منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

#49515
حزب الإصلاح السياسي

يعد هذا الحزب من أقدم الأحزاب الهولندية، إذ أنه أسس في 24 إبريل 1918 على يد چِرِت هِندرِك كِرستِن. هذا الحزب يصنف من الأحزاب اليمينية، و أيديولوجيته اجتماعية محافظة و ذات طابع يميني مسيحي. فكلمة ’الإصلاح‘ الواردة في اسم الحزب لا تعني الإصلاح السياسي، بل لها دلالات دينية أكثر منها سياسية. فمؤسسو الحزب من الپروتستانت و يقصدون بكلمة إصلاح أنهم كالڤِنيون.

يستمد هذا الحزب أفكاره من التقليد الإصلاحي - المرتبط بالعقيدة الكالڤِنية - و الاعتراف البلجيكي – اعتراف مذهبي تشترك فيه الكنائس الپروتستانتية. و الاعتراف البلجيكي مذكور في مبادئ الحزب حيث ينص المبدأ الأول للحزب على أنه يسعى جاهداً لتكوين حكومة تستند إلى الكتاب المقدس و إلى الاعتراف البلجيكي بنسخته الكاملة غير المنقوصة. و هذا يشير إلى مهمة ضمنية أخرى للحزب و هي معاداة كل حكومة تتبع قيماً غير مسيحية.

و حزب الإصلاح السياسي يؤيد بشدة فصل الدين عن الدولة و يعلل ذلك بأن للدين دور و للدولة دور، و هذين الدورين منفصلين و لكنهما يعملان معاً لتحقيق أهداف مشتركة. كما أن الحزب بعارض حرية العقيدة و لكنه يؤيد حرية الرأي.

كما أن الحزب لا ينادي بالمساواة بين الرجل و المرأة. فللرجل مكانه في المجتمع و للمرأة مكانها، رغم أن قيمتهما متساوية إلا أنهما لا يتساويان. و على هذا الأساس لم يكن للمرأة مكان في هذا الحزب إلى 2006، حيث صار هذا الأمر مدعاة للجدل فألغيت هذه القاعدة و سمح للمرأة بالانضمام للحزب.

أيضاً، يدعو هذا الحزب إلى إدخال عقوبة الإعدام في القانون الهولندي مستنداً على نصوص من الكتاب المقدس مأخوذة من سفري التكوين و الخروج.

و نظراً للأفكار التي ينطلق منها هذا الحزب، تقدم مؤسس الحزب چِرِت هِندرِك كِرستِن في عام 1925 – و قد كان عضواً في البرلمان آنذاك - باقتراح تعديل للميزانية المخصصة لوزارة الخارجية. و كان هذا التعديل يقضي بإنهاء الدعم المالي المقدم للمكتب الهولندي لدى الڤاتيكان. و قد اعتمدت الحكومة الهولندية – التي كانت من حزب الإتحاد التاريخي المسيحي - هذا التعديل في اليوم التالي من تقديمه. و بسبب هذا التعديل استقال أربعة وزراء يتبعون المذهب الكاثوليكي مما أدى إلى سقوط الحكومة. و صارت هذه الحادثة تعرف بـ(ليلة كرستن).

هذا الحزب لا يسعى إلى تولي السلطة في هولندا، بل يحاول جاهداً تطبيق مبادئه من خلال تواجده في البرلمان. و غالباً تستعين به الأحزاب المكونة للحكومة الهولندية لتمرير التشريعات في البرلمان. و لهذا فالحزب يستغل تعاونه مع بعض الأحزاب بتأييده لمشاريع قراراتهم ليقوموا هم بدورهم بمساعدة حزب الإصلاح السياسي في تمرير مشاريع قراراته. و من ذلك حصوله على تقديم الدعم للأطفال لمساعدة الناس على تكوين عائلات أكبر، و تقليص ساعات العمل أيام الآحاد، و منع تدريس حقوق المثليين في مدارس التعليم العام.

و رغم أن هذا الحزب لا يتمتع بشعبية عالية، إلا أنه مؤثر فعال على مستوى البلديات الهولندية الپروتستانتية. و يعارض هذا الحزب الاندماج الأوربي.

يذكر أن حزب الإصلاح السياسي حاز في يوليو 2010 على مقعدين في البرلمان الهولندي، و مقعد في مجلس الشيوخ الهولندي، و مقعد واحد في البرلمان الأوربي. و هو التاسع من حيث حجم التمثيل داخل البرلمان.