التهديد الفارسي القائم والموقف العربي النائم
مرسل: السبت إبريل 28, 2012 7:35 pm
التهديد الفارسي القائم والموقف العربي النائم - على العرب أن يوظفوا التفوق الساحق الذي تؤمنه القوى البشرية والموقع الستراتيجي للوطن العربي في تحجيم الدور الإيراني التوسعي... - على العرب أن يخططوا لجمع القوة الإقتصادية واستثمارها في العلاقات الدولية للضغط على المصالح الإيرانية... - تهيئة القوة العسكرية العربية للاستخدام الجدي ضد إية حماقة إيرانية محتملة أمر في غاية الاهمية... - على العرب أن لا يسمحوا للنظام الإيراني التفرد بالساحة العراقية في ظل الاحتلال الأمريكي... كامل العبيدي الجزء الثالث والأخير ان استراتيجية ايران العدوانية والتوسعية استراتيجية دائمة لا تتعلق بنوع نظام الحكم في ايران، وان المتتبع لحوادث التاريخ في المنطقة يرى بوضوح ثبات سياسة التوسع والعدوان والتدخل في شؤون الدول المجاورة لايران رغم التغييرات الايديولوجية لانظمة الحكم في ايران واقرب مثال على هذا المنهج ان ايران مارست نفس السياسة عندما كان نظام الحكم ملكياً علمانياً ايام الحكم الشاهينشا هي الذي انتهى بنهاية حكم الشاه محمد رضا بهلوي كما مارستها عندما اصبح الحكم دينيا جمهوريا بعد مجيء الخميني واتباعه الى السلطة عام 1979، واذا كانت اصابع الاتهام تشير الى نظام الشاه وسياساته العدوانية في المنطقة والتي كان آخرها استيلاء ايران ايام حكمه على الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي باعتبار هذا النظام احد توابع الدول الاستعمارية الغربية في المنطقة واحد اذرعها والمتبني لسياساتها ومصالحها فما بال النظام الديني الذي حكم ايران بعد سقوط حكم الشاه ومازال يحكمها يمارس نفس السياسة ضد دول المنطقة وهو الذي رفع شعارات العداء للاستعمار والامبريالية والاستكبار العالمي كما يسميه قادته، بل ان نزعة التوسع والعدوان قد ازدادت لدى النظام الجديد وادخلت المنطقة في صراعات حادة ومعقدة يكفي ان نذكر ان حرب الثماني سنوات بين العراق وايران كانت احدى محصلاتها. ان القول بان النظام الملكي السابق في ايران كان احد توابع الدائرة الاستعمارية الغربية يمكن ان يكون منطقياً، لكن ايران كانت تمارس دورها في المنطقة في ظل هذا الوضع لتحقيق مصالحها كدولة اقليمية ولم تكن تغلب مصالح الدول الغربية على مصالحها كما نهجت الكثير من الدول العربية التي خضعت بشكل كامل لارادة الغربية فحققت مصالح تلك الدول وخدمت مشاريعها في المنطقة على حساب شعوبها بل انها تنازلت في الكثير من الاحيان عن مصالح وحقوق دولها وشعوبها. ان التساؤل المهم والملح الذي يطرح نفسه كمفتاح لهذه المعضلة الدائمة هو هل ان النظام الفارسي يمتلك من المقومات المادية والمعنوية ما يجعل طموحاته واطماعه في المنطقة العربية تبقى حاضرة باستمرار وهل ان هذه المقومات تتفوق على مقومات القوة المادية والمعنوية في الامة العربية؟!. ان مراجعة بسيطة وسريعة لارضية هذه المقومات يظهر بما لا يقبل النقاش ان الامة العربية تمتلك من مقومات القوة الذاتية والتأثير في المحيط الاقليمي والمحيط الدولي اضعاف اضعاف ما يمتلكه النظام الايراني، فعلى سبيل المثال فان الامة العربية تمتلك من حيث المساحة والموقع الاستراتيجي ما يجعلها تتفوق تفوقاً ساحقاً على النظام الايراني ويجعل المصالح الدولية في هذا الموقع مطلباً حيوياً وستراتيجياً للدول الكبرى في العالم وان موقع ايران لا يمكن ان يكون بديلاً لموقع الوطن العربي في التأثير بالمصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية للدول الكبرى. اما على صعيد القوى البشرية فإن للامة العربية ما لا يقل عن عشرة اضعاف العنصر الفارسي في منطقة الشرق الاوسط كلها ناهيك عن امتدادات العنصر البشري العربي في مفاصل المجتمعات الدولية على صعيد العالم كله. وعلى صعيد الاقتصاد فان ايران لا تشكل رقماً مهماً في الوقت الراهن ناهيك عن المستقبل في سوق المصالح