- الاثنين إبريل 30, 2012 7:47 pm
#49575
أهداف الحرب في الإسلام:
جاء الإسلام والحرب من حياة العرب، حتى احتاج القوم لمنع الحرب من أجل مصلحتهم التي تتمثل في توافد الناس للحج، فأرادوا إيقاف الحرب في تلك الأشهر، حيث تعني لهم قوافل الحجاج ازدهار التجارة وتحصيل الأرباح الكثيرة، ولقد كان هذا القرار قابل للتلاعب والتحايل من أولئك المتنفذين في المجتمع، فإنهم كثيراً ما يحتالون على هذا القرار النبيل فيتركونه لحاجتهم للحرب أو إذا راق لهم تركه، ثم يعوضون هذه الأشهر الحرم التي تخلوا فيها عن التمسك بعدم القتال بأشهر أخرى من السنة يحرمون القتال فيها، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37]، فعد القران من الزيادة في الكفر تلاعبهم بهذا الخلق النبيل كما في الآية السابقة، وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الأشهر المعظمة الأربعة كما كانت تفعل قريش، ولكنه حرم ما شوه نبلها من النسأ فقال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"(1)
وحروب الجاهلية كانت تنشب لمجرد الرغبة في السلب والنهب أو قصد إذلال الآخرين، أو لأسباب تافهة، فحرب البسوس التي دامت عقوداً نشبت بسبب ناقة كسرت بيضة، وحرب داحس والغبراء التي أكلت الأخضر واليابس سببها سباق بين فرسين.
لهذه الأسباب وأشباهها قامت الحرب الجاهلية، فغير الإسلام مسار ذلك المجتمع وعظم أمر الدماء فيه وكره إليه الحرب، حتى بلغ الأمر بنبي الرحمة أن كره التسمي باسمها فقال "تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة"(2).
ولقد حرم الإسلام على أهل القبلة أن يتحاربوا ويتقاتلوا فعن الأحنف بن قيس قال: "ذهبت لأنصر هذا الرجل –يعني علياً رضي الله عنه- " فلقيني أبو بكرة فقال: " أين تريد؟" قلت: "أنصر هذا الرجل" قال: "ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" فقلت: "يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟" قال: "إنه كان حريصًا على قتل صاحبه"(3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة"(4)
وقال عليه الصلاة والسلام: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"(5)
ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"(6) وقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: "لا إله إلا الله" فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قلت: "كان متعوذًا"، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم"(7).
http://almoslim.net/node/91399
جاء الإسلام والحرب من حياة العرب، حتى احتاج القوم لمنع الحرب من أجل مصلحتهم التي تتمثل في توافد الناس للحج، فأرادوا إيقاف الحرب في تلك الأشهر، حيث تعني لهم قوافل الحجاج ازدهار التجارة وتحصيل الأرباح الكثيرة، ولقد كان هذا القرار قابل للتلاعب والتحايل من أولئك المتنفذين في المجتمع، فإنهم كثيراً ما يحتالون على هذا القرار النبيل فيتركونه لحاجتهم للحرب أو إذا راق لهم تركه، ثم يعوضون هذه الأشهر الحرم التي تخلوا فيها عن التمسك بعدم القتال بأشهر أخرى من السنة يحرمون القتال فيها، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة: 37]، فعد القران من الزيادة في الكفر تلاعبهم بهذا الخلق النبيل كما في الآية السابقة، وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الأشهر المعظمة الأربعة كما كانت تفعل قريش، ولكنه حرم ما شوه نبلها من النسأ فقال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان"(1)
وحروب الجاهلية كانت تنشب لمجرد الرغبة في السلب والنهب أو قصد إذلال الآخرين، أو لأسباب تافهة، فحرب البسوس التي دامت عقوداً نشبت بسبب ناقة كسرت بيضة، وحرب داحس والغبراء التي أكلت الأخضر واليابس سببها سباق بين فرسين.
لهذه الأسباب وأشباهها قامت الحرب الجاهلية، فغير الإسلام مسار ذلك المجتمع وعظم أمر الدماء فيه وكره إليه الحرب، حتى بلغ الأمر بنبي الرحمة أن كره التسمي باسمها فقال "تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة"(2).
ولقد حرم الإسلام على أهل القبلة أن يتحاربوا ويتقاتلوا فعن الأحنف بن قيس قال: "ذهبت لأنصر هذا الرجل –يعني علياً رضي الله عنه- " فلقيني أبو بكرة فقال: " أين تريد؟" قلت: "أنصر هذا الرجل" قال: "ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" فقلت: "يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟" قال: "إنه كان حريصًا على قتل صاحبه"(3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة"(4)
وقال عليه الصلاة والسلام: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"(5)
ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"(6) وقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: "لا إله إلا الله" فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قلت: "كان متعوذًا"، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم"(7).
http://almoslim.net/node/91399