط التربوي بالتعريف الشامل:

التخطيط هو مجموعة التدابير المعتمدة و الموجهة بالقرارات و الإجراءات العلمية لاستشراق المستقبل، و تحقيق أهدافه من خلال اختيار بين البدائل و النماذج الاقتصادية و الاجتماعية لاستغلال الموارد البشرية و الطبيعية و الفنية المتاحة إلى أقصى حد ممكن لإحداث التغيير المنشود."

و بناء على ذلك فإن التخطيط الحقيقي لابد أن يشتمل على الخصائص التالية:

1) استشراف المستقبل و التنبؤ باتجاهاته باستعمال معطيات الحاضر و الماضي.

2) الأسلوب العلمي الذي يستخدم وسائل و نماذج اقتصادية و إحصائية (توفر الإحصاءات و البيانات الدقيقة)

3) مجموعة التدابير المعتمدة و الموجه بمجموعة من القرارات و الإجراءات الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة.

4) الاختيار بين البدائل بما يسمح بتحاشي التناقص بين الأهداف و الوسائل.

5) تعبئة و استخدام الموارد الطبيعية و البشرية و الفنية إلى أقصى حد ممكن.

6) الاتسام بالواقعية و الشمول و التنسيق و المرونة و الاستمرارية.

7) وجود خطة وضع التخطيط في صورة برنامج محدد المعالم و الآجال.

أما المقصود بالتخطيط التربوي: فهو يعد أهم مجالات التخطيط القومي و قاعدة ارتكازه حيث يقوم بتنمية القوى البشرية و صقل و صياغة القدرات و المهارات و المعارف و الاتجاهات للكفاءات البشرية في جوانبها العلمية و العلية و الفنية و السلوكية على أساس أن العنصر البشري أصبح هو الركيزة و الأساس في بناء التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و في برنامج أي تنمية مقصودة.

و مع ظهور نظرية الحداثة التي أكدت على أهمية التعليم في بناء الدول العصرية و النظرية الثانية نظرية رأس المال البشري التي أكدت على أهمية العنصر البشري لإحداث التنمية و اعتبار رأس المال البشري استثمارا في الموارد البشرية و أنه لا يقل أهمية عن رأس المال المادي.

و يعرف " بيتي " التخطيط التعليمي بأنه استخدام البصيرة في تحديد سياسة و أولويات و تكاليف النظام التعليمي مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي و الاقتصادي و إمكانية نمو النظام و حاجة البلاد و التلاميذ الذين يخدمهم.

الفرق بين التخطيط التربوي و التخطيط التعليمي: الفرق بين التخطيط التربوي و التخطيط التعليمي كالفرق بين مفهوم التربية و مفهوم التعليم فالتخطيط التعليمي يختص بكل ما يتم داخل النظام التعليمي بينما التخطيط التربوي أشمل و أعم حيث يضم إلى جانب النظام التعليمي جميع المؤسسات التي تقوم بعملية التربية خارج التعلم: الأسرة- مؤسسات الثقافة و الإعلام، الدينية، النوادي الرياضية و الاجتماعي، السينما و المسرح ...إلخ

في كل متكامل عرضته التنمية الشاملة للفرد في مختلف مكوناته الشخصية و أبعادها المجتمعية و تنمية هذا المجتمع.

و أصل هذا إلى تلخيص تعريف التخطيط التربوي بأنه: عملية علمية منظمة و مستمرة القصد منها تحقيق أهداف مستقبلية بوسائل مناسبة تقوم على مجموعة من القرارات و الإجراءات الرئيسية لبدائل واضحة و ذلك وفقا لأوليات مختارة بعناية بغرض الوصول إلى أقصى استثمار ممكن للموارد و الإمكانات المتاحة و لعنصري الزمن و التكلفة لكي يصبح نظام التربية (التعليم) بمراحله الأساسية أكثر كفاية و فعالية للاستجابة لاحتياجات المتعلمين المتزايد و المتغيرة دوما و ملبية لمتطلبات تنميتهم المستمرة.