الاقتصادية للدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة والدول الغربية، فعلى صعيد الطاقة تشكل الدول العربية المصدر الاول عالمياً في امدادات النفط والغاز، وعلى صعيد السوق لا يمكن لايران ان تكون بديلاً عن السوق العربية بالنسبة للاقتصاد والصناعة الامريكية والاوربية وحتى الصينية واليابانية بل ان محاولات ايران الجادة للاكتفاء من الصناعات الاستهلاكية بسبب حاجتها الى توفير ما لديها من عملات صعبة سوف يقلل بالتأكيد فرص تصريف اية بضاعة في السوق الايرانية مع عدم قدرة هذه السوق على الاستيعاب وضعف القدرة الشرائية، فلماذا تستثمر ايران الكثير من الاوراق للضغط على الموقف العربي ومنعه من التكون والتبلور والخروج الى حيز التطبيق؟! ولماذا تنجح ايران في تفعيل هذه الاوراق دولياً لتمرير مشاريعها في المنطقة والتصوير للعالم بانها الرقم الصعب في المنطقة وانه لا يمكن تجاوزها في كل القرارات الستراتيجية المتعلقة بمستقبل المنطقة؟! ولماذا لا يوظف العرب امكاناتهم الهائلة في مختلف المجالات في تحجيم الدور الايراني وخلق موقف ضاغط يضع الاطماع الايرانية في دائرة ضيقة لا يمكن تجاوزها. واذا ما اردنا ان نتحرى اسباب التخلف العربي في المنافسة مع الدور الايراني في المنطقة يمكننا تحديد العوامل التالية: 1- عدم توفر الارادة لدى القيادات العربية على مواجهة التهديدات الايرانية وعدم الارتفاع الى مستوى المسؤولية التاريخية في توحيد الموقف العربي يمكن ضمان قوة مؤثرة كاسحة للنفوذ والدور الايراني في المنطقة بل في العالم اجمع. ولقد آن الآوان للعرب ان يبحثوا عن الطريق لخلق هذه الارادة لمواجهة التحدي الفارسي الذي اصبح يشكل الخطر رقم (1) متقدماً على الخطر الصهيوني. 2- التخطيط الجمعي لتوظيف مواطن القوة الهائلة في الامة العربية خاصة ما يتعلق منها بميزات الموقع الستراتيجي على الخارطة العالمية ومقومات القوة البشرية والقوة الاقتصادية وبرمجة اتجاهات تفاعلها مع المصالح الدولية خاصة مصالح الدول الكبرى المشروعة وتحويلها الى اوراق ضغط حاسمة اقليمياً ودولياً بما يخدم مصلحة الامة العربية وتحجيم الدور الايراني. 3- وضع خطة دقيقة لاستخدام الموارد العسكرية العربية بشكل مؤثر في اي صدام محتمل مع النظام الايراني قد ينتج عن حماقات النظام الايرانية بسبب شعوره بالغرور من قوة يعتقدها متفوقة على القوة العسكرية العربية. 4- توظيف القدرات الاقتصادية وميزات الموقع العربي في فرض محددات قوية على المصالح الايرانية اقتصادية او ثقافية او سياسية في عموم المنطقة والعالم. 5- تعرية الدور الطائفي الذي تلعبه ايران في المنطقة والعالم الاسلامي لتفتيت وحدته وايجاد موطئ قدم لها في دول العالم بغية التأثير في المكونات السياسية للدول العربية والاسلامية بما يضمن نوعا من التبعية للموقف الايراني وعدم الطعن بموقف الشيعة العرب والفصل بين موقفهم الوطني والقومي وبين موقف عملاء النظام الايراني. 6- التحرك الموحد لحشد الدور الدولي في مواجهة الملف النووي الايراني الذي لا نشك ان اهم اهدافه امتلاك السلاح النووي لفرض الامر الواقع على الامة العربية. ان على الدول العربية ان تنتبه قبل فوات الاوان الى العدوان الذي تمارسه ايران على العراق في ظل الاحتلال الامريكي ضمن مخطط التوسع فحولت صراعها مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي على الارض العراقية واستخدام العراق كورقة ضغط في هذا الصراع يدفع ثمنها الشعب العراقي كما تمارس ايران عدوانها على العراق ضمن مخطط التوسع فحولت صراعها من اجل النفوذ في المنطقة الى حرب داخل العراق. ثم على الدول العربية ان تنتبه الى بعض المطالبات التي قد تعتقدها هامشية والتي آخرها المطالبة بـ(1000) مليار دولار للتعويض عن خسائر الحرب، ثم مطالبة مجلس الشورى الايراني بتنفيذ اجتثاث البعثيين لرسم صورة التبعية لمستقبل العراق. فإلى متى يبقى الموقف العربي نائماً تجاه التهديد الايراني الدائم؟!