صفحة 1 من 1

العلاقات الخارجية للإمبراطورية الروسية

مرسل: الأحد إبريل 29, 2012 10:35 pm
بواسطة عبدالعزيز المطلق 5
الإمبراطورية الروسية (1721 - 1917) دول أوروبية تعد من أكبر الدول العظمى في العالم وأحد أهم اللاعبين السياسيين في أوروبا وأسيا، كان للسياسة الروسية بالغ الأثر في رسم الخريطة السياسية للعالم لاسيما في البلقان والقوقاز وأوروبا الشرقية وأسيا الوسطى.


العلاقات مع مصر

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر حين أصدرت الإمبراطورة كاترين الثانية عام 1784 مرسوما لتعيين فون تونوس أول قنصل روسي في الإسكندرية[1]. في الواقع بدأت العلاقات قبل ذلك في عام 1774 بعد الحرب الروسية العثمانية حيث دخلت سفن البحرية الإمبراطورية الروسية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط منطلقة من بحر البلطيق لمباغتة سفن مؤخرة الأسطول العثماني. في ذلك الوقت أصبحت جزيرة باروس منطقة جذب لمعارضي الإمبراطورية العثمانية ومن ضمنهم مبعوثو محمد علي باشا عام 1768 الذين توجهوا نحو القاعدة الحربية الروسية بالجزيرة. دعم الأسطول الروسي القوات المصرية في هجماتها ضد العثمانيين في عام 1773[1]. وقعت الامبراطورية العثمانية على معاهدة كوتشوك كينارجي بعد حرب الست سنوات التي أقر بموجبها وضع قنصليات روسية ببعض المدن العثمانية ولكن على طول 10 سنوات تملص الأتراك حول هذا البند.رفرف العلم الروسي فوق مبنى القنصلية العامة الروسية في الإسكندرية في 27 يوليو 1785. اندلعت الحرب بين روسيا والعثمانيين مرة أخرى بعد سنتين. ذهب القنصل فون تونوس إلى إيطاليا لكنه عاد إلى دمياط في 1788 واختفى في 1789. أعلن عن قتله وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو عدم تركه ليعترف للعثمانيين تحت التعذيب عن المخططات الروسية المصرية الاستقلالية[1].


العلاقات مع الامبراطورية البريطانية

كان للامبراطورية البريطانية علاقات قوية بالإمبراطورية الروسية بعد تولي بطرس الأكبر الحكم وحتى سقوط الامبراطورية. في عدة حروب تلاقت الإمبراطوريتان إما حليفتين كمن في حرب الخلافة النمساوية (1740-1748) أو عدوتين كما في حرب السنوات السبع (1756-1763). وحدت الحروب الثورية الفرنسية بريطانيا الدستورية وروسيا الأوتوقراطية أيدولوجيا ضد الفكر الجمهوري الفرنسي. حاولت الإمبراطوريتان معا وقف فرنسا لكنهما فشلتا في غزو مشترك للأراضي المنخفضة في 1799. احتلت بريطانيا مالطا بينما أصبح باول الأول قائد فرسان القديس يوحنا مما أدى إلى عدم تطبيق المشروع الفرنسي الروسي ضد المستعمرات البريطانية في الهند.

تواجهت الإمبراطوريتان في الحرب الإنجليزية الروسية واتحدتا ضد نابليون في الحروب النابوليونية. أصبحت المسألة الشرقية ومصير الامبراطورية العثمانية محط أنظار روسيا وبريطانيا وتدخلتا في حرب استقلال اليونان (1821-1829) وأجبرا المتنازعين على توقيع معاهدة لندن. لم تحل قضايا الامبراطورية العثمانية بعد وبدأت حرب القرم بتحالف فرنسا وبريطانيا والعثمانيين ضد روسيا.

تطور التنافس بين بريطانيا وروسيا على آسيا الوسطى في اللعبة الكبرى في أواخر القرن 19 حيث طمحت روسيا ولوج المياه الدافئة في المحيط الهندي بينما أرادت بريطانيا منع القوات اروسية من أخذ موقع متقدم لمحاولة الهجوم على الهند. أدى حادث باندجي إلى حالة حرب في 1885. ومع ذلك حدث تعاون في آسيا وخصوصا في ثورة الملاكمين (1899-1901)[12]. في أكتوبر 1905 هاجم أسطول مستنكلي الروسي على قوارب صيد بريطانية فبدؤوا الاستعداد للحرب ة هذا شمل استعدا عدد من الغواصات للهجوم على الاسطول[12]. أدى الوفاق الروسي الإنجليزي إلى اتحاد الامبراطوريتين في اطار الوفاق الثلاثي ضمن قوات الحلفاء ضد دول المحور المركزي في الحرب العالمية الأولى.


العلاقات مع هولندا

يدل بعض المنابع على ان تاريخ العلاقات التجارية بين روسيا وهولندا يعود إلى القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين. اما العلاقات المنتظمة فاقيمت بين البلدين في أواخر القرن السادس عشر–مطلع القرن السابع عشر حين نال التجار الهولنديون حق ممارسة التجارة الحرة في الاراضي الروسية. وبدأ تبادل البعثات المؤقتة بين البلدين منذ عام 1646، وفي عام 1660 وجهت روسيا إلى هولندا سفيرا دائما لها. وترتبط المرحلة الجديدة في تطورالعلاقات بين البلدين بزيارتين قام بهما القيصر الروسي بطرس الأول إلى هولندا في عامي 1697 و1716. وفي عام 1699 اقامت روسيا ممثليتها الدبلوماسية الدائمة في هولندا. اما الهولنديون فكانوا يعملون في روسيا على البناء والتجارة وتدريس الطلبة[14].

في عام 1799 حقق الاسطول الروسي انزالا بحريا في مدينة بيرغن الهولندية وحررها من احتلال نابليون. ونصب الهولنديون ذكرىً على ذلك في هذه المدينة تمثالا للبحارة الروس اطلق عليه اهالي المدينة تسمية "الصليب الروسي". كما يتذكر الهولنديون بشكر بالغ ان القوات الروسية شاركت في تحرير البلاد من قوات نابليون عام 1813. وفي عام 1814 زار هولندا الامبراطور ألكسندر الأول الذي لعب دورا هاما في استعادة سيادة هذه الدولة. ووقعت في شهر سبتمبر عام 1846 بين روسيا وهولندا اتفاقية التجارة والملاحة التي اثبتت لاول مرة بشكل قانوني مبدأ الأفضلية القصوى في العلاقات التجارية.

وفي عام 1899 عقد في مدينة لاهاي العاصمة الهولندية الثانية بمبادرة من الامبراطور نيكولاي الثاني وبمشاركة روسيا النشيطة المؤتمر الدولي في موضوع الحل السلمي للنزاعات الدولية والتخفيف من ضراوة الطرق تلجأ إليها العمليات الحربية. وقد وُضعت في هذا المؤتمر اسس للقانون الدولي المعاصر.

بعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا انكمشت العلاقات السياسية بين الدولتين. لكن العلاقات التجارية كانت ما زالت قائمة[14].



العلاقات مع الولايات المتحدة


بدأت العلاقات بين الولايات المتحدة والإمبراطورية الروسية في العام 1776، عندما أعلنت الولايات المتحدة استقلالها عن الامبراطورية البريطانية، وأصبحت دولة[15]. وقعت الاتصالات بين الأميركيين والروس حيث في 1698، اجتمع بطرس الكبير ووليم بين في لندن وفي عام 1763 رست سفينة تاجر من بوسطن في ميناء كرونشتادت بعد رحلة مباشرة عبر المحيط الأطلسي. خلال القرن 19، الحدود الروسية والاميركية اجتمعت في الاسكا. خلال الحرب الأهلية الأمريكية كانت روسيا واحدة من القوى الأوروبية القليلة التي قدمت الدعم الكامل للاتحاد[16]. هذا كان الدافع بين فتور علاقات فرنسا وبريطانيا مع روسيا والأمل في دعم الولايات الكونفدرالية الأمريكية. بحثت فرنسا وبريطانيا الحرب مع روسيا في ذلك الوقت على تصرفات هذه الأخير في مضيق البوسفور. نتيجة لذلك، خلال شتاء 1861-1862، أرسلت قوات البحرية الإمبراطورية الروسية اثنين من الأساطيل البحرية للانضمام إلى الاتحاد ،لعدم تركهما عالقين في الثلج، وبالتالي تتجمد لاستخدامها المحتمل ضد القوات الفرنسية والبريطانية.

في عام 1867، تم شراء آلاسكا الروسية من قبل الولايات المتحدة[15][17]. ادعت الولايات المتحدة ملكية جزر هيرالد وبينيت وجانيت وهنرييتا في عام 1881. في عام 1900، كانت الولايات المتحدة وروسيا حليفتين خلال ثورة الملاكمين. هزم المتمردين البوكسر سلالة تشينغ. وكانت روسيا قد احتلت منشوريا في هذا الوقت. خلال الحرب العالمية الأولى، تحالفت الولايات المتحدة مع روسيا في عام 1917.